الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأياد كم بها قد سمكا
…
من سماء لعلاه أرفع
إن أقل يا بدر مجد زهرا
…
وبزعمي غاية المدح بلغت
قال لي البدر كفاني مفخراً
…
فبتشبيهك لي هذا مدحت
أو أقل يا بحر حود زخرا
…
قال لي البحر لماذا بي سخرت
قست من لو رام فخراً لاتّكى
…
وكفى عنّي بصغرى أصبع
كم بها نجل غثياً فبكى
…
وغدا ينحب بالرعد معى
واحدٌ في كلّ فضل منفرد
…
بمزاياً في الورى لم تكن
حلف الدهر به أن لا يلد
…
للعلى مثلاً له في الزمن
لا تخلها حلقةً لم تنعقد
…
فبها استثنى له بالحسن
ذاك من أصعد حتّى أدركا
…
من سنام المجد مالم يفرع
وغدا للفخر يجلو فلكا
…
لاح والشمس به في مطلع
ذي كمال سقيت روضته
…
فارتوت بالعذب من ماء النهى
كم له عند المعالي نهضة
…
لو بها شاء إذاً حطّ السهى
وهو الغيث ولكن ومضه
…
ينبت الشكر بمنهلّ اللهى
مثلما ينبت طوراً حسكا
…
في عيون حسداً لم تهجع
أعينٌ ليت الكرى إن سلكا
…
بين جفنيها جرى في الأدمع
الفصل الثالث في الحماسة
قلت هذه الأبيات وفيها تضمين هذا البيت:
"ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي
…
بأُخرى الأعادي فهو يقضان هاجع"
ألفتُ قراع الدهر إذ أنا يافع
…
فكيف تروع اليوم قلبي الروائع
لقد عركت منّي الليالي ابن حرّة
…
على العرك منه لا تلين الأخادع
وسيّان عندي سلمُ دهري وحربه
…
وما هو معط والذي هو مانع
لعمري ليصنع أيّها شاء إنّه
…
حقيرٌ بعيني كلّما هو صانع
فما أنا مسترٌّ بحسن صنيعه
…
ولا أنا ممّا سائني منه جازع
سأنشد لا عجزاً ولكن تحمّساً
…
لي الله أيّ الحادثات أُصارع
وأيّ الأعادي أتّقى وهم الحصا
…
عديداً وكلٌّ مجهرٌ ومصانع
فحيث طرحت اللحظ أبصرت منهم
…
أخا حنق شخصي لأحشاه صادع
إذا ما رآني عنّي ازورَّ طرفه
…
كأنّي رمحٌ بين جفنيه شارع
وإنّي ولا فخرٌ كفاني تفرّدي
…
تحاشدهم أنّى حوتنا المجامع
أريهم بأنّي عن دهاهم مغفّلٌ
…
وعندي لهم خبؤٌ من الحزم رادع
كذئب الغضا تلقاه رخواً إذا مشى
…
ويشتدُّ إن واثبته وهو قاطع
"ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي
…
بأُخرى الأعادي فهو يقضان هاجع"
الباب التاسع عشر في قافية الغين
وفيها فصل في المديح
قلت في مدحه:
ذكرت بذات الأثل حيث مضى لنا
…
زمان به ظلّ الشبيبة سابغ
كواعب ترمي عن قسيّ حواجب
…
بأسهم لحظ لاتّقيها السوابغ
تدبُّ على الورد النديّ بخدّها
…
عقارب من أصداغهنّ لواذع
لوادغ أحشاء يبيت سليمها
…
ودرياقه عذب من الريق سائغ
لهوت بها حيناً أطيع بها الهوى
…
غراماً وشيطان الصبابة نازغ
إلى أن رأت عيني يد الشيب ناصلاً
…
بها من كلا فوديّ ما الله صابغ
فأصبحت لا قلبي من الغيد فارغ
…
بلى قلبها منّي غدا وهو فارغ
وأمسيت في ليل من الغمّ تحته
…
فؤادي له ضرس من الهمّ ماضغ
إلى أن جلا عنّي الهموم بأسرها
…
هلال عُلىً في مطلع السعد بازغ
هلال عُلىً تجلوه طوقاً لنحرها
…
له ربّه من جوهر المجد صائغ
فتىً لم تكن أهل المساعي جميعها
…
لتبلغ من علياه ما هو بالغ
يقصّر كعب عن نداه وحاتم
…
ويقصر حتّى جرول والنوابغ
فأمّا قولي: كواعب ترمي عن قسي حواجب، فنظيره قول أبي الحسن الهمداني من شعراء اليتيمة:
ظلّت تجيل لحاظها
…
كالسيف لم يخط المضارب
للسحر في أجفانها
…
مهما أدارتها ملاعب
جعلت قسيّ سهامها
…
إن ناضلته عقد حاجب
لم تخط سهماً أرسلته
…
إنّ سهم اللحظ صائب
وقول القاضي الأرجاني:
أذمت لنا سلمى عشيّة سلّمت
…
علينا بتوديع لإيماء حاجب
فما شبهت عيني لها قوس حاجب
…
أشارت به نحوي سوى قوس حاجب
وقول الصفي الحلّي:
لم تترك الأتراك بعد جمالها
…
حسناً لمخلوق سواها يخلق