الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث فى فِعلِ الأَشَّقِّ فى أَعضَاءِ الصَّدرِ
إنَّ هذا الدواء لأجل تلطيفه وتفتيحه، وجلائه (1) ، وتليينه؛ هو شديد النفع من الأمراض الكائنة عن مواد غليظة فى هذه الأعضاء، لأنه - حينئذٍ - يلطِّفها بما فيه من التلطيف؛ ويبرئها عن المكان الذى هى ملتصقةٌ به، بما فيه من الجلاء ويهيِّئها للخروج بالنفث، بأن يفتِّح مجارى الرئة، فيهيئَها لنفوذ هذه المادة التى فيها إلى خارج.
فلذلك (2) ، هذا الدواء نافعٌ جداً فى الربو ونَفَسِ الانتصاب، وعُسْر النَّفَس وذلك إذا كان حدوث هذه الأمراض عن مادةٍ غليظةٍ سادَّةٍ لمجارى النَّفَس، وذلك إذا استُعمل مع شئ مما يسهل نفوذه إلى هذه الأعضاء بسرعة، وإنما يكون ذلك إذا كان نفوذه إليها، هو من مسام الحجاب الحاجز بين المرئ وقصبة الرئة.
والذى يفعل ذلك، هو ما فيه جلاءٌ وتفتيح؛ لأن هذا يلزمه توسيع مسام ذلك الحجاب، فيكون نفوذ ما ينفذ من هذا الدواء أزيد. وهذا الذى يفعل ذلك كالعسل وماء الشعير، ومع العسل أو السكر الكثير، حتى تكون (3) حلاوته شديدة، فيكون جلاؤه أزيد، فيكون تفتيحه المسام - لهذا (4) - أوفر.
(1) ن: جلاه.
(2)
ن: فكذلك.
(3)
ن: يكون
(4)
ن: هذا.
وينبغى - حينئذٍ - أن يكون استعماله مع الدواء الآخر لعقاً، أو بأن يُحبَّب ويوضع الحبُّ تحت اللسان؛ وذلك لأن ما يكون كذلك، فإن نفوذ ما ينفذ منه فى مسام هذا الحجاب، يكون - لامحالة - أكثر؛ وذلك لأجل دوام سيلانه على سطح ذلك الحجاب وبقائه بلا محالة (1) مدة طويلة، فيكون ما ينفذ إلى قصبة الرئة فى تلك المدة، أكثر لامحالة. ولا كذلك إذا استعمل ذلك مشروباً، فإن المشروب ينزل بسرعة إلى المعدة، وحينئذٍ يقل ما ينفذ منه فى مسام هذا الحجاب فلذلك يكون تأثيره فى أمراض الصدر ضعيفاً.
فلذلك، ينبغى أن يكون استعمال الأشَّقِّ فى أمراض الصدر مع العسل وحسو الشعير ونحو ذلك، لعقاً. أو بأن يحبَّب ويوضع تحت اللسان، وذلك إذا كان مُتَنَاوَلاً مع العسل.
ومن شأن الأَشَّقِّ إذا استعمل كما قلناه - مع العسل ونحوه - أن ينقِّى قروح الصدر والرئة؛ وذلك لما فيه من الجلاء، والتجفيف، والتحليل، والتنقية. فلذلك الأَشَّقُ ينفع المسلولين (2) بتنقيته لقروح الرئة، ولذلك هو أيضاً مما ينقِّى قروح الحجاب والأغشية، ونحو ذلك من أعضاء الصدر، لما قلناه. وهو نافعٌ من الخناق (3) الحادث عن مادة بلغمية أو سوداوية؛ وذلك لأجل ما فيه من التليين والجلاء والتلطيف والتحليل.
(1) ن: مباله!
(2)
مطموسة فى ن.
(3)
ن: الحتاق!
الفصل الرابع فى فِعلِ الأشَّقِّ (1) فى أَعضَاءِ الغِذَاءِ
لما كان هذا الدواء شديد التليين (2) جداً، مُحَلِّلاً بقوةٍ، فهو - لامحالة - شديد النفع لغلظ الأحشاء وجساوتها وصلابتها. وإذا شُرب منه درخمان (3) نفع من صلابة الطحال وصلابة الكبد. وكذلك، إذا طُلى على صلابتهما بالخل (4) لأن الخلَّ بتقطيعه وتحليله يُعينه على ذلك. وهو نافعٌ من الاستسقاء لتجفيفه وبما يزيل صلابة الكبد، وبما يُخرج من الرطوبات بالبول.
وإذا شُرب منه درخمان (5) بالخل، حَلَّلَ صلابة الطحال، وينشِّف فضول الأحشاء بتجفيفه. وكذلك ينفع من الماء الأصفر (6) شرباً وضماداً. وتضمَّد به أورام الأحشاء فيليِّنها ويحلِّلها، ويقتل الديدان ويخرجها، وكذلك يفعل بحبِّ القرع (7) .
وخاصتُهُ، النفع من أوجاع الخاصرتين والوركين، الحادث من البلغم اللزج. والشربة من ذلك من نصف مثقال إلى مثقالٍ، بعد نقعه فى المطبوخ
(1) ن: الحتاق!
(2)
ن: التلين.
(3)
ن: درخمى
(4)
هنا تنتهى الورقة الساقطة من هـ.
(5)
هـ: درخميين، ن درخمين.
(6)
هـ: الأضفر.
(7)
حب القرع: نوعٌ من الديدان، شبيه بحبِّ القرع، يوجد فى الأمعاء.
ويشرب مفرداً أو مع الأدوية الأخرى. ولأجل إضراره بالمعدة، ينبغى أن يقلَّل منه، وأن يكون استعماله. مع مقويات المعدة. وإضراره للمعدة، هو بحدِّته.
وشُرب الأشَّقِّ يطرد الرياح، وينفع من وجع الظهر، كل ذلك لأجل تليينه وتحليله، وكذلك ينفع من أمراض العصب، ويحلِّل فضوله ويُليِّنه؛ ولذلك ينفع من الخدَر، والفالج، والرعشة، ونحو ذلك. وإذا تغرغر به محلولاً بالماء الحارِّ حلَّل بلغماً كثيراً، ونقَّى الدماغ، وحلَّل ورم النغانغ (1) .
(1) النغانغ، جمع نغنغة وهى: موضعٌ بين اللهاة وشوارب الحنجور. وهى أيضاً: لحمات تكون فى الحلق عند اللهاة (لسان العرب 681/3) .