المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الأنبياء قوله تعالى: {لا تَرْكُضُوا} الآية: 13 [1727] وأخرج الطبري من - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ٢

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

الفصل: ‌ ‌سورة الأنبياء قوله تعالى: {لا تَرْكُضُوا} الآية: 13 [1727] وأخرج الطبري من

‌سورة الأنبياء

قوله تعالى: {لا تَرْكُضُوا} الآية: 13

[1727]

وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله {لا تَرْكُضُوا} أي لا تفروا 1.

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} الآية: 13

[1728]

وصل الفريابي من طريق مجاهد {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} قال: تفهمون 2.

[1729]

ولابن المنذر من وجه آخر عنه "تفقهون"3.

قوله تعالى:

{وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} الآية: 19

[1730]

روى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {وَلا

1 فتح الباري 6/420.

أخرجه ابن جرير 17/8 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

2 فتح الباري 8/437.

أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 258 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بفظ "تفقهون". وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 618 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولفظه "تتفهمون".

3 فتح الباري 8/437.

انظر ما قبله.

ص: 781

يَسْتَحْسِرُونَ} قال: لا يَعْيَون 1.

قوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} الآية: 28

[1731]

وصل الفريابي من طريق مجاهد {ارْتَضَى} قال: رضي عنه 2.

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} الآية: 30

[1732]

عن قتادة قال: كل شيء حي فمن الماء خلق، أخرجه الطبري عنه 3.

[1733]

وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة 4.

[1734]

وروى أحمد من طريق أبي ميمونة 5 عن أبي هريرة: قلت يا

1 فتح الباري 8/436.

أخرجه ابن جرير 17/12 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 2/23 ومن طريقه ابن جرير 17/12 عن معمر، عنه مثله أيضا.

2 فتح الباري 8/437.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا بهذا اللفظ.

3 فتح الباري 5/29.

أخرجه ابن جرير 17/20 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.

4 فتح الباري 5/29.

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 388 من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية. ولفظه "في قوله:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} قال: نطفة الرجل".

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/626 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.

5 أبو ميمونة الفارسي، المدني، الأبار، قيل اسمه سليم، أو سليمان، أو سلمى، وقيل أسامة، روى عن معاوية وأبي هريرة وسمرة بن جندب، وعنه يحيى بن أبي كثير وقتادة وهلال بن أبي ميمونة وأبو النضر. ثقة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/277، والتقريب 2/479.

ص: 782

رسول الله أخبرني عن كل شيء، قال: كل شيء خلق من الماء، إسناده صحيح 1.

قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} الآية: 33

[1735]

وصل ابن عيينة عن عمرو 2 عن الحسن في قوله {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} مثل فلكة المغزل 3.

[1736]

وصل وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يَسْبَحُونَ} قال: يدورون حوله 4.

[1737]

ومن طريق مجاهد {فِي فَلَكٍ} كهيئة حديدة الرحى {يَسْبَحُونَ} يجرون 5.

1 فتح الباري 5/29.

أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/295 حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، به نحوه مطولا. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/333 من طريق سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن أبي ميمونة، به. وأخرجه الحاكم 4160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي. وقد صحح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه.

2 وهو ابن دينار.

3 فتح الباري 8/436.

أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 257 به سندا ومتنا. وزاد في آخره "تدور".

4 فتح الباري 8/436. هذا من تمام ماعلقه البخاري عن الحسن، وقد عزاه ابن حجر إلى ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة عنه. ولم أجد من ذكره عن ابن عباس غيره.

5 فتح الباري 8/436.

أخرجه ابن جرير 17/22 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. قال الفراء: قال "يسبحون"؛ لأن السباحة من أفعال الآدميين فذكرت بالنون مثل {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف:4] ، 2/201.

ص: 783

قوله تعالى: {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} الآية: 43

[1738]

وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} قال: يُمنَعون 1.

[1739]

ومن وجه آخر منقطع عن ابن عباس "يمنعون" قال: ينصرون 2.

