الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول فى مَاهِيَّةِ أَظفَارِ الطِّيبِ
(1)
هذه قِطعٌ عظيمةٌ، شبيهةٌ فى رِقَّتها - مع استطالتها - بُقلَاّمةِ أظفارِ الناسِ عطريةُ الرائحة، تستعمل فى الدخن (2) ، وهى غطاءُ (3) حيوانٍ صَدَفىِّ، والصدفية منه (4) تُجمع من المواضع التى تكون فيها مياهٌ قائمة مدَّة، ثم تجفُّ تلك المياه فتوجد هذه الأظفار فى مواضعها.
ولها رائحة الناردين لأن هذا الحيوان من شأنه أن يرعى (5) الناردين فلذلك إنما تكون (6) هذه الأظفار هناك، فى البلاد التى (7) ينبت فيها الناردين. ومن هذه ما يوجد على ساحل القلز، ومنه دسومة، ولونه إلى البياض. ومنها بابلى فى
(1) :. أطفار الطيب.
(2)
يقصد: كالبخور.
(3)
ن: عضا. وقد صوَّبنَاهَا بالرجوع إلى ابن البيطار الذى أورد فى جامعه تحت اسم (أظفار الطيب) ما نصه: الخليل بن أحمد: هو شىء من الطيب، أسود شبيه بالظُفر، يجعل فى الدخن ولا يفرد منه الواحدة. ابن رضوان: وجدت فى كتاب الطيب، أن أنواع الأظفار كثيرة، منها ما يكون فى بحر اليمن.. ديسقوريدس فى الثانية: هو غطاء صنف من ذوات الصدف (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية 39/1) .
(4)
ن: منه.
(5)
ن: يراعى!
(6)
:. يكون.
(7)
:. الذى.
ناحية بابل، لونه أسود، وهو أصغر من الأول. وكلاهما (1) طيبُ الرائحة، إذا دُخِّنَ بهما، كان فى رائحتهما شئٌ يشبه رائحة الجندبيدستر (2) .
وقد قيل: إنَّ أجود أظفار الطيب هى القرشية (3) . وأظن - والله أعلم - أن هذه منسوبة إلى القِرْش وهو حيوانٌ عظيمٌ فى البحر فتكون هذه فلوسه، وصفة هذه أنها حمراء مقعَّره كفلوس السمك، إلا أنها قليلة العرض، مستطيلة غير ذاهبة (4) على الاستقامة، بل مع انحناءٍ ما.
ومن أَظْفَارِ الطِّيب ما يوجد على ساحل جَدَّة، وهى المكِّيَّة. ومنها ما يوجد فى بحر اليمن، وقد قيل إنها هى القرشية.
وجوهر أظفار الطيب هو جوهرُ العظام والأصداف، وجميع هذه فإن جواهرها (5) أرضية. فلذلك، أظفار الطيب جوهرها أرضىٌّ، وفيها - لامحالة - هوائية؛ ولذلك هى خفيفة الوزن، خاصة الدسمة منها، فإنَّ الدسومة، كما بيناه أولاً، إنما تتحقَّق بجسمٍ فيه هوائية كثيرة. وفى هذه الأرضية نارية قليلة، فلذلك هى حادة الرائحة، وأرضيتها لطيفة جداً، يابسة؛ ولذلك، هى قابلة للتصعُّد بالحرارة النارية بسهولة، فلذلك تتدخَّن سريعاً.
(1) ن: وكليهما.
(2)
ن.
(3)
الذى قال ذلك، وفقاً لابن البيطار (الجامع 39/1) هو إسحق بن عمران. وعند الشيخ الرئيس: أظفار الطيب.. منه قَلزمى ومنه بابلى أسود صغير.. وأظن أن القَلزمى هو الذى يسمى الفرشية (القانون فى الطب 249/1) .
(4)
:. داهبه.
(5)
:. جوارها.
