الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصرف كلمة "يونس" للضرورة مع أنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل1.
أما في باب "الإبدال" فقال:
وصحَّ عينُ فَعَلٍ وفَعِلا
…
ذا أَفْعَلٍ كأغْيَدٍ وأحْوَلا2
فصرف كلمة "أغيد" للضرورة مع كونها في الأصل ممنوعة من الصرف للوصفية ووزن أفعل3.
حذف أداة الشرط:
قال ابن مالك في باب "المعرف بأداة التعريف":
أل: حرفُ تعريفٍ أو اللامُ فقطْ
…
فَنَمَطٌ عَّرفتَ قُلْ فيه: النَّمَطْ1
أعرب الأزهري لفظة "نمط" مبتدأ، وقال: سوَّغ ذلك إعادته بلفظ المعرفة. و"عرَّفت": شرطٌ حذفت أداته ضرورة. ومفعوله محذوف. و"قُلْ" فعل أمر جواب الشرط، حذفت منه الفاء للضرورة، والشرط وجوابه خبر المبتدأ. والتقدير: فنمط إذا عرَّفته فقل فيه النمط، على معنى: إذا أردت تعريفه فقل2.
1 الألفية ص 15.
2 انظر: تمرين الطلاب في صناعة الإعراب 22 نقلاً عن الشاطبي.
قلت: مذهب جمهور النحويين أنه لا يجوز حذف أدوات الشرط، لا "إنْ" ولا غيرها1.
قال أبو حيان: وقد جوَّز ذلك بعضهم في "إنْ". قال: ويرتفع الفعل بحذفها، وجعل منه قول ذي الرِّمَّة:
وإنسانُ عيني يَحْسِرُ الماءُ تارةً
…
فيبدو وتارات يَجُمُّ فيَغْرَقُ2
أي: إن يحسر الماءُ3. فلما حذفت "إنْ" ارتفع الفعل.
وإنما قدر بعضهم فيه "إنْ" محذوفة، لأن قوله "وإنسانُ عيني" مبتدأ، وجملة "يحسر الماءُ تارةً" خبره، وليس ثَمَّ رابط لهذه الجملة بالمبتدأ. فلما خلت من الرابط ذهب من ذهب إلى أصلها جملة شرطية، إذ إنه لا يشترط في الشرط إذا ما وقع خبراً أن يكون الرابط في جملة الشرط، بل قد يكون في جملة الجزاء نحو: زيد إنْ تقم هند يغضب4.
وخرَّج بعض المحققين بيت ذي الرمة على أنه من عطف جملة فيها ضمير المبتدأ وهي قوله: "يبدو" بفاء السببية على الجملة المخبر بها الخالية منه وهي
1 انظر: الارتشاف 2 / 561، توضيح المقاصد 4 / 260.
2 من "الطويل".
إنسان العين: النقطة السوداء التي تبدو لامعة وسط السواد. "يحسر": يكشف يجمّ: يكثر.
والبيت في: الديوان 479، مجالس ثعلب 2/544، المسائل البصريات 1/360، المحتسب 1/150، المقرب 1 / 8، تذكرة النحاة 668، المغني 651، أوضح المسالك 3 / 362، المقاصد النحوية 1/578، 4/449، الهمع 2/19، شرح الأشموني 1/196، الخزانة 2/192.
3 انظر: الارتشاف 2 / 561، وانظر: توضيح المقاصد 4 / 260.
4 انظر التذييل والتكميل ج 5 لوحة 162، 163. وانظر: الخزانة 2 / 192.