المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده - الحديث في علوم القرآن والحديث

[حسن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌المقدّمة

- ‌علوم القرآن

- ‌تاريخ علوم القرآن

- ‌عهد التمهيد لتدوين علوم القرآن

- ‌عهد التدوين لعلوم القرآن

- ‌أول عهد لظهور هذا الاصطلاح

- ‌جمع القرآن وسبب كتب عثمان المصاحف وإحراقه ما سواها

- ‌ترتيب آيات القرآن وسوره

- ‌ملاحظة:

- ‌ترتيب السور

- ‌معنى السورة:

- ‌أقسام السور:

- ‌المذاهب في ترتيب السور:

- ‌القول الأول: أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان باجتهاد من الصحابة

- ‌القول الثاني: أن ترتيب السور كلها توقيفي بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌القول الثالث: أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة

- ‌احترام هذا الترتيب:

- ‌المكي والمدني من القرآن الكريم

- ‌الاصطلاحات في معنى المكي والمدني

- ‌الاصطلاح الأول: أن المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني: ما نزل بالمدينة

- ‌الاصطلاح الثاني: أن المكي: ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني: ما وقع خطابا لأهل المدينة

- ‌الاصطلاح الثالث وهو المشهور: أن المكي: ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وإن كان نزوله بغير مكة، والمدني: ما نزل بعد هذه الهجرة

- ‌فائدة العلم بالمكي والمدني

- ‌الطريق الموصلة إلى معرفة المكي والمدني

- ‌الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني

- ‌عدد السور المكية والمدنية والمختلف فيها

- ‌إنزالات القرآن

- ‌الإنزال الأول: إلى اللوح المحفوظ

- ‌الإنزال الثاني: كان إلى بيت العزة في السماء الدنيا

- ‌الإنزال الثالث: [كان على قلب النبي ص بواسطة جبرئيل ع]

- ‌كيفية أخذ جبريل للقرآن؟ وعمن أخذ

- ‌ما الذي نزل به جبريل

- ‌الفرق بين القرآن والسنة في الوحي

- ‌مدة نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌دليل تنجيم هذا النزول

- ‌الحكم والأسرار في تنجيم القرآن

- ‌الحكمة الأولى تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوية قلبه

- ‌الحكمة الثانية التدرج في تربية هذه الأمة الناشئة علما وعملا

- ‌الحكمة الثالثة مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها

- ‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده

- ‌حقيقة الوحي وأنواعه وكيفياته

- ‌معرفة أول و‌‌آخر ما نزلمن القرآن

- ‌آخر ما نزل

- ‌ أول ما نزل

- ‌تنبيه:

- ‌معرفة أسباب النزول

- ‌[المسألة] الأولى: زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ

- ‌المسألة الثانية: اختلف أهل الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الثالثة: قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل

- ‌تنبيه:

- ‌المسألة الرابعة: [في أسباب نزول الآية]

- ‌تنبيه: (1)

- ‌تنبيه: (2)

- ‌تنبيه: (3)

- ‌ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة

- ‌ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه

- ‌إعجاز القرآن الكريم

- ‌أوجه الإعجاز

- ‌آداب تلاوته وكيفيتها

- ‌حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن

- ‌ما يستحب عند القراءة

- ‌التعوذ وقراءة البسملة عند التلاوة

- ‌قراءة القرآن في المصحف أفضل أم عن ظهر قلب

- ‌حكم خلط سورة بسورة

- ‌حكم قراءة القرآن مع جماعة

- ‌ختم القرآن

- ‌التكبير بين السور ابتداء من سورة الضحى

- ‌ما يفعله القارئ عند ختم القرآن

- ‌حكم من شرب شيئا كتب من القرآن

- ‌أحكام تتعلق باحترام المصحف وتعظيمه

- ‌تجويد القرآن

- ‌كيفية تحمل القرآن الكريم

- ‌كيفيات القراءة

- ‌إحداها: التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه، من إشباع المد

- ‌الثانية: الحدر بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين

- ‌الثالثة: التدوير: وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر

- ‌تنبيه:

- ‌المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌المتشابه من آيات الصفات

- ‌معنى كون القرآن أنزل على سبعة أحرف

- ‌القول في القراءات السبع

- ‌فضل قراءة القرآن وحفظه وتعلمه وتعليمه

- ‌ترجمة القرآن وأحكامها

- ‌الترجمة في اللغة:

