الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخنا الصاحب فتح الدين بن القيسراني، في ذي القعدة، عن خمسٍ وستين سنة. وكان منشأ، بليغاً، رئيساً، ديناً، صيناً، نزهاً. روى عن العز الحراني، وغيره. وهو والد كاتب السر القاضي شهاب الدين.
سنة سبع وثلاثين وسبعمائة
في أولها بلغنا كسرة علي باش وأنه قتل، ثم قتل موسى بن علي بن بيدوا الذي سلطنه، وكانت دولتهم ثلاثة أشهر. وفي المحرم أخذ بمصر شمس الدين بن اللبان الشافعي وشهد عليه عند الحاكم بعظائم تبيح الدم، فرجع ورسم بنفيه، ثم شد منه كبار، ولله الأمر.
وولي بمصر وكالة بيت المال الإمام عز الدين بن جماعة وكيل السلطان. وسار الجيش لحصار سيس، ثم سلم صاحبها سبع قلاع، وصولح وخفف عنه من الحمل، وقرىء له الأمان، فقبل الأرض وبقي العسكر بأرضه أربعة أيام فسلم آياس، وكواره، ونجيمة، وسوكندار، والهارونية، وقلعة البحر، وميناء آياس، وأخذ منه قبل ذلك قلعة النقير.
وقتل على الزندقة عدو الله الحموي الحجار وأحرق. أضل جماعة. قام عليه قاضي القضاة شرف الدين بحماة.
ومات بتبوك الصدر الإمام علاء الدين علي بن محمد بن غانم المنشىء في المحرم، عن ست وثمانين سنة. روى عن ابن عبد الدايم، والزين خالد، والنظام بن البانياسي، وعدة. وحفظ التنبيه، وله النظم والترسل
الفائق، والمروءة التامة، وكثرة التلاوة، ولزوم الجماعات، والشيبة البهية، والنفس الزكية. باشر الإنشاء ستين سنة. وحدث بالصحيحين، وحج مرات.
ومات بعده بأشهر أخوه الأديب البليغ شهاب الدين أحمد بن محمد عن سبع وثمانين سنة. وله نظم، ونثر، ومعرفة بالتواريخ. دخل اليمن ومدح الكبار. وخدم في الديوان. وروى عن ابن عبد الدايم وجماعة. ثم اختلط قبل موته بسنة أو أكثر، وربما ثاب إليه وعيه.
ومات في ربيع الأول الإمام المحدث التقي محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي، عن خمس وخمسين سنة. وشيعه الخلق. روى عن الفخر وجماعة. وطلب الحديث سنة سبع وتسعين فقرأ الكثير، وتعب، وخرج، وأفاد العامة. وكان لعبارته وقعٌ عجيبٌ في النفوس، ومحاسنه كثيرة.
ومات في الشهر بحماة المحدث المفيد ناصر الدين محمد بن طغريل الصيرفي عن نيف وأربعين سنة. قرأ الكثير، وتعب، ورحل، وخرج، وقرأ للعوام. حدث عن أبي بكر بن عبد الدايم، وعيسى الدلال. ومات غريباً. الله يسامحه.
ومات شيخ نابلس ومفتيها القدوة شمس الدين عبد الله بن العفيف محمد بن يوسف الحنبلي في ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة. روى عن السبط إجازة، وعن خطيب مردا حضوراً، وعن عم أبيه الجمال عبد الرحمن. أمّ بمسجد الحنابلة نحواً من سبعين سنة وتأسفوا عليه.
ومات بقاسيون شيخ الفقراء أبو عبد الله محمد بن أبي الزهر الغسولي عن ثلاث وثمانين سنة. روى عن إبراهيم بن خليل حضوراً، وعن العماد بن عبد الهادي، وابن عبد الدايم، وجماعة. وله زاوية ومريدون.
ومات بمصر مسندها العدل شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسي، له إجازة ابن رواج، وابن الجميزي. وروى الكثير وتفرد. توفي في جمادى الآخرة عن نيف وتسعين سنة.
ومات في دمشق في رجب الفقيه العالم شمس الدين محمد بن أيوب ابن علي الشافعي ابن الطحان نقيب الشامية، والسبع الكبير، وله خمس وثمانون سنة وأشهر. سمع من عثمان بن خطيب القرافة، ومن الكرماني، والزين خالد.
ومات الشيخ محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم المصري المرشدي الزاهد في رمضان بقريته منية مرشد كهلاً. وقد قرأ في التنبيه والقرآن وانقطع بزاويته له، فكان يقري الضيفان وربما كاشف. وللناس فيه اعتقاد زائد، ويخدم الواردين، ويقدم لهم ألوان المآكل، ولا خادم عنده، حتى قيل: أطعم الناس في ليلة ما قيمته مائة دينار، وأنه أطعم في ثلاث ليال متوالية ما قيمته ألف دينار. وزاره أمراء وكبراء، وبعد صيته حتى أن بعض الفقهاء يقول: كان مخدوماً. وبلغني أنه كان في عافية فأرسل إلى القرى المجاورة له: احضروا فقد عرض أمر مهم، ثم دخل خلوته فوجدوه ميتاً. قيل: قرأ ختمةً على الصائغ.