الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات الإمام شرف الدين محمد بن الإمام زين الدين المنجا بن عثمان التنوخي، مدرس المسمارية عن خمسين سنة. وكان ديناً صيناً فاضلاً.
ومات مخنوقاً الصاحب الكبير كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله القبطي المسلماني بأسوان. وكان نفي إلى الشوبك، ثم إلى القدس، ثم إلى أسوان، ثم شنق سراً. وكان هو الكل، وإليه العقد والحل، وبلغ من الرتبة ما لا مزيد عليه. وجمع أموالاً عظيمة عاد أكثرها إلى السلطان. وكان عاقلاً داهيةً، سمحاً وقوراً. مرض نوبة فزينت مصر لعافيته. وكان يعظم الدينين، وله برٌ وإيثار، قارب سبعين سنة.
ومات في ذي الحجة بدمشق المفتي الزاهد علاء الدين علي بن إبراهيم ابن العطار الشافعي، ويلقب بمختصر النووي عن سبعين سنة. سمع ابن عبد الدايم. وابن أبي اليسر، وخرجت لهما معجماً. وأصابه فالج أزيد من عشرين سنة. وله فضائل وتأله وأتباع. وكان شيخ النورية.
سنة خمس وعشرين وسبعمائة
في جمادى الأولى كان غرق بغداد المهول، وبقيت كالسفينة، وساوى الماء الأسوار. وعمل في سد السكور كل أحدٍ، ودثرت الحواضر، وغرق أممٌ من الفلاحين، وعظمت الاستغاثة بالله، ودام خمس ليال، وعملت سكورة فوق الأسوار. ولولا ذلك لغرق جميع البلد، وليس الخبر كالعيان. وقيل: تهدم بالجانب الغربي نحو خمسة آلاف بيت. ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع
ووقف بإذن الله، وبقيت البواري عليها غبار حول القبر. صح هذا عندنا. وجر السيل أخشاباً كباراً، وحيات غريبة الشكل صعد بعضها في النخل. ولما نضب الماء نبت على الأرض شكل بطيخ كطعم القثاء.
وقدم دمشق الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني المتكلم المصنف، وله ستون سنة.
وسار من مصر نحو ألفي فارس نجدة لصاحب اليمن. وضرب بمصر الشهاب بن مري التيمي المذكور، وسجن ثم نفي لنهيه عن الاستغاثة والتوسل بأحد غير الله، ومقت لذلك، ثم فر إلى أرض الجزيرة وأقام هناك سنين.
ورجع ملك التكرور موسى فخلع عليه السلطان خلعة الملك، عمامة مدورة، وجبة سوداء، وسيفاً مذهباً. وعملت خانقاه سلطانية بسرياقوس وحضر السلطان والقضاة، ووليها المجد الأقصرائي.
ولم يثبت عيد الفطر إلى قبيل الظهر بدمشق فصلى العيد خطيب العقيبة، ثم صلى الظهر، ثم صلاها خطيب البلد من الغد بالبلد، ولم يخرج إلى المصلى بل بعث الشمس النجار فخطب بالمصلى.
ومات بدمشق المحدث كاتب الحكم، علاء الدين علي بن النصير محمد بن غالب بن محمد الأنصاري الشافعي عن ثمانين سنة. روى عن الكمال الضرير الشاطبية، وعن ابن عبد الدايم، وابن أبي اليسر، وطلب، وكتب، وتفقه، وشارك في العلم، وتميز في الشروط.
ومات الفقيه المعمر شهاب الدين أحمد بن العفيف محمد بن عمر الصقلي
ثم الدمشقي الحنفي إمام مسجد الرأس، وله ثمان وثمانون سنة وثلاثة أشهر. وهو آخر من حدث عن ابن الصلاح.
ومات بمصر الإمام شيخ القراء تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري الشافعي الخطيب ابن الصايغ، في صفر، وله ثمان وثمانون سنة. تلا بالسبع على الكمالين الضرير وابن فارس، واشتهر وأخذ عنه خلق. ورحل إليه. وكان ذا دين، وخير، وفضيلة، ومشاركات قوية.
ومات بدمشق في ربيع الأول المعمر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الولي الصحراوي سبط اليلداني عن خمس وثمانين سنة. سمع من جده كثيراً، والرشيد العراقي، وابن خطيب القرافة، وشيخ الشيوخ الحموي. وأجاز له الضياء والسخاوي. سمع منه نائب السلطنة الآثار للطحاوي، ووصله ورتب له درهماً، ثم أضر وعجز.
ومات واقف الخان المشهور خطاب بن محمود العراقي الأمير بدمشق.
ومات الإمام المحدث نور الدين علي بن جابر الهامشي اليمني الشافعي، شيخ الحديث بالمنصورية عن بضع وسبعين سنة. حدث عن زكي البيلقاني وعرض عليه الوجيز للغزالي. وله مشاركات وشهرة.
ومات علامة الأدب علم البلاغيين شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد الحلبي كاتب السر بدمشق، في شعبان عن إحدى وثمانين سنة، وصلى عليه ملك الأمراء. أجاز له ابن خليل، وحدث عن ابن البرهان، ويحيى بن الحنبلي، وابن مالك. خدم بالإنشاء نحواً من خمسين سنة. وكان يكتب التقاليد على
البديهة. وولى بعده ابنه شمس الدين.
ومات بالكرك قاضيها العلامة الورع نور الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الأميوطي الشافعي. حكم بالكرك نحواً من ثلاثين سنة، وتفقه به الطلبة. وحدث عن قطب الدين القسطلاني وغيره. وهو والد شرف الدين قاضي بلبيس.
ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي في رمضان عن ثلاث وثمانين سنة. روى كثيراً عن ابن خليل، وعن عيسى الخياط، والضياء صقر، وعدة. وطلب الحديث، وحصل أصولاً بمروياته. وخرج له ابن المهندس معجماً قرأته. وكان لا بأس به.
ومات كبير الدولة الأمير الكبير ركن الدين بيبرس المنصوري الخطائي الدويدار صاحب التاريخ الكبير، ورأس الميسرة، ونائب مصر أرغون. بلغ الثمانين. توفي في رمضان بمصر.
ومات بدمشق في ذي القعدة الإمام شيخ الإسلام بقية الفقهاء الزهاد خطيب العقيبة صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الهاشمي الجعفري الحوراني الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة. تفقه بالشيخين محيي الدين وتاج الدين، وناب عن ابن صصرى، وبينه وبين جعفر الطيار ثرثة عشر أباً والله أعلم. وكان متزهداً في ثوبه وعمامته الصغيرة ومأكله، وفيه تواضعٌ وتركٌ للرياسة والتصنع، وفراغٌ عن الرعونات، وسماحةٌ، ومروءة، ورفق. شيعه الخلق، وحمل على الرؤوس. وكان لا يدخل حماماً. حدث عن ابن أبي اليسر، والمقداد. وكان