الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَصَل الهمزة من قوله: "أعرب" لضرورة الوزن وأصلها همزة قطع.
وفي الألفية كثير من هذا لكني أقتصر على ما أوردت خشية الإطالة.
حذف الياء والاستغناء بالكسر عنها
…
حذف الياء والاستغناء بالكسرة عنها:
تقدم أن من ضرائر الشعر الحذف، ومن الحذف حذف الياء من "قاضي" و"جاري" وبابهما في حال الإضافة، والتعريف بالألف، واللام تشبيهاً بما ليس فيه ذلك؛ أي تشبيهاً للألف، واللام، والإضافة بما عاقبتاه وهو التنوين، فكما تحذف الياء مع التنوين كذلك تحذف مع الألف، واللام، والإضافة1.
قال الأعشى:
وأخو الغوانِ متى يشأ يَصْرِ مْنَهُ
…
ويَصِرْنَ أعداءً بُعَيْد ودادِ2
فقد حذف الياء واجتزأ بالكسرة عنها حين شبّه الألف، واللام بالتنوين؛ لأنهما يتعاقبان، فحكم لهذا بحكم ما عاقبه3.
فإذا ما جئنا لنطبق هذا على ألفية ابن مالك وجدنا الناظم يفعله أحياناً فيحذف الياء ويستغني عنها بالحركة المجانسة لها في آخر الكلمة وهي الكسرة، كما قال في باب "أعلم وأرى":
وما لمفعوليْ علمتُ مطلقاً
…
للثانِ والثالثِ أيضاً حُقِّقا4
1 انظر: الأصول 3/456، شرح الجمل 2/579.
2 من "الكامل".
في الديوان: "وأخو النساء" ولا شاهد فيه حينئذ.
وصف النساء بالغدر وقلة الوفاء والصبر فيقول: من كان شغوفاً بهن مواصلاً لهن إذا تعرض لصرمهنَّ سارعن إلى ذلك لقلة وفائهن. وأراد: متى يشأ صرمهن يصرمنه، فحذف.
والغواني: جمع غانية وهي التي غنيت بشبابها وحسنها عن الزينة.
والبيت في: الديوان 179، الكتاب 1/10، الأصول 3/457، الخصائص 3/133، المنصف 2/73، الإنصاف 1/387.
3 انظر: ضرائر الشعر 120، 121.
4 الألفية، ص22.
فقوله: "للثانِ" أصله: للثاني، بإثبات الياء غير أنه قد حذفها للضرورة.
وقال في باب "أبنية المصادر":
فأوَّلٌ لذي امتناع كأبى
…
والثانِ للذي اقتضى تقلُّبا1
فهذا نظير سابقه، ومثلهما - كذلك - قوله في باب " عطف النسق ":
وانقُل بها للثانِ حكمَ الأولِ
…
في الخبر المثبتِ والأمر الجلي2
وقد عدَّ سيبويه هذا وأمثاله من ضرائر الشعر، فقال في باب "ما يحتمل الشعر":
"اعلم أنه يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام من صرف ما لا ينصرف
…
وحذف ما لا يحذف"3.
أما مذهب أبي زكريا الفراء فهو أن كل ياءٍ أو واو تسكنان وما قبل الواو مضموم وما قبل الياء مكسور فإن العرب تحذفها وتجتزئ بالضمة من الواو وبالكسرة من الياء4.
على أن هناك من أنكر على سيبويه وغيره من النحويين جعلهم هذا ونحوه من ضرورة الشعر؛ لأنه قد جاء في القرآن الكريم حذف الياء في غير رؤوس الآي، وقرأ به جمعٌ من القراء، كقوله - جل وعز - {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً} 5، وفي آيات غيرها كذلك6.
1 المصدر السابق ص36.
2 المصدر السابق ص43.
3 الكتاب 1/9.
4 انظر: معاني القرآن 2/27.
5 من الآية 17 من سورة الكهف.
وقد قرأ نافع وأبو عمرو بإثبات ياء " المهتدي " وصلاً وحذفها وقفاً. وأثبتها في الحالين يعقوب، ورويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ. وحَذَفَها الباقون في الحالين.
انظر: السبعة في القراءات 391، الدر المصون 7/414، النشر 2/309، 316، الإتحاف 288.
6 انظر: ضرائر الشعر 121.