[1740]

وهو قول مجاهد رواه الطبري 3.

قوله تعالى:

{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} الآية: 52

[1741]

وصل الفريابي من طريق مجاهد {التَّمَاثِيلُ} قال: الأصنام 4.

1 فتح الباري 8/436. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أورده السيوطي في الدر المنثور 5/632 بهذا اللفظ، ونسبه لابن جرير وابن المنذر.

وقد أخرج ابن جرير 17/31 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "يُجْأرُون".

2 فتح الباري 8/436.

أخرجه ابن جرير 17/30-31 من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس - فذكر مثله. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى.

3 فتح الباري 8/436.

أخرجه ابن جرير 17/30 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "لا ينصرون".

4 فتح الباري 8/437.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا، به.

ص: 784

قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} الآية: 58

[1742]

وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} أي قطعا 1.

قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} الآية: 78

[1743]

وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {نَفَشَتْ} قال: رعت ليلا 2.

[1744]

وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن مسروق قال: كان حرثهم عنبا نفشت فيه الغنم أي رعت ليلا، فقضى داود بالغنم لهم، فمروا على سليمان فأخبروه الخبر فقال سليمان: لا، ولكن أقضي بينهم أن يأخذوا الغنم فيكون لهم لبنها وصوفها ومنفعتها ويقوم هؤلاء على

1 فتح الباري 8/435.

أخرجه ابن جرير 17/38 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله.

2 فتح الباري 8/436.

أجرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/258 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وليس فيه "ليلا". وكذا أخرجه ابن جرير 17/53 من طريق سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج، به بدون "ليلا". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

نعم، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 أن الطستي أخرج في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله:{نَفَشَتْ} فقال: النفش: الرعي بالليل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:

بدلن بعد النفش الوجيفا

وبعد طول الحزن الصريفا

ص: 785

حرثهم، حتى إذا عاد كما كان ردوا عليهم غنمهم 1.

[1745]

وأخرجه الطبري من وجه آخر لين فقال فيه: عن مسروق عن ابن مسعود 2.

[1746]

وأخرجه ابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود وسنده حسن 3.

[1747]

وعن معمر عن قتادة: قضى داود أن يأخذوا الغنم، ففهمها الله سليمان فقال: خذوا الغنم فلكم ما خرج من رسلها وأولادها وصوفها إلى الحول 4.

[1748]

وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، فحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها

1 فتح الباري 13/148.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/26-27 أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن مسروق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

2 فتح الباري 13/148.

لم أقف عليه في تفسير الطبري.

3 فتح الباري 13/148.

أخرجه البيهقي في سننه 1/118 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود.

وأخرجه ابن جرير 17/51 والحاكم 2/588 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه والحاكم واليهقي في سننه.

4 فتح الباري 13/148.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/25 - 26 به سندا ومتنا.

ص: 786

لأهل الحرث وعليهم رعايتها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون كهيئة يوم أكل، ثم يدفع لأهله ويأخذون غنمهم 1.

[1749]

وروينا بعضه في تفسير ابن أبي حاتم وفي المجالسة لأبي بكر الدينوري وفي أمالي الصولي جميعا يزيد بعضهم على بعض من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل قال: دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين استقضى قال فبكى إياس وقال: يا أبا سعيد - يعني الحسن البصري المذكور - يقولون: القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال مع الهوى فهو في النار؛ ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. 2 فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ سليمان ما يرد على من قال هذا، وقرأ {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} قال: فحمد سليمان لصوابه ولم يذم داود لخطئه. ثم قال: إن الله أخذ على الحكام عهداً بأن لا يشتروا به ثمنا ولا يتبعوا فيه الهوى ولا يخشوا فيه أحداً، ثم تلا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً} [ص: 26] إلى آخر الآية 3.

1 فتح الباري 13/148.

أخرجه ابن جرير 17/52 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا ابن أبي نجيح، به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/646 ونسبه إلى ابن جرير وعبد الرزاق.

