الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنقذوا الفلسطينيين في الأرض المحتلة قبل فوات الأوان
الذين يظنون أن مذبحة دير ياسين التي نفذها مناحيم بيغن ومنظمته كانت إرهاباً مستنكراً ومرفوضاً عند اليهود مخطئون، وذلك أن قتل النساء والأطفال والرجال دين يتقرب به اليهود إلى الله بزعمهم ورفض اليهود أو بعضهم لهذا الأسلوب الهمجي يعتبر ردة ونكوصاً عن اليهودية، التي بأيدي اليهود اليوم وقد أسفرت إسرائيل عن وجهها العقائدي صريحاً في هذه الأيام وقد كانت تخفي هذا من قبل، فتدشين بيغن لمستعمرة (قدوم) بالقرب من سبسطية (السامرة) كأول عمل سياسي له، وأخباره أن الضفة الغربية أراض محررة لأنها أراضي يهودا والسامرة وأنها جزء من أرض التوراة ووطن اليهود، وتشكيله حكومته مع الحزب الديني اليهودي، وإطلاق يد هذا الحزب مع جماعة غوش إيمونيم في التعليم والداخلية والثقافة الدينية، يعني الالتزام الكامل بالشريعة اليهودية، وإقصاء الوجه اللاديني الذي تستر خلقه حزب العمل في السنوات الماضية، فإسرائيل التي كانت تحارب في الماضي للحصول على وطن تجمع فيه شتاتها وتحمي
فيه اليهود من الاضطهاد في الأرض وبذلك استدرت عطف العالم الذي لا يفقه كثيراً العقيدة اليهودية قد غيرت لونها الآن وتريد أن تظهر أمام العالم بأنها صاحبة الحق الإلهي في سكنى فلسطين، وهذا الحق الإلهي في سكنى هذه الأرض -بزعم اليهود- يخول لهم استئصال سكان فلسطين مهما كانت جنسياتهم وألوانهم.
وعندما اعترض كارتر في أمريكا على زعامة بيغن لإسرائيل قال بيغن إن كارتر مؤمن وهو يقرأ التوراة.. فما الذي في التوراة يبيح لبيغن أن يتزعم إسرائيل؟ ويجعل من ماضيه -المستنكر عالمياً- ماضياً مشرفاً وإنجازاً دينياً؟.. لنقرأ هذه النصوص من التوراة المزورة بأيدي اليهود.. تصف التوراة دخول يوشع إلى (أريحا) وهي المدينة الأولى التي دخلوها مقاتلين بعد التيه "وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة، وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف"(يشوع الإصحاح السادس) والتحريم هنا يعني الذبح. وقد يظن أن هذا كان انتقاماً أو خطأ بل هو شريعة مقررة وهي عندهم أجدى وصايا الله لإسرائيل (يعقوب) بزعمهم.
ففي سفر التثنية (التشريع) الإصحاح السابع ما يأتي:
"متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها (يعنون أرض فلسطين) لتمتلكها، وطرد شعوباً كثيرة من أيامك الحثيين، والحراشيين، والأحوريين، والكنعانيين، والفريزيين، والحوريين، والبيوسيين، سبع شعوب أكثر وأعظم منك، ودفعهم الرب إلهك إمامك وضربتهم فإنك تحرمهم، لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم.." وقد مضى تفسير التحريم وهو يعني القتل بالسيف، ولذلك ذبح
اليهود النساء والأطفال بالسكاكين في دير ياسين مع إمكان القتل بالرصاص ولكن ليكون التنفيذ حرفياً.
والعجب كل العجب أن توراة اليهود المزورة تجعل القتل الجماعي هذا لسكان فلسطين فقط وأما شعوب الأراضي الأخرى المجاورة لفلسطين والتي من الممكن أن تستولي عليها اليهود، فإن التوراة لا ترى واجباً في حقهم إلا قتل الذكور فقط وهاك النص من التوراة:
"وحين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابتك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما".. (لاويين 20) ، وفي هذا النص مجموعة من الأحكام اليهودية وهي أن من دخل من الشعوب الفلسطينية صلحاً مع اليهود كان هذا الشعب للتسخير والاستعباد، وأما من إذا قاومت الغزو وحاربت فيجب إبادتهم جميعاً (فلا تستبق نسمة ما) وأما إن كان من الشعوب البعيدة عن فلسطين فالقتل للذكور فقط إن حاربوا والاستعباد إن دخلوا سلماً وصلحاً. فهل فهم السادة العرب من مريدي الصلح مع اليهود ماذا يعني اليهود بالصلح؟! وهل فهم السادة العرب لماذا كانت تصر جولدا مائير على أنه لا يوجد هناك شعب يسمى بالشعب الفلسطيني!! أي أن وجوده محكم عليه بالفناء والزوال!!
