الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات ببغداد في رمضان الإمام نجم الدين أبو بكر عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات بن محمد الأنباري ثم البابصري المقرىء، خطيب جامع المنصور، وشيخ المستنصرية بعد ابن الطبال، وله اثنتان وثمانون سنة. سمع ابن بهروز، والأنجب الحمامي، وأحمد بن المارستاني.
ومات باللجون العلامة المتفنن الشيخ علي بن علي بن أسمح اليعقوبي، ويلقب مثلاً الناسخ، الزاهد، كان له عدة محفوظات. حفظ مصابيح البغوي، والمفصل، والمقامات، وسكن الروم، وركب البغلة. ثم تزهد وهاجر إلى دمشق، واستمر بدلق ومئزر صغير أسود. وتردد إلى المدارس، وأقرأ العربية.
ومات بمصر في ذي القعدة المعمر الصدر بهاء الدين علي بن الفقيه عيسى بن سليمان بن رمضان الثعلبي المصري ابن القيم. وكان ناظر الأوقاف. وذكر مرة للوزارة. وكان ديناً، خيراً، متواضعاً، حدث عن الفخر الفارسي، وابن باقا. وعاش سبعاً وتسعين سنة رحمه الله.
سنة إحدى عشرة وسبعمائة
عزل عن دمشق قراسنقر المنصوري - ولله الحمد - بكريه المنصوري الذي كان مجرداً بحلب.
وولي العذراوية شرف الدين حسين بن سلام لرواح سليمان الكردي مع قراسنقر.
وولي نظر المارستان النوري أيضاً ابن خطيب المصلي لرواح ابن الحداد أيضاً.
وأعطي الصاحب نجم الدين البصروي إمرةً، وخلع عليه لها بزي الوزراء. ووزر بمصر أمين الملك أبو سعيد المستوفي - الذي أسلم - عوضاً عن بكتمر الحاجب. وولي بحمص بيبرس العلائي.
وأعيد إلى القضاء ابن جماعة. وجعل الزرعي قاضي العسكر مع تدريساته.
وقرر على أملاك دمشق وأوقافها ألف وخمسمائة فارس، فقال الخطيب جلال الدين: أنا لها. ومشى إلى القضاة، وتجمع الناس، وكبروا، وحملوا المصحف، والأثر النبوي، وأعلام الخطبة. ورأى النائب كريه منظراً مزعجاً فغضب، وأهان الخطيب، وضرب الشيخ مجد الدين التونسي ورسم عليهم، فتألم الخلق ودعوا على كريه. فبعد تسعة أيام أخذ من النيابة وقيد وسجن بالكرك. وأمسك قطلبك نائب صفد، ونائب مصر بكتمر أمير جندار. وولي بمصر بيبرس الخطائي الدويدار صاحب التاريخ. وكانت نيابة كريه بدمشق نحو خمسة أشهر. ووليها جمال الدين أقوش الكركي. وولى صفد بهادر آص مديدةً.
ومات الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن الخليلي التميمي الداري المصري عن إحدى وسبعين سنة حدث عن المرسي. وولى وزارة الصحبة في آخر الدولة المنصورية. ثم وزر للعادل، والمنصور حسام الدين ثم عزل، ثم ولى للناصر ثم عزل، ومات معزولاً. وكان خبيراً بالأمور، شهماً، مقداماً، فيه كرمٌ وسؤدد. مات ليلة الفطر.
ومات في المحرم بالثغر، الزاهد العابد الإمام الناظم أبو حفص عمر بن عبد النصير السهمي القوصي، عن ست وتسعين سنة. ثنا بدمشق عن ابن المقير، وابن الجميزي، وحج مرات.
ومات بدمشق في صفر المسند الفاضل فخر الدين إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء أحمد بن عساكر عن اثنتين وثمانين سنة. ثنا عن ابن اللتي، ومكرم، وابن الشيرازي وطبقتهم. وشيعه الكبراء. وشيوخه نحو التسعين. كان مكثراً، وفيه خفةٌ وطيش، ولكنه فيه دين. ويذاكر بأشياء.