2 هذا الذي أشار إليه إياس حديث أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث بريدة، لكن عندهم الثالث قضى بغير علم.

انظر: سنن أبي داود رقم5373، والمعجم الكبير ج 2/ رقم1154، 1156.

3 فتح الباري 13/147.

ص: 787

قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} الآية: 80

[1750]

روى عبد الرزق عن معمر عن قتادة: اللبوس الدروع كانت صفائح، وأول من سردها وحلَّقها داود 1.

قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآيتان: 83-84

[1751]

أخرج ابن أبي حاتم وابن جريج وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد 2 عن عقيل عن الزهري عن أنس "إن أيوب عليه السلام ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء، فذكره الآخر لأيوب، يعنى فحزن ودعا الله حينئذ فرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه، فأوحى الله إليه أن اركض برجلك، فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا، فجاءت امرأته فلم تعرفه، فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو؛ وكان له أَنْدَرَان 3 أحدهما للقمح، والآخر للشعير،

1 فتح الباري 8/437.

أخرجه عبد الرزاق 2/27 عن معمر عنه، مثله، بدون قوله "اللبوس الدروع". وأخرجه ابن جرير 17/55 من طريق ابن ثور، عن معمر، عنه، مثله أيضا.

2 نافع بن يزيد الكَلاعي، أبو يزيد المصري، روى عن يزيد بن عبد الله بن الهاد وهشام بن عروة وعقيل بن خالد الأيلي وغيرهم. ثقة عابد، مات سنة ثمان وستين ومائة.

انظر ترجمته في: التهذيب 10/367 - 368، والتقريب 2/296.

3 الأَنْدَر: البَيْدَر، وهو الموضع الذي يُداس فيه الطعام بلغة الشام. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/74.

ص: 788

فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض، وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض" 1.

[1752]

وروى ابن أبي حاتم نحوه من حديث ابن عباس وفيه "فكساه الله حلة من حلل الجنة، فجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: يا عبد الله، هل أبصرت المبتلى الذي كان هنا، فلعل الذئاب ذهبت به؟ فقال: ويحك أنا هو"2.

[1753]

وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير نحو حديث أنس، وفي آخره "قال فسجد وقال: وعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني فكشف عنه" 3.

1 فتح الباري 6/421.

أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، رقم2357 وأبو يعلى في مسنده رقم3617 وابن جرير في تفسيره 23/167 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم2898 والحاكم 2/581-582 وأبو نعيم في الحلية 3/374-375 كلهم من طرق عن نافع بن يزيد، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل ولا عنه إلا نافع، ورواه عن نافع غير واحد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: ورواته متفق على عدالتهم، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/211 وقال: رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح. وقال ابن كثير: رفع هذا الحديث غريب جداً. وذكره أيضا في البداية والنهاية 1/223 وقال: وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفا. وقال ابن حجر - عقبه - وهو أصح شيء ورد في قصته. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/659-660 وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا وابن مردويه.

2 فتح الباري 6/421.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، به.

3 فتح الباري 6/421. =

ص: 789

[1754]

وروى ابن أبي حاتم من طريق الحسن أن إبليس أتى امرأته فقال لها: إن أكل أيوب ولم يسم عوفي فعرضت ذلك على أيوب فحلف ليضربنها مائة، فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيها مائة شمراخ فيضربها ضربة واحدة 1.

قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآية: 84

[1755]

وعن الضحاك عن ابن عباس "رد الله على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا 2.

قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} الآية: 87

[1756]

وقد روى قصته السدي في تفسيره عن ابن مسعود وغيره "إن

= أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير. ولفظه "قال: كان لأيوب عليه السلام أخوان، فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط، وأنا أعلم مكان عار، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم بعزتك، ثم خرّ ساجداً، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه ". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/654 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد ابن عمير.

1 فتح الباري 6/421.

2 فتح الباري 6/421.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/660 ونسبه إلى ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، به في سياق مطول. وإسناده ضعيف؛ لأن فيه جويبراً فهو ضعيف، ثم إنه منقطع بين الضحاك وابن عباس.