- ‌الترجمة في العرف:

- ‌تقسيم الترجمة [بالمعنى العرفي]:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة مطلقا:

- ‌ما لا بد منه في الترجمة الحرفية:

- ‌فروق بين الترجمة والتفسير:

- ‌تنبيهان مفيدان:

- ‌أولهما: أنه لا فرق بين الترجمة الحرفية والتفسيرية من حيث الحقيقة

- ‌ثانيهما: أن تفسير الأصل بلغته، يساوي تفسيره بغير لغته

- ‌القرآن ومعانيه ومقاصده

- ‌معاني القرآن نوعان:

- ‌مقاصد القرآن الكريم

- ‌[المقصد الأول] هداية القرآن:

- ‌[المقصد الثاني] إعجاز القرآن:

- ‌[المقصد الثالث] التعبد بتلاوة القرآن:

- ‌حكم ترجمة القرآن تفصيلا

- ‌1 - ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه:

- ‌2 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغته العربية:

- ‌3 - ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغة أجنبية:

- ‌أمور مهمة:

- ‌أولها: أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية

- ‌الأمر الثاني: أن تفاسير القرآن المتداولة بيننا تتناول المفرد من الأصل، وبجانبه شرحه

- ‌الأمر الثالث: أن ترجمة القرآن بهذا المعنى مساوية لترجمة تفسيره العربي

- ‌الأمر الرابع: ذهب بعضهم إلى تسمية هذا النوع وما يشبهه ترجمة تفسيرية للقرآن بالمعنى العرفي

- ‌الأمر الخامس: يجب أن تسمى مثل هذه الترجمة، ترجمة تفسير القرآن

- ‌الأمر السادس: يحسن أن يدون التفسير العربي وتشفع به ترجمته هذه

- ‌الأمر السابع: يجب أن يصدر هذا التفسير المترجم بمقدمة تنفي عنه في صراحة أنه ترجمة للقرآن نفسه

- ‌فوائد الترجمة بهذا المعنى

- ‌الفائدة الأولى: رفع النقاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لم يستطع أن يراها بمنظار اللغة العربية

- ‌الفائدة الثانية: دفع الشبهات التي لفقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن وتفسيره

- ‌الفائدة الثالثة: تنوير غير المسلمين من الأجانب بحقائق الإسلام

- ‌الفائدة الرابعة: إزالة الحواجز والموانع التي أقامها الخبثاء الماكرون للحيلولة بين الإسلام وعشاق الحق من الأمم الأجنبية

- ‌الفائدة الخامسة: براءة ذمتنا من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه

- ‌4 - ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى:

- ‌الحكم على هذه الترجمة بالاستحالة العادية:

- ‌حكم قراءة الترجمة والصلاة بها:

- ‌مذهب الشافعية:

- ‌مذهب المالكية:

- ‌مذهب الحنابلة:

- ‌مذهب الحنفية:

- ‌النسخ في القرآن الكريم

- ‌أهمية هذا المبحث:

- ‌ما هو النسخ

- ‌النسخ في اللغة:

- ‌النسخ في الاصطلاح:

- ‌ما لا بد منه في النسخ

- ‌الفرق بين النسخ والبداء

- ‌الفرق بين النسخ والتخصيص

- ‌النسخ بين مثبتيه ومنكريه

- ‌الأدلة على النسخ

- ‌حكمة الله في النسخ

- ‌شبه أبي مسلم في إنكار النسخ والرد عليها

- ‌طرق معرفة النسخ

- ‌قانون التعارض:

- ‌ما يتناوله النسخ

- ‌أنواع النسخ في القرآن

- ‌1 - أما نسخ الحكم والتلاوة جميعا:

- ‌2 - وأما نسخ الحكم دون التلاوة:

- ‌3 - وأما نسخ التلاوة دون الحكم:

- ‌النسخ ببدل وبغير بدل

- ‌شبهة ودفعها

- ‌نسخ الحكم ببدل أخف أو مساو أو أثقل

- ‌النسخ في دورانه بين الكتاب والسنة

- ‌القسم الأول: نسخ القرآن بالقرآن:

- ‌القسم الثاني: نسخ القرآن بالسنة:

- ‌1 - مقام الجواز:

- ‌شبهتان ودفعهما

- ‌2 - مقام الوقوع:

- ‌القسم الثالث: نسخ السنة بالقرآن:

- ‌ دليل الجواز

- ‌شبهة للمانعين ودفعها:

- ‌القسم الرابع: نسخ السنة بالسنة:

- ‌ملاحظة:

- ‌التفسير والمفسرين وما يتعلق بهما

- ‌[معنى] التفسير:

- ‌التفسير معناه في اللغة:

- ‌والتفسير في الاصطلاح:

- ‌التأويل:

- ‌أنواع التفسير:

- ‌فضل التفسير والحاجة إليه:

- ‌أقسام التفسير

- ‌التفسير بالمأثور

- ‌المفسرون من الصحابة

- ‌تفسير ابن عباس الرواية عنه واختلاف الرواة فيها

- ‌المفسرون من التابعين وطبقاتهم

- ‌ طبقة أهل مكة

- ‌طبقة أهل المدينة:

- ‌طبقة أهل العراق:

- ‌نقد المروي عن التابعين:

- ‌ضعف الرواية بالمأثور

- ‌تدوين التفسير بالمأثور وخصائص كتبه

- ‌فكرة عن تفسير ابن جرير:

- ‌تفسير أبي الليث السمرقندي:

- ‌الدر المنثور في التفسير بالمأثور:

- ‌تفسير ابن كثير:

- ‌تفسير البغوي:

- ‌تفسير بقيّ بن مخلد:

- ‌طرق المفسرين بعد العصر الأول:

- ‌التفسير المحمود والتفسير المذموم:

- ‌ميزان المدح والذم:

- ‌غلطة التعصب للرأي:

- ‌التفسير بالرأي وبيان ما يجوز منه وما لا يجوز

- ‌العلوم التي يحتاجها المفسر

- ‌ملاحظة:

- ‌أهم كتب التفسير بالرأي

- ‌تفسير «الجلالين»

- ‌تفسير البيضاوي:

- ‌تفسير الفخر الرازي:

- ‌تفسير أبي السعود:

- ‌تفسير النيسابوري:

- ‌تفسير الألوسي:

- ‌تفسير النسفي:

- ‌تفسير الخطيب:

- ‌تفسير الخازن:

- ‌تفاسير الفرق المختلفة

- ‌تفاسير المعتزلة

- ‌تفاسير الباطنية

- ‌تفاسير الشيعة

- ‌التفسير الإشاري:

- ‌أهم كتب التفسير الإشاري:

- ‌نصيحة خالصة:

- ‌علوم الحديث

- ‌أهمية علوم الحديث

- ‌المصنفون في هذا العلم

- ‌ألقاب المحدثين

- ‌«المسند»

- ‌اصطلاحات في كتب الحديث

- ‌الجامع:

- ‌المعجم:

- ‌الجزء والرسالة الأربعون:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد المستخرجات على الصحيحين:

- ‌المستدركات:

- ‌كتب العلل:

- ‌اصطلاحات لفظية لعلماء الحديث

- ‌المسند:

- ‌المتصل:

- ‌ المرفوع

- ‌الموقوف

- ‌المعضل:

- ‌المقطوع:

- ‌المنقطع:

- ‌المرسل:

- ‌حكم ما يصدر عن الصحابي من الأقوال

- ‌الحديث القدسي

- ‌معنى الحديث القدسي:

- ‌الفرق بين القرآن والحديث القدسي:

- ‌الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:

- ‌عدد الأحاديث القدسية:

- ‌أقسام الخبر «الحديث»

- ‌الحديث المتواتر

- ‌متى يفيد المتواتر العلم الضروري

- ‌شروط السامعين

- ‌حديث الآحاد

- ‌القول الفصل

- ‌أقسام الآحاد

- ‌شروط العمل بخبر الواحد

- ‌الشرط الأول- التكليف:

- ‌الشرط الثاني- الإسلام:

- ‌الشرط الثالث- العدالة:

- ‌الصغائر والكبائر

- ‌تعريف الكبائر

- ‌شروط مدلول الخبر

- ‌تنبيهات مهمة

- ‌شروط لفظ الخبر

- ‌إيضاح مهم

- ‌الحديث الصحيح

- ‌المشهور:

- ‌الغريب والعزيز:

- ‌أقسام الصحيح من حيث القوة

- ‌حكم المعلق في البخاري ومسلم

- ‌الفرق بين: صحيح وصحيح الإسناد

- ‌متى يصير الحسن صحيحا

- ‌متى يكون الضعيف قويّا

- ‌أول من جمع صحاح الحديث

- ‌عدد ما في الصحيحين من الحديث

- ‌الزيادات على الصحيحين

- ‌موطأ مالك

- ‌إطلاق اسم الصحيح على الترمذي والنسائي

- ‌مسند الإمام أحمد

- ‌الكتب الخمسة

- ‌الحديث الحسن

- ‌الترمذي أصل في معرفة الحسن

- ‌أبو داود سننه من مظان الحسن

- ‌مفهوم قول الترمذي: حسن صحيح

- ‌حكم الحديث الموقوف

- ‌المعنعن

- ‌الحديث المؤنن

- ‌الاعتبار و‌‌المتابعةو‌‌الشاهد

- ‌المتابعة

- ‌الشاهد

- ‌الشاذ والمنكر

- ‌القول في خلط الثقة

- ‌بيان الناسخ والمنسوخ

- ‌بم يعرف النسخ

- ‌معرفة صفة من تقبل روايته ومن تردّ روايته

- ‌بما تثبت عدالة الراوي وضبطه

- ‌فائدة:

- ‌العدد الذي يثبت به الجرح والتعديل

- ‌رواية المجهول

- ‌حكم التائب من الكذب

- ‌حكم أخذ الأجرة على الحديث

- ‌الحديث المعلل

- ‌الحديث المضطرب

- ‌المدرج

- ‌حكم الإدراج

- ‌الحديث الموضوع

- ‌خلاصة في حكم رواية الحديث الموضوع

- ‌قرائن المروي:

- ‌أسباب الوضع

- ‌لا يلزم من ضعف السند ضعف الحديث

- ‌فائدة:

- ‌رواية الحديث الضعيف

- ‌ألفاظ التعديل والجرح

- ‌أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:

- ‌وأما ألفاظهم في الجرح فهي- أيضا- على مراتب:

- ‌بيان أقسام طرق نقل الحديث وتحمله

- ‌القسم الأول: السماع من لفظ الشيخ:

- ‌القسم الثاني من أقسام الأخذ والتحمل: القراءة على الشيخ:

- ‌القسم الثالث من أقسام طرق نقل الحديث وتحمله: الإجازة:

- ‌القسم الرابع من أقسام طرق تحمل الحديث وتلقيه: المناولة:

- ‌القسم الخامس من أقسام طرق نقل الحديث وتلقيه: المكاتبة:

- ‌القسم السادس من أقسام الأخذ ووجوه النقل: إعلام الراوي للطالب:

- ‌القسم السابع من أقسام الأخذ والتحمل: الوصية بالكتب:

- ‌القسم الثامن: الوجادة:

- ‌معرفة المصحّف من أسانيد الأحاديث ومتونها

- ‌عادة المحدثين

- ‌رموز المحدثين

- ‌ليس للراوي أن يزيد أو ينقص في نسب غير شيخه أو صفته

- ‌ما يستحب لكاتب الحديث

- ‌ذكر النبي بدل الرسول وعكسه

- ‌تعريف الصحابي والتابعي

- ‌أمور تتعلق بالصحابة

- ‌1 - عدالتهم جميعا:

- ‌2 - أكثرهم حديثا:

- ‌العبادلة منهم:

- ‌3 - أكثرهم أتباعا وأكثرهم علما:

- ‌4 - عدد من روى الأحاديث منهم:

- ‌5 - أفضلهم:

- ‌6 - أولهم إسلاما:

- ‌7 - آخرهم موتا:

- ‌المنسوبون منهم إلى أمهاتهم

- ‌المخضرمون من التابعين

- ‌أكابر التابعين

- ‌أفضل التابعين

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده

للمسلمين إلى مواضع أخطائهم في هذا الموقف الرهيب والمأزق العصيب.

وكذلك اقرأ قوله سبحانه: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [سورة التوبة آية: 25 - 27].

وهي آيات تردع المؤمنين عن رذيلة الإعجاب والاغترار في يوم من أيام الله، وتلفت نظرهم إلى مقدار تدارك الله لهم في شدتهم، وإلى وجوب أن يتوبوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلى ربهم.

