الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع فى فِعلِهِ فى أَعضَاءِ الصَّدرِ
إن الآسَ لِعطريَّته، هو ملائمٌ للروح، وللقلب، ونحوه من الأعضاء. ومع ذلك، فإنه يشدُّ الأعضاء كلها، ويقوِّيها؛ وذلك بما فيه من القَبْضِ. والأرضية الحارَّةِ التى فيه، وهى (1) المرَّة؛ لاتخلو (2) من تلطيفٍ خفيف. ولذلك (3) الآسُ يقوِّى القلب، وينفع من الخفقان، ويلطِّف الروح تلطيفاً معتدلاً، ويقوِّيها بعطرِيَّته، ويزيل ما فيها من الحِدَّة وقوَّةِ الحركة إلى خارج - التى يكون بها الغضب (4) - وذلك لعفوصته وبرده. فلذلك، هو من المفرِّحات الجيدة القوية. ومما يزيد فى تفريحه، أنه يمنع الأبخرة الدُّخَّانية عن التصعُّد إلى ناحية القلب، وذلك من المعدة ونواحيها؛ فلذلك، يكون تفريحه (5) شديداً.
وثمرة الآسِ تفعل التفريح أكثر، لأنها لحلاوتها، تناسب الروح والدم أكثر. ولأن ما ينفذ منها (6) ، من الحجاب الحاجز بين المرئ وقصبة الرئة، إلى نواحى القلب؛ أكثر، لأجل حلاوتها. وعصارتها أكثر نفوذاً منها، وكذلك شراب الآسِ أكثر نفوذاً منها، لما فيه من السُّكَّر والعَسَل، خاصةً المعمول من
(1) - ن.
(2)
:. تخلوا
(3)
:. فكذلك.
(4)
:. العصب.
(5)
هـ: بقرعه!
(6)
:. ما يتقدمها.
حَبِّ الآس.
والآسُ وحَبُّه وجميع أجزاء ذلك، شديدُ النفع للصدر والرئة، وذلك لما فيه من (1) التقوية والعطرية، مع الحلاوة. وحَبُّ الآسِ فى ذلك أنفع، لأن حلاوته (2) أكثر؛ ولذلك هو شديدُ النفع من السُّعَال.
والآسُ شديدُ المنع للنزلات المنحدرة إلى الصدر والرئة، وذلك لأجل تضييقه منافذ المادة النازلة إلى هذه الأعضاء. وإذا طُبخ الآسُ وحَبُّه، مع الخشخاش بقشره، وعُمِلَ من ذلك لعوقٌ أو شراب، كان شديد النفع من النزلات. لأن هذا الشراب يغلِّظ المادة المستعدة للنزول (3) ، وذلك لأجل تغليظه بما فيه من الشراب ومن (4) قوة الخشخاش؛ ويسدّ (5) منافذ تلك المواد، بما فيه من قَبْضِ الآس.
وكذلك، هذا الشراب لاغبار (6) عليه فى منع النزلات، خاصةً وما فيه من قوة الآسِ ينفع أعضاء الصدر والرئة، ويقوِّيهما.
والآسُ شديدُ الحبْس لنفث الدم، وذلك إذا شرب شرابه أو رُبَّه، خاصةً المتَّخذ من حَبِّه. وكذلك، إذا أكثر صاحب نفث الدم من أكل حَبِّ الآسِ قَطَعَ نفثه بسرعة، مع تقويته للصدر والرئة.
(1) :. مع.
(2)
:. لا حلاوته.
(3)
غير واضحة فى هـ، ن: للنزول بربها.
(4)
:. من.
(5)
:. يسد.
(6)
:. يتار.
والآسُ وشرابُه ورُبُّه وحَبُّه، كل ذلك شديدُ النفع من السُّلِّ، لأنه بتجفيفه ينفع القرحة، ويجفِّف رطوباتها (1) ، وينقِّيها. وبما فيه من الحلاوة، يوافق أعضاء الصدر والرِّئة وينفع السُّعَال. وبما فيه من القَبْض، يقوِّى الرئة وسائر أعضاء الصدر. فلذلك هو شديدُ الموافقة للسُّلِّ. وإذا اجتمع مع شئٍ من أمراض (2) الصدر والسُّعَال ونحو ذلك، إسهالٌ (3) ؛ فلا إيثار (4) على شراب الآسِ ورُبُّه، لأنه مع نفعه لهذه الأعضاء، هو شديدُ الحبس للإسهال.
(1) :. برطوبتها.
(2)
هـ: من شىء
(3)
ن، مطموسة فى هـ.
(4)
ن: فليبادر.