الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزاد في شرح التسهيل تأويلين أحدهما: أن يجعل ما تقدم متعلقاً بنفس المصدر الموجود على نية التقديم والتأخير.
الثاني - وهو الذي تطمئن إليه النفس لبعده عن التكلف -: أن يكون ما تقدم متعلقاً بالمصدر الموجود نفسه، لا على نية التقديم والتأخير ولكن على أن يكون ذلك مُستباحاً في المصدر، وإن لم يُتسبح مثله في الموصول المحض كما استُبيح استغناؤه عن معمول لا دليل عليه، وإن لم يُتسبح مثله في صلة الموصول1.
1 انظر: شرح التسهيل 3/114.
الإخبار عن المصدر قبل تمام عمله:
قال ابن مالك في باب "الصفة المشبهة باسم الفاعل":
وعملُ اسمِ فاعلِ المُعدَّى
…
لها على الحدِّ الذي قد حُدَّا1
أعرب المكودي "عمل" مبتدأ و"اسم فاعل" مضافاً إلى "المعدَّى". قال: "وهو على حذف الموصوف. والتقدير: فاعل الفعل المعدَّى. و "لها" في موضع خبر "عمل"، و"على الحدّ" متعلق بـ "عمل"2.
1 الألفية ص38.
2 شرح المكودي 121.
فقوله: "لها" في موضع خبر المبتدأ الذي هو "عمل" و"على الحدّ" متعلق بـ "عمل" فيه الإخبار عن المصدر قبل تمام عمله1.
قد تقدمت الإشارة - قريباً - إلى أن المصدر المقدر بالحرف المصدري والفعل مع معموله كالموصول مع صلته وأنه لا يتقدم عليه ما يتعلق به كما لا يجوز تقديم شيء من الصلة على الموصول، ولا يفصل بينهما بأجنبي كما لا يفصل بين الموصول وصلته2.
هذا رأي جمهور النحويين في هذه المسألة.
قال ابن مالك في الكافية الشافية:
وهو مع المعمول كالموصول مع
…
صلته فيما أُجيز وامتُنع
وبالندور احكم على الذي يرد
…
بغير ذا، أو حاول العذر تجدْ 3
وقال في التسهيل:
"ويُضمرُ عاملٌ فيما أوهم خلاف ذلك، أو يُعدُّ نادراً"4.
أي إن وقع ما يوهم خلاف ما ينبغي تُلطف له فيما يؤمن معه الخطأ ويُثبت به الصواب، من محاولة تخريجه على وجه مناسب ومحاولة إيجاد العذر، كالضرورة الشعرية. فإن لم يتأتَ كلُّ ذلك حُمل على النُّدرة5.
فممَّا يوهم الفصل بأجنبي - مثلاً - قول الشاعر6:
المنُّ للذمِّ داعٍ بالعطاءِ فلا
…
تمنن فتُلقى بلا حمد ولا مالِ7
1 انظر: حاشية الملوي على شرح المكودي 121.
2 انظر: شرح التسهيل 3/113، شرح الكافية الشافية 2/1018، شرح الأشموني 2/291.
3 الكافية الشافية 2/1018.
4 التسهيل 142.
5 انظر: شرح الكافية الشافية 2/1019.
6 لم أجده من سمَّاه.
7 من "البسيط" وقد ورد في: شرح الكافية الشافية 2/1020، شرح الأشموني 2/292.