الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا هو اليهودي العالمي
* لم يكن عبثاً أن يشمل القرآن هذا الحشد الهائل من الآيات في شأن اليهود ففي سورة البقرة وحدها نحو من مائة وستين آية كلها حوار معهم مع العلم أن سورة البقرة كلها 286 آية ويعني هذا أكثر من نصف أعظم سورة في القرآن شغل بالتحذير من اليهود ولبيان ما هم عليه من عقيدة وسلوك وأخلاق، ويستحيل في نظري أن يفهم إنسان على الأرض (بصرف النظر عن كونه مسلماً أو لا) حقيقة اليهود إلا إذا درس هذه الآيات، وذلك أنها صادرة من الإله الرب الذي يعلمهم على الحقيقة، ولا تكاد تخلو سورة بعد ذلك من ذكر أخبارهم أو الرد عليهم.
* والصورة التي أعطاها القرآن لليهود ليست قاصرة على حقبة معينة من أحقاب التاريخ وإنما تتبع القرآن نشأتهم منذ إبراهيم عليه السلام، ثم ابنه إسحاق ثم ابنه يعقوب وهو (إسرائيل) ثم أولاده الاثنى عشر (الأسباط) وذكر القرآن أهم حوادث تاريخهم تقريباً منذ إسرائيل إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر القرآن في آيات عديدة مستقبل أمرهم مع الأمة الإسلامية وجاءت السنة ففصلت ذلك إلى آخر الدنيا.
* والصورة التي ذكرها الله عنهم في غاية الغرابة فإبراهيم وإسحاق ويعقوب أنبياء صالحون وبنو إسرائيل اختارهم الله سبحانه وتعالى لحمل رسالته، وإبلاغ شريعته للناس ولعبادة الله سبحانه وذكر الله أنهم اختارهم وفضلهم على العالمين كما قال تعالى:{يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين} ولا شك أن هذا التفضل هو على العالمين في زمانهم فقط بدليل لعن الله لهم بكفرهم برسالة محمد النبي أخذ عليهم العهد بأن يؤمنوا بها، كما قال جل وعلا:{لن يضروكم إلا أذى وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون. ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} (آل عمران: 111-112) .
* وقد أخبر تعالى أن اختيارهم على العالمين كان عن علم أنهم أصلح الناس للقيام بدعوة الله في هذا الزمان، كما قال تعالى:{ولقد اخترناهم على علم على العالمين} أي على علم بأنهم أصلح الناس وأحق الناس في هذا الوقت بالاختيار. ثم انتهى هذا الاختيار بإصفاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من العرب ومن آمن به من سائر الأجناس كما قال جل وعلا: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} الآية، وأخبر تعالى أن اليهود الذين يقدرون معنى الإصفاء والاختيار والتكريم بالرسالة حسدوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحسدوا العرب وسائر الشعوب على هذا التكريم ووجدوا أن احتكار الدين والرسالة والنبوة كل هذه الفترة التي سبقت محمداً صلى الله عليه وسلم إلى زمان إبراهيم عليه السلام قد انكسر الآن، وقد خرجت الرسالة منهم إلى غيرهم فنافسوهم وحسدوهم وآثروا الكفر على الإيمان كما قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على
الكافرين. بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين} (البقرة: 89-90) ومنذ ذلك الوقت واليهود يحملون على عاتقهم حرب المسلمين والكيد للإسلام.
