الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة، وحج ثلاثاً، وفي الرابعة أدركه أجله. ومولده في صفر أو في ربيع الأول سنة اثنتين وستين. روى عن ابن عبد الدايم حضوراً، وطلب بنفسه، وقرأ وكتب بعد الثمانين، ومحاسنه جمة، رحمه الله.
سنة سبع وعشرين وسبعمائة
نقل قاضي حمص ابن النقيب إلى قضاء طرابلس، وقاضيها ناصر الدين الزرعي إلى قضاء حمص. وحاصر ودي بن جماز المدينة جمعة. ودخلوا وأحرقوا بابها وأسروا غلمان صاحبها كبيش، وهرب أخوه طفيل وابنه، وقتلوا القاضي هاشم بن علي العلوي، وعبد الله بن العابد.
ودخل الأمير قوصون بابنة للسلطان. وفي رجب كائنة الإسكندرية: ضرب رجلٌ أفرنجياً عند باب البحر فأنهى الحال إلى أيدها الكركري، فركب وأمر بغلق الأبواب، ودخل الليلي على الناس. فمشى كبراء إلى الأمير في فتح الباب لهم ففتحه بعد العشاء، وخرجت الرماة، ثم انعصر الخلق في الباب، وجذبت السيوف، وخطفت العمائم، ومات نحو عشرة من الرضى. فلما أصبحوا وخرج الأمير إلى الجمعة رجم، فعاد إلى بيته فجاءوا بقش وأحرقوا الباب وأخرجوا أهل الحبس، ووقع النهب في دارين أو ثلاثة لأعوان الوالي. فبطق الأمير إلى مصر وغوث، فتنمر السلطان واعتقد أنهم أخرجوا أمراء من سجنهم، فأمر ببذل السيف في الإسكندرية وهدمها، وجهز أربعة أمراء منهم الوزير الجمالي، فجاء وطلب قاضي البلد ونائبه وأهانهم، فقال نائبه: وهو التنيسي ما يلزمنا، فلا تهن الشرع. فضربه كثيراً، وطلب التجار وسبهم وأخذ منهم أموالاً عظيمة، ووسط ثلاثين نفساً، واختبط البلد، وصودر الكل حتى افتقر عددٌ كثير.
وطلب قاضي حلب ابن الزملكاني إلى مصر ليولى قضاء دمشق فمات ببلبيس.
وعرض قضاء دمشق على أبي اليسر بن الصايغ، وجاءه التشريف فصمم وامتنع وبكى، فأعفي مكرماً. ثم قدم على المنصب الشيخ علاء الدين علي ابن اسماعيل القونوي ثم بعده ابن الزملكاني المذكور. وجاء يوم الأضحى على بلبيس سيل عظيم وقاسوا شدة.
ومات في المحرم المعمر شمس الدين محمد بن أحمد بن منعة بن مطرف القنوي ثم الصالحي عن اثنتين وتسعين سنة. وسمع من عبد الحق حضوراً، ومن ابن قميرة، والمرسي، واليلداني، وأجاز له الضياء الحافظ، وابن يعيش النحوي. وروى جملة وتفرد.
ومات بمصر في المحرم النور علي بن عمر بن أبي بكر الواني الصوفي، عن اثنتين وتسعين سنة. سمع من ابن رواج، والسبط، والمرسي. وتفرد بعوال. وكان ديناً، خيراً. أضر ثم أبصر.
ومات بالثغر الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد
ابن أحمد بن محمد الهنتاتي المغربي، ويعرف باللحياني، عن بضع وثمانين سنة. وقد وزر أبوه لابن عمه المستنصر بتونس مدة. اشتغل زكريا في الفقه، والنحو فسرع فيه. وتملك تونس. وحج سنة تسع وسبعمائة، ورجع فبايعوه في سنة إحدى عشرة، ولقبوه بالقائم بأمر الله، فاستمر سبع سنين. ثم تحول إلى طرابلس المغرب، وأخذت منه تونس، فتوجه إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين فسكنها. وكان قد أسقط ذكر المهدي المعصوم - أعني ابن تومرت - من الخطب.
ومات بدمشق الرئيس العابد الأمين ضياء الدين إسماعيل بن عمر بن الحموي الدمشقي الكاتب، عن اثنتين وتسعين سنة. سمع عثمان بن خطيب القرافة، وشيخ الشيوخ. وكان ذا حظ من قيام، وصيام، وإطعام، وإيثار تام. توفي في صفر. وكان بصيراً بالحساب، شارف الجامع مدة والخزانة.
ومات المفتي الزاهد القدوة شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، في جمادى الأولى عن إحدى وستين سنة. وشيعه الخلق. روى عن ابن أبي اليسر حضوراً. وسمع المسند، والكتب الستة، وأشياء.
ومات الملك الكامل الأمير ناصر الدين محمد بن السعيد عبد الملك بن الصالح إسماعيل بن العادل في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة. وأعطي خبزه لولده الملك صلاح الدين. ثنا عن ابن عبد الدايم.
ومات بدمشق قاضي الحنفية صدر الدين علي بن الصفي أبي القاسم