الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الأزهري: "هذا غير جائز عند الجمهور، خلافاً للناظم"1.
1 انظر: تمرين الطلاب في صناعة الإعراب 9.
تقديم معمول الصفة على الموصوف:
قال ابن مالك في "باب الكلام وما يتألف منه":
بالجرِّ والتنوينِ والندا وأل
…
ومسند للاسم تميزٌ حَصَلْ 1
فقوله: "للاسم" يُعرب خبراً مقدماً. و "تمييز": مبتدأ مؤخر. وجملة "حصل" في محل رفع صفة لـ "تمييز". ويلزم على هذا تقديم الصفة التي هي قوله: "بالجر" وما عطف عليه على الموصوف وهو قوله: "تمييز"، والصفة لا تتقدم على الموصوف، فمعمولها أولى بالمنع2.
قلت: ذهب جمهور البصريين إلى أنه لا يجوز تقديم معمول الصفة على الموصوف، فلا يجوز أن يقال في: هذا رجلٌ يأكلُ طعامَك: هذا طعامَك رجلٌ يأكلُ.
وتبعهم في هذا ابن مالك فقال في الكافية الشافية:
وعَمَلَ التابعِ قبلَ ما تبع
…
لا توقِعَنْ ففعلُ ذاك ممتنعْ
وما نعوه علماءُ البصرهْ
…
وغيرهم أجاز دون كثرهْ3
1 الألفية ص 9.
2 انظر: تمرين الطلاب في صناعة الإعراب 6، شرح الأشموني 1 / 39. قال ابن الحاج في حاشيته على المكودي 1/ 27:(وهذا الاعتراضُ وارد، ولا تلتفت لكلام بعض) .
3 الكافية الشافية 2 / 1148.
وأجاز ذلك الكوفيون، وتبعهم الزمخشري في قوله تعالى:{وَقُلْ لَهُمْ في أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَليغاً} 1 قال: "فإن قلت: بم تعلق قوله: "في أنفسهم"؟ قلت: بقوله: "بليغاً"؛ أي قل لهم قولاً بليغاً في أنفسهم
…
"2.
واستثنى ابن مالك في التسهيل ما إذا كان النعت صالحاً لمباشرة العامل فإنه يجوز تقديمه، ولكن ليس من باب تقديم الصفة على الموصوف ولكن على جعل المنعوت بدلاً منه3. ومثَّل في الشرح بقوله عز وجل:{إلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ اللَّهِ} 4 ففيه تقديم النعت وهو قوله: "العزيز الحميد" وجعل المنعوت - وهو لفظ الجلالة - بدلاً.
ومنه قول الشاعر:
ولكنِّي بليتُ بوصلِ قومٍ
…
لهم لحمٌ ومنكرة جسومُ5
أي: وجسوم منكرة.
وقال ابن عصفور: "ولا يجوز تقديم الصفة على الموصوف إلَاّ حيث سمع، وذلك قليل"6.
1 من الآية 63 من سورة النساء.
2 الكشاف 1 / 276.
3 انظر: التسهيل 169.
4 من الآية 1، 2 من سورة إبراهيم.
5 من "الوافر"، ولم أجد من نسبه لشاعرٍ بعينه.
والبيت في: شرح التسهيل 3 / 320، التذييل والتكميل جزء (4) لوحة 129، المساعد 2/418، شفاء العليل 2 / 758.
6 شرح الجمل 1 / 218.