الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصل همزة القطع:
وهو عكس ما تقدم وأكثر منه استعمالاً كما ذكر ابن جني1 وغيره. فللشاعر عند الضرورة أن يصل ألف القطع لإقامة الوزن كما قال حاتم الطائي:
أبوهم أبي والامَّهاتُ امهاتُنا
…
فأنعم ومتِّعني بقيس بن جحدرِ2
يريد: والأمهات أمهاتنا
ولا يقتصر الوصل في الأسماء بل يسوغ في الأفعال أيضاً. أنشد أبو علي الفارسي3:
إنْ لم أُقاتِلْ فالبسوني بُرقُعا
…
وفَتَخاتٍ في اليدينِ أَرْبَعا4
يريد: فألبسوني ثم حذف الهمزة5
1 انظر: المحتسب 1 / 120، الخصائص 3 / 151.
2 من "الطويل".
حين أطلق النعمان الغساني بني عبد شمس إكراماً لحاتم بقي قيس بن جحدر بن ثعلبة وهو من لخم وأمه من بني عدي وهو جدّ الطرماح بن حكيم بن قيس بن جحدر، فقال له النعمان: أبقي أحد من أصحابك؟ فأنشد حاتم البيتين التاليين:
فككتَ عدياً كلَّها من إسارِها
…
فأفضِلْ وشفِّعني بقيس بن جحدرِ
أبوه أبي والأمهات امهاتنا
…
فأنعم فدتك النفسُ قومي ومعشري
والإسار: العقال. وشفعني: أي اجعلني شفيعاً له وأتبعه بمن أطلقت.
انظر: الديوان 49، رسالة الملائكة 132، ضرائر الشعر لابن عصفور 98.
3 انظر: شرح الأبيات المشكلة الإعراب 335.
4 من "الرجز".
الفَتْخَة والفَتَخَة: خاتم يكون في اليد والرجل بفصٍّ وغير فص.
والرجز في الخصائص 3 / 151، المحتسب 1 / 120، رسالة الغفران 190، الجامع لأحكام القرآن 5 / 101، ضرائر الشعر لابن عصفور 100، البحر المحيط 3 / 206.
5 انظر: المحتسب 1 / 120.
وقد ورد في ألفية ابن مالك شيء من ذلك في بعض أبياتها، كقوله في باب:
"الموصول":
موصولُ الاسماء الذي الأنثى التي-واليا إذا ما ثُنِّيا لا تُثبتِ1
وَصَل همزة القطع في قوله: "الاسماء" لإقامة الوزن.
وقوله في الباب نفسه:
في عائدٍ متَّصلٍ إن انتصب
…
بفعلٍ أو وصفٍ كمن نرجو يَهَبْ2
أراد: أو وصفٍ بالقطع.
وقوله في باب "الابتداء":
وأوَّلٌ مبتدأ والثاني
…
فاعلٌ اغنى في أسارٍ ذانِ3
وصل همزة القطع في قوله: "اغنى" للضرورة.
وقوله في باب "لا التي لنفي الجنس":
مرفوعاً او منصوبا او مُركَّبا
…
وإن رفعتَ أوَّلاً لا تنصبا4
وَصَل الهمزة المقطوعة في قوله: "أو مركبا" للضرورة.
وقوله في باب "التمييز":
كشِبْرٍ ارضاً وقفيزٍ بُرّا
…
ومَنَويْنِ عسلاً وتمرا5
وَصَل الهمزة في "أرضاً" وهي همزة قطع.
وقوله في باب "الإضافة":
وابنِ أو اعرِبْ ما كإذ قد أُجريا
…
واختر بنا متلوِّ فِعلٍ بُنيا6
1 الألفية ص 14.
2 المصدر السابق ص 15.
3 المصدر السابق ص 16.
4 المصدر السابق ص 21.
5 الألفية ص 31.
6 المصدر السابق ص33.