الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموحدي، سبط المجد الطبري. حدث عن الأبرقوهي، والدمياطي وعدة. وتفرد عن جده. توفي في صفر.
ومات الإمام نجم الدين أيوب بن موسى بن عباس الراشدي الشافعي مدرس القوصية بالقاهرة. حدث عن الشريف عز الدين وغيره. توفي في ربيع الأول وقد جاوز الثمانين.
ومات بمكة الإمام جمال الدين يوسف بن الحسن بن علي الحنفي. حدث عن الفخر التوزري وغيره. مات في صفر.
وفي هذا العام
أنشئت الخانقاه الكججانية بالشرف الأعلى جوار الطواويس ظاهر دمشق.
سنة اثنتين وستين وسبعمائة
لما تمهد للسلطان الملك الناصر أمره ولم يبق في مملكته من يخشى شره، وغرته الآمال بجمع الأموال نادى عليه لسان الحال، " وعند التناهي يقصر المتطاول " فتخلى حينئذٍ عن أمر مملكته، وشغلته دنياه عن القيام بمصالح رعيته، فمقتته القلوب، وتوجهت عليه إلى علام الغيوب، وفوقوا نحوه سهام الليالي، ومرغوا بخالص التأله غرر الجباه في ظلم الدياجي، فنفذت فيه سهام الأقدار، لما صاح عليه مؤذن غروره بانصرام أيامه، وخلوه بما أوعاه من جرائمه وآثامه، وقبض عليه كبير بطانته، وضرغام دولته، ونظام مملكته، الأمير سيف الدين يلبغا الناصري ضاعف الله أجوره، وأقام ابن أخيه السلطان الملك المنصور صلاح الدين محمد بن الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون
الصالحي، وحلفت له الأمراء، وجلس على كرسي الملك يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى، وأخذ الناصر فعذب حتى هلك بعد أيام، وكانت دولته في الكرة الثانية ست سنين وسبعة أشهر. ولما وصل الخبر إلى دمشق بذلك، وحلفت الأمراء ونودي في دمشق بالعدل وإزالة المظالم، تنمر لذلك نائب الشام الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمي، وكان في أنفس المصريين منه بعض ما فيها لتوجهه عند الناصر. وأخرج من القاهرة إلى الشام على نيابة طرابلس الأمير سيف الدين تومان تمر، الذي كان ثالث الأمراء في المشورة، ونقل تمر المهمندار من نيابة غزة إلى دمشق حاجباً، ثم مات في شوال عن سن عالية، وأفرج عمن كان اعتقلهم الناصر بالإسكندرية من الأمراء وهم: الأمير شهاب الدين بن صبح نائب صفد، وسيف الدين طنيرق في نيابة حماة، وآقطمر عبد الغني نائب طرابلس، وطيدمر الإسماعيلي حاجب دمشق في آخرين. وأخرج الأمير سيف الدين طاز إلى القدس، وقد كان اعتقله الناصر بالكرك ثم أكحله، ثم قدم دمشق في ذي الحجة.
وفي العشر الأوسط من ذي الحجة
تغلب الأمير سيف الدين بيدمر نائب دمشق عليها، وأنفق على رجال القلعة بعد موت نائبها برتاق وحلفهم على السمع والطاعة والقيام معه في مصالح المسلمين، ثم حلف أمراء دمشق على نحو ذلك، وقد كان حضر من طرابلس إلى دمشق الأمير سيف الدين أسندمر - الذي كان نائباً في العام الماضي - فحلف مع الأمراء ثم راسلوا النواب بذلك، فكتب إليهم منجك من القدس بموافقتهم والقيام معهم، وأنهم ليسوا براضين بالطاعة ليلبغا الناصري أنه قتل الناصر محاضر وشقوا العصا ونصبوا راية الخلاف، ثم حضر إلى دمشق الأمير سيف الدين تومان تمر نائب طرابلس في عاشر رمضان ونزل
القصر الظاهري، وقد كان نائب الشام في الشهر الماضي أخرج رجال القلعة المستقرين، وأقام بها جماعة من ذويه، وكان بها لبيت المال نحو أربعمائة ألف درهم، فحازها واستخرج الأموال الديوانية، وتعجل من الذمة جزية العام الآتي، ونقل إلى القلعة من الغلال، والطعم، والقديد، والعدد، والآلات ما لا يوصف كثرة، ونصب عليها المجانيق ثم حلف الأمراء ثانياً وأعطاهم ووعدهم ومناهم.