ص: 790

الله بعث يونس إلى أهل نينوي وهي من أرض الموصل فكذبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضبا لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت بهم، فاقترعوا فيمن يطرحونه فوقعت عليه ثلاثا، فالتقمه الحوت" 1.

[1757]

وروى ابن حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه ونحو ذلك وفيه " وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب قد وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كذب قتل، فانطلق مغاضبا حتى ركب سفينة - وقال فيه - فقال لهم يونس أن معهم عبدا آبقا من ربه وأنها لا تسير حتى تلقوه، قالوا: لا نلقيك يا نبي الله أبدا، قال: فاقترعوا فخرج عليه ثلاث مرات، فألقوه فالتقمه الحوت فبلغ به قرار الأرض، فسمع تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت" الآية 2.

[1758]

وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن رافع 3 عن أبي هريرة رفعه: "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة. قال: ذاك عبدي يونس، فشفعوا له، فأمر الحوت فقذفته في الساحل - قال ابن مسعود - كهيئة الفرخ

1 فتح الباري 6/452.

لم أقف على إسناده، ولكن تقدم برقم 5 الكلام على أسانيد السدي، والتفسير الذي جمعه عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما، فليراجع هناك.

2 فتح الباري 6/452.

لم أقف على إسناده، ولكن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالصحة كما في الأعلى.

3 في الفتح "عبد الله بن نافع"، وهو تصحيف، والتصحيح من تفسير الطبري وكشف الأستار. وقد سبق ترجمة عبد الله بن رافع برقم 284.

ص: 791

ليس عليه ريش" 1.

قوله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} إلى قوله {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 87-88

[1759]

عن سعد بن أبي وقاص رفعه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له "، أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم " فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تسمع إلى قول الله تعالى {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} 2.

1 فتح الباري 6/452.

أخرجه ابن جرير 17/81 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وإسناده ضعيف؛ فإن "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف، ثم إن ابن إسحاق لم يصرح باسم شيخه.

وأخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2254 قال: حدثنا بعض أصحابنا، ثنا عبد الله بن سعيد أو غيره، عن يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعا.

وهو أيضا كسابقه، فشيخ البزار لم يسم. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/101 وقال: رواه البزار عن بعض أصحابه، ولم يسمه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلّس، وبقية رجاله رجال الصحيح.

2 فتح الباري 11/147.

أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/170 والترمذي رقم2505 - في الدعوات، باب 82 - والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم656 والحاكم 1/505، والبيهقي في شعب الإيمان رقم620 كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1462 كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2785. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/668 وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه.

ص: 792

قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} الآية: 92

[1760]

قال قتادة في هذه الآية {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} قال: دينكم، أخرجه الطبري وابن المنذر من طريقه 1.

قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} الآية: 93

[1761]

وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} قال: اختلفوا في الدين 2.

قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} الآية: 95

[1762]

في تفسير أبي جعفر الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم جميعا من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:

1 فتح الباري 8/436. هكذا عزاه ابن حجر لقتادة، والصحيح - فيما يبدو أنه لابن عباس، إذ أنه معطوف على ما علقه عنه البخاري. ثم إنه في تفسير الطبري أيضا عن ابن عباس؛ فقد أخرجه 17/85 عن علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} يقول: دينكم دين واحد.

نعم، وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم فيما ذكره السيوطي 5/672 عن قتادة، مثله. إلا أن هذه الرواية لم يخرجها ابن جرير. والله أعلم.

2 فتح الباري 8/437.

أخرجه ابن جرير 17/85 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله.

ص: 793

{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} قال: وجب، وفي وقوله {أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} أي لا يتوب منهم تائب 1.

[1763]

ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حرم عزم 2.

[1464]

ومن طريق عطاء عن عكرمة: وحرم وجب بالحبشية 3.

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} الآية: 96

قال عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قال: من كل أكمة 4.

1 فتح الباري 11/503.

أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره سورة الأنبياء، رقم358 وابن جرير في تفسيره 17/86 عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند، به نحوه.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/672 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

2 فتح الباري 11/503.

أخرجه ابن جرير 17/86 من طريق شعبة وابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد ابن جبير، به.

3 فتح الباري 11/503.

أخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 82 قال: ذكر الحسن بن محمد ابن الصباح، حدثنا حجاج بن أبي جريج، أخبرني عطاء أن عكرمة قال:"وحرام" وجب بالحبشية.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.

4 فتح الباري 6/386.

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/27 به سندا ومتنا.

ص: 794

[1766]

وعند عبد بن حميد من حديث أبي سعيد رفعه "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض، وتنحاز منهم المسلمون فيظهرون على أهل الأرض؛ فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم، فيقولون قد قتلنا أهل السماء، فبينماهم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا "1.

قوله تعالى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} الآية: 98

[1767]

وصل ابن أبي حاتم من طريق عبد الملك بن أبجر 2 سمعت عكرمة {حَصَبُ جَهَنَّمَ} : حطب بالحبشية 3.

1 فتح الباري 13/110.

أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/77 وأبو يعلى في مسنده رقم1144، 1351 وابن ماجه في سننه رقم4079 - في الفتن، باب فتنة الدجال

ـ، وابن جرير 16/21 و 17/90 وابن حبان في صحيحه رقم6830 الإحسان والحاكم 2/245 و 4/489 كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1439 "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673-674 مطولا، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.

2 هو عبد الملك بن حيّان، ابن أبجر، الكوفي. روى عن عكرمة وغيره، وعنه سفيان الثوري وغيره. ثقة، عابد. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. هذا وقد تصحف "ابن أبجر" إلى "ابن الحر" في تفسير الطبري. انظر ترجمته في: التهذيب 6/351، والتقريب 1/519.

3 فتح الباري 6/332.

أخرجه ابن جرير 17/94 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان عن ابن أبجر، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/680 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.

وأخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 83 حدثنا ابن محمد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي، حدثنا عبد الله بن موسى، عن المنهال بن خليفة الطائي، عن سلمة، عن تمام الشقري، عن ابن عباس في قوله:{حَصَبُ} قال: حطب جهنم بالزنجية.

ص: 795

[1768]

وروى الطبري عن مجاهد مثله لكن لم يقل بالحبشية 1.

[1769]

وروى الطبري عن الضحاك قال في قوله {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: تحصب بهم جهنم وهو الرمي يقول يرمى بهم فيها 2.

قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية: 104

[1770]

وصل الفريابي من طريق مجاهد {السِّجِلِّ} الصحيفة 3.

[1771]

وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {كَطَيِّ السِّجِلِّ} يقول كطي الصحيفة على الكتاب 4.

1 فتح الباري 6/332.

أخرجه ابن جرير 17/94 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: حطبها.

2 فتح الباري 6/332.

أخرجه ابن جرير 17/94 حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ، فذكره. وكأن الطبري يشير إلى تضعيف الرواية بقوله "حُدِّثت".

3 فتح الباري 8/437. وذكره البخاري عنه تعليقا.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

4 فتح الباري 8/437.

أخرجه ابن جرير 17/100 حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. قال الطبري معناه: كطي السجل على ما فيه من الكتاب.

وقيل على بمعنى من، أي من أجل الكتاب؛ لأن الصحيفة تطوى حسناته لما فيها من الكتابة. انظر: فتح الباري.

ص: 796

[1772]

وجاء عن ابن عباس أن السجل كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود والنسائي والطبري من طريق عمرو بن مالك 1 عن أبي الجوزاء عن ابن عباس بهذا. وعند ابن مردويه السجل: الرجل بلسان الحبش 2.

[1773]

وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن مردويه، وأورده ابن منده وأبو نعيم من طريق ابن نمير عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له سجل، وأخرجه ابن مردويه من هذا الوجه 3.

