المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الأحقاف قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ٢

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

الفصل: ‌ ‌سورة الأحقاف قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ

‌سورة الأحقاف

قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} الآية: 4

[2528]

وصل الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أحد يأثر علما1.

[2529]

وعن أبي عبد الرحمن السلمي {أَوْ أَثَارَةٍ} بمعنى أو خاصة من علم أُوْتِيْتُمُوه وأُوْثِرْتُم به على غيركم2.

[2530]

وبهذا فسره الحسن وقتادة: قال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أثرة شيء يستخرجه فيثيره3.

[2531]

وقال قتادة: أو خاصة من علم4.

1 فتح الباري 11/532.

أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/197 به سندا ومتنا.

2 فتح الباري 8/575.

حكاه ابن جرير 26/2 عنه من غير إسناد. ثم عقبه قائلا: والقراءة التي لا أستجيز غيرها {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} بالألف، لإجماع قرّاء الأمصار عليها.

3 فتح الباري 8/576.

أخرجه عبد الرزاق 2/215 عن معمر عن من سمع الحسن، به. ففيه من لم يسم؛ لذا فهو ضعيف.

4 فتح الباري 8/576.

أخرجه عبد الرزاق 2/215 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة.

ص: 1068

[2532]

وأخرج الطبري من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: خط كانت تخطه العرب في الأرض. وأخرجه أحمد والحاكم وإسناده صحيح1.

[2533]

ويروى عن ابن عباس: جودة الخط2.

قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية: 8

[2534]

وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {تُفِيضُونَ} تقولون3.

1 فتح الباري 8/576.

أخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا بشر بن آدم، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، بهموقوفا مثله. وأخرجه الحاكم 2/454 من طريق محمد بن كثير العبدي، ثنا سفيان، بهموقوفا بلفظ " قال: هو الخط". وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد 1/226 حدثنا يحيى، عن سفيان، به مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: الخط".

2 فتح الباري 8/576.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/434 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط، والحاكم من طريق الشعبي، عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم 2/454 والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم282 و3392 من طريق عمرو بن الأزهر العتكي، عن ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس - موقوفا. قال الحاكم: هذه الزيادة غريبة في هذا الحديث يعني لفظة "جودة". وقال ابن حجر: وليس بثابت - أي هذه اللفظة -. هذا وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/197 - باب في علم الخط - وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط - أيضا - عن ابن عباس موقوفا، ولم يعلق على الإسناد بشيء.

قلت: وهذا عجيب من الحافظ الهيثمي؛ فإن في الإسناد "عمرو بن الأزهر العتكي" فهو متروك، رمي بالكذب، قال أحمد: كان يضع الحديث. انظر: الجرح والتعديل 6/221.

3 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/5 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.

ص: 1069

قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} الآية: 9

[2535]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} ما كنت بأول الرسل1.

[2536]

وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله2.

[2537]

وللطبري من طري سعيد عن قتادة قال: إن الرسل قد كانت قبلي3.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآية: 10

[2538]

وروى عبد بن حميد في تفسيره من طريق سعيد بن جبير أن الآية نزلت في ميمون بن يامين4.

1 فتح الباري 8/576.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. وأخرجه ابن جرير 26/6 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.

2 فتح الباري 8/576.

أخرجه ابن جرير 26/6 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.

3 فتح الباري 8/576.

أخرجه ابن جرير 26/6 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.

4 فتح الباري 7/130.

ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/439-340 عن سعيد بن جبير ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. ولفظه "قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم وقال: يا رسول الله، ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم؛ فإنهم سيرضوني فبعث إليهم، وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليا، فقال لهم: "اختاروا رجلا من أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم"، قالوا: فإنا قد رضينا بميمون بن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لهم ميمون أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق، فأبوا أن يصدقوه، فأنزل الله فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الآية".

قلت: والمشهور فيه أنه "عبد الله بن سلام".

وذكره ابن حجر في الإصابة - في ترجمة ميمون - 6/191 وقال: أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، فذكره.

وذكره ابن الأثير في ترجمة ميمون أيضا من غير إسناد. انظر: أسد الغابة 5/273-274.

ص: 1070

[2539]

وفي تفسير الطبري عن ابن عباس أنها نزلت في ابن سلام وعمير بن وهب بن يامين النضري1.

قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} الآية: 17

[2540]

والعجب مما أورده الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر2.

1 فتح الباري 7/130.

أخرجه ابن جرير 26/10 من طريق العوفي، عن ابن عباس، نحوه. ولم يذكر فيه "وعمير بن وهب بن يامين النضري ". وإسناده ضعيف. وله شاهد من حديث سعد ابن أبي وقاص أخرجه الشيخان عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} . البخاري: رقم3812، ومسلم: رقم2483-147. قال ابن كثير في تفسيره 7/262 وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام وغيره، فإن هذه الآية ميكة نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام.

قال ابن حجر: ولا مانع أن تكون نزلت في الجميع. فتح الباري 7/130.

2 فتح الباري 8/577.

أخرجه ابن جرير 26/19 من طريق العوفي، به. ولفظه "الذي قال هذا ابن لأبي بكر رضي الله عنه " ولم يصرح فيه بذكر اسمه.

إسناده ضعيف، وفيه نكارة.

وقد تعقبه الزجاج فقال: الصحيح أنها نزلت في الكافر العاق، وإلا فعبد الرحمن قد أسلم فحسن إسلامه وصار من خيار المسلمين، وقد قال الله في هذه الآية {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} إلى آخر الآية فلا يناسب ذلك عبد الرحمن. انظر: فتح الباري 8/577.

ص: 1071

[2541]

وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق، قال ابن جريج: وقال آخرون: في عبد الرحمن بن أبي بكر1.

[2542]

ومن طريق أسباط عن السدي قال: نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر، قال لأبويه - وهما أبو بكر وأم رومان - وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم، فكانا يأمرانه بالإسلام فكان يرد عليهما ويكذبهما ويقول: فأين فلان وأين فلان يعني مشايخ قريش ممن قد مات، فأسلم بعد فحسن إسلامه، فنزلت توبته في هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأنعام:132] 2.

قوله تعالى:

{عَارِضٌ} الآية: 24

[2543]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَارِضٌ} السحاب3.

1 فتح الباري 8/577.

في نكارة، قال ابن حجر: والقول في عبد الله كالقول في عبد الرحمن فإنه أيضا أسلم وحسن إسلامه.

2 فتح الباري 8/577.

إسناده ضعيف؛ فإنه من طريق أسباط عن السدي. قال ابن حجر: لكن نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادا وأولى بالقبول. ثم قال: وجزم مقاتل في تفسيره أنها نزلت في عبد الرحمن. وأن قوله {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} نزلت في ثلاثة من كفار قريش، والله أعلم.

3 فتح الباري 8/578.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، عن معاوية، عن علي، به.

ص: 1072

[2544]

وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: الريح إذا أثارت سحابا قالوا هذا عارض1.

1 فتح الباري 8/578.

أخرجه ابن جرير 26/26 من طريق العوفي، به نحوه. ولفظه "قال: هي الريح إذا أثارت سحابا، {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ، فقال نبيهم: بل ريح فيها عذاب أليم".

ص: 1073