الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشهر. وشهده ملك الأمراء والأعيان. تلا بالسبع، وأحكم العربية، وقرأ الحديث، وسمع كثيراً. وكان فصيحاً، عديم اللحن، طيب الصوت. روى عن السخاوي، والعز النسابة، والتاج القرطبي، وعدة. وأقرأ العربية زماناً، مع الكيس والتواضع، والتصون.
ومات حافظ الوقت العلامة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي، في نصف ذي القعدة فجأةً، عن اثنتين وتسعين سنة. سمع من علي بن المختار وابن المقير، وابن رواحة، وإبراهيم بن الخير، وطبقتهم. وصنف التصانيف المهذبة، ولم يخلف في معناه مثله.
وماتت بمصر المعمرة زينب بنت سليمان بن رحمة الإسعردي، في ذي القعدة، عن بضع وثمانين سنة. سمعت ابن الزبيدي، والشمس أحمد بن عبد الواحد البخاري، وعلي بن حجاج، وجماعة. وتفردت بأشياء.
ومات في ذي القعدة صاحب المغرب أبو يعقوب يوسف بن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني.
سنة ست وسبعمائة
قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو المائة، وفي رؤوسهم قرون من لبابيد، ولحاهم دون الشوارب محلقة، وعليهم أجراس. ودخلوا في هيبة، يجرون بشهامة، فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس، وشيخهم من أبناء الأربعين، فيه: إقدامٌ، وقوة نفس، وصولة، فما مكنوا من المضي إلى مصر. وكان تدق له نوبة، ونفذ إليه الكبار غنماً ودراهم.
وانشىء بحذاء الرباط الناصري جامع للأفرم، وخطب به القاضي شمس الدين بن العز. وحطوا على أهل جيلان عند خربندا، ونبه على أن يكون له نائب، وأنهم يسبون الأشعري وأبا حنيفة، فندب لحربهم خطلوشاه، فسار فكسبت الجيلانيون التتار وبثقوا عليهم من البحر سداً فانهزموا، وقتل بسهم طاغيتهم خطلوشاه الكافر.
وفيها توفي أمير سلاح بدر الدين بكتاش بن عبد الله الصالحي، كبير أمراء مصر، وله غزوات، ومواقف، وكان ذي عقل، ورأيٍ. قارب الثمانين.
ومات رئيس التجار الصدر جمال الدين إبراهيم بن محمد ابن السواملي العراقي، وله ستٌ وسبعون سنة. توفي بشيراز، والسوامل كالطاسات. كان يثقب اللؤلؤ فصمد ألفي درهم، ثم تجر وسار إلى الصين، فتمول وعظم، وضمن العراق من القآن. ورفق بالرعية، وصار له أولاد مثل الملوك، ثم صودر وأخذ منه أموال ضخمة.
ومات فجأةً خطيب دمشق الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي ابن إمام الكلاسة، وحمل على الرؤوس، وصلى عليه الأفرم. وكان ديناً، صيناً، مليح الشكل، طيب الصوت، حسن الهدى. روى عن البرهان،