الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصودر وضرب حتى هلك، وكان ولي نظر الشام. وعنده عقل، وسكون، وعفة.
وفي هذا العام قصد عرب البحرين التغلب على البصرة، فالتقاهم عسكرها المغل فعجزوا عنهم، فأمدهم صاحب بغداد الشيخ حسن الكبير بالأمير فواز بن مهنا، فالتقاهم وهزمهم وأسر منهم طائفة من الرجال والنساء، بعد أن قتل من الفريقين عدد كثير ثم منّ عليهم فواز وأطلق النساء.
سنة ست وخمسين وسبعمائة
استهلت وسطان الإسلام الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون. وخليفة الوقت المعتضد بالله بن المستكفي العباسي.
وفي هذا العام أخذ الفرنج أطرابلس المغرب يوم الجمعة غدراً، وهو أنهم دخلوا البلد قبل ذلك بهيئة التجار، فلما اطمأن بهم الوقت خرجوا على الناس يوم الجمعة وبذلوا السيف فقتلوا وأسروا، ثم استنقذها المسلمون بعد ذلك ولله الحمد.
وفي ربيع الآخر
أمطرت السماء برداً شظايا بأرض الروم، أهلكت نحو مائة وخمسين قرية، فجعلتها حصيداً. وكان وزن الواحدة من ذلك نحو رطل وثلث بالحلبي، وذلك في نيسان. وفيها جاء الجراد إلى الشام فأهلك جملة من الأشجار وغيرها.
وفي صفر
ولي الإمام نور الدين علي بن عبد البصير بن علي
السخاوي قضاء المالكية بالقاهرة. ومات في جمادى الأولى، فكانت ولايته ثلاثة أشهر.
وفي أواخر شهر ربيع الأول
ولي قضاء الشافعية بدمشق الإمام العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب السبكي، عوضاً عن والده شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي.
ثم توجه شيخنا قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي المذكور إلى القاهرة بعد أيام، ومات بها في ثالث جمادى الآخرة، ودفن هناك عن ثلاث وسبعين سنة. وقد حدث عن الحافظ شرف الدين الدمياطي، ويحيى بن الصواف، وابن الموازيني، وابن المشرف، وخلق، وعني بالحديث أتم عناية، وكتب بخطه المليح الصحيح شيئاً كثيراً في سائر علوم الإسلام، وهو ممن طبق الممالك ذكره، وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان في أقطار البلدان، وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والورع، والعبادة، وكثرة التلاوة، والشجاعة، والشدة في البدن واطراح التكلف. وكان رأساً في كل علم. ولي قضاء الشام سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. وخطب بالجامع الأموي في سنة اثنتين وأربعين. وتخرج به أئمة، وحمل عنه أممٌ، ولم يخلف بعده مثله رحمه الله.
ومات ببعلبك المعمر شجاع الدين عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم خادم الشيخ الفقيه اليونيني. حدث عن ابن البخاري، وابن علان، وطائفة. ولد سنة ست وستين، ومات في سادس عشر ربيع الآخر.
ومات بدمشق العدل بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الغني ابن قاضي حران الحنبلي المعروف بابن البطايني، عن ثمانٍ وسبعين سنة. حدث عن ابن
شيبان، وغيره. وولي قضاء الركب، والعقود، توفي في رجب.
ومات بالقدس الشيخ الصالح العارف شرف الدين محمد بن حجاج الكاشغري المعروف بالجيتي حدث عن شيخ الشيوخ صدر الدين بن حمويه، وغيره.
ومات مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز. خاتمة أصحاب ابن عبد الدايم، وابن أبي اليسر، وابن عبد، وغيرهم. وهو ابن سبعين سنة.
ومات بحلب قاضي المالكية بها، زين الدين أبو حفض عمر بن سعيد ابن يحيى التلمساني المالكي. وكان جهولاً.
ومات الشاعر المفلق شمس الدين محمد بن يوسف الخياط المعروف بالضفدع، عن ثلاث وستين سنة. حج هذا العام وهجا الحجاج بعد عوده كعوايده، فحلقوا لحيته وعزروه، فتعلل أيام. ومات بمعان في أوائل المحرم. أخذ صناعة الأدب عن الشهاب محمود.
ومات بالقدس الإمام الأديب الموقع تاج الدين محمد بن محمد بن عبد المنعم بن البرنباري.
ومات يوم عرفة شيخنا التاجر الصالح عبد المؤمن ابن الوزير. حدثنا عن ست الوزراء. وحج ثلاثاً وثلاثين حجة رحمه الله.
ومات في هذا العام خلق من الأمراء، منهم: المعمر نغيه الجمدار الناصري، وقردم، وملك آص، وسيفاه، وابن طبال، وقجا البريدي، ووالي
الولاة ناصر الدين محمد بن داوود ابن الزيبق.
ومات بالقاهرة الصدر زين الدين الخضر بن محمد بن الخضر الشافعي الموقع، كهلاً، حدث عن الشريف عز الدين وغيره.
ومات بمصر المعمر صدر الدين محمد بن أحمد بن أبي الربيع سليمان الدلاصي. حدث عن ابن خطيب المزة، وجاوز الثمانين.
ومات بدمشق القاضي شهاب الدين أحمد بن سيدهم بن البيع المالكي. سمع بالإسكندرية من محيي الدين بن جماعة، وناب في الحكم بدمشق عن قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي، وحكم بعده نيابة الإمام فخر الدين الزواوي شيخنا.
ومات بالقاهرة المسند ناصر الدين محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب الصوفي المعروف بابن ملوك، عن نحو ثمانين سنة. حدث عن العز الحراني، وابن الأنماطي، وابن خطيب المزة، وغازي، وطائفة، وتفرد.
ومات العلامة شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبي، عرف بابن السمين، سمع بأخرة من يونس الدبوسي، وقرأ على ابن الصايغ. وعمل تفسير القرآن في عشرين سفراً، والإعراب وله شروح على كتب أخر، توفي بالقاهرة في شعبان.