الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال تعالى: {يَوْمَ يُنادِ المُنادِ} 1 و {فَمَا تُغْنِ النُّذٌرْ} 2.
على أنه قد تقدم عن الزمخشري أن هذا كثير في لغة هذيل.
1 من الآية 41 من سورة ق.
2 من الآية 5 من سورة القمر.
زيادة ألف الإطلاق في آخر الكلمة:
ومما ذكره جمهور العلماء في باب الضرائر الشعرية أنه يجوز للشاعر أن يلحق القافية المطلقة حرفاً1، كقول جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
…
وقولي إن أصبت لقد أصابا2
فألحق هذه الألف في الروي؛ لأن الشعر وضع للغناء والترنم3؛ إذ اعتاد الشعراء أن يترنموا في أواخر الأبيات قبل حرف الروي ليمتد بها الصوت، ويقع فيه تطريب لا يتم إلا بمد الحرف. وأكثر ما يقع ذلك في الأواخر4.
قال السيرافي:
"وهذه الزيادة غير جائزة في حشو الكلام، وإنما ذكرناها لاختصاص الشعر بها دون الكلام، وهي جيدة مطردة، وليس تخرجها جودتها من ضرورة الشعر إذ كان جوازها سبب الشعر5.
1 انظر: الكتاب 2 / 298، ما يحتمل الشعر من الضرورة 39، 40، شرح الجمل 2 / 553، الارتشاف 3 / 272، الهمع 5 / 342.
2 من "الوافر" مطلع قصيدة في هجاء الراعي النميري.
"عاذل" أي يا عاذل، منادي مرخم حذف منه حرف النداء.
العتاب هنا: اللوم في سخط.
والبيت في: الديوان 58، الكتاب 2 / 298، المقتضب 1 / 240، الأصول 2/386، الخصائص 1 / 171، 2 / 96، المنصف 1 / 224، 2 / 79، أمالي ابن الشجري 2/241.
3 انظر: الكتاب 2 / 299.
4 انظر: ما يحتمل الشعر من الضرورة 39، 40.
5 ما يحتمل الشعر من الضرورة 40.
ومن هذا القبيل ما جاء في ألفية ابن مالك في باب "المعرب والمبني" حيث قال:
ومُعربُ الأسماء ما قد سَلمِا-من شَبَه الحرف كأرضٍ وسُما
وفعل أمر ومُضِيٍّ بُنيا
…
وأعربوا مضارعاً إن عَريا1
قضت ضرورة الشعر عليه بزيادة الألف في آخر الفعلين "سَلِم" و "عري"
وقال في الباب نفسه:
فالأوَّل الإعرابُ فيه قُدِّرا
…
جميعُهُ وهو الذي قد قُصِرا2
زاد ألف الإطلاق في الفعلين "قُدِّر" و "قُصِر".
وقال في باب "النكرة والمعرفة":
في الباقيات واضطراراً خفَّفا
…
منِّي وعنِّي بعضُ من قد سَلَفا3
أراد: "خَفَّفَ" و"قد سَلَفَ" فمدَّ من أجل الضرورة.
ومثل ذا قوله في باب "الابتداء":
والأصلُ في الأخبار أنْ تُؤخَّرا
…
وجَوَّزوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرا4
الأصل: "تُؤخَّرَ" و"لا ضَرَر".
وقوله في باب "كان وأخواتها":
ككانَ ظلَّ باتَ أضحى أصبحا
…
أمسى وصارَ ليسَ زالَ بَرحِا5
زاد ألف الإطلاق في الفعلين "أصبح" و "برح".
1 الألفية ص 10.
2 المصدر السابق ص 11.
3 المصدر السابق ص 13.
4 المصدر السابق ص 16.
5 المصدر السابق ص 17.