الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الزمر
قوله تعالى:
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الآية: 7
[2340]
أخرج الطبري وغيره بسند رجاله ثقات عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} يعني بعباده الكفار الذين لم يرد الله 1 أن يطهر قلوبهم بقولهم لا إله إلا الله، فأراد عباده المخلصين الذين قال فيهم {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} فحبب إليهم الإيمان وألزمهم كلمة التقوى شهادة أن لا إله إلا الله2.
قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} الآية: 23
[2341]
وروى الطبري من طريق السدي في قوله: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً} قال: يشبه بعضه بعضا، ويدل بعضه على بعض3.
1 في الفتح "الذين أراد الله" ولعل هذا خطأ إما من الناسخ أو الطابع. وقد صححت من تفسير الطبري والدر المنثور.
2 فتح الباري 13/450.
أخرجه ابن جرير 23/197 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/213 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي - مختصرا، بدون قوله "ويدل بعضه على بعض". وهذا الأخير رواه عن سعيد بن جبير - كما يأتي في الذي بعد هذا ـ.
[2342]
ومن طريق سعيد بن جبير نحوه1.
قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية: 24
[2343]
وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يُجَرّ على وجهه في النار، ويقول هي مثل قوله:{أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت:40]2.
قوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} الآية: 28
[2344]
وصل الفريابي والطبري عن مجاهد {ذِي عِوَجٍ} أي ليس فيه لبس3.
[2345]
وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله: {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} قال: ليس بمخلوق4.
1 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير. ولفظه "قال في قوله:{كِتَاباً مُتَشَابِهاً} : يشبه بعضه بعضا، ويصدّق بعضه بعضا، ويدلّ بعضه على بعض".
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
3 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 وابن جرير 23/212 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. ولفظهما "غير ذي لبس".
4 فتح الباري 8/548.
لم أقف على هذين الإسنادين، وقد بين ابن حجر أنهما ضعيفان، ولكن قد روى غيره بسند صحيح عن ابن عباس نحوه. فقد أخرج الآجري في الشريعة ص77 - باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر ـ، واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/217، رقم355، والبيهقي في الأسماء والصفات ص311 كلهم من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/223 ونسبه إلى الآجري في الشريعة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.
قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} الآية: 29
[2346]
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف، أخرجه الطبري1.
قوله تعالى: {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ}
[2347]
وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} قال: مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق2.
قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} الآية: 33
[2348]
قال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور، قلت لمجاهد: يا أبا الحجاج {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يأتون بالقرآن
1 فتح الباري 8/549. وذكره البخاري عنه تعليقا.
لم أجده بهذا اللفظ عند الطبري، بل عنده بسياق آخر، فقد أخرجه 23/214 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد في قوله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} قال: أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيء الخلق، ليس منهم واحد إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسوؤهم، والذي لا يملكه إلا واحد، فإنما هذا مثل ضربه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا، فضرب الله مثلا لهم، وللذي يعبده وحده {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} .
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
فيقول هذا الذي أعطيتمونا قد عملنا فما فيه1.
[2349]
ووصله ابن المبارك في الزهد عن مسعر2 عن منصور عن مجاهد في قوله عز وجل: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يجيئون بالقرآن قد اتبعوه، أو قال: اتبعوا ما فيه3.
[2350]
وأما قتادة فقال: الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به المؤمنون، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه4.
[2351]
وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} لا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} أي صدّق بالرسول5.
[2352]
ومن طريق السدي: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق القرآن، والذي صدّق به محمد صلى الله عليه وسلم6.
1 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/4 من طريق جرير وعمرو كلاهما عن منصور، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/228-229 نحوه، ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضرس وابن جرير وابن المنذر.
2 مِسْعَر بن كِدام الهلالي، أبو سلمة الكوفي، روى عن منصور وغيره، وعنه ابن المبارك وغيره، ثقة ثبت فاضل. مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/102-13، والتقريب 2/243.
3 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 278 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/548. أخرجه عبد الرزاق 2/172 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به نحوه. ولفظه:" {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} يقول: من جاء بلا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} يعني: رسول".
6 فتح الباري 8/548.
قال ابن جرير 24/3 وقال آخرون: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق: القرآن الذي جاء به من عند الله، وصدّق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ذكر من قال ذلك، فأسند: حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي بلفظ "في قوله {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم ". هكذا أورده مختصرا. والله أعلم.
[2353]
ومن طريق أسيد بن صفوان1 عن علي: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه2.
[2354]
وعن أبي العالية: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدّق به أبو بكر3.
قوله تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الآية: 36
[2355]
وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} بالأوثان4.
[2356]
وقال عبد الرزاق عن معمر: قال لي رجل: "قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
1 أسيد بن صفوان، ذكره أبو نعيم وابن عبد البر في الصحابة، ونسبه ابن قانع سلما، وأما ابن السكن فقال: ليس بمعروف في الصحابة ولم يقف على نسب ولا غيره، وقد وقع في بعض طرقه: وكان من الصحابة. روى له ابن ماجه في التفسير. أما ابن حجر فقد ترجم له في القسم الأول. وليس له رواية إلا عن علي، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/238، رقم164، والإصابة 1/232، رقم179، والتهذيب 1/301-302، والتقريب 1/77.
