المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها - الحديث في علوم القرآن والحديث

[حسن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌المقدّمة

- ‌علوم القرآن

- ‌تاريخ علوم القرآن

- ‌عهد التمهيد لتدوين علوم القرآن

- ‌عهد التدوين لعلوم القرآن

- ‌أول عهد لظهور هذا الاصطلاح

- ‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها

- ‌ترتيب آيات القرآن وسوره

- ‌ملاحظة:

- ‌ترتيب السور

- ‌معنى السورة:

- ‌أقسام السور:

- ‌المذاهب في ترتيب السور:

- ‌القول الأول: أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان باجتهاد من الصحابة

- ‌القول الثاني: أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌القول الثالث: أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة

- ‌احترام هذا الترتيب:

- ‌المكي والمدني من القرآن الكريم

- ‌الاصطلاحات في معنى المكي والمدني

- ‌الاصطلاح الأول: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني: ما نزل بالمدينة

- ‌الاصطلاح الثاني: أن المكي: ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني: ما وقع خطابا لأهل المدينة

- ‌الاصطلاح الثالث وهو المشهور: أن المكي: ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وإن كان نزوله بغير مكة، والمدني: ما نزل بعد هذه الهجرة

- ‌فائدة العلم بالمكي والمدني

- ‌الطريق الموصلة إلى معرفة المكي والمدني

- ‌الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني

- ‌عدد السور المكية والمدنية والمختلف فيها

- ‌إنزالات القرآن

- ‌الإنزال الأول: إلى اللوح المحفوظ

- ‌الإنزال الثاني: كان إلى بيت العزة في السماء الدنيا

- ‌الإنزال الثالث: [كان على قلب النبي ص بواسطة جبرئيل ع]

- ‌كيفية أخذ جبريل للقرآن؟ وعمن أخذ

- ‌ما الذي نزل به جبريل

- ‌الفرق بين القرآن والسنة في الوحي

- ‌مدة نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌دليل تنجيم هذا النزول

- ‌الحكم والأسرار في تنجيم القرآن

- ‌الحكمة الأولى تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوية قلبه

- ‌الحكمة الثانية التدرج في تربية هذه الأمة الناشئة علما وعملا

- ‌الحكمة الثالثة مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها

- ‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده

- ‌حقيقة الوحي وأنواعه وكيفياته

- ‌معرفة أول و‌‌آخر ما نزلمن القرآن

- ‌آخر ما نزل

- ‌ أول ما نزل

- ‌تنبيه:

- ‌معرفة أسباب النزول

- ‌[المسألة] الأولى: زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ

- ‌المسألة الثانية: اختلف أهل الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الثالثة: قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الرابعة: [في أسباب نزول الآية]

- ‌تنبيه: (1)

- ‌تنبيه: (2)

- ‌تنبيه: (3)

- ‌ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة

- ‌ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه

- ‌إعجاز القرآن الكريم

- ‌أوجه الإعجاز

- ‌آداب تلاوته وكيفيتها

- ‌حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن

- ‌ما يستحب عند القراءة

- ‌التعوذ وقراءة البسملة عند التلاوة

- ‌قراءة القرآن في المصحف أفضل أم عن ظهر قلب

- ‌حكم خلط سورة بسورة

- ‌حكم قراءة القرآن مع جماعة

- ‌ختم القرآن

- ‌التكبير بين السور ابتداء من سورة الضحى

- ‌ما يفعله القارئ عند ختم القرآن

- ‌حكم من شرب شيئا كتب من القرآن

- ‌أحكام تتعلق باحترام المصحف وتعظيمه

- ‌تجويد القرآن

- ‌كيفية تحمل القرآن الكريم

- ‌كيفيات القراءة

- ‌إحداها: التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه، من إشباع المد

- ‌الثانية: الحدر بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين

- ‌الثالثة: التدوير: وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر

- ‌تنبيه:

- ‌المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌المتشابه من آيات الصفات

- ‌معنى كون القرآن أنزل على سبعة أحرف

- ‌القول في القراءات السبع

- ‌فضل قراءة القرآن وحفظه وتعلمه وتعليمه

- ‌ترجمة القرآن وأحكامها

- ‌الترجمة في اللغة:

- ‌الترجمة في العرف:

- ‌تقسيم الترجمة [بالمعنى العرفي]:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة مطلقا:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة الحرفية:

- ‌فروق بين الترجمة والتفسير:

- ‌تنبيهان مفيدان:

- ‌أولهما: أنه لا فرق بين الترجمة الحرفية والتفسيرية من حيث الحقيقة

- ‌ثانيهما: أن تفسير الأصل بلغته، يساوي تفسيره بغير لغته

- ‌القرآن ومعانيه ومقاصده

- ‌معاني القرآن نوعان:

- ‌مقاصد القرآن الكريم

- ‌[المقصد الأول] هداية القرآن:

- ‌[المقصد الثاني] إعجاز القرآن:

- ‌[المقصد الثالث] التعبد بتلاوة القرآن:

- ‌حكم ترجمة القرآن تفصيلا

- ‌1 - ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه:

- ‌2 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغته العربية:

- ‌3 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغة أجنبية:

- ‌أمور مهمة:

- ‌أولها: أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية

- ‌الأمر الثاني: أن تفاسير القرآن المتداولة بيننا تتناول المفرد من الأصل، وبجانبه شرحه

- ‌الأمر الثالث: أن ترجمة القرآن بهذا المعنى مساوية لترجمة تفسيره العربي

- ‌الأمر الرابع: ذهب بعضهم إلى تسمية هذا النوع وما يشبهه ترجمة تفسيرية للقرآن بالمعنى العرفي

- ‌الأمر الخامس: يجب أن تسمى مثل هذه الترجمة، ترجمة تفسير القرآن

- ‌الأمر السادس: يحسن أن يدون التفسير العربي وتشفع به ترجمته هذه

- ‌الأمر السابع: يجب أن يصدر هذا التفسير المترجم بمقدمة تنفي عنه في صراحة أنه ترجمة للقرآن نفسه

- ‌فوائد الترجمة بهذا المعنى

- ‌الفائدة الأولى: رفع النقاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لم يستطع أن يراها بمنظار اللغة العربية

- ‌الفائدة الثانية: دفع الشبهات التي لفقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن وتفسيره

- ‌الفائدة الثالثة: تنوير غير المسلمين من الأجانب بحقائق الإسلام

- ‌الفائدة الرابعة: إزالة الحواجز والموانع التي أقامها الخبثاء الماكرون للحيلولة بين الإسلام وعشاق الحق من الأمم الأجنبية

- ‌الفائدة الخامسة: براءة ذمتنا من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه

- ‌4 - ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى:

- ‌الحكم على هذه الترجمة بالاستحالة العادية:

- ‌حكم قراءة الترجمة والصلاة بها:

- ‌مذهب الشافعية:

- ‌مذهب المالكية:

- ‌مذهب الحنابلة:

- ‌مذهب الحنفية:

- ‌النسخ في القرآن الكريم

- ‌أهمية هذا المبحث:

- ‌ما هو النسخ

- ‌النسخ في اللغة:

- ‌النسخ في الاصطلاح:

- ‌ما لا بد منه في النسخ

- ‌الفرق بين النسخ والبداء

- ‌الفرق بين النسخ والتخصيص

- ‌النسخ بين مثبتيه ومنكريه

- ‌الأدلة على النسخ

- ‌حكمة الله في النسخ

- ‌شبه أبي مسلم في إنكار النسخ والرد عليها

- ‌طرق معرفة النسخ

- ‌قانون التعارض:

- ‌ما يتناوله النسخ

- ‌أنواع النسخ في القرآن

- ‌1 - أما نسخ الحكم والتلاوة جميعا:

- ‌2 - وأما نسخ الحكم دون التلاوة:

- ‌3 - وأما نسخ التلاوة دون الحكم:

- ‌النسخ ببدل وبغير بدل

- ‌شبهة ودفعها

- ‌نسخ الحكم ببدل أخف أو مساو أو أثقل

- ‌النسخ في دورانه بين الكتاب والسنة

- ‌القسم الأول: نسخ القرآن بالقرآن:

- ‌القسم الثاني: نسخ القرآن بالسنة:

- ‌1 - مقام الجواز:

- ‌شبهتان ودفعهما

- ‌2 - مقام الوقوع:

- ‌القسم الثالث: نسخ السنة بالقرآن:

- ‌ دليل الجواز

- ‌شبهة للمانعين ودفعها:

- ‌القسم الرابع: نسخ السنة بالسنة:

- ‌ملاحظة:

- ‌التفسير والمفسرين وما يتعلق بهما

- ‌[معنى] التفسير:

- ‌التفسير معناه في اللغة:

- ‌والتفسير في الاصطلاح:

- ‌التأويل:

- ‌أنواع التفسير:

