الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال في باب "تثنية المقصور والممدود وجمعهما جمعاً تصحيحاً":
والسالمَ العينِ الثلاثي اسماً أنِلْ
…
إتباعَ عينٍ فاءه بما شُكلْ1
فجملة "شُكل" لا محل لها صلة الموصول المجرور محلاً بالباء، والعائد ضمير محذوف مجرور بباء أخرى.
ومتى اختلف متعلق الجارين: "الذي جَرَّ الموصول والذي جر العائد فالحذف شاذ أو ضرورة عند الجمهور2. وجائز بقلة عند ابن مالك كما تقدم.
وما ذهب إليه ابن مالك هو الراجح عندي. فهو قليل لا ممتنع.
وقد أورد ابن مالك جملة من الشواهد على ذلك غير البيت المستشهد به هاهنا تدل على أن المسألة ليست شاذة أو ضرورة، بل ليست نادرة3.
1 الألفية ص57.
2 انظر: منحة الجليل لمحمد محيي الدين عبد الحميد 4/110.
3 انظر: شرح التسهيل 1/206، 207، شرح الكافية الشافية 1/294
تقديم معمول الصلة على الموصول:
قال ابن مالك في باب "إن" وأخواتها:
ولا يلي ذي اللامَ ما قد نُفيا
…
ولا من الأفعال ما كرضيا 1
قال الأزهري: "كرضيا: في موضع صلة "ما" الثانية، والألف للإطلاق، وتقدير البيت: ولا يلي الخبر الذي قد نفي ولا الخبرُ الذي كرضي حال كونه
1 الألفية ص 20.
من الأفعال هذه اللامَ. ففيه تقديم معمول الصلة على الموصول وذلك جائز في الشعر"1.
قلت: اختلف النحاة في تقديم معمول الصلة على الموصول. فجمهور البصريين على منع تقديم شئ من الصلة على الموصول مطلقاً، سواء كان الموصول اسماً أو حرفاً. فإن جاء ما ظاهره كذلك أوَّلوه2.
وذهب الكوفيون إلى جواز ذلك مطلقاً3.
وأجاز بعض البصريين تقدم المتعلق بالصلة على الموصول إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً مطلقاً4 وجعله متعلقاً بالصلة نفسها، لأن العرب تتسع في الظروف والمجرورات ما لا تتسع في غيرها من الفضلات، لكثرة دورانهما في الكلام5.
وذهب ابن الحاجب (646هـ) إلى جواز تقديم معمول الصلة على الموصول مع "أل" خاصة، كقوله تعالى:{وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدينَ} 6، ومنعه فيما عدا ذلك7.
وهو قريبٌ من رأي ابن مالك في شرح التسهيل إلَاّ أنَّ ابن مالك جعل التقدم مع "أل" مطرداً إذا كانت مجرورة بـ"مِنْ" التبعيضية كالآية السابقة، ومَنَعَ التقدم في غير "أل" مطلقاً، ومعها إذا لم تجرَّ بـ"من"8.
1 تمرين الطلاب في صناعة الإعراب 35، 36.
2 انظر: الأصول 2/223، 224، المسائل البغداديات 558، اللامات 58، البحر المحيط 1/395، الهمع 1/304، 305، أمالي ابن الحاجب 1/152، 153.
3 انظر: الارتشاف 1/553، الدر المصون 5/279.
4 انظر: الدر المصون 5/279.
5 انظر: شرح الجمل 1/555، الارتشاف 1/553، الدر المصون 5/279.
6 من الآية 20 من سورة يوسف.
7 انظر: الأمالي النحوية 1/152.
8 انظر: شرح التسهيل 1/237، 238.