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني أحمد بن منصور، قال: ثنا أحمد بن مصعد المروزي، قال: ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، به مثله.
3 فتح الباري 8/548.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر، وليس في تفسير الطبري، مع أن العطف على ما قبلها من الروايات يفهم منه أنه عطف على الطبري. كما لم يذكره السيوطي أيضا.
4 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك، فنزلت:{وَيُخَوِّفُونَكَ} 1.
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} الآية: 45
[2357]
وروى الطبري من طريق السدي قال: اشمأزت أي نفرت2.
[2358]
ومن طريق مجاهد قال: انقبضت3.
قوله تعالى: {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} الآية: 49
[2359]
وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} قال: أعطيناه4.
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الآية: 53
[2360]
في رواية الطبراني عن ابن عباس أن وحشي بن حرب قاتل حمزة 5 قال: لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
1 فتح الباري 8/548.
أخرجه عبد الرزاق 2/173 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/11 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/10 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وزاد "وذلك يوم قرأ عليهم النجم عند باب الكعبة ".
4 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 وحشي بن حرب الحبشي مولى بني نوفل، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب، قتله يوم أحد، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطائف. وشارك في قتل مسيلمة الكذاب، وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشرّ الناس في الإسلام، وشهد اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/409، رقم5449، والإصابة 6/470، رقم9129.
عَمَلاً صَالِحاً} الآية [الفرقان:70]، فقال: هذا شرط شديد، فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ} الآية
…
الحديث، وفيه "فقال الناس: يا رسول الله، إنا أصبنا ما أصاب وحشي، فقال:"هي للمسلمين عامة"1.
[2361]
وروى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني نافع عن ابن عمر
1 فتح الباري 8/550.
أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11480 حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إسحاق ابن الأركون، ثنا أبين بن سفيان، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره مطولا. ولفظه "قال: ابعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل:
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فقال وحشي: يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال وحشي: هذا فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله
…
الحديث.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103-104 وقال: وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي.
وأصل هذا الحديث مخرج في البخاري، ولكن لم يسم قائل ذلك، ففيه "قال ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفّارة، فنزلت {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} ونزل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} " صحيح البخاري، رقم4810.
عن عمر قال "اتَّعَدْتُ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص أن نهاجر إلى المدينة، فذكر الحديث في قصتهم ورجوع رفيقه فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، قال: فكتبت بها إلى هشام1.
[2362]
روى أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما أحب أن لي بهذه الآية الدنيا وما فيها {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت ساعة ثم قال: "ومن أشرك" ثلاث مرات2.
قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} الآية: 61
[2363]
وروى الطبري من طريق السدي قال: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} أي بفضائلهم3.
1 فتح الباري 8/550.
أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/496-497 بهذا السند مطولا. وفي آخره "قال عمر بن الخطاب فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاصى، فال: فقال هشام: فلما أتتني جعلت أقرأها بذي طوى، أصعّد بها فيه وأصوّب ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم فهّمنيها، قال: فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول لأنفسنا ويقال فينا، قال: فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 فتح الباري 8/550.
أخرجه الإمام أحمد 5/275 والطبراني في الأوسط رقم1911 كلاهما من حديث ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه. ولفظهما - في آخره - "إلا من أشرك"، ثلاث مرات. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن. وانظر: مجمع البحرين في زوائد المعجمين رقم3385 و3386.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/22 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الآية: 67
[2364]
وساق البيهقي من طريق أبي يحيى القتات 1 عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قال: "وكلتا يديه يمين"2.
قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الآية: 68
[2365]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية من الذين لم يشأ الله أن يصعقوا؟ قال: هم شهداء الله عز وجل، صححه الحاكم ورواته ثقات3.
1 أبو يحيى القتات الكوفي الكناني، مختلف في اسمه، روى عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وحبيب بن أبي ثابت، عنه الأعمش وإسرائيل والثوري وغيرهم. ليّن الحديث.
انظر ترجمته في: التهذيب 2/489، والتقريب 12/303.
2 فتح الباري 13/396.
3 فتح الباري 11/371 و 6/444.
أخرجه الحاكم 2/253 حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا أبو أسامة، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، بهمرفوعا. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير 7/108 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، بهبأطول منه سياقا. قال ابن كثير: رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش، فإنه غير معروف، والله أعلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه كما في فتح الباري 6/444 من طريق زيد بن أسلم، به. والحديث ضعفه الألباني ضعيف الجامع الصغير رقم3218. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/249 ونسبه إلى أبي يعلى والدارقطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مرويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[2366]
أخرج البيهقي وابن مردويه من حديث أنس بلفظ "فكان ممن استثنى الله ثلاثة: جبريل وميكائيل وملك الموت" الحديث وسنده ضعيف1.
[2367]
وله طريق أخرى عن أنس ضعيفة أيضا عند الطبري وابن مردويه، وسياقه أتم2.
1 فتح الباري 11/371.
لم أجده من حديث أنس مسندا، إلا أن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالضعف كما في الأعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/250-251 مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أنس رفعه. وانظر ما يأتي برقم 2367.