1 عمرو بن مالك النكري أبو يحيى ويقال أبو مالك البصري، روى عن أبيه وأبي الجوزاء، روى عنه ابنه يحيى ونوح بن قيس ومهدي بن ميمون ويزيد بن كعب العوذي وعباد بن عباد وغيرهم. صدوق له أوهام. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة تسع وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/84، والتقريب 2/77.

2 فتح الباري 8/437. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/259 أيضا.

أخرجه أبو داود في سننه رقم2935 - في الخراج والإمارة والفيء، باب في اتخاذ الكاتب - ومن طريقه البيهقي في سننه 10/126 والنسائي في تفسيره رقم355 وابن جرير 17/100 كلهم من حديث نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو ابن مالك، به.

والحديث ذكره الذهبي في ترجمة يزيد بن كعب العوذي، وقال: لا يُدرى من ذا أصلا، رواه عن عمرو بن مالك النُّكري. انفرد عنه نوح بن قيس الحدّاني.

انظر: الميزان 6/112 رقم الترجمة 9743.

والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 684 ونسبه إلى أبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه.

3 فتح الباري 8/437.

والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 3/28 رقم الترجمة 3101 في ترجمة سجل، =

ص: 797

[1774]

وعند ابن المنذر من طريق السدي قال: السجل الملك 1.

[1775]

وعند الطبري من وجه آخر عن ابن عباس مثله 2.

= وزاد في آخره "فأنزل الله عز وجل: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ، قال: لا، السجل هو الرجل، ثم قال - أي ابن حجر - زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية.

والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه 8/175 من حديث حمدان بن سعيد، عن عبد الله بن نمير، به نحوه.

و"حمدان بن سعيد" قال عنه الذهبي في الميزان 2/125 رقم الترجمة 2286 أتى بخبر كذب عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر

فذكره، وتعقبه ابن حجر في اللسان 2/356 قائلا:"وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب، فقد رواه النسائي في التفسير وأبو داود في السنن من طريق أخرى عن ابن عباس، وأما هذه الطريق فتفرد بها حمدان، لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف" - أي الذهبي -.وقد نقل ابن حجر عن الثعلبي والسهيلي أنهما أنكرا أن يكون السجل اسم الكاتب بأنه لايعرف في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه من اسمه السجل، قال السهيلي: ولا وجد إلا في هذا الخبر. قال ابن حجر وهو حصر مردود. ثم ذكر هذا الحديث.

هذا وقد جمع ابن حجر في الإصابة 3/28-29 طرق هذا الحديث، ثم قال: فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع، نعم ورد ما يخالفه، فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أن السجل ملَك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات، فذكر قصة في أقوال الملائكة:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة:30] . وزاد النقاش في تفسيره أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. أهـ.

1 فتح الباري 8/437.

أخرج ابن جرير 17/100 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت السدي يقول في قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: السجل: ملك.

وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي. ولفظه "السجل ملك موكل بالصحف، فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة".

2 فتح الباري 8/437.

لم يذكر عند الطبري عن ابن عباس، وإنما أخرج من حديث ابن عمر مثله. انظر 17/99. والذي روي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة - كما سبق - أن السجل الصحيفة، ومن طرق أخرى أنه اسم كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، أو هو الرجل بلسان الحبش.

ص: 798

[1776]

وعند عبد بن حميد من طريق عطية مثله 1.

[1777]

وبإسناد ضعيف عن علي مثله 2.

[1778]

وعند الطبري من حديث ابن عمر بعض معناه 3.

1 فتح الباري 8/437.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ولفظه "السجل: اسم ملك". ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.

2 فتح الباري 8/437.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683. ولفظه "عن علي في قوله: {كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: ملك. ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.

3 فتح الباري 8/437.

أخرجه ابن جرير 17/99 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أبو الوفاء الأشجعي، عن أبيه، عن ابن عمر في الآية. ولفظه "قال: السجل: مَلَك، فإذا صعد بالاستغفار قال: اكتبها نورا ".

ص: 799