الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من بعد ما كانت على جيد العلى
…
عقداً وفي أُذنيه كانت شنفا
يامسعدي عيني من الحزن قد ابي
…
ضّت ومنها دمعها ما نزفا
قد غشيتني ظلمة الحزن التي
…
مادمت فوق الأرض لن تنكشفا
من ناقلٌ لي للرضا صحيفةً
…
أقصُّ فيها من شجوني طرفا
لعلّه على محبّه الذي
…
أنحله فقدانه أن يعطفا
إنّي أرى لهابريداً ومتى
…
قد بعث الحي لميت صحفا
روحي فداء للذي قد غاب عن
…
عيني وعن قلبي ما تخلّفا
فذكره لم يخل من قلبي وإن
…
ذكرته قلبي منّي اختطفا
منها:
لله يوم هتّف الناعي به
…
بموته وليته لا هتفا
وقفت من حرّ الأسى ذا قدم
…
خيل على جمر حشاه وقفا
أعضّ كفّي أسفاً ولم يفد
…
إذ فاتني عضّي كفّي أسفا
ومنها:
والوعة المجد على نيّره
…
الزاهر أمسى في الثرى ملتحفا
كان هلالاً يرتجى كماله
…
وحينما حاز الكمال انخسفا
وروضة المعروف في أزهارها
…
صوّحها الدهر وكانت أنفا
والمكرمات أصبحت معولةً
…
على أخيها تكثر التلهّفا
تدعوا أخي صحبت منك ماجداً
…
عنّي في حياته ما صدفا
وأنت للوفّاد بحرٌ زاخر
…
منك متى شاء النوال اغترفا
لله أيّ ماجد بموته
…
الناس وأملاك السماء اختلفا
هذه تلقّت روحه ضاحكة
…
وهذه تبكي عليه أسفا
وهذه لروحه قد زيّنت
…
جنّة عدن فرحاً والغرفا
وتلك شقّت جدثاً لجسمه
…
بصرخة ثهلان منها رجفا
يا نكبة لم يستطع مصابها
…
لسان كلّ ناطق أن يصفا
ومنها في تعزية أبيه الماجد محمّد الصالح:
يا من تراه الناس في الجلى إذا
…
ماليلها بالحادثات أسدفا
أقرّها قلباً إذا ما أقبلت
…
سوداء قلب الدهر منها وجفا
أنت الذي بوجهه عن الورى
…
ما إن دجا الحادث إلاّ انكشفا
في الأسى تهدي إلى قلب من
…
صبرك لو جلَّ المصاب تحفا
فيغتدي قلبك من رقّته
…
أشدُّ إصلاداً بها من الصفا
محمّد للصبر أنت صالح
…
عرفت من معناه ما لن يعرفا
وهي طويلة. واعلم أنّ كثيراً من شعر عمّنا المذكور لم نذكر منه إلاّ اليسير اتّكالاً على ذكره له في كتابه المسوم ب "مصباح الأدب الزاهر".
الباب الحادي والعشرون في قافية القاف
وفيها فصلان
الفصل الأوّل في المديح
قلت في مدحه:
حمّلتك الديار ما لا تطيق
…
مذ عرى شمل أهلها التفريق
عرصات حبست أيدي المراسيل
…
عليها والدمع منك طليق
كنت ترتادها وريقة روض
…
وهي اليوم دمنةٌ لا تروق
سحقتها اليوم المطايا كأن لم
…
تك بالأمس وهي مسك سحيق
صاح ماذا عليك من رسم دار
…
قد تعفّت وزال عنها الفريق
أوحشت غير أن يئنَّ ابن ورقاء
…
بها أو يحن صبٌّ مشوق
فأطرح ذكرها لمدح عظيم
…
هيبةً باسمه تضيق الحلوق
حسن الفعل ماجد الفرع والأصل
…
جدير بالمكرمات خليق
لحقته أماجد العصر لكن
…
عزَّ في شأوه عليها اللحوق
ذو لسان كما ينضنض صلٌّ
…
وفم فيه ريقة الصلّ ريق
وهو في أعين الخصوم لسان
…
وبأحشائهم سنان ذليق
وإذا غاية من المجد عنّت
…
لم يعقه عن نيلها العيوق
قولي: لحقته أماجد العصر الخ قد مضى طرف من ذكر المسابقة في قافية الجيم ونحن نذكر طرفاً منها الآن، قال مهيار الديلمي:
عرفت من نفسك ما لم يعرفوا
…
فطرت حتّى صرت حيث تستحق
كم عجبوا منك وأنت ترتقي
…
وانتظروا فيك الزليل والزلق
وخاوصوك حسداً بأعين
…
لم تحفل الشهلة منها والزرق
حتّى تركت النجم في خضرائه
…
يخطر زهواً إن سبقت ولحق
وإنّي لأستحسن لعمّنا المهدي في السبق واللحوق من جملة قصيدة ولقد أجاد في معنى أبياته هذه:
ورأوك تسعى للمعالي ساحبا
…
ذيل الفخار على ذرى الجوزاء
فجروا وراك فغبت عن أبصارهم
…
فتخيّلوا سبقوك للعلياء
وإذا هم بمكانهم لا يستطي
…
عون اللحوق بكم من الإعياء