* إن عقدة الشعب المختار هي العقدة الملازمة لهذا الشعب الذي ظن أن اختيار الله له يوماً من عمره يعني الاختيار الدائم وأن تفضيل الله له للعرق لا للأعمال وللآباء لا لعمل الأفراد، وصلاح الذرية، وبدلاً من أن يبرهن اليهود على اختيار الله لهم باختيار طريقه أرادوا أن يبرهنوا للعالم أنهم قادته وموجهوه فعلاً ويبرهنوا لأنفسهم أنهم الشعب المختار فعلاً فسخروا إمكاناتهم المادية والفكرية في محاولة السيطرة على الشعوب وامتصاص ثرواتها وإضلال سعيها، لقد استطاع اليهود بالفعل أن يخرجوا مجموعة من العلماء المبرزين في علوم المادة كالفلك والرياضيات والطب والهندسة والكيمياء ويذهل المطلع الآن وهو يشاهد العدد الضخم جداً من كبار الأساتذة اليهود يتولون رئاسة الأقسام في جامعات أوروبا وأمريكا ولعل أعظم دافع دفعهم إلى هذا هو الشعور بالعميق بعقدة الاستعلاء على سائر الشعوب وكذلك الشعور بالمهانة والمرارة لمعاناة التشرد بلا وطن طيلة ألفي سنة، واليهود هم أساتذة المال وصيارفته وأهل الربا والقمار منذ فجر التاريخ، والسيطرة اليهودية اليوم على وسائل الإعلام من صحافة وسينما وتليفزيون، لم تصبح خافية على مطلع، وأساتذة الانحراف العالمي من أمثال فرويد، ودور كايم، وكارل ماركس، كانوا يهوداً، واتجاه اليهود منذ فجر انحرافهم إلى اليوم إلى استخدام المرأة في الحصول على المال غير خاف على مطلع أيضاً.
* واليهود يحملون في رؤوسهم ويحتفظون وفق توراتهم وتلمودهم بأفكار هي غاية في الإجرام والاستعلاء، ويحملون
بمقتضى هذه الأفكار بقيادة العالم والتحكم في جميع الشعوب، ويخطئ من يظن أنهم قد تخلوا عن هذه المعتقدات والأفكار وذلك أنها أفكار حية وهي جزء من كيانهم وممارساتهم اليومية وتعليمهم الإلزامي.
* ولقد استطاع اليهود أن يغلفوا أنفسهم طيلة تاريخ تشردهم بغلاف الحمل الوديع المستضعف الذي تريد الذئاب أن تعدو عليه، ولقد صدقت هذه الشعوب التي ابتعدت عن دراسة الأديان وقراءة التاريخ، والذين فضحوا اليهود لاقوا مصيراً واحداً تقريباً من التشويه والدسائس والاغتيال.
* وبالرغم من التعمية الهائلة التي يمارسها اليهود على معتقداتهم وأفكارهم ومخططاتهم فإن بوادر كشف هذه السخف قد بدا في الأفق ولا شك أن ظهورهم في فلسطين على هذا النحو الوقح سيساعد كثيراً على فتح العيون التي أغلقت طويلاً وفتح القلوب المغلقة التي ظنت أن اليهود قد تركوا معتقداتهم وتوراتهم منذ زمن طويل، ولا شك أيضاً أن معركتنا مع اليهود طويلة جداً وأننا لن ننتصر عليهم إلا إذا واكب الاستعداد العسكري استعداد إعلامي وتعليمي هائل لمعرفة من هم اليهود وكيف نشأوا وكيف ساروا في تاريخهم وإلى أين يسيرون وكيف يفكرون ويخططون؟ فهل ستتجه وسائل الإعلام في بلادنا إلى دراسات وافية حول ذلك؟ وهل ستتجه الجامعات والمدرس إلى التعريف باليهود والتحذير منهم ومن شرورهم كما ينبغي؟ لقد ابتدأت وتنبهت جامعات في أوروبا الآن لدراسة (ظاهرة) اليهود والتحذير منها وكنا نحن الذين يحمل قرآننا تعريفاً كاملاً باليهود أولى الناس بذلك فهل سنظل ننتظر التعريف الحقيقي باليهود حتى يأتينا من الغرب أيضاً، من عجب أننا نواجه اليهود عسكرياً في فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً ومازالت معلوماتنا العامة عن اليهود في غاية الضعف فإلى متى؟
8 يوليو 1977