الفصل الثانى (1) فى طَبِيعَةِ أَظفَارِ الطِّيبِ وأَفعَالِها على الإِطلَاقِ
لما كان جوهر هذا الدواء مركَّبٌ من أرضيةٍ لطيفة، وناريةٍ يسيرة وهوائية. وكانت المائيةُ فيه قليلةً جداً؛ فمزاجه يجب أن يكون - لامحالة - حارّاً يابساً. أما الحرارة فلأجل النارية؛ فإنها تقوِّى الحرارة، وبرودة الأرضية والمائية لاتفى بتعديل تلك الحرارة، لأن برودة الأرضية ضعيفةٌ جداً. وأما المائية - وإن كانت شديدة البرد - فإنها لقلَّتها (2) ، ليست تبرِّد تبريداً شديداً يقاوم حرارة النارية، خاصةً والهوائية التى فى هذا الدواء، لابد وأن تسخِّن إسخاناً ما
- لامحالة - فلذلك تكون حرارة هذا الدواء شديدة. واما اليبوسة فإنها أيضاً يجب أن تكون شديدة جداً لأن يبوسة الأرضية لابد وأن تكون شديدة، والمائية لقلتها وضعف رطوبتها، لاتفى بتعديل (3) تلك اليبوسة، والناريةُ يابسةٌ لا محالة.
وأما الهوائية فإنها وإن كانت فى نفسها (4) مفرطة الرطوبة، فإنها لا مدخل لها فى ترطيب الأعضاء. فلذلك، هذا الدواءُ يجب أن تكون يبوسته أزيد من حرارته. وكلتاهما (5) قويتان، لكن اليبوسة أقوى، لما ذكرناه.
(1) :. الفصل الثالث.
(2)
ن: لغلتها.
(3)
ن: لها نفى بتعديلها.
(4)
ن: فإنها فى نفسها وإن كانت!
(5)
ن: وكليهما.
ولذلك، هذا الدواء حارٌّ، شديدُ اليبوسة، أرضىٌّ. فهو - لامحالة - مجفِّفٌ. ويجب أيضاً أن يكون تجفيفه شديداً؛ لأجل قوة تحليله بسبب قوة حرارته. فلذلك، يجب أن يكون هذا الدواء قوىَّ الحرارة، قوىَّ اليبوسة، قوىَّ التحليل مفرطَ التجفيف. وذلك محلِّلٌ، فهو - لامحالة - ملطِّفٌ.
فلذلك، يجب أن يكون هذا الدواء ملطِّفاً، وأن يكون تلطيفه شديداً لأجل قوة تحليله؛ لأن أرضية هذا الدواء لطيفة، ومائيته قليلة، وفيه ناريةٌ وهوائية. فهو - لامحالة - لطيفٌ جداً. وجميع الأدوية اللطيفة فإنها - لامحالة - أسرع فعلاً وأبعد فعلاً؛ فيجب أن يكون هذا الدواء كذلك.
وإذ فى هذا الدواء أرضيةٌ كثيرة، فهو - لامحالة - قابضٌ، وكل قابضٍ فهو - لامحالة - مقوٍّ. والعطرية تقتضى التقوية، ولذلك هذا الدواء شديدُ التقوية. وأما قبضه فليس بقوىّ (1) ؛ لأن أرضيته ليست باردة. وكل دواء لطيف، فيه تحليل فهو - لامحالة - مفتِّح؛ ولذلك هذا الدواء لابد وأن يكون مفتِّحاً. وكل دواءٍ فيه قَبْضٌ، وتقويةٌ عطرية، وتفتيحٌ؛ فهو - لامحالة - نافعٌ جداً للأحشاء فلذلك هذا الدواء لابد وأن يكون شديد النفع للأحشاء. ولأنه محلِّلٌ، مقوٍّ؛ ففيه - لامحالة - عطرية، وتفتيحٌ؛ فهو - لامحالة - نافعٌ جداً للأحشاء؛ فلذلك هذا الدواء لابد وأن يكون شديد النفع للأحشاء. ولأنه محلِّلٌ، مقوٍّ؛ فهو - لامحالة - مسكِّنٌ للأوجاع.
(1) ن: يقوى.