- ‌فضل التفسير والحاجة إليه:

- ‌أقسام التفسير

- ‌التفسير بالمأثور

- ‌المفسرون من الصحابة

- ‌تفسير ابن عباس الرواية عنه واختلاف الرواة فيها

- ‌المفسرون من التابعين وطبقاتهم

- ‌ طبقة أهل مكة

- ‌طبقة أهل المدينة:

- ‌طبقة أهل العراق:

- ‌نقد المروي عن التابعين:

- ‌ضعف الرواية بالمأثور

- ‌تدوين التفسير بالمأثور وخصائص كتبه

- ‌فكرة عن تفسير ابن جرير:

- ‌تفسير أبي الليث السمرقندي:

- ‌الدر المنثور في التفسير بالمأثور:

- ‌تفسير ابن كثير:

- ‌تفسير البغوي:

- ‌تفسير بقيّ بن مخلد:

- ‌طرق المفسرين بعد العصر الأول:

- ‌التفسير المحمود والتفسير المذموم:

- ‌ميزان المدح والذم:

- ‌غلطة التعصب للرأي:

- ‌التفسير بالرأي وبيان ما يجوز منه وما لا يجوز

- ‌العلوم التي يحتاجها المفسر

- ‌ملاحظة:

- ‌أهم كتب التفسير بالرأي

- ‌تفسير «الجلالين»

- ‌تفسير البيضاوي:

- ‌تفسير الفخر الرازي:

- ‌تفسير أبي السعود:

- ‌تفسير النيسابوري:

- ‌تفسير الألوسي:

- ‌تفسير النسفي:

- ‌تفسير الخطيب:

- ‌تفسير الخازن:

- ‌تفاسير الفرق المختلفة

- ‌تفاسير المعتزلة

- ‌تفاسير الباطنية

- ‌تفاسير الشيعة

- ‌التفسير الإشاري:

- ‌أهم كتب التفسير الإشاري:

- ‌نصيحة خالصة:

- ‌علوم الحديث

- ‌أهمية علوم الحديث

- ‌المصنفون في هذا العلم

- ‌ألقاب المحدثين

- ‌«المسند»

- ‌اصطلاحات في كتب الحديث

- ‌الجامع:

- ‌المعجم:

- ‌الجزء والرسالة الأربعون:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد المستخرجات على الصحيحين:

- ‌المستدركات:

- ‌كتب العلل:

- ‌اصطلاحات لفظية لعلماء الحديث

- ‌المسند:

- ‌المتصل:

- ‌ المرفوع

- ‌الموقوف

- ‌المعضل:

- ‌المقطوع:

- ‌المنقطع:

- ‌المرسل:

- ‌حكم ما يصدر عن الصحابي من الأقوال

- ‌الحديث القدسي

- ‌معنى الحديث القدسي:

- ‌الفرق بين القرآن والحديث القدسي:

- ‌الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:

- ‌عدد الأحاديث القدسية:

- ‌أقسام الخبر «الحديث»

- ‌الحديث المتواتر

- ‌متى يفيد المتواتر العلم الضروري

- ‌شروط السامعين

- ‌حديث الآحاد

- ‌القول الفصل

- ‌أقسام الآحاد

- ‌شروط العمل بخبر الواحد

- ‌الشرط الأول- التكليف:

- ‌الشرط الثاني- الإسلام:

- ‌الشرط الثالث- العدالة:

- ‌الصغائر والكبائر

- ‌تعريف الكبائر

- ‌شروط مدلول الخبر

- ‌تنبيهات مهمة

- ‌شروط لفظ الخبر

- ‌إيضاح مهم

- ‌الحديث الصحيح

- ‌المشهور:

- ‌الغريب والعزيز:

- ‌أقسام الصحيح من حيث القوة

- ‌حكم المعلق في البخاري ومسلم

- ‌الفرق بين: صحيح وصحيح الإسناد

- ‌متى يصير الحسن صحيحا

- ‌متى يكون الضعيف قويّا

- ‌أول من جمع صحاح الحديث

- ‌عدد ما في الصحيحين من الحديث

- ‌الزيادات على الصحيحين

- ‌موطأ مالك

- ‌إطلاق اسم الصحيح على الترمذي والنسائي

- ‌مسند الإمام أحمد

- ‌الكتب الخمسة

- ‌الحديث الحسن

- ‌الترمذي أصل في معرفة الحسن

- ‌أبو داود سننه من مظان الحسن

- ‌مفهوم قول الترمذي: حسن صحيح

- ‌حكم الحديث الموقوف

- ‌المعنعن

- ‌الحديث المؤنن

- ‌الاعتبار و‌‌المتابعةو‌‌الشاهد

- ‌المتابعة

- ‌الشاهد

- ‌الشاذ والمنكر

- ‌القول في خلط الثقة

- ‌بيان الناسخ والمنسوخ

- ‌بم يعرف النسخ

- ‌معرفة صفة من تقبل روايته ومن تردّ روايته

- ‌بما تثبت عدالة الراوي وضبطه

- ‌فائدة:

- ‌العدد الذي يثبت به الجرح والتعديل

- ‌رواية المجهول

- ‌حكم التائب من الكذب

- ‌حكم أخذ الأجرة على الحديث

- ‌الحديث المعلل

- ‌الحديث المضطرب

- ‌المدرج

- ‌حكم الإدراج

- ‌الحديث الموضوع

- ‌خلاصة في حكم رواية الحديث الموضوع

- ‌قرائن المروي:

- ‌أسباب الوضع

- ‌لا يلزم من ضعف السند ضعف الحديث

- ‌فائدة:

- ‌رواية الحديث الضعيف

- ‌ألفاظ التعديل والجرح

- ‌أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:

- ‌وأما ألفاظهم في الجرح فهي- أيضا- على مراتب:

- ‌بيان أقسام طرق نقل الحديث وتحمله

- ‌القسم الأول: السماع من لفظ الشيخ:

- ‌القسم الثاني من أقسام الأخذ والتحمل: القراءة على الشيخ:

- ‌القسم الثالث من أقسام طرق نقل الحديث وتحمله: الإجازة:

- ‌القسم الرابع من أقسام طرق تحمل الحديث وتلقيه: المناولة:

- ‌القسم الخامس من أقسام طرق نقل الحديث وتلقيه: المكاتبة:

- ‌القسم السادس من أقسام الأخذ ووجوه النقل: إعلام الراوي للطالب:

- ‌القسم السابع من أقسام الأخذ والتحمل: الوصية بالكتب:

- ‌القسم الثامن: الوجادة:

- ‌معرفة المصحّف من أسانيد الأحاديث ومتونها

- ‌عادة المحدثين

- ‌رموز المحدثين

- ‌ليس للراوي أن يزيد أو ينقص في نسب غير شيخه أو صفته

- ‌ما يستحب لكاتب الحديث

- ‌ذكر النبي بدل الرسول وعكسه

- ‌تعريف الصحابي والتابعي

- ‌أمور تتعلق بالصحابة

- ‌1 - عدالتهم جميعا:

- ‌2 - أكثرهم حديثا:

- ‌العبادلة منهم:

- ‌3 - أكثرهم أتباعا وأكثرهم علما:

- ‌4 - عدد من روى الأحاديث منهم:

- ‌5 - أفضلهم:

- ‌6 - أولهم إسلاما:

- ‌7 - آخرهم موتا:

- ‌المنسوبون منهم إلى أمهاتهم

- ‌المخضرمون من التابعين

- ‌أكابر التابعين

- ‌أفضل التابعين

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها

قصيرة بالنسبة للمؤلفات التي ألفت بعد ذلك في هذا النوع.

ثم أهلّ القرن الثامن فكتب فيه بدر الدين الزركشي المتوفى سنة 794 هـ كتابا سماه «البرهان في علوم القرآن» يقع في مجلدين ناقصين.

ثم طلع القرن التاسع على هذا العلم باليمن والبركة، فدرج فيه وترعرع، إذ ألف محمد ابن سليمان الكافيجي المتوفى سنة 873 هـ كتابا يقول السيوطي عنه:«إنه لم يسبق إليه» .

وفي هذا القرن التاسع أيضا ألف السيوطي كتابا سماه: «الإتقان في علوم القرآن» وهو عمدة الباحثين والكاتبين في هذا الفن. ذكر فيه ثمانين نوعا من أنواع علوم القرآن على سبيل الإجمال والإدماج، ثم قال بعد أن سردها نوعا نوعا:«ولو نوعت باعتبار ما أدمجته فيها لزادت على الثلاثمائة» اه.

وتوفي السيوطي رحمه الله سنة 911 هـ في مفتتح القرن العاشر، وكأن نهايته كانت نهاية لنهضة التأليف في علوم القرآن (عليه سحائب الرحمة والرضوان) فلم نر من سار في هذا المضمار مثله بعده، كما لم نر من بزه فيه قبله. اه. مناهل. باختصار.

‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها

كان القرآن في مدة النبي صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال، وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد، وفي لخاف، وظرر، وفي خزف وغير ذلك.

قال الأصمعي: اللخاف: حجارة بيض رقاق واحدتها لخفة. والظرر: حجر له حدّ كحد السكين والجمع ظرار، مثل رطب ورطاب، وربع ورباع.

فلم استحرّ القتل بالقرّاء يوم اليمامة في زمن الصديق رضي الله عنه، وقتل منهم في ذلك اليوم فيما قيل سبعمائة، أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراء، كأبيّ، وابن مسعود، وزيد، فندبا زيد بن ثابت إلى ذلك، فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد رضي الله عنه.

روى البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إلى أبي بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القراء إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر؛ قال زيد: وعنده عمر جالس لا يتكلم، فقال لي أبو

ص: 13

بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن؛ قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر؛ فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع غيره لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخرها. فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.

وقال الترمذي في حديثه عنه: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [قال: حديث حسن صحيح].

وفي البخاري عن زيد بن ثابت قال: لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.

فإن قيل: فما وجه جمع عثمان الناس على مصحفه، وقد سبقه أبو بكر إلى ذلك وفرغ منه؟ قيل: إن عثمان رضي الله عنه لم يقصد بما صنع جمع الناس على تأليف المصحف، ألا ترى كيف أرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها ثم نردّها إليك على ما يأتي؛ وإنما فعل ذلك عثمان؛ لأن الناس اختلفوا في القراءات بسبب تفرق الصحابة في البلدان واشتد الأمر في ذلك وعظم اختلافهم وتشبثهم ووقع بين أهل الشام والعراق ما ذكره حذيفة رضي الله عنه وذلك أنهم اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها، فاختلفوا وتنازعوا وأظهر بعضهم إكفار بعض والبراءة منه وتلاعنوا، فأشفق حذيفة مما رأى منهم، فلما قدم حذيفة المدينة «فيما ذكر البخاري والترمذي» دخل إلى عثمان قبل أن يدخل إلى بيته، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك، قال: في ماذا؟ قال:

في كتاب الله، إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق والشام والحجاز فوصف له ما تقدم، وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلف اليهود والنصارى، قلت: وهذا أدل دليل على بطلان من قال: إن المراد بالأحرف

ص: 14

السبعة قراءة القراء السبعة؛ لأن الحق لا يختلف فيه، وقد روى سويد بن غفلة عن علي ابن أبي طالب أن عثمان قال: ما ترون في المصاحف فإن الناس قد اختلفوا في القراءة حتى إن الرجل ليقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وقراءتي أفضل من قراءتك، وهذا شبيه بالكفر، قلنا: ما الرأي عندك يا أمير المؤمنين؟. قال: الرأي عندي أن يجتمع الناس على قراءة، فإنكم إذا اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافا، قلنا: الرأي رأيك يا أمير المؤمنين. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاصي، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق، وكان هذا من عثمان رضي الله عنه بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت من القراءات المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم واطّراح ما سواها، واستصوبوا رأيه وكان رأيا سديدا موفقا رحمة الله عليه وعليهم أجمعين.

قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال،: يا معشر المسلمين، أعزل عن نسخ المصاحف ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر؟ يريد زيد بن ثابت.

قال أبو بكر الأنباري: ولم يكن الاختيار لزيد من جهة أبي بكر وعمر وعثمان على عبد الله بن مسعود في جمع القرآن، وعبد الله أفضل من زيد، وأقدم في الإسلام وأكثر سوابق وأعظم فضائل، إلا لأن زيدا كان أحفظ للقرآن من عبد الله إذ وعاه كله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، والذي حفظ منه عبد الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم نيف وسبعون سورة، ثم تعلّم الباقي بعد وفاة الرسول، فالذي ختم القرآن وحفظه ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أولى بجمع المصحف وأحق بالإيثار والاختيار، ولا ينبغي أن يظن جاهل أن في هذا طعنا على عبد الله بن مسعود؛ لأن زيدا إذا كان أحفظ للقرآن منه فليس ذلك موجبا لتقدمته عليه؛ لأن أبا بكر

وعمر رضي الله عنهما كان زيد أحفظ منهما للقرآن، وليس هو خيرا منهما، ولا مساويا لهما في الفضائل والمناقب.

ونسخ منها عثمان نسخا، قال غيره: قيل سبعة، وقيل أربعة، وهو الأكثر، ووجّه بها

ص: 15