قد يستغرب البعض هذه التعاليم مع العلم أنها قطرة من بحر التعاليم (الرجعية) وهؤلاء المدافعون عن اليهود أكثر من اليهود أنفسهم أقول لهؤلاء لا يجوز أن تكونوا يهوداً
أكثر من اليهود أنفسهم، فاليهود أنفسهم قد أعلنوا أنهم متمسكون بأحكام التوراة وأنهم ما أتوا إلى فلسطين إلا بناء على وعدها المقدس، ولم يذوبوا في العالم كل هذه المدة إلا إيماناً بهذه التعاليم وتصديقاً لها، وهم ينفذون منها ما تسمح لهم الظروف بذلك. ويوم يملكون القدرة على التنفيذ فلن يتأخروا مطلقاً، وأنا أتحدى أن يعرض على قادتهم ورؤسائهم هذه التعاليم وينكرونها ويتبرأون منها، وقد شاهدنا كيف ينفذونها بكل أمانة ودقة. ولا أقول أيضاً بأن كل يهودي كذلك فليس هناك مطلق أبداً في الأرض، بل من اليهود من يكفر بهذه التعاليم ويستقبح أن يفعل مثل ذلك ولكن هؤلاء اليهود الذين ينكرون هذه التعاليم محكوم عليهم بالإعدام والقتل في إسرائيل وقد يعيشون خارجها.
* واليوم تقف المنطقة كلها على شفير الحرب، هذه الحرب التي قلنا منذ عام ونصف في هذه الزاوية أنها حتمية وأنها الطريق الوحيد أمام اليهود، وذلك أن الصلح والرجوع إلى حدود 1967 يعني نهاية أحلامهم أو على الأقل تقهقرها إلى الحد الذي يعني هجرة معاكسة وكبتاً للآمال اليهودية العريضة ويوم نضطر اليهود إلى ذلك سيقولون كما قال أستاذهم اليهودي الأول (شمشون)"علي وعلى أعدائي يا رب" ولذلك فتفادي مخاطر هذه الحرب بكل ما أوتينا من قوة واجبنا الآن. ومن هذه المخاطر التي يجب أن يضع لها ألف حساب إحراق بعض النفط العربي وإشعال الأرض على رؤوس أصحابها، ولو كانت أمريكا تملك البديل من الطاقة عن النفط العربي لطالته اليد الإسرائيلية وذلك أنه هو سبب همومها ومشاكلها اليوم بما أعطى العرب من قوة ونفوذ في العالم ومال لشراء السلاح. ومن هذه المخاطر وهذا هو موضوع تحذيري اليوم (تنظيف) أرض فلسطين من أهلها وستكون الفرصة مواتية لهؤلاء الوحوش تحت غطاء الحرب السريعة المرتقبة وإذا
كانت مذبحة دير ياسين قد أفادت في تهجير 136 ألف فلسطيني فإن مذبحتين أو ثلاثاً في الأرض المحتلة قد تكفي لتهجير نصف مليون أو المليون الموجود داخل إسرائيل الآن وهو السبب الثاني لنكدها ومشاكلها. ولذلك فيجب على كل أولياء الأمور من الساسة العرب وضع الاحتياطات من الآن لحماية مليون أعزل تحت احتلال اليهود. وأما ضرب القوة العسكرية العربية فهو بالحسبان، والشيء الرابع هو المخيمات والقرى الفلسطينية خارج إسرائيل وسكاكين الانعزاليين تحد الآن لتشارك في المذبحة..
وأخيراً لعلي لم أسرف في التشاؤم، والحذر مطلوب، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، {يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم} ولكن أين المؤمنون؟!!
24 يونيو 1977