الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث فى فِعلِ أَظفَارِ الطِّيبِ فى أَعضَاءِ الرَّأسِ
إنَّ هذا الدواء، لما كانت أرضيته لطيفةً، فهى (1) - لامحالة - قابلة للتدخين. فلذلك، إذا حصل هذا الدواء فى داخل البدن، تدخَّنت منه أجزاءٌ كثيرة. ولما كان هذا الدواء حارّاً، يابساً بقوة، كان ما يتدخَّن منه - لامحالة - كذلك. فلذلك، إذا بلغت دخانية هذ
االدواء إلى الدماغ، فلابد وأن تُحْدِث فيه أمرين:
أحدهما: ثقل الرأس. وذلك لأن هذه الدخانية هى - لامحالة - أجزاءٌ أرضية، والأجزاء الأرضية ثقيلةٌ لامحالة، وإذا حصل الثقيل فى جسمٍ، صار أثقل (2) لامحالة؛ فلذلك هذا الدواء إذا ورد إلى داخل البدن، أحدث ثقلاً فى الرأس لامحالة.
وثانيهما: صداعٌ. وذلك لأجل حرارة دخانية هذا الدواء ويبوستها، ويلزم ذلك أن يوجع هذا الدخان بكيفيته. ولأن الدخان إذا حصل فى مكان، فلابد وأن يتحرَّك، وتلزم حركته حركة ما يلقاه أمامه إلى جهة حركته؛ فلذلك هذا الدخان لابد وأن يحرِّك الأعضاء التى فى داخل الرأس إلى جهات حركته؛ ويلزم ذلك أن تُمَدَّد تلك الأعضاء، وهذا التمديد يلزمه تفريق اتصال تلك الأعضاء وذلك - لامحالة - مؤلمٌ مصدِّعٌ. فلذلك، ما يرتفع إلى الرأس من دخانية هذا الدواء، لابد وأن يوجع ويصدع بكيفيته وبتمديده جميعاً؛ فلذلك كان هذا
(1) ن: فهو.
(2)
ن: أثقله.
الدواء، المسمَّى بأظفار الطيب، إذا ورد إلى داخل البدن، فلابد وأن يحدث ثِقلاً فى الرأس، وصداعاً، ومع ذلك فإنه لايحدث صَرَعاً ولا سكتةً ونحو ذلك وذلك لأن هذا الدخان هو لطيفُ المادة؛ لأنه من أرضيةٍ لطيفة - كما قلناه أولاً - ومع ذلك فإنه شديدُ الحرارة واليبوسة، وما كان كذلك فهو لامحالة يتحلَّلُ بسرعة، فلا يحدث عنه ذلك.
وأما اشتمام هذا الدواء بالتدخين؛ لأن (1)) من مادة لطيفة، وقد ازدادت لطافةً بالحرارة النارية والمدخِّنة لها؛ فلذلك هذه الدخانيةُ تُحدث فى الدماغ أموراً:
أحدها: أنها فى أول الأمر تسكِّن الصداع البارد؛ وذلك لأجل تعديلها مزاج الدماغ حينئذٍ. فإن أُفرط فى استعمال هذا الدخان، فإنه - لامحالة - يملأ الدماغ؛ فلذلك قد يصدِّع بفرط التسخين والتليين (2) ، وبالتحديد.
وثانيها: أن هذه الدخانية تنفع (3) النزلات الباردة جداً؛ وذلك لأجل تعديلها (4) لمزاج الدماغ، وتجفيفها لرطوباته الفضلية المحدِثة للنزلات.
وثالثها: أن هذه الدخانية بقوة حرارتها ويبوستها وتجفيفها، لابد وأن تحلِّل ما تلقاه فى داخل الرأس من الرطوبات الفضلية، وأن تلطِّف تلك الرطوبات بما فيها من التلطيف، وتجفِّفها (5) بقوة تجفيفها؛ فلذلك تُبرئ من الصرع، والسكتة والسُّبات والنسيان، ونحو ذلك من الأمراض الرطبة الدماغية.
(1) ن: لأنها.
(2)
ن: البلين.
(3)
ن: تبفع.
(4)
ن: تعديله.
(5)
ن: وتجفيفها.
وأظفار الطيب لأجل عطريتها، تدخل فى أقسام الطُّيوب كلها، وشَمُّها يقوِّى الدماغ البارد تقويةً كثيرة (1) ؛ وذلك لما فيها من التقوية مع التعديل للمزاج.
(1) هنا تنتهى الورقة الساقطة من هـ.