وماتت الصالحة المسندة أم فاطمة بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي، والدة الشيخ إبراهيم بن القريشية وإخوته. توفيت في صفر عن ست وثمانين سنة. روت الصحيح عن ابن الزبيدي، مرات، وسمعت صحيح مسلم من ابن الحصيري شيخ الحنفية. وسمعت من ابن رواحة. دينة، متعبدة.
ومات بحماة قاضيها العلامة عز الدين عبد العزيز بن محيي الدين محمد ابن نجم الدين أحمد بن هبة الله بن العديم الحنفي، في ربيع الأول، ودفن بتربته عن ثمان وسبعين سنة. ثنا عن ابن خليل وسمع من يونس بن خليل، والضياء صقر، وهدية. وكان له اعتناء بالكشاف وبمفتاح السكاكي.
ومات الإمام القدوة الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي
نصر الدباهي الحنبلي الصوفي عن خمس وسبعين سنة. وكان ذا تأله، وصدق، وعلم.
ومات بعده بيوم الإمام العارف الزاهد القدوة عماد الدين أحمد بن شيخ الحزامية إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي صاحب التواليف في التصوف، في ربيع الآخر عن أربعٍ وخمسين سنة، وكان من سادة السالكين. له مشاركة في العلوم، وعبارة عذبة، ونظم جيد.
ومات في جمادى الأولى، العدل المرتضي المسند عماد الدين أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن علي البالسي الدمشقي عن أربع وسبعين سنة. سمع من إسحق الشاغوري، وكريمة، وجماعة حضوراً، ومن السخاوي وابن قميرة، وابن شقيرا، وعمر بن البراذعي، وخلق. خرجت له معجماً كبيراً، ووقف أجزاءه. وكان محموداً في الشهادات. حسن الديانة.
ومات الشيخ الصالح الزاهد البركة الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي، شيخ مقصورة الحلبيين في رجب عن سبع وثمانين سنة. وكانت جنازته مشهودة. خرج له رفيقه ابن الظاهري عن محمد ابن النعالي، وعبد الغني بن بنين، والكمال الضرير وطبقتهم. وكان خيراً، متواضعاً، وافر الحرمة.
ومات القاضي المنشىء جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري الرويفعي بمصر، في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة. يروي عن مرتضى، وابن المقير، ويوسف بن المخيلي، وابن الطفيل، وحدث بدمشق ومصر، واختصر تاريخ ابن عساكر، وله نظم ونثر، وفيه شائبة تشيع.
ومات شيخ التجويد، وصاحب الكتابة الباهرة، والإنشاء الجيد شرف الدين محمد بن شريف بن يوسف بن الوحيد الزرعي، من كتاب الدرج. كان شجاعاً، مقداماً، متكلماً، منشئاً. وهو متهم في دينه، يرمى بعظائم. توفي في شعبان وقد شاخ.
ومات وزير التتار سعد الدين محمد بن علي الساوجي، قتلوه مع رفيقه في الوزارة مبارك شاه، وطائفة، في شوال، خبث عليهم الشريف الآوي، فقتل أيضاً الكل ببغداد. قيل: عملوا على قتل القآن.
ومات العلامة شيخ الأدباء رشيد الدين بن كامل الرقي الشافعي عن ست وثمانين سنة درس وافتى، وبرع في الأدب. وكان وكيل بلاد حلب. وحدث عن ابن مسلمة وابن علان.
ومات بمصر العلامة الأصولي الخطيب، شمس الدين محمد بن يوسف الجزري مدرس المعزية، وخطيب جامع ابن طولون. وله تلامذة.
وهلك في سجن الكرك الأمير سيف الدين أسندمر الكرجي في آخر الكهولة. ولي البر بدمشق ثم نيابة طرابلس، ثم حلب. وكان بطلاً شجاعاً، سائساً، داهية، جباراً، ظلوماً، مهيباً. سمع بقراءتي صحيح البخاري. وهلك معه الأمير الكبير بتخاص.
ومات قاضي الحنابلة بمصر الإمام الحافظ سعد الدين مسعود بن أحمد