هذا وقد أخرج البيهقي في البعث والنشور ص 325-334 من حديث أبي هريرة - ضمن حديث الصور الطويل - من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عنه، نحوه.
2 فتح الباري 11/371.
أخرجه ابن جرير 24/29 حدثني هارون بن إدريس الأصم، قال: ثنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا الفضيل بن عيسى، عن عمه يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، نحوه. ولفظه قال:"قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فقيل: من هؤلاء الذين استثنى الله يا رسول الله؟ قال: "جبرائيل وميكائيل، ومَلك الموت، فإذا قبض أرواح الخلائق قال: يا ملك الموت من بقي؟ وهو أعلم قال: يقول: سبحانك تباركت ربّي ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وميكائيلُ وَمَلَكُ المَوْتِ قالَ: يَقُولُ يا مَلَك المَوْتِ خُذْ نَفْسَ مِيكائِيلَ قالَ: فَيَقَعُ كالطّوْدِ العَظِيم، قال: ثُمّ يَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مَنْ بَقِي؟ فَيَقُول: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وَمَلَكُ المَوْتِ، قال: فَيَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مُتْ، قالَ: فَيَمُوتُ قالَ: ثُمّ يَقُولُ: يا جِبرِيلُ مَنْ بَقِيَ؟ قالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلال والإكْرامِ، بَقِي جِبْرِيلُ، وَهُوَ مِنَ اللهِ بالمَكانِ الّذِي هُوَ بِهِ قال: فَيَقُولُ يا جِبْريلُ لا بُدّ مِنْ مَوْتَةٍ قالَ: فَيَقَعُ ساجِدا يَخْفِقُ بِجَناحَيْهِ يَقُولُ: سُبْحانَكَ رَبّي تَبَارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ، أنْتَ الباقي وجِبْريلُ المَيّت الفاني: قال: ويأْخُذُ رُوحَهُ في الحلْقَةِ التي خُلِقَ مِنْها، قالَ: فَيَقَعُ على مِيكائِيلَ أنّ فَضْلَ خَلْقِهِ على خَلْقِ مِيكائِيلَ كَفَضْلِ الطّوْدِ العَظِيمِ عَلى الظّرْبِ مِنَ الظّرابِ". والحديث قد ضعفه ابن حجر كما هو أعلاه.
[2368]
وأخرج البيهقي من طريق أبي الزعراء1: كنا عند عبد الله ابن مسعود فذكر الدجال إلى أن قال "ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس في بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش فينبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري " ورواته ثقات. إلا أنه موقوف2.
[2369]
وأخرج ابن مردويه من طريق سعد بن الصلت 3 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا " ما بين النفختين أربعون سنة"، وهو شاذ4.
1 هو عبد الله بن هانئ الكندي الأزدي أبو الزعراء الأكبر الكوفي، روى عن عمر وابن مسعود، عنه ابن أخته سلمة بن كهيل، وذكره ابن حبان في الثقات. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن المديني: عامة روايته عن ابن مسعود ولا أعلم روى عنه إلا سلمة، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين. أخرج له الترمذي والنسائي.
انظر ترجمته في: التهذيب 6/56، والتقريب 1/458.
2 فتح الباري 11/370.
3 تصحّف في الفتح إلى "سعيد بن الصلت"، والصواب ما أثبته، وسعد بن الصلت هو ابن برد ابن أسلم مولى جرير بن عبد الله البجلي، روى عن الأعمش وغيره. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الذهبي: صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحاً.
انظر: الجرح والتعديل 4/86، وسير أعلام النبلاء 9/317.
4 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف على إسناده، وقد بين ابن حجر الفتح 11/370 أن إسناده ضعيف، وأنه شاذ.
وقد أخرج أبو داود في البعث رقم42، ص 43 من طريق سعد بن الصلت، به، وأخرج ابن منده في كتاب الإيمان 3/773 رقم811، 812 من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 وعزاه لأبي داود في البعث وابن مردويه. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينفخ في الصور، والصور كهيئة القرن:{فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطراً فينبتون من الأرض كما ينبت البقل
…
الحديث.
[2370]
ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة1.
[2371]
وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت2.
[2372]
وأخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة، فذكر حديث أبي هريرة منقطعا، ثم قال "قال أصحابه: ما سألناه عن ذلك ولا زادنا عليه، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة" 3.
[2373]
وأخرج ابن المبارك في "الرقائق" من مرسل الحسن "بين النفختين أربعون سنة: الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت"4.
1 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف على إسناده، وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما هو أعلاه.
2 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف عليه مسندا، وقال ابن حجر الفتح 11/370 إسناده جيد. وعند البخاري رقم4814 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عنه مرفوعا "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت. قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: أربعون شهراً؟ قال: أبيت
…
الحديث.
3 فتح الباري 11/370.
أخرجه ابن جرير 24/32 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فذكره. ولفظه:{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} قال نبي الله: "بين النفختين أربعون"، قال: قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك
…
الحديث.
4 فتح الباري 11/370.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 ونسبه إلى ابن المبارك فقط. وهو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف.