الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلم ينسفح من جفني الدمع وحده
…
ولكنَّ كلّي مدمعٌ منه سافح
أصبراً وذا إنسان عيني أطبقت
…
على شخصه أجفانهنَّ الضرائح
بمن عن ضياء العين يعتاض طرفها
…
فيغدو عليه وهو للجفن فاتح
لتجر الليالي كيف شائت بنحسها
…
فما عندها فوق الذي أنا نائح
وماذا تريني بعدما في مدى الأسى
…
بدا لفؤادي سعدها وهو ذابح
أقول لركب أجمعوا السير موهناً
…
وقد نشطت للكرخ فيهم طلائح
أقيموا فواقي ناقة من صدورها
…
لأودعكم مااستحفظته الجوانج
خذوا مهجتي ثمّ انضحوها عقيرةً
…
على جدث دمع العلى فيه ناضح
وقولا لأيد أهبطت فيه جعفراً
…
ولم تدر ماذا قد طوته الصفائح
لأحدرت من قلب المكارم فلذةً
…
قد انتزعتها من حشاها الفوادح
فغير جميل بعده الصبر والعزا
…
ولا العيش لي لولا محمّد صالح
فتى الحلم لا مستثقلاً لعظيمة
…
تخفُّ بها الأحلام وهي رواجح
تدرّع من نسج البصيرة قلبه
…
أضاة أسىً لم تدرعها الجحاجح
وصابرها دهياء في فقد جعفر
…
يكافح منها قلبه ما يكافح
تسربلتها يا دهر شنعاء وسمها
…
لوجهك ما عمّرت بالخزي فاضح
أفق أيّ وقت منك فيه لجعفر
…
تفرغ كفٌّ ليته منك طائح
وقد شغلت في كلّ لمحة ناظر
…
يديك جميعاً من أبيه المنائح
فتىً يجد الساري على نوره هدىً
…
ولو شمّه فجٌّ من الأرض نازح
كأنّ المحيّا منه والليل جانحٌ
…
سهيلٌ لأبصار المهبّين لامح
نمته إلى المجد الضريح معاشرٌ
…
أكفّهم أنواءُ عرف دوالح
مضيئون ضوء الأنجم الشهب للورى
…
فأوجههم والشهب كلٌّ مصابح
على أوّل الدهر استهلَّ نداهم
…
فسالت به قبل الغيوث الأباطح
ومدَّ أبوالمهدي فيه أناملا
…
رواضعها صيد الملوك الجحاجح
جرت بالنمير العذب عشر بحارها
…
وكلُّ بحار الأرض عذبٌ ومالح
فما للندى في آخر الدهر خاتم
…
سواه ولا في أوّل الدهر فاتح
فصل في الغزل
قلت فيه هذه الأبيات:
برزت تحمل بالراح راحا
…
فكست بهجة نور براحا
غادةٌ مجدولة تتثنّى
…
مرحاً ريّا الشباب رداحا
ومهاة أبت الوصل لمّا
…
رأت الشيب برأسي لاحا
قلت أنت الشمس تغرب ليلاً
…
ويراها العالمون صباحا
فأجابت أنّني أنا بدر
…
يأفل الصبح ويبدو رواحا
ثمّ قالت ما ترى الشهب عقداً
…
فوق نحري والثريا وشاحا
قلت فوق الكشح ما جال إلاّ
…
وأعار الطير قلبي الجناحا
فصل في الإستغاثة
قلت هذين البيتين مستغيثاً بالإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام وهما:
ألا يا أباالسجّاد إنّ بوارقاً
…
لسحب نداك العذب شمت التماحها
مخائل صدق منك بالنّجح بشّرت
…
أمانيَّ نفس جئت أرجو نجاحا
الباب السابع قافية الخاء
وفيها فصلان المديح والغزل
أمّا المديح
فقلت فيه:
حمد الركب في حماك مناخه
…
حيث ربّى طير الرجا أفراخه
يا أخا المكرمات كم من صريخ
…
لبني الدهر قد أغثت صراخه
وبكم العطاء كم مسحت كفُّ
…
ك عيناً بدمعها نضاخه
ما دعاك الأنام للخطب إلاّ
…
وبنعليك قد وطأت صماخه
كم حمدنا نقاء كفّك جوداً
…
عند كفٍّ نجلا ذممنا اتّساخه
ونسخنا فضل الكرام ومن قر
…
آن علياك قد عرفنا انتساخه
قمت في ريق الشبيبة حتّى
…
سدت في الدهر بالنهى أشياخه
غاض ماء الندى عن الوفد إلاّ
…
من يديكم فما تغبُّ نقاخه
إنّ بين الندي وبينك عقداً
…
أمنت وفدُ راحتيك انفساخه
إنّما أنتم فروع فخار
…
كان قدماً آباؤكم أسناخه
حيث ثوب الرجاء ما رثَّ إلاّ
…
وإليكم منه أجدَّ انسلاخه
هاك يابن الكرام بنت قريض
…
شمخت أن ينيلها شماخه
وأمّا الغزل
قلت فيه:
يا لائمي وشهاب وجدي ثاقبٌ
…
كيف العزاء وطود صبري ساخا