الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وخمسين وسبعمائة
فيها عاثت الفرنج بأطراف السواحل، وقصدتهم العساكر، وثارت العربان، وقطعوا السبل، وقام العشير في النواحي، واشتد وتفاقم أمره ببلاد حوران، وتزايد واستمر أياماً، فجهزت إليهم العساكر فخمدوا، بعد أن أفنى بعضهم بعضاً واغتيل مقدمهم، الشهاب أحمد بن البسرية بزرع.
ولما مات الأمير شيخون في العام الماضي استقل السلطان الملك الناصر بالأمور، وقام بسياسة الملك وتدبير الممالك الأمير سيف الدين صرغتمش، وخلا له الجو وترحل عنه فيالة الأمير شيخون، وأرسل إلة نائب دمشق الأمير علاء الدين المارداني خلعةً وتقليداً بالاستمرار، وإلى غيره من النواب، واستدعى الأمير سيف الدين طاز نائب حلب إلى مصر، فخرج من حلب وتوجهت إليه العساكر، ثم خرج إليه نائب دمشق فعسكر بخان لاجين، وآخر الأمر أن الأمير طاز استسلم وسلم نفسه فقبض عليه نائب الشام وأرسل به فاعتقل بالكرك، ونقل سيف الدين منجك من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب، وقبض على حاجب دمشق الإسماعيلي، واعتقل بقلعة صرخد ثم أفرج عنه، وقدم دمشق متوجهاً إلى القاهرة فاعتقل بقلعة دمشق أياماً ثم أفرج عنه بعد كشفٍ وتعنت، ومضى إلى القاهرة ثم رجع على حجوبيته وعادته فبقي إلى ذي الحجة ثم أخرج إلى حماة فاعتقل بها.
وفي يوم السبت خامس عشرين جمادى الأولى. صرف الأمير علاء الدين المارديني عن نيابة دمشق إلى نيابة حلب، وقدم
الأمير سيف الدين منجك من حلب على نيابة دمشق، فدخلها يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة، وباشر نظر ديوانه شيخنا الصاحب تقي الدين بن مراجل.
وفي العشر الآخر من رجب
توجه شيخنا الإمام صلاح الدين الصفدي إلى حلب على كتابة السر بها.
وفيه صرف شيخنا قاضي القضاة عز الدين بن جماعة عن قضاء الشافعية بمصر، ثم أعيد بعد شهرين.
وفي العشر الآخر من شعبان
صرف قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي، وقاضي القضاة شرف الدين الكفري الحنفي، وقاضي القضاة جمال الدين المسلاتي المالكي عن القضاء بدمشق.
وولي قضاء الشافعية، قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء. وقضاء الحنفية، قاضي القضاة جمال الدين محمود بن السراج، فحكما نحواً من ثلاثين يوماً، ثم صرفا في أول شوال، وأعيد قاضي القضاة تاج الدين السبكي، وقاضي القضاة شرف الدين الكفري وخلع عليهما يوم الاثنين خامس شوال.
وفي يوم الأربعاء ثاني رمضان
قدم شيخنا قاضي القضاة شرف الدين أحمد بن الحسين العراقي من القاهرة على قضاء المالكية بدمشق، عوضاً عن القاضي جمال الدين المسلاتي، ثم من الغد قدم القاضي أمين الدين بن عبد الحق على حسبة دمشق عوضاً عن علاء الدين الأنصاري، وكانت هذه التنقلات بأسرها صادرة عن رأي صرغتمش.
وفي رمضان
قبض على الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري، وعلى القاضي ضياء الدين محمد بن خطيب بيت الابار، فصودر الضياء، وأهين، واعتقل بقوص، وخفي أمر صرغتمش وزالت نعمته، وخمدت كلمته بحول الله وقوته.
وفي ذي القعدة
قبض إلى الأمير ناصر الدين محمد بن الأقوش نائب حمص وعلى أخويه سيف الدين كجك الحاجب، وأمير حاج، فأدوا في المصادرة نحو ثلاثمائة ألف درهم، ثم أفرج عنهم وفرقوا في البلاد.
وفي ذي الحجة
صرف ابن عبد الحق من حسبة دمشق، ووليها شيخنا عماد الدين بن الشيرجي.
وفي سادسه
قبض على أسندمر العمري نائب حماة كان، واعتقل بقلعة دمشق.
وفي صبيحة يوم عرفة
صرف الأمير سيف الدين منجك من نيابة دمشق إلى نيابة صفد.
وقدم الأمير شهاب الدين أحمد بن صالح حاجبا إلى دمشق عوضاً عن الإسماعيلي.
ومات القاضي الكبير الصدر الرئيس النبيل شرف الدين خالد بن
إسماعيل بن محمد بن عبد الله القيسراني أحد الموقعين. ثنا عن القاسم ابن عساكر، وغيره. وقد كان ولي وكالة بيت المال بدمشق في أيام الفخري. توفي في ثاني جمادى الآخرة.
وفيها مات صاحب بلاد المغرب السلطان أبو عنان ابن السلطان أبي الحسن المريني.
ومات بدمشق الحافظ شمس الدين محمد بن يحيى بن محمد بن سعد المقدسي ثم الصالحي الحنبلي. ولد سنة ثلاث وسبعمائة، وسمع أباه، والقاضي، وعيسى، وخلقاً كثيراً وجماً غفيراً، وجمع فأوعى، وكتب ما لا يحصى، وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه. توفي في ثالث ذي القعدة.
ومات الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داوود الكردي الشافعي إمام مشهد علي. حدث عن التقي بن الواسطي، وغيره. وتوفي في تاسع ذي القعدة.
ومات في سادس عشرينه شيخنا الزاهد بهاء الدين محمد بن أحمد بن المرجاني صاحب جامع المزة وغيره من المآثر الحسنة. حدث عن ابن مؤمن وغيره.
ومات المقرىء المعمر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الصالحي المعروف