الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوق دير أيوب:
دير أيوب قرية بحوران من نواحي دمشق، يزعمون أنها مسكن أيوب النبي عليه السلام وأن الله ابتلاه فيها، ويزعمون أيضا أن العين فيها هي التي ركضها برجله.
هذا ما ذكره ياقوت. أما القرية فهي إلى شمال بصرى وغرب أذرعات "درعا" وتعرف اليوم باسم "شيخ سعد"1، ولا يزال إلى اليوم فيها مقام للنبي أيوب، وفيها العين التي أشار إليها ياقوت وهي من القرى الصغيرة في حوران، قليلة النفوس والشأن.
ويظهر أن لها في القديم خطرا كبيرا يقارب ما لبصرى؛ فقد هبطتها منذ سنين بعثة أثرية "تشيكوسلوفاكية" ونقّبت في تربتها فعثرت على آثار رومانية قديمة، حملت منها إلى بلادها قسما مهما، وكان في جملة ما عثرت عليه آثار حثية ومصرية، وأبقت منها نصبا في دار العظم بدمشق.
1 انظر في ذلك "الطبوغرافية الأثرية لسورية وفلسطين" لدوسو ص244.
فالبلدة إذن ذات مكانة قديمة لعهد الجاهلية وصدر الإسلام. ويذكر الطبري1 أنه لما "انصرف مروان "الجعدي" منهزما، جمع قومه وجنده، ومضى إليه أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق من معه وأسر ثلاثة رجال من ولده وهم: نعيم، وبكر، وعمران، فبعث بهم إلى مروان
…
وهو بدير أيوب فأمر بمداواة جراحاتهم". ثم ذكر ما يفيد أن مروان جعلها قاعدة حربية لتجهيز جنده وبعثهم إلى الأطراف المنتقضة فيقول: "فأقبل نحو من عشرة آلاف ممن كان مروان قطع عليه البعث بدير أيوب لغزو العراق مع قوادهم، حتى حلوا بالرصافة"2.
وبقيت دير أيوب من القرى المهمة في حوران، حتى ضؤل شأنها كما ضؤل شأن بصرى وأذرعات وسائر حوران.
وهذه السوق أول أسواق الشام قياما. فكان العرب وقريش إذا انتهوا من أسواقهم الموسمية: عكاظ ومجنة وذي المجاز، وأنهوا حجهم ورجعت وفود البلدان، نظّموا عيرهم وتهيئوا للسفر إلى الشام فأقاموا تجاراتهم فيها، وبدءوا بسوق دير أيوب هذه.
ومتى انتهوا منها، وانتقضت اعتدوا سبعين يوما3 ثم أقاموا سوق بصرى.
1 2/ 1894.
2 2/ 1897.
3 الأزمنة والأمكنة 2/ 169.