رابعها: كشف حال أعداء الله المنافقين، وهتك أستارهم، وسرائرهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، كيما يأخذوا منهم حذرهم فيأمنوا شرهم، وحتى يتوب من شاء منهم، اقرأ إن شئت قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ إلى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة البقرة آية: 8 - 20].

وهن ثلاث عشرة آية فضحت المنافقين كما فضحتهم سورة التوبة في كثير من الآيات، كما كشف القرآن أستارهم في كثير من المناسبات.

‌الحكمة الرابعة الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده

وأنه لا يمكن أن يكون كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا كلام مخلوق سواه.

وبيان ذلك أن القرآن الكريم تقرؤه من أوله إلى آخره، فإذا هو محكم السرد، دقيق السبك، متين الأسلوب، قوي الاتصال، آخذ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله، يجري دم الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه كأنه سبيكة واحدة، ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكك، ولا تخاذل كأنه حلقة مفرغة! أو كأنه سمط وحيد، وعقد فريد يأخذ بالأبصار: نظمت حروفه وكلماته، ونسقت جمله وآياته، وجاء آخره مساوقا لأوله، وبدا أوله مواتيا لآخره!!

وهنا نتساءل: كيف اتسق للقرآن هذا التأليف المعجز، وكيف استقام له هذا التناسق المدهش؟ على حين أنه لم يتنزل جملة واحدة، بل تنزل آحادا مفرقة تفرّق الوقائع والحوادث في أكثر من عشرين عاما!!

ص: 38

الجواب: أننا نلمح هنا سرّا جديدا من أسرار الإعجاز، ونشهد سمة فذة من سمات الربوبية، ونقرأ دليلا ساطعا على مصدر القرآن، وأنه كلام الله الواحد الديان أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [سورة النساء آية 82].

وإلا فحدثني- بربك- كيف تستطيع أنت؟ أم كيف يستطيع الخلق جميعا أن يأتوا بكتاب محكم الاتصال والترابط، متين النسج والسرد، متآلف البدايات والنهايات مع خضوعه في التأليف لعوامل خارجة عن مقدور البشر، وهي وقائع الزمن وأحداثه التي يجيء كل جزء من أجزاء هذا الكتاب تبعا لها، ومتحدثا عنها؟!.

لا ريب أن هذا الانفصال الزماني وذاك الاختلاف الملحوظ بين هاتيك الدواعي، يستلزمان في مجرى العادة التفكك والانحلال، ولا يدعان مجالا للارتباط والاتصال بين نجوم هذا الكلام.

أما القرآن الكريم فقد خرق العادة في هذه الناحية أيضا: نزل مفرقا منجما، ولكنه ثمّ مترابطا محكما وتفرقت نجومه تفرّق الأسباب، ولكن اجتمع نظمه اجتماع شمل الأحباب، ولم يتكامل نزوله إلا بعد عشرين عاما، ولكن تكامل انسجامه بداية وختاما!!

أليس ذلك برهانا ساطعا على أنه كلام خالق القوى والقدر، ومالك الأسباب والمسببات، ومدبر الخلق والكائنات، وقيوم الأرض والسموات، ومالك الأسباب والمسببات، ومدبر الخلق والكائنات، وقيوم الأرض والسموات، العليم بما كان وما سيكون، الخبير بالزمان وما يحدث فيه من شئون؟؟

لاحظ فوق ما أسلفنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه آية أو آيات قال:

«ضعوها في مكان كذا من سورة كذا» وهو بشر لا يدري (طبعا) ما ستجيء به الأيام، ولا يعلم ما سيكون في مستقبل الزمان، ولا يدرك ما سيحدث من الدواعي والأحداث فضلا عما سينزل من الله فيها، وهكذا يمضي العمر الطويل والرسول على هذا العهد، يأتيه الوحي بالقرآن نجما بعد نجم، وإذا القرآن كله بعد هذا العمر الطويل يكمل ويتم، وينتظم ويتآخى، ويأتلف ويلتئم، ولا يؤخذ عليه أدنى تخاذل أو تفاوت، بل يعجز الخلق طرّا بما فيه من انسجام ووحدة وترابط: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [سورة هود: آية 1].

وإنه ليستبين لك سر هذا الإعجاز، إذا ما علمت أن محاولة مثل هذا الاتساق والانسجام لن يمكن أن يأتي على هذا النمط الذي نزل به القرآن ولا على قريب من هذا النمط، لا في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا في كلام غيره من البلغاء.

ص: 39