الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن فخرت حيث راعي الهجان
…
على نحره خيرهنَّ انتخب
على أنّ راعيها قد بكى
…
على ذعلب كونها تحتلب
فموقده ودً حوبائه
…
لنار القرى أن تكون الحطب
وليس التي هي بين الورى
…
لإظهار ما صنعته تحب
كمَنْ لصنايعه الباهرات
…
يرى سترهنَّ عليه يجب
فيكتمها وهي تبدو كما
…
بدت في الدجى زاهرات الشهب
وقال أيضاً وينحو فيها تفضيله على ملوك الحضر:
أمَنْ تدخل الوفد من بابه
…
ولم تخش دفعة بوّابه
كمَنْ قد تعمّد في سدّه
…
عن الوافدين بحجّابه
ومَنْ فرحاً يلتقي الوافدين
…
التقاء محب لأحبابه
ويغمره من نداه بما
…
يفوت السحاب بتسكابه
كمنْ عن عطاياه أضحى يذبّ
…
بغرب اللسان وقرضابه
وصيّر من دونها أرقم ال
…
منايا يصرُّ بأنيابه
أَمَنْ دون أمواله عرضه
…
تراه مباحاً لنهّابه
وغادر ألسنَ أعدائه
…
ثناها كألسن أحبابه
وخير الورى من بأمواله
…
يصون كرائم أحسابه
سل الفخر إن شئت عن بيته
…
يقل لك إنّي أدرى به
لقد ودّت الشهب أن تغتدي
…
مدى الدهر أوتاد أطنابه
فما ابتهر الناس في غيره
…
ولا زهت الأرض إلاّ به
فصل في التهنية
قلت: وكتبت بها للماجد الصالح مهنياً له بزواج ولده المصطفى:
جائتك تبسّم والبنان نقابها
…
فأرتك بدراً بالهلال منقّبا
وكأنّما هي حين زفّت كأسها
…
شمسٌ تزفُّ من المدامة كوكبا
عقدت على الوسط النطاق مفوَّقاً
…
ولوت على الخصر الوشاح مذهّبا
أحبب إليك بها عشيقة مغرم
…
راض العواذل شوقه فتصعّبا
هي تلك لاعبة العشاء ومنْ لها
…
ألفت بنات الشوق قلبك ملعبا
أمسيت منها ناعماً بغريرة
…
بنسيم ربّاها تعطّرت الصبا
ونديمة لك لو تغنّى باسمها
…
حجرٌ لرقّصه غناها مطربا
سكبت بكاس حديثها من لفظها
…
راحاً ألذَّ من المدام وأعذبا
وترنّمت هزجاً فأطرب لحنها
…
قمريَّ مائسة الأراك فطرّبا
فكأنّها علمت بعرس المصطفى
…
فشدت غناً لابن الأراكة أطربا
في ليلة طابت فساعة أنسها
…
لم تلق عمر الدهر منها أطيبا
وفد السرور بها لمغنى أصيد
…
كرماً يُحيّي الوافدين مرحّبا
للكرخ ناعمة الهبوب تحمّلي
…
منّي سلاماً من نسيمك أطيبا
وصلي إلى بيت قد انتجع الورى
…
منه جناباً بالمكارم معشبا
بيت على الزوراء يقطر نعمة
…
فكأنّه بالغيث كان مطنّبا
قولي إذا حيّيت فيه أبا الرضا
…
فسواك منه هيبةً لن يقربا
بشراك بسّام العشيّ بفرحة
…
ضحكت بها الدنيا إليك تطرّبا
وجلاً عليك اليمن فيها طلعةً
…
غرّاء طالع سعدها لن يغربا
فاسعد بقرّة ناظريك فقد غدا
…
في عرسه المجد الأثيل معجّبا
أمقيل من لبس الهجير تغرّبا
…
ومعرّس السارين تنزع لغّبا
عجباً لهذا الدهر يصحب بخله
…
ولجود كفّك ليس يبرح مصحبا
وترى جبينك كيف يشرق للندى
…
كرماً ويغدو الوجه منه مقطّبا
أرحبت للأضياف دارة جفنة
…
من دارة القمر الوسيعة أرحبا
وحملت عبأ بني الزمان ولو به
…
يعني أبوهم لاستقالك متعبا
وأما ومجدك حلفة لو لم يكن
…
للعالمين سجال جودك مشربا
نزف اغترافهم البحار وبعدها
…
ترك اعتصارهم الغمائم خلّبا
فمتى تقوم بحارها وقطارها
…
لهم مقامك ما جرت وتصبّبا
يفدي أناملك الرطيبة معجب
…
في يبس أنمله بعذلك أسهبا
لو مسَّ وجه الأرض يبس بنانه
…
لرأيته حتّى القيامة مجدبا
عذبت مذاقة "لا" بفيه لبخله
…
وبفيك طعم "نعم" غدا مستعذبا
فازادد حتّى في معيشة نفسه
…
ضيقاً وللوفّاد زدت ترحّبا
تسع الزمان بجود كفّك باسماً
…
ويضيق صدر الدهر منك مقطّبا
لو رعت مهجة قلبه وزحمته
…
لفطرتها وحطمت منه المنكبا
ولقد جريت إلى العلاء بهمّة
…
لم ترضَ عالية المجرّة منكبا
