الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات بمصر شيخها الإمام القدوة العابد أبو الفتح نصر بن سليمان المنبجي المقرىء بزاويته بالحسينية، في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة. حدث عن إبراهيم بن خليل وجماعة. وتلا بثلاث على الكمال الضرير، وتفقه وانعزل، ثم اشتهر وزاره الأعيان، وكان الجاشنكير الذي تسلطن يتغالى في حبه. وله سيرة ومحاسن جمة، إلا أنه كان يغلو في ابن العربي ونحوه، ولعله ما فهم الاتحاد.
ومات مسند الوقت شرف الدين عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن أحمد الصالحي المطعم في الأشجار، ثم السمسار في العقار، في ذي الحجة عن أربع وتسعين سنة. سمع الصحيح بفوتٍ من ابن الزبيدي، وسمع من الإربلي حضوراً، وسمع من ابن اللتي، وجعفر، وكريمة، والضياء، وتفرد، وتكاثروا عليه. وكان أمياً عامياً.
ومات بمالقة شيخها العلامة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الرحمن ابن ربيع القرطبي، عن ثلاث وتسعين سنة. تفرد بالسماع من الدباج، وأبي علي الشلوبين والكبار.
سنة عشرين وسبعمائة
حج مع السلطان الأمير عماد الدين الأيوبي فسلطنه السلطان على حماة، ولقب بالملك المؤيد.
وقتل بمصر إسماعيل بن سعيد الكردي المقرىء على الزندقة وسب الأنبياء.
وقتل بدمشق عبد الله الرومي الأزرق مملوك التاجي، ادعى النبوة وأصر.
وعمل عقد السلطان على أخت أزبك التي قدمت في البحر.
وخلع على الكريم، وابن جماعة، وكاتب السر وغيرهم.
وغضب السلطان على آل فضل، واحتيط على إقطاعهم بعد أن أعطاهم قناطير من الذهب، بحيث أنه أعطاهم في عام أول ألف ألف وخمسمائة ألف درهم.
وغزا الجيش بلاد سيس، لكن غرق في نهر جهان منهم خلق. وحبس بقلعة دمشق ابن تيمية لإفتائه في الطلاق. وأمسك نائب غزة الجاولي.
وجاء بالسلطانية بردٌ كبار وزنت منه واحدة ثمانية عشر درهماً فاستغاث الخلق وبكوا، فأبطلت الفاحشة، وبددت الخمور أجمع بهمة علي شاه الوزير، وزوج من العواهر خمسة آلاف في نهار واحد. وشقق آلاف من الظروف.
وأنشىء الجامع الكريمي بالقبيبات، وسيق إليه ماء كثير.
وحج الرجبيون، منهم: الفخر المصري، والواني، وأبوه البرهان، وابن الفخر، والنويري، والموفق الحنبلي، وشمس الدين الحارثي - ثم حج من مصر ابن الحريري، وابن عوض القاضيان، والمجد حرمي، وشيخ الحنفية الفخر
التركماني، ونائب المملكة أرغون، والفخر كاتب المماليك، فكانت محامل المصريين بضعة وعشرين محملاً.
وحج العراقيون بسبيل ومحمل سلطاني عليه من الذهب والجواهر ما قوم مائتين وخمسين ألف مثقال.
وحج الشيخ صدر الدين بن حمويه، وابن عبد المحسن، ومدرس المستنصرية ابن العاقولي، وابن منتاب، وخال السلطان أبي سعيد في كبار من المغول، وصاحب هراة غياث الدين.
وكان الصلح والهدايا بين سلطان الإسلام وأبي سعيد، واطمأن الناس، ولله الحمد. فمن هدية أبي سعيد على يد ابن ياقوت: سيف المعتصم، وخوذة مكفتةٌ عليها كثير من القرآن، وخيمة سقلاط، وخركاه مجوهرة، وبخاتي، ومماليك، وجوار، وثياب.
وكانت وقفة عرفة الجمعة باتفاق. وكان الوفد لا يحصون كثرةً في مقدار العادة ثلاث مرات أو أكثر.
ومات بمصر القاضي الإمام المعمر زين الدين أبو القاسم محمد بن العلم محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكي، في المحرم عن اثنتين وتسعين سنة. ولي قضاء الإسكندرية اثنتي عشرة سنة. وذكر لقضاء دمشق. ثنا عن ابن الجميزي، وله نظم وفضائل.
ومات في ربيع الآخر بمصر المعمر المقرىء الرحلة أبو علي الحسن بن عمر بن عيسى الكردي الدمشقي بن فراش تربة أم الصالح، عن نيف وتسعين
سنة. سمع من ابن اللتي كثيراً وهو حاضر، والموطأ من المكرم وسمع من السخاوي وقرأ عليه ختمة. سكن بالجيزة زماناً يرتزق ببيع ورقٍ ظهر في سنة اثنتي عشرة. وثقل سمعه بأخرة، بحيث أنه حدث بالأول من حديث ابن السماك تلقيناً. وكان رأس ماله نحواً من درهمين ثم وصلوه بدراهم، منها في مرة مائة درهم، وأكثروا عنه.
ومات العدل الفقيه كمال الدين عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن ابن ضرغام الكناني المصري الحنبلي المنشاوي، في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة. وكان خطيب جامع المنشية. حدثنا عن السبط. اختلط قبل موته بنحو من أربعة أشهر فيما إخاله وحدث فيها.
وقتل حميضة بن أبي نمي الحسني صاحب مكة كان، ثم نزع الطاعة فتولى أخوه عطيفة. قتله جندي التصق إليه بالبرية غيلة، ثم قتله السلطان لغدره.
ومات بمصر المحدث العدل الكبير شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابوني، عن ستٍ وسبعين سنة. حدثنا عن ابن عزون وابن علاق وكتب وقرأ وحصل، وتميز في كتابة السجلات. وولي مشيخة المنكودمرية.
ومات بدمشق النحوي اللغوي الأديب البارع شمس الدين محمد بن حسن بن سباع الجذامي المصري، ثم الدمشقي الصايغ عن خمسٍ وسبعين سنة. وله النظم والنثر والتصانيف. تخرج به فضلاء.