الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات بدمشق شيخ التجويد نجم الدين موسى بن علي الكاتب بن البصيص عن خمس وستين سنة.
وماتت بحماة أم أحمد فاطمة بنت النفيس محمد بن الحسين بن رواحة. روت أجزاء عن عمها بمصر وطرابلس. سمعنا منها.
ومات شيخ العلامة ذو الفنون صدر الدين محمد بن الوكيل خطيب دمشق زين الدين عمر بن مكي بن المرحل الشافعي بمصر، في الرابع والعشرين من ذي الحجة، وله إحدى وخمسون سنة وثلاثة أشهر. ولد بدمياط، ونشأ بدمشق، واسمع من ابن علان، والقاسم الإربلي. وأفتى وله اثنتان وعشرون سنة، وحفظ المقامات في خمسين يوماً، وتخرج به الأصحاب. وكان أحد الأذكياء، وله نظم رائق ومزاح، عفا الله عنه.
ومات بسبتة عالمها المقرىء النحوي ذو العلوم ابو إسحق إبراهيم بن أحمد أبن عيسى الغافقي الإشبيلي، وله خمسة وسبعون سنة. سمع التيسير من ابن جوبر بسماعه من ابن أبي جمرة، وبحث كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع، وتلا بالسبع. وله تصانيف وجلالة وتلامذة.
سنة سبع عشرة وسبعمائة
فيها عمل جامع النائب، وتنازع العلماء في إقامة قبلته، ثم ترخصوا في انحرافه مغرباً.
وفي صفر الزيادة العظمى في بعلبك، فغرق في البلد مئة وبضعة وأربعين نسمة، ثم تدكدك بعد مكانه بمسيرة نحو من خمسمائة ذراع، فكان ذلك آية بينة. وتهدم من البيوت والحوانيت؛ نحو ستمائة موضع. وفيها قدم السلطان إلى غزة وإلى الكرك ثم رجع.
وفيها ظهر جبليٌ ادعى أنه المهدي بحبلة، وثار معه خلقٌ من النصيرية والجهلة فقال: أنا محمد المصطفى. ومرة قال: أنا عليٌ. وتارة قال: أنا محمد بن الحسن المنتظر. وزعم أن الناس كفرة، وأن دين النصيرية هو الحق. وأن الناصر صاحب مصر قد مات. وعاثوا بالساحل واستباحوا جبلة، ورفعوا أصواتهم بقول: لا إله إلا علي، ولا حجاب إلا محمد، ولا باب إلا سلمان. ولعنوا الشيخين، وخربوا المساجد، وكانوا يحضرون المسلم إلى طاغيتهم ويقولون: اسجد لإلهك. فسار إليهم عسكر طرابلس وقتل الطاغية وجماعة وتمزقوا.
وفيها أعيدت إمرة العرب إلى مهنا. وفي أول جمادى الأولى جلس على تخت الملك السلطان أبو سعيد بن خربندا بالسلطانية، وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وفيه سار السلطان الملك الناصر إلى القدس، وزار الخليل عليه السلام، ودخل الكرك وتصيد، ثم رجع.
ومات المحدث الإمام الشيخ علي بن محمد الجبني الصوفي في المحرم عن سبع وأربعين سنة. روى عن الفخر علي، وتاج الدين الفزاري. وكان ديناً، تقياً، كثير المحاسن.
وقتل وزير التتار ومدبر دولتهم رشيد الدولة فضل الله بن أبي الخير الهمذاني الطبيب، كان أبوه يهودياً عطاراً، فاشتغل هذا في المنطق والفلسفة
وأسلم، واتصل بقازان، وعظم في دولة خربندا بحيث أنه صار في رتبة الملوك. قام عليه الوزير علي شاه وغوث بأنه الذي قتل القآن خربندا لكونه أعطاه على هيضة مسهلاً فتقيأ، فخارت قواه. فاعترف وبرطل جوبان بألف ألف دينار، فما نفع بل قتل هو وابنه. وكان يوصف بحلمٍ ولطفٍ وسخاءٍ ودهاء. فسر القرآن فشحنه بآراء الأوائل. وعاش نيفاً وسبعين سنة. وقيل: بل كان جيد الإسلام وهو والد الوزير المعظم محمد بن الرشيد.
ومات بدمشق قاضي المالكية المعمر جمال الدين محمد بن سليمان بن سومر الزواوي عن بضع وثمانين سنة. وبقي قاضياً ثلاثين سنة، وأصابه فالج سنوات، ثم عجز، فجاء على منصبه قبل موته بعشرين يوماً العلامة فخر الدين احمد بن سلامة الإسكندراني. ثنا الزواوي عن الشرف المرسى وابن عبد السلام.
ومات شمس الدين محمد بن الصلاح موسى بن محمد بن خلف بن راجح الصالحي الحنبلي، في جمادى الآخرة في عشر الثمانين. سمع من ابن قميرة، والرشيد بن مسلمة وجماعة. وله نظم جيد.
ومات القاضي الأثير شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله بن مجلي العدوي - كاتب السر بمصر، ثم بدمشق - في رمضان عن أربع وتسعين سنة. وكان ديناً، عاقلاً، وقوراً، ناهضاً بفنه، مشكوراً، مليح الخط والإنشاء. روى عن ابن عبد الدايم. رثاه شهاب الدين محمود الذي ولي بعده كتابة السر، وعلاء الدين بن غانم، وجمال الدين بن نباته. وخلف أموالاً.