الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث فى بَقِيَّةِ أَحكَامِه وأَحكَامِ ثَمَرَتِهِ
إن هذا النبات، لما كان كثير المائية، مبخِّراً؛ فهو - لامحالة - مُصَدِّعٌ مُثقلٌ للرأس. وتصديعه هو لأجل كثرة بخاره وتمديده، لا لأجل كيفيته؛ وذلك لأن برد هذا النبات ليس بشديد. فلذلك، بخارُه إنما يصدِّع بكميته، لا بكيفيته.
ولما كان هذا النبات
ذا أرضيةٍ قابضة، وليس فيه كيفية تجلو وتلذع (1) ونحو ذلك، أو تفتِّح بقوة، حتى يكون ذلك مطلقاً للبطن أو مدرّاً للبول. فهو لذلك، عاقلٌ للبطن.
وأما (2) ثمر (3) هذا النبات، فيجب أن يكون إلى حرارةٍ ما - ولذلك هو أسود اللون - فلذلك هو مفتِّح، مُدِرٌّ للبول. إلا أن هذا التفتيح والإدرار، غير قويين؛ والحرارة ليست بقويةٍ حتى تكون (4) محدَّةً للدم. فلذلك، هذا الثمر لايدرُّ الحيض؛ ومع ذلك، فإنه يحبسه، وذلك بما فيه من الأرضية القابضة. وبهذه الأرضية، هو أيضاً يحبس البطن (5) .
وإذا شُرب مع (6) هذا الثمر شرابٌ، قوى إدراره للبول، لأن الشراب من
(1) :. تجلوا وتلدع.
(2)
هـ: ولما
(3)
:. ثمرة.
(4)
:. يكون.
(5)
العبارة فى هامش هـ مسبوقة بكلمة: انظر.
(6)
-:. .
شأنه إدرار البول، على ما بيَّنَّاه من كلامنا السالف فى الأسباب. وإذا قُليت (1) هذه الثمرة، كان حبسها للبطن وللدم أكثر (2) - لامحالة (3) - وذلك لأجل ذهاب كثير من مائيتها، فتبقى الأرضيةُ كثيرةً، فيكون استيلاء فعلها أشدُّ.
وجميع هذه الثمرة إذا أُكل، صدَّع الرأس وأثقله. وذلك بما ينفصل من هذه الثمرة من الأبخرة،كما قلناه فى فعل (4) هذا النبات. وثمرةُ الصنف الذى طرفه غير حادٍّ، أميلُ إلى البرد؛ فلذلك يكون بخارُها بارداً، فلذلك ينوِّم ويُسبت إذا أُكثر من هذه الثمرة. وإنما لا يفعل ذلك، بخارُ هذا النبات نفسه، لأن رطوبته لا تبلغ إلى ذلك، فإن رطوبات الثمرة لابد وأن تكون أزيد من رطوبات الأصل لأن الثمرة لابد وأن يكون فيها رطوبة فضلية، لتكون معدَّة لأن يتكوَّن منها شخصٌ آخر، فلذلك تبلغ هذه الثمرة فى كثرة بخارها، إلى حَدِّ تُحدث (معه) السُّبَات.
وأما ورق هذا النبات، وهو يكون عند أصله؛ فإنه إذا تُضمِّد به، وافَقَ نَهْشَ الهوام والرتيلاء (5) .
(1) ن: قلبت.
(2)
العبارة فى هامش هـ، مسبوقة بكلمة: انظر.
(3)
مطموسة فى هـ.
(4)
:. نفس. وهى غير ذات معنى، والإشارة فى كلام العلاء هنا، إلى الفصل السابق حيث تكلَّم على طبيعة وفعل الأسل.
(5)
العبارة فى هامش هـ، مسبوقة بكلمة: انظر.