حلّقت حيث الطرف عنك مقصّرٌ
…
فصعدت حيث النجم عنك تصوّبا
ولقد تحقّقت اسم غادية الحيا
…
فودجت معناه نداك الصيّبا
وأجّلت فكري في اسم أنفاس الصبا
…
فإذا به خلق الرضا قد لقّبا
سيماء عزّك في أسرّة وجهه
…
لله أنت فهكذا من أنجبا
زيّنت أُفق الفخر منه بكوكب
…
ما كان أزهره بفخرك كوكبا
قد غاض فيض ابن الفرات لجوده
…
إذ كان أغزر من نداه وأعذبا
لا تطر كعباً واطو حاتم طييّ
…
وانشر مكارمه تجدها أغربا
واترك له معناً على ما فيه من
…
كرم فمعنٌ لو يراه تعجّبا
هو خير من ضمّت معاقد حبوة
…
وأخوه فخراً خير من عقد الحبا
طلعا طلوع النيّرين فما رأى
…
أُفق المكارم مذ أنارا غيبها
فعلاهما في المجد أبعد مرتقىً
…
ونداهما للوفد أقرب مطلبا
أبقيّة الكرم الذين سواهم
…
لم يتّخذ نهج المكارم مذهبا
لا زلتم في نعمة ومسرّة
…
مادام ظهر الأرض يحمل كبّبا
قلت في تهنئة محمّد الرضا وقد عوفي من علّة عرضت له وكنت مغرماً بكرم شمائله وشرف فضائله:
يا نسيم الصبا وريح الجنوب
…
روّحا مهجتي بنشر الحبيب
إنّ روح المحبوب روح لقلبي
…
ما لقلبي آس سوى المحبوب
وعلى البعد منه أن تحملاه
…
فعَلَيّ أنفحا به من قريب
لو سوى نشر يوسف شمَّ يعقو
…
ب إذاً لم يزل جوى يعقوب
وعجيب بمية ذاب قلبي
…
ويرى طبّه بنشر المذيب
ليت يا عذبة اللمى من فؤادي
…
فيه أطفأت بعض هذا اللهيب
أو على السفحُ للوداع حبست ال
…
ركب مقدارها لفتة من مريب
منك لو نلت ساعةً ضمّة التو
…
ديع أدركت غاية المطلوب
وعلى المتن كان منك هلالاً
…
حين شرّقتِ جانحاً للغروب
ما لطيف الخيال ضاعف شوقي
…
حيث وافى بوعده المكذوب
فيه جائت من بعد تهويمة الرك
…
ب حذراً من عاذل ورقيب
قلت إنّي وفت فعاد نصيبي
…
وصلها والمطال كان نصيبي
بينما في العناق قد لفنا الشو
…
ق ضجيعين في رداء قشيب
وإذا الوصل في انتباهي أراه
…
سرق الإفك من سراب كذوب
أين ميٌّ منّي وقد عوّذتها
…
غلمة الحيّ بالقنا المذروب
شمس خدر حجابها حين تبدو
…
جنح ليل من فرعها الغربيب
وسوى البدر في الإنارة لولا
…
كلف البدر مالها من ضريب
حسدتني حتّى عيوني عليها
…
لو تذكّرتها لأضحت تشي بي
أو سرْت موهناً إليَّ فظنت
…
كلّ نجم في الأُفق عين رقيب
بوركت ذاالطيب من كثيب حماها
…
حملته لنا الصبا في الهبوب
قال لي الصحب من نشير أتانا
…
من حمى الكرخ لا الحمى والكثيب
مخبراً عن محمّد إن سرى الدا
…
ء الذي فيه للحسود المريب
أيهذا البشير لي حبّذا أنت
…
بشيراً يبرء داء الحبيب
لو سواه روحٌ لجسمي لأتحف
…
تك فيه وقلَّ من موهوب
لي أهديت فرحةً ما سرت قب
…
لُ ولا يعدُ مثلها في القلوب
غرس الدهر قبلها الذنب عندي
…
فغدا مثمراً بعفو قريب
وغريب من الزمان وما زا
…
ل لديه اختراع كلّ غريب
إن أراني وما أراني سواه
…
حسنات تجنى بغرس الذنوب
عجباً كيف أولد النحس سعداً
…
شقَّ في نوره ظلام الخطوب
فمحيا الدنيا غدا وهو طلقٌ
…
ما بصافي بياضه من شحوب
فاحك من غضارة البشر أنساً
…
وهو بالأمس موحش التقطيب
فأبق للمكرمات ما بدت الشمس
…
ومالت في أُفقها للغروب
بسرور صاف وطرف قرير
…
ونعيم باق وعيش رطيب
وقال عمّنا المهدي مهنّياً أباه محمّد الصالح بشفائه من مرض اعتراه:
إلى عداك سرى عن جسمك الوصب
…
وأمَّ يسعى إلى أحبابك الطرب
وقمت منتعشاً في روح عافية
…
بها عرى شانئيك الهمُّ والنصب
هنّئت في صحّة الجسم الذي بعدت
…
من قبل عن مسّه الآثام والريب
وإنّ عصمته من كلّ مأثمة
…
لبرء علّته كانت هي السبب
بيمنه تتجلّى كلُّ نائبة
…
فكيف عنه به لا تنجلي النوب