الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات المعمر الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن السلطان الملك المعظم في رمضان عن خمس وتسعين سنة. ودفن بالقدس، روى السيرة وأجزاء عن خطيب مردا، وتفرد. وكان ممتعاً بحواسه، مليح الشكل، ما تزوج ولا تسرى.
وقتل صاحب تلمسان أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان بن الملك يغمراسن بن عبد الواحد الزناتي البربري. وكان سيء السيرة. قتل أباه وكان قتله له رحمة للمسلمين لما انطوى عليه من خبث السريرة وقبح السيرة. ثم تمكن وظلم. وكان بطلاً شجاعاً، تملك نيفاً وعشرين سنة. حاصره سلطان المغرب أبو الحسن المريني مدة. ثم برز عبد الرحمن ليكبس المريني فقتل على جواده في رمضان كهلاً.
سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة
كان أهل العراق وأذربيجان في خوفٍ وحروب وشدائد وملال لاختلاف التتار.
ومات الصالح المسند أبو بكر بن محمد بن الرضي الصالحي القطان في جمادى الآخرة عن تسع وثمانين سنة. سمع حضوراً من خطيب مردا، وعبد الحميد بن عبد الهادي، وسمع من عبد الله بن الخشوعي، وابن خليل، وابن
البرهان، وتفرد، وأكثروا عنه، ونعم الشيخ كان، له إجازة السبط وجماعة.
ومات قبله بشهر المعمر أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عنتر الدمشقي عن ثلاث وتسعين سنة. روى الكثير بإجازة السبط.
ومات القاضي الأثير محيي الدين يحيى بن فضل الله بن مجلي العدوي، كاتب السر بمصر، في رمضان، عن ثلاثٍ وتسعين سنة. ونقل إلى دمشق. وكان صدراً، معظماً، متمولاً، رزيناً، كالم السؤدد. وروى عن ابن عبد الدايم، وغيره. وبالإجازة عن ابن مسلمة. وولي بعده ابنه الصغير علاء الدين.
ومات قاضي القضاة شهاب الدين محمد بن المجد الإربلي ثم الدمشقي الشافعي في آخر جمادى الأولى عن ست وسبعين سنة. نفرت به بغلته فرضت دماغه وهلك إلى عفو الله بعد ست ليالٍ. روى عن ابن أبي اليسر، وابن أبي عمر، وجماعة. وأفتى، وناظر، وحكم نحو ثلاث سنين. وجاء على منصبه قاضي المالكية جلال الدين.
ومات بحماة قاضيها شيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن القاضي نجم الدين عبد الرحيم ابن القاضي شمس الدين إبراهيم بن البارزي الجهني الشافعي. في ذي القعدة عن ثلاث وتسعين سنة. روى عن جده، وابن هامل وله من الباذرائي، والكمال الضرير، وجماعة، وإجازة. وكان إماماً، قدوةً، مصنفاً، صاحب فنون، وإكباب على العلم، وصلاح، وتواضعٍ، وخشيةٍ، وصحة ذهن. بلغ رتبة الاجتهاد وتخرج به الأصحاب، رحمه الله.
ومات بدمشق مدرس الشامية الذي كان قاضي القضاة، جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة المحجي ثم الصالحي الشافعي، في ذي القعدة، عن سبعٍ وخمسين سنة. حدث عن الفخر وغيره. وتفقه بابن الوكيل، وبابن النقيب، وتميز، ودرس. سعى له ناصر الدين الدويدار فولي القضاء نحو سنتين وعزل وسجن مدة، ثم أعطي الشامية. وكان قوي النفس، ماضي الحكم على حدةٍ فيه. وكان كثير الفضائل.
ومات بمصر شيخ الشافعية زين الدين عمر بن أبي الحزم الدمشقي بن الكتاني، عن خمسٍ وثمانين سنة. وكان تام الشكل، عالماً، ذكياً، مهيباً، مائلاً إلى الحجة، فيه قوة وزعارة. سمع جزء الأنصاري وأبي أن يحدث. ولي مشيخة المنصورية وغير ذلك، وكان يذكر دروساً مفيدة.
ومات بدمشق بالشامية الكبرى مدرسها العلامة زين الدين محمد بن عبد الله بن المرحل، في رجب، عن بضع وأربعين سنة. فقيهً، مناظر، أصولي. تفقه بعمه. وناب في الحكم عن ابن الإخنائي، وكان يذكر للقضاء.
ومات بقوص ولي العهد القائم بأمر الله محمد بن أمير المؤمنين المستكفي. وكان سرياً، فقيهاً، شجاعاً، مهيباً، وسيماً. قيل: هو السبب في تسييرهم إلى قوص. مات في ذي الحجة عن أربع وعشرين سنة.