الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرفا آل المعالي شرفا
…
فبكم أشرق وجه الزمن
كانت الدنيا جماداً يبسا
…
فسقوها وهم أندى المزن
بيد قد عمّ حين انبجسا
…
سيبها أهل الصحاري والمدن
وأبي لولاكم لاندرسا
…
مربع العلياء لا بل لم يكن
وغدا المعروف قاعاً صفصفا
…
ليس في مغناه غير الدمن
أنتم جدّدتموه مذ عفا
…
وأبنتم منه مالم يبن
أنتم الناس بلى ثمّ بلى
…
والأيادي البيض أقوى حجج
أنتم الناس فخاراً وعلا
…
وسواكم من سوام الهمج
عطل الأجياد من كلّ حلى
…
لم يسيروا للعلى في منهج
حاولوا العزّ فنالوا الصلفا
…
وتولّوا باشتباه بيّن
سيّر الرائي إذا ما انكشفا
…
ذلك السرّ انكشاف العلن
فرس العلياء ماانفكّت جموح
…
لم ترض ظهراً لمن يركبها
كم رأت من جسد مافيه روح
…
فرمته ما درى مذهبها
لا تغرّنّك أجساد تلوح
…
نضرة فيها فذا مطلبها
ليس هذا الضرب إلاّ خزفا
…
أي ومن في فضله سدّدني
سل عن العسجد منّي صيرفا
…
إنّني أدرى بما في معدني
لا تؤمّل من لئيم كرما
…
ليس للطرفا دخان طيّب
وإذا استجديت يوماً ديّما
…
فاختبر أيّ الغمام الصيّب
دع أُناساً قد تصدّوا برما
…
وهم في جبّ جهل غيّبوا
قد تودُّ الأرض أن تنخسفا
…
وهم في ظهرها كالبدن
لم تجد في مائهم قطّ صفا
…
لا ولا في الكأس غير الدرن
أنتم القوم الذين اتّسعا
…
في معاليهم مجال الشعرا
حاولوا حصراً لها فامتنعا
…
وأبت شهب السما أن تحصرا
شرفاً فضلاً كمالاً ورعاً
…
كرماً عزّاً علاً مفتخرا
سلّم الفضل لكم لو أنصفا
…
مستبدٌّ بلجاج بيّن
ذاك لو أصغى لشعري انكسفا
…
وتلوّى كتلوّي المحجن
يا أباالهادي وما أملحها
…
كنيةً تحلو مذاقاً بفمي
هاكها غرّاء قد وشّحها
…
لؤلؤ لولاك لم ينتظم
أملت منك بأن تمنحها
…
بقبول يا جميل الشيم
لم أقل ما قلت إلاّ شغفا
…
بك يا حلية جيد الزمن
ليس قصدي وقصيدي اختلفا
…
أنا من وافق سرّي علني
فصل في نبذ من فرائد نظمه
وقد تقدّمت منه نبذة يسيرة في مقدّمة التاب، فمنه قوله:
شجاك هوى الملاح فذبت وجدا
…
ونادمت السهى أرقاً وسهدا
وأشجيت الحمائم في مناح
…
يهدُّ حشاك والأطواد هدّا
وراعك يوم ذات الأثل ظعن
…
ألحَّ عليك بالزّفرات وخدا
فصوح من زفيرك كلّ زهر
…
وعاد بدمعك الزهر المندّى
فدع نجداً وسكّاناً بنجد
…
أليس الكرخ قد أنساك نجدا
بأغيد أبهر النسمات لطفاً
…
وراع شقايق النعمان خدّا
وأخجل سرب آرام المصلّى
…
لحاظاً والغصون الميد قدّا
أرقّ من النّسيم الغضّ طبعاً
…
له قلب من الجلمود قدّا
كليلات لواحظه ولكن
…
نبا لمضائها الهنديّ حدّا
فيا لله من لحظات ريم
…
لعوب بالفؤاد تروع أسدا
فلا والله لا أنسى لألفي
…
غداة معالم العلمين عهدا
ولا والله لا أنسى سلاماً
…
أبيت له سوى العبرات ردّا
ومنه قوله:
رعى الله ربعاً جاده مرزم الحيا
…
ترامت به أيدي المطي الرواسم
مشين سراعاً يستبقن إلى حمى
…
به ولعي من قبل شدّ التمائم
فياسائقاً ظعن الخليط تحيّة
…
إلى سكن عن مغرم فيه هائم
يبيت بلبّ طائش ونواظر
…
تنقّب شجواً بالدموع السواجم
ومنه قوله:
رقص المدمع من غناء الحمام
…
لليال مضت بدار السلام
في مغان كجنّة الخلد فيها
…
ضحك الروض من بكاء الغمام
فاسقياني وغنّيا باسم ألفي
…
فعسى باسمه ترقّ مدامي
لست أنساه مائساً يتثنّى
…
بالرديني من رشيق القوام
إنّ ليلي من وجهه في انبلاج
…
ونهاري من شعره في ظلام
إن يكن يوسف الجمال فإنّي
…
أنا يعقوب لوعة وهيام
أنا نشوان للقيامة سكراً
…
بمعانيه لا بكأس وجام
أنا لم أدر إن تذكّرت ألفي
…
أحياتي بذكره أم حمامي
رشق القلب يا خليلي عمداً
…
بسهام اللحاظ لا بالسهام
فعيوني من هجره في انهمال
…
وفؤآدي من حبّه في اضطرام
خدّه أخجل الورود وأزرى
…
لحظه البابليُّ بالآرام
وله زيد علاه:
أنا أشجيت يا منى حوبائي
…
بمناحي حمامة الجرعاء
وففضحت البروق عند زفيري
…
وبدمعي مدامع الأنواء
صوّح الروض من زفيري لو لم
…
يجر من مقلتي بفيض الماء
ولقد زوَّر الخيال لعيني
…
طيف ظبي بالكرخ والزوراء
يا منائي أين الليالي اللواتي
…
بك راقت وهل سواك منائي
أنا راض ولو بطعن فؤادي
…
منك دلاًّ بالقامة الهيفاء
أنا لا أختشي سوى فتك سيف
…
غمده جفن عينك النجلاء
لا تسلني يا ريم عن داء قلبي
…
إنّ من نجلك المريضات دائي
عمرك الله حيّني بسلام
…
واحي قلبي بالريقة اللعساء
وله دام مجده:
قدَّك يا ريم الحمى بانه
…
فتنثني أم ساق ريحانه
فامرح بإبراد الصبا لاهياً
…
ودع معناك واشجانه
صرعنني أجفانه بالحمى
…
لمّا سبت باللحظ غزلانه
وراك عن لومي يا لائمي
…
لا يملك المشتاق سلوانه
هل كيف نيران الحشا تنطفي
…
وحبّه أسعر نيرانه
أم كيف أصحو من خمار الهوى
…
وقامة المحبوب نشوانه
فتنت حبّاً يالقومي به
…
وعينه النجلاء فتّانه
ومن قوله:
أرقت ولي بين الخيام مغنّج
…
يخامره من ناظريه مدام
رماني بألحاظ فأصمى بها الحشا
…
وما ذاك إلاّ أنّهنّ سهام
فبلّغه إن هزّتك من أريحيّة
…
شمول قفاها نشوة وغرام
سلام مشوق كلّما رقّق الصبا
…
حواشيه أو ما راق منه سلام
وقال أيضاً أيّده الله تعالى:
وليلة جلببتها برد أنوار
…
نضّارة الأُفق عن هالات أقمار
بيضاء قد باهلت خضرائها فارت
…
حمراء دجلة فيها جدَّ أسفار
قد زخرفت جبهات الأُفق فانتظمت
…
بها الكواكب من راس ومن سار
ولوح ابن علاّط في مجرّتها
…
كأنّه زورق يجري بأنهار
كأنَّ ما نظمته نثر منتظم
…
وأنَّ ما نثرته نظم أنثار
فذي بدجلة ما قد أبدعته وها
…
أبراجها مثلاً بالصفو والجاري
ياليلةً صفو عيشي في هواك صفا
…
لا شاب صفوك توديع بأكدار
يروقني منك للطاووس أجنحة
…
ترفُّ لكنّما ارتاشت بأزهار
سهرتها والأماني الغرّ تحدق بي
…
وبتها ونجوم الليل سمّاري
بساحة لثمت خدّي شقايقها
…
فوردته نسيمات من الساري
فرشنها سوسناً أيدي الربيع فإن
…
فوفن بالورد وشاها بنوّار
أذكى الشقايق فيها مثل ماالتهبت
…
في وفرة الليل إقباس من النّار
أحال ريّا خاماها يداً حملت
…
مجامراً أوقدتها المندل الداري
باهى بها الأُفق حتّى لو أعدَّ له
…
أسحاره ثمّ لاقاها بأبكار
لم أقض من صفوها لا والهوىوطري
…
وكم قضيت من العلياء أوطاري
وكم سكرنا ولم نشرب بكاس طلا
…
وكم طربنا ولم نضرب بأوتار
إذ راح فيها حمام الأيك يسمعني
…
نقر المزاهر أو تنغيم مزمار
وروح القلب فيها نشر سارية
…
من النسيم استشالت ذيل أسحار
فضوّعت بشذاها أفق ساحتنا
…
كما تضوع بنشر الحمد أطماري
وبات سيّار ركب القلب يذكر لي
…
في مهمه الحب إدلاجاً لأكوار
فيا رشا بضميري طاب مرتعه
…
لم يجد في كتم سرّ الحبّ أضماري
هتكت أستار ليل الهجر مبتسما
…
بطلعة هتكت في الوصل أستاري
فإن أطقت زماناً كتم عالجتي
…
على هواك فقد نمّت بأسراري
أثرن نقع هيامي خيل عاذلتي
…
على هواه فلم يقفين آثاري
مهفهف القدّ قاني الخدّ ذو هيف
…
حلو المعاطف مجدول بزنّار
لم أدر ما شعّ في خدّيه من قبس
…
أمن لظى القلب أم من جذوه النّار
وما هداني من وضّاح مبسمه
…
أكاس صهباءَ أم مقباس أنوار
فاسكر الصبّ وهناً من محاجره
…
مالم يعتقه في حانوت خمّار
بدرت اشتار شهداً من مراشفه
…
ولم أكن قبل ذا يوماً بمشتار
لا تأخذي بارتيابي في هواه فقد
…
زرت على عفّة ياميُّ أزراري
ومنه قوله:
نور الأفاحي ثغره
…
منهما بدا منه ابتسام
والأقحوان شيق خدّ
…
يه وربقته المدام
والبان مائس قدّه
…
وجفونه الوسنى سهام
والليل فاحم جعده
…
فأظلّنا منه الظلام
والصبح وجنة خدّه
…
فعلى محيّاه السلام
ومنه قوله:
كم ليلة من ليالي الشوق مقمرة
…
هبّت بها نسمات الشوق والشغف
سهرتها محصباً منها كواكبها
…
مراعياً بدرها من شدّة الدنف
فمذ أبت مقلتي إلاّ انسكاب دم
…
وأشرفت كبدي الحرّا على التلف
قال النديم على م الوجد قلت له
…
نعم تذكّرت من قد حلَّ بالنّجف
فقطّت قلبي الذكرى وبرح بي
…
شوق ملح وتوق أوهنا اكتفي
وله حرسه الله:
مالي ومالك يا أغن
…
فالقلب عندك مرتهن
أنت الذي إن زرتني
…
أذهبت عن قلبي الحزن
وإذا هجرت متيّماً
…
غادرته غرض المحن
بجفاك واصلني الجوى
…
حتّى جفا جفني الوسن
فأملك عليَّ حشاشتي
…
يا مالكي من غير من
قد كنت تمنحني المنا
…
وتزور سرّاً أو علن
فشحذت لي حدّ الظبا
…
وقلبت لي ظهر المجن
يا راكب الحرف التي
…
تجتاب سهلاً عن حزن
هلاّ مررت بربعهم
…
وحبست في تلك الدمن
ونشدت ثمّة مهجة
…
عبثت بها كفّ الزمن
ينزو فؤادي كلّما
…
برق من الزوراء عن
فيها بديع محاسن
…
ملك الفؤاد بلا ثمن
يامن بنقض عهوده
…
في الودّ نقض العهد سن
إنّي لذكرك حافظ
…
حفظ الفرائض والسنن
وله دام فضله:
وشادن في المحجّه
…
أعلى من الشمس حجّه
ما رقَّ غصن صباه
…
إلاّ وزادك بهجه
غدا لعيني نورا
…
وللحشاشة مهجه
يسبي العيون بغنج
…
أفدي بروحي غنجه
أنار وهو هلال
…
قد أصبح القلب برجه
فالشمس تقفو سناه
…
والبدر ينهج نهجه
أورى بقلبي ناراً
…
وغادر العين لجّه
يا أغيداً كلّ واد
…
للدلّ جاوز فجّه
قم عاطني الجام صرفاً
…
أو فاجعل الريق مزجه
على أزاهر روض
…
قد دبّج الورد مرجه
كفّ الحيا طرزنه
…
وأحسن النور نسجه
وقال أيّده الله:
راق النسيم وطبع من أهوى
…
وسلاف فيه جنّه المأوى
وصفت معاهدنا فلا عدمت
…
نفسي لييلات الهوى صفوا
وأغرّ إذ راقت مراشفه
…
لم أدر إلاّ المنّ والسلوى
وكأنّما قبسٌ بوجنته
…
وعلى لظاه أضالعي تطوى
ما ألهف الحرّان عن برد
…
يرنو إليه ومنه لا يروى
إن تلو من عزمي أعنّته
…
فلغير من أهواه لا تلوى
أو يقو عن حلو اللما جلدي
…
فعلى مرير الصدّ لا يقوى
يا غصن ما أحلى شمائله
…
وآهاً إليه يجود في رضوى
قد أوهنت كشحيه مجهدة
…
أردافه فحذار أن تهوى
ياطيب ليلتنا وقد عبثت
…
أبدي النسائم في ربى حزوى
حيث النديم بها أخو غنج
…
حلو المراشف أشنب أحوى
بسواد طرّته النهار دجا
…
وبصبح غرّته الدجى أضوى
لست الملوم وقد بدا شغفي
…
متضاعفاً فبثثت بالشكوى
فلقد غويت بريقه وعلى
…
من عاود النشوات أن يغوى
وقال يصف النارجيليه ويتغزّل:
يا نارجيليّةً تهدى بكفّ رشاً
…
حلو الدلال رشيق القدّمياس
غضّ الشبيبة أحوى الطرف ذي غنج
…
أرقّ طبعاً من الصهباء في الكاس
حكيت لي نغمة الموسيق مطربة
…
برجع صوت مجيب جذب أنفاسي
كأنّ رأسك والمقباس كلّله
…
تاج تحلّى بياقوت على الراس
فبنى عليه السيّد محمّد سعيد حبّوبي وقال يصفها أيضاً:
ونارجيليّة تهدى بكفّ رشاً
…
حلو الدلال رشيق القدّمياس
ظلّت تعربد في كفّيه شاربة
…
من ريقه العذب لا من نهلة الكاس
حتّى إذا جاد لي فيها بثثت بها
…
وجدي عياناً تراه أعين النّاس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي
…
موهّت في نفحه تصعيد أنفاسي
جائت تزر فويق الماء مأزرها
…
وفوق مفرقها لئلاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسةً
…
فالدمع في قلبها والنّار في راس
وقال يصف مجلساً كان فيه السيّد محمّد سعيد والسيّد عبّاس المتقدّم ذكرهما:
حبّذا مجلساً تضمّن قوماً
…
من نسيم الصبا أشفَّ طباعا
فهم أنجم المعالي ولكن
…
تّخذوا هامة النّجوم رباعا
وقصار الأنساب يقصر عنهم
…
من سواهم وإن تطاول باعا
نشروا من على لوي لواءً
…
فيه من طيب نشره الكون ضاعا
وقال مقرضاً على أبيات للشريف الألمعي السيّد حسين بن السيّد راضي القزويني وأوّلها:
مابين سلع ومنى
…
ريم على الخيف رنا
ماالسيف إلاّ طرفه
…
وقدّه لدن القنا
إلى أن يقول:
ياسيف يمناي التي
…
أرهبت فيه الزمنا
ومن إذا ما زارني
…
أذهب عنّي الحزنا
أحسنت في نظم ولا
…
زلت حبيباً محسنا
قد راقني في رقة
…
فيها فؤادي افتتنا
فكم تذكّرت بها
…
سرور عيش ظعنا
أيّام آنسنا لدى
…
طور الهوى نارالهنا
حيث الربيع مزهر
…
والبدر وقّاد السنا
والقلب مرتاح بمن
…
كان لقلبي سكنا
وممّا قاله أيّده الله:
لك طبع أرقُّ من نفحة الورد
…
ووجه من أبلج الصبح أسنى
ولحاظ من الصوارم أمضى
…
وقوام فاق الردينيّ حسنا
كيف لا أتّقيهما بفؤادي
…
إنّ ذا مائس وهاتيك وسنا
وقال مرتجلاً يصف محجّة الحديد بين الكاظميّة وبغداد:
ربَّ مقصورة تطير كقلبي
…
يوم بان الخليط لا بجناح
غضّة الصفحتين تسبق طرفين
…
بطرفين في عمودي صباح
فهي البرق أو براق إذا ما
…
جاز في عدوه سنام الضراح
فإذا ما أويتها مستظلاًّ
…
فزت من سهمها بأعلى القداح
نعمتنا من صفوها باغتباق
…
وازدهتنا من لهوها باصطباح
وانتظمنا بها نظام عقود
…
رصفتها بنان ذات الوشاح
وانتسقنا بأفقها كنجوم
…
ونبتنا بروضها كأقاح
وارتوينا بلطفها لا بماء
…
وانتشينا بوصفها لا براح
بنت سير لدى السرى إن تغنّت
…
أعزبت عن ضمير ذات الجناح
وله دام توفيقه:
أعذارٌ على الشقيقين لاحا
…
أم دجى الليل قد بدا لي صباحا
أم سطورٌ نقشنها أنمل اللهو
…
على أكؤس المدام ارتياحا
أم أنيق الريحان عانق ورداً
…
لا بل الآس قابل التفاحا
وله أيضاً:
مابين رامة والغوير أخوصباً
…
لعبت صباً بقوامه فترنّحا
نادمته بجماله متمنطقا
…
وجذبته بدلالة متوشّحا
وقال في الثغ:
وأما ولام عذار غض شبيبة
…
فتن الأنام هوى بنقطة خاله
ما بتُّ طوع يد ابن آدم خاضعاً
…
لكنّني أصبحت طوع دلاله
وأما وصاد فم العذيب رضابه
…
وبنون حاجب فاتني بجماله
لو رام منّي بذل نفسي سائلاً
…
لوهبتها في الحبّ قبل سؤاله
وأما ولثغته بثا متلجلج
…
وبميم مبسمه وعذب زلاله
لم يصف لي عيش ولو ملكت يدي
…
جنّات عدن دون يوم وصاله
ونحن قد أوردنا بعض ما يؤثر من النظم في اللثغ في هذا الكتاب عند ذكر واصل بن عطاء ونتبعه هنا نبذة أخرى: قال أبو عمرو يوسف بن هارون الكندي يشير إلى واصل وكان لثغا قد تجنّب الراء:
لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا
…
الهجر يجمعنا فنحن سواء
فإذا خلوت كتبتها في راحتي
…
وقعدت منتحباً أنا والراء
ولأبي نؤاس في الثغ ببدل السين ثاء وكان اسمه عبّاساً:
وشادن قلت له ما اسمه
…
فقال لي بالغنج عبّاث
بات يعاطبني سخاميّةَ
…
وقال لي قد هجع النّاث
أما ترى حثن أكاليلنا
…
زيّنها النثرين والآث
فعدت من لثغته ألثغاً
…
وقلت أين الطاث والكاث
وقال حرسه الله وفيه الجناس المفروق وهو مااتّفق ركناه لفظاً واختلفا خطّاً:
وكم قائل لي عش بأنس فقلت لا
…
حبيب مدان أو مواس فانتعش
فقال أجل عش مستهاماً فقلت لا
…
أرم الحياة العاشقين فأنت عش
وقال وفيه الجناس المذكور أيضاً:
ذو شامة من نار خدّيه قد
…
تقاربت مثوىً ولم تحترق
أشار لي تخلص في ودّنا
…
أحبته أنّي لكم تحت رق
أقول: ولا بأس بذكر بعض الشواهد للجناس المفروق. وقال أبوالفتح البستي:
كلّكم قد أخذ الجام ولا جام لنا
…
ماضر مدير الكأس لو جاملنا
وقال المطوّعي:
أمير كلّه كرم سعدنا
…
بأخذ المجد عنه واقتباسه
يحاكي النيل حين نروم نيلاً
…
ويحكي باسلاً في وقت باسه
وقال البستي أيضاً:
إن هزّ أقلامه يوماً ليعملها
…
أنساك كلّ كميّ هزَّ عامله
وإن أقرَّ على رقٍّ أنامله
…
أقرّ بالرقّ كتاب الأنام له
وقال أبو بشر المأمون أو علي الخوارزمي مهنّياً بعض أصحابه بزفاف:
بدر دجىً أصحبوه شمس ضحىً
…
بارك ربّ السماء فيها له
ضمّتهما هالة الوصال معاً
…
من ذا رأى النيّرين في هاله
وقال بعضهم:
لنا صديق يجيد لقماً
…
راحتنا في أذى قفاه
ماذاق من كسبه ولكن
…
أذى قفاه أذاق فاه
وهو القائل أيضاً:
لنا صديق إن رأى
…
مهفهفاً لاطفه
وإن يكن في دهرنا
…
مهفهف لاط فهو
وقال ابن العفيف:
أسرع وسر طالب المعالي
…
بكلّ واد وكلّ مهمه
وإن لحى عاذل جهول
…
فقل له يا عذول مه مه
وقال الحريري في مقاماته:
سم سمةً تحسن آثارها
…
واشكر لمن أعطى ولو سمسمه
والمكر مهما اسطعت لأتانه
…
لتقتني السؤدد والمكرمه
وقال ابن العفيف أيضاً:
إنّ الذي منزله
…
من سحب دمعي أمرعا
لم أدر من بعدي هل
…
ضيّع عهدي أم رعى؟
وقال أبو نصر القشيري:
تقبيل خدّك أشتهي
…
أملي إليه أنتهي
إن نلت ذاك فلم أبل
…
بالروح منّي إن تهي
دنياي لذّة ساعة
…
وعلى الحقيقة أنت هي
فصل: في ماله من النظم المشترك بينه وبين أليفه العالم الفاضل السيّد محمّد سعيد حبّوبي النجفي اتّفق أنّه كان جالساً في قصر له عند بستان له على دجلة شرقي بغداد وقدّام القصر روضة يانعة أنيقة وقد ضبت فيها خيمة كبيرة كثيرة التصاوير وكان معه من أهل العلم والأدب جمع منهم السيّد المذكور فأنشئا معاً في وصف ذلك القصر وتلك الخيمة قصيدة مدح كلّ منهما صاحبه بها، وهي هذه: قال السيّد:
ما شاقني ركب ذاك الحيّ إذ نزحا
…
كلاًّ ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسّمت رسماً في منازلهم
…
ولا تطلّعت برقاً بالغضا لمحا
إنّي وقد بتُّ وهالآمال طوع يدي
…
أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطماً
…
فليست الشهب إلاّ لؤلؤ طفحا
والبدر زورق تبر سار يحمله
…
نهر المجرّة ينحو فيه حيث نحا
وقال جناب الشيخ محمّد حسن:
في روضة جمعت شمل الهوى سحراً
…
ماست بسارية أغصانها مرحا
بتنا نشاوي بخمر الأُنس عن طرب
…
نميل سكراً ولم نشرب بها قدحا
نعم شربنا بكاس الثغر ريقة من
…
مذ ماس أوهمنا المغبوق مصطبحا
لم يصح منّا بعذويّ الهوى ثمل
…
إلاّ وأسكر من جفنيه حيث صحا
رقّت فراقت سجاياً منه قد طردت
…
عنه النفور وعن أحشائنا الترحا
فلم تكن أرمٌ حسناً كروضتنا
…
كلاّ ولا صرح بلقيس الذي انصرحا
وماءُ دجلة جار في جداولها
…
والعندليب على عيدانها صدحا
وقال السيّد:
ترى الشقايق فيها وهي جمر غضا
…
يزيده الماء وقداً كلّما سفحا
فأعجب لجمر يذكي الماء شعلته
…
والماء يطفي لهيب الجمر ما نضحا
يحمر خدّ ثراها في شقائقه
…
كأنّما قبّلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه
…
للنرجس الغض طرف كلّما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج
…
مهفهف القدّ في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسناً فالندى عرق
…
في وجنة الورد من بدر السما رشجا
أما تراه لئال بات ينظمها
…
مسرى الصبا وبها غصن النقا اتّشحا
فيالها روضة لو كان يرمقها
…
طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
وقال الشيخ محمّد حسن:
رقّت كرقّة من حلو بساحتها
…
طبعاً أرقّ من الساري إذا نفخا
فاقوا الخلائق في خلق وفي خلق
…
وفيهم للورى نهج الهدى اتّضحا
وقال السيّد:
فلست أدري ءأملي فيهم غزلاً
…
لما رأيتهم أو أنشي المدحا
وقال الشيخ محمّد حسن:
فيالهم معشراً أضحى وليدهم
…
على شيوخ ذوي الآراء قد رجحا
كالألمعي سعيد الجد خير فتى
…
به مرام النهى والفضل قد نجحا
مولى تسامى لأهل الفضل بدر سماً
…
كما غدا للمزايا الغرّ قطب رحى
من مقلة المجد قد أمسى السواد لها
…
ومن صباح المعالي أصبح الوضحا
ما هزَّ مزبره يوماً لغامضه
…
إلاّ وضاق من أشكالها انفسحا
وما جرى بمضامير النهى لسناً
…
إلاّ وضاقت لديه ألسن الفصحا
وما ترائى بيوم البذل بحر ندى
…
إلاّ وأخجل صوب المزن فافتضحا
ولا تقلّد يوماً سيف عزمته
…
إلاّ وأرجع ليل الحادثات ضحى
قتّال آساد يوم الحرب مرهفه
…
كالبرق يختطف الأرواح مالمحا
محّضته الحب طبعاً جلّ عن زلل
…
وأكمل الحبّ مالله قد صرحا
ما غاب لا غاب وهو الروح عن بصري
…
إلاّ وأبصرت في قلبي له شبحا
يروح في فتية لم يشؤ شأوهم
…
طرف العبور ولا طرف ولا طمحا
وقال السيّد:
محمّد الحسن الزاكي عميدهم
…
أكرم بذي حسب كالشمس راد ضحى
نشا بحجر المعالي فانتشت طربا
…
ومذ رقى متنها اهتزّت له مرحا
شكائم الدهر ملقاة بساحته
…
بها يردّ جماح الدهر ما جمحا
فليهنّأ الكرخ من علياه في ملك
…
غلامه الدهر يجري حسبما اقترحا
مخائل الجود لم تخلب ببارقه
…
وليس يخبو زناد الفضل ما قدحا
يا دهر كن طوعه ما دمت فهو فتى
…
كصخرة الواد لم تعبأ بمن نطحا
يا أيّها القمر المرخي أشعّته
…
تهدي لساحته الغادين والروحا
إليك درّ قصيد رصّفته يدا
…
فكر بغير رياض الودّ ما سرحا
فلك من الشعر في البحر البسيط سرى
…
سرى النسيم وفي آدابه سبحا
ما كنت أهلا لفوزي في مديحكم
…
لكنّني لم أجد عن ذاك منتدحا
ولو نظمت دراري الأُفق أجمعها
…
مدائحا لك لاستقللتها مدحا
فهاكها جملاً أعيت مفصّلها
…
فمتن فضلك لا يحصيه من شرحا
ولم أزدك علىً لكن لتبلغني
…
منك الوداد وحسبي ذلكم منحا
وأنت كالبدر أغناه تبلجه
…
للناظرين له عن مدح من مدحا
وممّا اشتركا في نظمه أيضاً هذه القصيدة وقد مدح كلّ منهما صاحبه بها. قال السيّد:
صبح محيّاك بليل العذار
…
أسفر أم ليل بدا في نهار
وصدغك الملوي أم عقرب
…
تلسع أحشائي فيعيي القرار
فالصدغ من آس ومن نرجس
…
عيناك والخدّان من جلّنار
أياأخا الغصن إذا ماانثنى
…
وياأخا البدر إذا ما أنار
إنّي أهواك على ما أرى
…
من قلّة الودّ وبعد المزار
كم جرت بالحكم على عاشق
…
أكلّ من قد ولّى الحكم جار
أنت الذي أجّج في أضلعي
…
ناراً تذكّيها الدموع الغزار
إن يك بالأضلاع حرّ الجوى
…
فما دموع العين إلاّ حرار
يقدح زند الشوق في مهجتي
…
ناراً ومن عيني يطير الشرار
كم ليلة بالقصر قضّيتها
…
يشدو المغنّي والحميّا تدار
يطوف في كاساتها أغيد
…
دبّت بخدّيه ثمال العذار
لم يرق العين سوى حسنه
…
مالم يكن من حسنه مستعار
فاعتقل الصعدة من قدّه
…
واستلّ من جفنيه بيض الشفار
ما زال يرمي الليل من كأسه
…
بشعلة حمراء حتّى أنار
لولم تكن ذهبيّة ماالتوى
…
من رشحها في معصميه السوار
أقبل فيها باسماً ثغره
…
وهي كخمر نضّ عنه الخمار
فذي ثناياه وذا ريقه
…
من حبب الطافي وشمس العقار
والجوّ قد طبّق في عارض
…
يهزم بالقطر محول الدرار
كأنّما الرعد فنيقٌ به
…
يحدوا غواديه حداء العشار
في روضة غنّاء مصقولة
…
لا غبَّ سقياها ملثّ القطار
حاك الربيع الغضُّ أبرادها
…
بنفسجا طرّزه بالعرار
سدَّى لها السوسن حتّى إذا
…
أطاله ألحمه بالبهار
فيالها مطارفا وشّعت
…
توشيع ربّات الأزار الأزار
دبّجها النرجس فاعجب لها
…
مدبّجاً قد دبجت بالنضار
والأيك في أعطافه راقص
…
إذ غنت الورق وصاح الهزار
وقال الحاج محمّد حسن في مدح السيّد المذكور:
فآنست مبهجة في فتىً
…
زكى له الفرع وطار النجار
بشراك يا هاشم في سيّد
…
يحقُّ أن تفخر فيه نزار
أخفّ طبعاً من نسيم الصبا
…
لكنّه هضبة رضوى وقار
يا من شأى في زعمه شأوه
…
أقصر فما أدركت منه الغبار
فحبّذا تلك الليالي وإن
…
مرّت وإن كانت ليال قصار
وقال السيّد:
وغارب للهو لم يعره
…
كوري ولم أشدده إلاّ وسار
طويت للعمر به مهمهاً
…
طيَّ المذاكي حلبات العذار
فليتني ما جزت هذا المدى
…
كلاّ ولا قشعت هذا الغبار
وليت ذاك الليل لم ينطوي
…
ولم يكن يطلع هذا النهار
إذا اغتدي والغيد يرمقنني
…
كأنَّ من أهدابهنّ العذار
فعاد مبيضّاً كنور الكبا
…
أرخص بهذا النور عند النوار
قطّع حبل الودّ ما بيننا
…
بياضه تقطيع بيض الشفار
يا راكب الوجناء يطوي بها
…
مهامه البيد قفاراً قفار
عرّج على الكرخ وسلّم على
…
من في محيّاه النديُّ استنار
الحسن الزاكي حليف الندى
…
ونجعة العاني وحامي الذمار
أقسم بالخوص نجوب الفلا
…
أنجد فيها سائق أو أغار
تحمل شعثاً فوق أكوارها
…
قد لبسوا الليل وراء النهار
حتّى أناخوها بحيث انجلت
…
مشاعر النسك ومرمى الجمار
لأنت ربّ المجد ربّ العلى
…
ربّ الأيادي البيض ربّ الفخار
أعيت مزاياك الورى عدّة
…
كالشهب إلاّ أنّ منها البحار
كأنَّ من نيلك صوب الحيا
…
لو أنّه من فضّة أونضار
وأنت قطب والمعالي رحىً
…
فلم يكن إلاّ عليك المدار
ولم يرق للمجد من معصم
…
لم يلوَ من علياك فيه سوار
وليس للعلياء من مفخر
…
مالم يكن نعلك تاج الفخار
هل أمت العيس بركبانها
…
مأوى سوى مأواك أو مستجار
كأنّما الأكوار آلت على
…
أظهرها إلاّ إليك الظهار
فاسلم رغيد العيش ما غرّدت
…
بلابل السعد وغنّى الهزار
وممّا اشتركا في نظمه. قال السيّد:
بعيني من يروق العين حسنا
…
رشاً من وجنتيه الورد يجني
ثقيل الردف رجرجه التثنّي
…
بنفسي ما ترجرج أو تثنّي
إذا خفّ القوام به نهوضاً
…
تقول له روادفه تأنّي
ترنّحه النسائم حيث هبّت
…
ويرقصه الحمام إذا تغنّي
وقال الشيخ:
وظبي من بني ثعل أغن
…
بروحي ذلك الظبي الأغنّا
رشاً بالمعجزات يريك عيسى
…
ويوسف بالمحيّا الطلق حسنا
يميت بهزّ قامته ويحيى
…
بريقته الذي صرعته طعنا
وقال السيّد:
فأمّا لاح فهو يلوح شمساً
…
وأمّا ماس فهو يميس غصنا
فإن عبدتك رهبان النصارى
…
فقد ألفوا لديك جليل معنى
وإن أقضي بحبّك مستهاماً
…
فكم قلبي قضى صب معنى
قضى القيسان قبلي قيس ليلى
…
من الهجر الطويل وقيس لبنى
وقال الشيخ:
فهل يسوي الجوى حنيت ضلوعي
…
وهل لسوى لقاك القلب حنّا
لقائك دون كلّ منىً منائي
…
لو أنّ المرء يدرك ما تمنّى
تلهّب من فؤادي كلّ واد
…
وأعشب من دموعي كلّ مغنا
فما جمر الغضا إلاّ زفير
…
أذاب جوانحي فجرين مزنا
وقال السيّد:
شجاني إن شممت رياح نجد
…
وشمت بها وميض البرق وهنا
وقال الشيخ:
فأشجيت الحمامة في مناحي
…
وهدَّ من الفؤاد الوجد ركنا
وممّا اشترك في نظمه هو والسيّد. قال السيّد:
رويداً سائق النوق
…
فما ودّعت معشوقي
فبالأحداج لي رشأ
…
رمى سهما بلا فوق
بسهم اللحظ يرشقني
…
وقلبي جدّ مرشوق
كأنّ القلب يوم سرى
…
هوى من فوق عيّوق
فليت العيس لا رحلت
…
ولا قامت على سوق
فقد خفّت بمنبلج
…
من اللؤلؤ مخلوق
وقال الشيخ:
صفت لي خمر ريقته
…
وما مرّت براووق
وقال السيّد:
فذى عَلَى وذي نهلي
…
ومصبوحي ومغبوقي
إشاراتي لها أبداً
…
ومفهومي ومنطوقي
فإن هبّت روائحه
…
سباني عرف منشوق
كمسك أو كغالية
…
بفهر الحيّ مسحوق
فليت العين لا نظرت
…
غزالا مرَّ في السّوق
رماني سهم ناظره
…
وما ارتدَّ على فوق
فذي الإشراك تعلقني
…
وما كنت بمعلوق
وقال الشيخ:
ونجديَّ الحمى غنج
…
رشيق القدّ ممشوق
تحلّت ريم رامتها
…
بلحظ منه مسروق
لقد قالت عواذله
…
ودمعي انهلَّ من موقي
تبدّل من مراشفه
…
بعذب غير مطروق
فقد أصبحت ذائقه
…
بعهد غير موثوق
وممّا اشتركا فيه أيضاً. قال الشيخ:
لك قامة تدعى بصعده
…
وحسام لحظ ما أحدّه
فصرعت في حدّيهما
…
مضنىً يكابد فيك وجده
حيران موهون القوى
…
كلفا أضاع لديك رشده
فسل الحمى عن وجده
…
إذ بات في الزفرات وحده
يا بانة الوادي إذا
…
غضّ النسيم أمال قدّه
وقال السيّد:
هل غير طرفك صارم
…
في الكحل قد صقلوا فرنده
كن حيث كنت فإنّه
…
أبد الزمان يراك عنده
هو مطلق قبل الهوى
…
وعلقنه الأشراف بعده
هل غير خدّك جمرة
…
تقد الجوانح وهي ورده
فانظر إلى قمر الدجى
…
يرياك طلعته وجعده
وقالا أيضاً وهو ممّا اشتركا فيه. قال السيّد:
بات معناك بأعلاقه
…
مستنجداً أدمع آماقه
وقال الشيخ:
فإن ذوى الروض بأنفاسه
…
يحيى من الدمع بمهراقه
فسل من الكرخ ذرى دوحه
…
فكم شجاني سجع أوراقه
قال السيّد:
إيّاك يا قلب وهذا الرشا
…
أو فادَّرع عن سهم أحداقه
وقال الشيخ:
رقّت حواشي رشأ مذ رنا
…
باللحظ أصمى قلب مشتاقه
وقال السيّد:
مورد الوجنة قد عنعنت
…
حمرتها عن دم عشّاقه
وقال الشيخ:
يفضح غصن البان في لينه
…
ويخجل البدر بإشراقه
قلتومنه الشمس قدأشرقت
…
تباركت قدرة خلاّقه
تحكي لنا رقّة أعطافه
…
في لطفها رقّة أخلاقه
فما الهوى إلاّ هوى شادن
…
غضّ رقيق الطبع رقراقه
ما ضرّه وهو نسيم الصبا
…
لو رقّ للمضنى بأشواقه
قد سرقت منه المها لحظة
…
مذ حسدت موضع أطواقه
ابرئني هزُّ قنا قدّه
…
حيث براني سيف أحداقه
وقال السيّد:
تلسعني عقرب أصداغه
…
فيسمح الثغر بدرياقه
أطفأ من ريقته لاعجي
…
إن برحت بي نار أعلاقه
كان حليفي في زمان الصبا
…
حتّى تذاوى غضّ أوراقه
واليوم أضحى لاوياً جيده
…
يصرف عنّي لحظ أحداقه
قل للصبا إن صحّ عتب الصبا
…
أسلمت ذاالقلب لإحراقه
فاذهب فدتك النفس من ذاهب
…
لم يمض أعلاقي بأعلاقه
قد فاتني مذ فتَّ ريح الهوى
…
إذ كنت لي موسم أسواقه
دع ذا وقل يا راكباً أعيساً
…
يطوي الدياميم بأعناقه
عرّج على الكرخ إذا جئته
…
وحيّ عنّي بدر آفاقه
محمّداً الحسن المجتبى
…
من لا يضاهى حسن أخلاقه
ماطاب روح الجود حتّى روى
…
نافحه عن طيب أعراقه
فليحل جيد الدهر في فضله
…
فإنّه أحسن أطواقه
وليعكف الخلق على كفّه
…
فإنّها مفتاح أرزاقه
إليك منّي يا حليف الندى
…
مدح امرء راق بأوراقه
قد كاد أن يغرق لكنّما
…
مدحك لا يحصى بأغراقه
ليس سوى حبّك في قلبه
…
مغلغلا مابين أطباقه
ما خفّ ركبي عنك إلاّ لوى
…
إلى مغانيك بأعناقه
وممّا اشتركا في نظمه. قال السيّد:
فتكت بي سيوف تلك اللحاظ
…
في مغاني منّي وسوق عكاظ
وقال الشيخ:
نبّهت مغفي الفؤاد إفتتانا
…
بهواها ولسن بالإيقاظ
كدت أن أملك الشهادة لولا
…
أن حمتني عذوبة الألفاظ
وقال السيّد:
كم تخوّفتها فلمّا لقتني
…
لم يفدني تخوّفي واحتفاظي
وقال الشيخ:
فالثرى من دم الجفون نديٌّ
…
وفؤادي من خدّه في شواظ
وممّا اشتركا في نظمه أيضاً. قال السيّد:
أصات الركب تغليسا
…
وزجّوا للسرى العيسا
فهل يسطيع سائقهم
…
يردّ العيس تنكيسا
ويلويهنّ مبتدلاً
…
عن الأدلاج تعريسا
وقال الشيخ:
فبالأحداج لي غصن
…
يباهي الذبل الميسا
وقال السيّد:
فيالله من صنم
…
له أصبحت قسّيسا
وقال الشيخ:
تفوق الشمس طلعته
…
بحسن فاق بلقيسا
رسمنا ذكره سوراً
…
لنقراهنّ تدريسا
بعيد لم ننله بدي
…
كأنّي رمت برجيسا
وقال السيّد:
رميت القلب في كرب
…
فهل تسطيع تنفيسا
وممّا اشتركا في نظمه أيضاً. قال السيّد:
يا حامل الوردة ما ألطفك
…
فهل ترى لي اليوم إن أرشفك
بادرة الناظر بالله قل
…
بهذه الوردة من أتحفك
لا أقطف الورد ولكنّني
…
قد كدت من روضك أن أقطفك
أنكرني أهلي لكنّهم
…
ما أنكروني قبل أن أعرفك
عنّفني فيك عديم الحجا
…
فلم يكن يصرفني مصرفك
عنّفني فيك فلم يلوني
…
فلم لوى جيدك إذ عنّفك
شبّهك الشمس إلاّ أنّه
…
قد أنصف الشمس وما أنصفك
ثقّلك التمويج يا ردفه
…
فأنت ياذالخصر من خفّفك
وأنت يا مبسمه لؤلؤ
…
قد رقت ترصيفاً فمن رصّفك
قتلت أسد الغيل يا طرفه
…
ما كان أقواك وما أضعفك
صرعت في خدّك منّي الحشا
…
بالله يا ذاالطرف من أرهفك
ويا بنان الكفّ لا تقضني
…
دمي فقد زانك أم طرفك
وقال الشيخ:
يا أهيف القد ترفق على
…
مضنى الهوى أما تمل أهيفك
رقَّ على الرق نسيم الصبا
…
إذ كان من عهد الصبا مدنفك
وروّح الأرواح في نشر من
…
رقَّ وفي ريّاه قد لطفك
وقال السيّد:
فآه يا قلبي لو أنّني
…
ضمنت فيك اليوم من أتلفك
أخلفك الموعد ظبي الحمى
…
فهل له ينجز ما أخلفك
إن لم يكن يسعف في منية
…
فحسبك الإقبال إذ أسعفك
في مدح من في مدحه زينة
…
لقائل قد قال أوفكَّ فك
لذاك خلّي الحسن المجتبى
…
أحسن من أطلق عان وفك
وذاك ذاك الصارم المنتضى
…
على دم العدم وفيه انسفك
فامرح على العيوق من عزّة
…
واسحب على هامته مطرفك
يعدُّ في تعريفه مخطئاً
…
يا علم الأعلام من عرّفك
وممّا اشتركا في نظمه أيضاً. قال السيّد:
دبّ من صدغه على الخدّ عقرب
…
كلّما رامه المتيّم يلسب
فبنفسي أفدي بديع جمال
…
مستهام به الفؤاد المعذّب
مترف تقطف اللواحظ منه
…
ورد خدّين بالجمال مشرب
أرسل الجعد خيفة من رقيب
…
فهو شمس في جنح ليل تحجّب
وقال الشيخ:
من بني الترك أهيف القد غض ال
…
جيد طفل حلو المعاطف ربرب
وجنتاه من المنيرين أسنى
…
ولماه من الحميّة أعذب
بلهيبيهما احترقت ولكن
…
بردا باللما فلقّب أشنب
وقال السيّد:
حاول الستر بالنقاب ولكن
…
أحرقته أنواره فتلهّب
فهو ماانفكّ مسفراً لعيون
…
إن بدا مسفراً لنا أو تنقّب
وقال الشيخ:
صال بالمرهفين من ناظريه
…
فهو ريم في معرك الحسن يرهب
وقال السيّد:
لو سرى في الشرات يوم كفاح
…
لاختشت حربه سرات المهلّب
أنت يا قائد الجمال جموعاً
…
كيف يدنوا إليك قائد مقنب
وقال الشيخ:
بفؤادي أفديك من ذي دلال
…
غنّج بالفؤاد يلهو ويلعب
ذاك ساق قاسي الفؤاد ولكن
…
كاد من رقّة على الكاس يسكب
فسقى معجلاً برقّة طبع
…
كاد من لطفه على الكاس يشرب
ومن النظم المشترك بينه وبين الشريف النجفي السيّد محمّد سعيد حبّوبي أيضاً هذه اللامية. قال السيّد:
هل سلا عاشق سواي فأسلو
…
والتأسّي في شرعة الحبّ يحلو؟
وقال الشيخ:
لا وألفي ما راق عيني إلاّ
…
أعين تخجل المها منه نجل
هي مرضى وما بهنّ سقام
…
وهي كحلى وليس فيهنّ كحل
وقال السيّد:
زججت حاجباً لها وهو قوس
…
ورمتني بلحظها وهو نبل
وقال الشيخ:
يا حبيباً أدال صدغيه حسن
…
وقضيباً أمال عطفيه دلُّ
رشق قلبي بسهم لحظيك جور
…
واقتطافي من ورد خدّيك عدل
ورصالي إن كان عندك صعباً
…
فحمامي مذ بنت عنّي سهل
وقال السيّد:
يا هلالاً وارى البعاد سناه
…
عن عيوني فما لها تستهلّ
فلقد أبكت الحمامة عيني
…
فهي تملي وأدمعي تستملّ
ولقد شاق لحظ عينك قلبي
…
ومتى شاق قلب جرحاه نصل
لنا حرّمت في هواك رقادي
…
لم يا منيتي دمي تستحلّ
وقال الشيخ:
كرّرا لي حديث ريم زرود
…
يا نديميَّ إنّه لا يملّ
واسقياني على اسمه العذب راحاً
…
إنّ راحي على اسمه العذب تحلو
قال السيّد:
كتب الذكر نصب عيني كتاباً
…
من معانيه لم أزل فيه أتلو
يا عريباً بين الرصافة والكر
…
خ أقاموا لا بل بقلبي حلّوا
كم هجرتي وكم وصلتم مشوقاً
…
وكذاك الزمان هجر ووصل
وقال الشيخ:
ولكم بالجفا قتلتم محبّاً
…
وكذاك الهوى حياة وقتل
وقال السيّد:
لي مابين سربكم ريم سرب
…
لحظ عينيه صارم لا يفلّ
وقال الشيخ:
بخدود بيض وسود جعود
…
هو طورا يهدي وطوراً يضلّ
أحرقتني تلك الأسيلات لو لم
…
أك في ظلّ شعره أستظلّ
فلقد ساب كانسياب الأفاعي
…
فوق متنيه فاحم اللون جثل
إن يكن ثغره المفلّج برقاً
…
فحنيني رعد ودمعي وبلّ
وقال السيّد:
أيّها العاقد النطاق بقلبي
…
لك بالقلب عقدة لا تحلّ
لا ترعني بسيف جفنيك سلا
…
إنّ روحي تسلُّ مهما يسلُّ
لي على الكرخ رشّة من دموعي
…
داميات وغلّة لا تبلُّ
أيّها المدلجون للكرخ تخدي
…
بهم ضمر نجائب بزل
بعملات كأنّهنّ الحنايا
…
تقطع البيد والمرافق فتل
قد محاها السرى فلم ير منها
…
إن ترائت إلاّ نسوع ورحل
قف على الكرخ ثمّ حيّي غزالاً
…
قتل الصبّ منه سحر ودلُّ
عن محبّ يزداد فيه ولوعاً
…
فيه ما مرّ بين سمعيه عذل
وقال الشيخ:
يا عذوليّ تشمتنَّ بهجري
…
فعسى أن يعود ما كان قبل
ولهما أيضاً معاً. قال الحاج محمّد حسن:
بك يا بهجتي حمى الكرخ أبهج
…
وبرياك لا بمسّك تارج
وقال السيّد:
لك صدغان فوق خديك لاحا
…
مثلما التفَّ بالشقيق بنفسج
وقال الشيخ:
يا أخا البدر طلعة ما أحيلا
…
كأس خمر من عذب ريقك تمزج
وقال السيّد:
يا قضيباً يقدء إن تثنى
…
وكثيباً بردفه إن ترجرج
وقال الشيخ:
يا حياتي إن لم تصلني فقل لي
…
هل سبيل إلى السلو فننهج؟
لا تباهي ليلي سناً يا نهاري
…
إنّ من وجنتيه ليلي تبلّج
قرّ عيناً يا عاذلي بهواه
…
صرعتني ألحاظ هذا المغنّج
وقال السيّد:
سعر الحسن خدّه فتلظّى
…
وسقاه ماء الصبا فتموّج
وقال الشيخ:
عكس الحسن إذ رماني بلحظ
…
لون دمعي بخدّه فتضرّج
وقال السيّد:
أولم يدر قاتلي حرج الق
…
تل لعمري ولو درى ما تحرّج
لهج المادحون فيَّ ولكن
…
أنا في غير ذكره لست ألهج
وممّا أشترك فيه هو والسيّد المذكور قوله:
برحت بي لواعج الحبّ وجداً
…
بأغنٍّ هزَّ الرديني قدّا
هو ريم الفلاة لحظاً وجيداً
…
والتفاتاً وورد نعمان خدّا
قال السيّد:
وهو غصن التقا إذا ما تثنّى
…
وهلال السما إذا ما تبدّى
زرَّ برديه فوق روض جمال
…
تقطف العين منه زهراً مندّى
فبأهلي هذا وإن عزَّ أهلي
…
بل بروحي أفديه فهو المفدّى
وممّا اشتركا فيه أيضاً. قال السيّد:
يا منزل الحيّ بدار السلام
…
جاد مغانيك ملثُّ الغمام
وقال الشيخ:
كم أنعشتنا فيك ريح الصبا
…
سارية مرّت بلين القوام
وقال السيّد:
من أهيف الخصر هظيم الحشا
…
تقعده الأرداف عند القيام
يميس كالصعدة مهزوزة
…
يحملها الأرعن يوم الزحام
وقال الشيخ:
يا طرفه الفتّان حتّى متى
…
ترشق أفلاذ الحشا بالسهام
أنت حياة الصب لكنّما
…
صريع جفنيك صريع الحسام
هتكت أستار الدجى مشرقاً
…
بطلعة تفضح بدر التمام
علمت آرام النقا لفتة
…
يا غصنه والأقحوان ابتسام
والبان ليناً والهوى رقّة
…
والماء لطفاً وفؤادي الهيام
وممّا اشتركا فيه أيضاً وللسيّد الشطر الأوّل من المطلع وللشيخ الشطر الثاني:
أيّها المشرق في الزوراء شمساً
…
أنت لي نفس وإن أفدك نفساً
وقال الشيخ:
فبعيني يا رشيقاً قدّه
…
لك عين فتكت بي وهي نعسا
وقال السيّد:
لست أنسى عهدك الماضي وإن
…
مرَّ بالعين خيالاً لست أنسى
طفت سبعاً حول مغناك كما
…
قمت أقضي صلوات الشوق خمساً
أنت كالشمس دنت أنوارها
…
لعيون وعدتها الكفّ لمسا
إن شربت الكاس لا يمزجها
…
لك ريق لا سقاني الله كأسا
روّض الصخر رواء مدمعي
…
وزفيري عاد فيه الروض يبسا
إنّ داء الوجد لو أبرأته
…
عاد ذاك الداء بالمشتاق نكسا
ولهما وهو ممّا اشتركا فيه أيضاً. قال السيّد:
لا ومجرى نطاقك المعقود
…
فوق مهتزّ قدّك الأملود
لم تحلَّ اللحاظ وهي سيوف
…
عقدة الوجد من حشا المعمود
ما أحيلاك مائساً نتثنّى
…
بثياب من الصبا وبرود
وقال الشيخ:
وأحيلا سود الغدائر تسعى
…
كالأفاعي من فوق بيض الخدود
وقال السيّد:
قصمت كاهلي محاسن طفل
…
قسم الحسن بين بيض وسود
هالة الحسن من سناه استنارت
…
فاستدارت بغيهب من جعود
وقال الشيخ:
منه لولا احمرار خدٍّ أسيل
…
لم ترق نضرة احمرار الخدود
ربّ كأس ورديّة شمت فيها
…
وجنتيه فساغ منها ورودي
عنعنت لي احمرارها عن لماه
…
عن دم المدمع عن دم العنقود
أنا لاه عن ذكر ليلى ولبنى
…
ومغان بالمنحنى وزرود
بربوع بالكرخ مثل نحور
…
نظمتنا بها انتظام عقود
لك يا ريم رامة لحظات
…
فتكت بي بمصلت معمود
وقال السيّد:
لا تدر لي من صاب صدّك صاباً
…
إنّ طعم الصديد دون الصدود
ولها أيضاً. قال الشيخ أدامه الله:
وجنة من أهوى الهوى ألمها
…
إذ سرقت من دمع عيني دمها
فمن دمي قد ارتوت حتّى روت
…
للناظرين عن دمي عندمها
ما راق لي كلثمها وإنّما
…
تمنعني الرقّة أن ألثمها
وقال السيّد:
إن خطّ نوناً حولها عذاره
…
فخلّه بنقطة أعجمها
قد أوحضت طرق المنى لئلائها
…
لكنّ ليل شعره أبهمها
كم سلسلت سلاسلا جعوده
…
قيّدت الليث فما فصّمها
قالوا الغرام مهلك قلت لهم
…
ما عيشتي إن لم أكن مغرمها
وقال الشيخ:
كان حياة مهجتي لو لم يكن
…
إلى الحمام لحظه أسلمها
فكيف لا أيئس من سلامتي
…
وقد أقام هجره مأتمها
لله ألحاظ له سقيمة
…
ما كان أمضاها وما أسقمها
وقال السيّد:
فلا تقل مقلته قد فوّقت
…
ألحاظها بل فوّقت أسهمها
وقال الشيخ:
كأنّها تطلب عندي ترة
…
فليتني أعلم من أعلمها
كتمت فيما قد مضى صبابتي
…
فيها فمن لي اليوم أن أكتمها
هل تنقع الأدمع نّي غيلتي
…
كيف وفي نار الجوى أضرمها
فحيّ بالزوراء ريم سربها
…
يا حادي الركب الذي يمّمها
وقال السيّد:
وحيّ بدراً في سماها مشرقاً
…
أمدَّ من شعاعه أنجمها
يا عاذليَّ في الهوى تورّعوا
…
وأطرحوا نفسي ومن تيّمها
وممّا اشتركا فيه أيضاً. قال الشيخ:
نعم الأنيس الراح للأرواح
…
فألفه ألف العيد للأفراح
وادر على تذكاره قدح الطلى
…
فلتلك أحسن خمرة الأقداح
إرتاح مشتاقاً إليه ولم أكن
…
لولا هواك إليه بالمرتاح
كيف الرصافة تستهلّ هلالها
…
وبها هلال جبينك الوضّاح
أم كيف في حزوى نعارض نشرها
…
ولقد نفحت بنشرك الفيّاح
تصحو ويسكرك الصبا متدلّلا
…
نفسي فداؤك من نزيف صاحي