ولما قدم عليه نائب طرابلس وجاءته مكاتبة منجك وانضم إليه أمراء الشام وتوثق لنفسه، جهز العساكر الشامية فخرجوا أرسالاً إلى جهة غزة ليحفظوا له ذلك الثغر من جهة المصريين، ثم خرج هو بمن بقي من الأمراء بعد صلاة الجمعة ثاني عشر رمضان، وخرج معه بالقضاة والموقعين، فوصلوا إلى قريب الصنمين. فلما كان الليل جاءهم الخبر أن بعض الأمراء خالفهم وأنهم اقتتلوا ونهبتهم العرب بقرب غزة، فكر راجعاً بمن معه ولحقهم منجك في أواخر النهار، فباتوا ليلتئذ، وأصبح نائب طرابلس وخلق من أمراء دمشق لا حس لهم ولا خبر، فخارت قوى نائب الشام وسقط في يده، وشرع أصحابه في التفرق عنه، فلما لاحت أمارات الكسرة وغشارات الخذلان، ولم يبق ممن كان معه ممن العمدة عليه سوى منجك وأسندمر وجبرائيل حاجبه، ومعهم دون المائتي نفس، وخرج المصريون في خدمة السلطان والخليفة المعتضد والعساكر فوصلوا إلى منزلة الكسوة في رابع عشرين رمضان، فتحصن إذ ذاك نائب دمشق ومن معه بالقلعة وغلقت أبواب البلد، وأشرف الناس على خطة صعبة وتأهبوا للحصار، وأصبح الأمراء يوم الخميس بدمشق لابسين آله الحرب، فقطعوا الأنهر الداخلة إلى القلعة، فقلق الناس لذلك وخافوا الهلكة، فلما كان من الغد وقت صلاة الجمعة فتحت أبواب البلد واستبشر الناس بذلك، وأصبح السلطان نزل المخيم ظاهر دمشق ومعه العساكر والأمير علاء الدين المارداني - الذي كان نائب حماة - بخلعة نيابة دمشق وهذه النيابة الثالثة، وشرعوا في مراسلة الأمير سيف
الدين بيدمر نائب دمشق ومن معه فأجابوا إلى الصلح بعد محاورة طويلة، ودخل قضاة الشام بينهم في ذلك، فنزلوا من القلعة بالأمان ليلة الاثنين تاسع عشرين رمضان، وكان عند الناس من السرور بذلك أعظم من سرورهم بهلال العيد، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قوياً عزيزاً، فلما نزل نائب دمشق، وأسندمر، ومنجك، وجبرائيل، إلى وطاق الأمير سيف الدين يلبغا أمر بتقييدهم فقيدوا وأخذوا إلى القصر الظاهري محتفظاً عليهم، ودخلت العساكر المصرية والشامية وعيدوا بدمشق آمنين. ودخل السلطان القلعة فأقاموا إلى عاشر شوال ثم ترحلوا، وقد كان في خلال هذه الأيام قصد جماعة من الخدام بالقاهرة إقامة الأمير حسين بن الملك الناصر محمد في الملك، فتفطن لهم بعض الأمراء هناك فعاجلوهم ولم يتم أمرهم، ولما حلّ الركاب الملكي السلطاني المنصوري بدمشق أمر بقبض جماعة من الأمراء الشاميين فقبض عليهم وأودعوا القلعة، ثم خرجوا ببعضهم معهم إلى القاهرة، واستقر على نيابة الشام الأمير علاء الدين المارداني عوضاً عن بيدمر، وطيزق على نيابة حماة، وسيف الدين الأحمدي على نيابة حلب عوضاً عن ابن القيمري، وتومان تمر على نيابة حمص، وملكتمر المحمدي على طرابلس، وزين الدين زبالة الفرقاني على نيابة القلعة، واستقر في كتابة السر بدمشق. ومشيخة الشيوخ بها القاضي ناصر الدين محمد بن شرف الدين يعقوب الحلبي عوضاً عن القاضي أمين الدين ابن القلانسي، وقبض على ابن القلانسي، وصودر فأدى في المصادرة نحو المائتي ألف درهم.
واستقر علاء الدين الأنصاري على حسبة دمشق عوضاً عن عماد الدين بن الشيرجي، وعلى نظر الدواوين بالشام الصاحب تاج الدين موسى
ابن شاكر المصري عوضاً عن الصاحب فخر الدين ناظر قطيا، وقد كان الوزير فخر الدين ابن قروينة القبطي نقل من وزارة الشام في ربيع الأول إلى القاهرة وزيراً، وولي عوضه نظر الشام الصاحب فخر الدين ناظر قطيا المذكور.
وفي شوال
درس القاضي ولي الدين عبد الله بن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء السبكي بالأتابكية والرواحية والقيمرية عوضاً عن والده المذكور.
وفي ذي القعدة
ولي القضاء الأمير بدر الدين محمد بن أبي الفتح السبكي قضاء العساكر بدمشق.
وفي هذا العام
توجه العسكر الشامي إلى ملطية فتسلموها، وأقيم بها نائب لصاحب مصر.
ومات في المحرم الشيخ الزاهد المعمر أبو العباس أحمد بن موسى الزرعي الحنبلي. أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، صحب الشيخ تقي الدين بن تيمية، قدس الله روحه، دهراً، وتفقه به. وكان فيه إقدام على الملوك، وأبطل مظالم.
ومات بالقاهرة الحجيج المعمار الصالحي.
ومات بحلب السيد الشريف النبيل علاء الدين محمد بن علي بن حمزة بن زهرة نقيب العلويين بحلب، وكان فيه تشيع ظاهر.
ومات بالصالحية المعمر أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن خليل، الأعزازي عن سن عالية. حدث عن ابن البخاري.
ومات بالمارستان المنصوري بالقاهرة المحتسب علاء الدين علي بن شيعا السيف أبي بكر ابن السيف الحراني. ولي حسبة دمشق مرتين ثم عزل، ومات غريباً.
ومات ببلبيس الشريف كمال الدين محمد بن شرف الدين أحمد بن يعقوب بن فضل بن طرخان الجعفري الزينبي. حدث ببعض الصحيح عن ست الوزراء، وطلب وسمع، وكتب الطباق، وباشر المدارس، ثم تخلى ولزم كتابة التوقيع بدمشق. ونقل إلى غزة وخطب بها ثم عزل، ودخل القاهرة فتعلل بها. ومات في ربيع الأول عن بضعٍ وخمسين سنة.
ومات بدمشق الكاتب المجود شمس الدين محمد بن الوزان. حدث عن القاسم بن عساكر. كتب بخطه المنسوب عدة مصاحف وغيرهما.
ومات الصدر الكبير عماد الدين محمد بن محمد بن أحمد بن