الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ذا الذي يستطيع أن يعبر فوق هذا التراث
الحرب والصراع بين المسلمين واليهود حرب وصراع أبديان وجدا منذ بدأت الدعوة الأولى إلى الإسلام، وسيستمران طالما بقي مسلم يؤمن بالقرآن، ويهودي يؤمن بالديانة اليهودية ويصدق بوعودها.
وإذا كان قد مرت فترات من الزمن هدأ فيها هذا الصراع، وكان هناك سلم وأمان، فذلك حيث تكون الكلمة العليا لله، واليد العليا للمسلمين، وأما في اليوم الذي تكون فيه اليد العليا، والكلمة العليا لليهود فهم كما قال الله تعالى:{لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة} ، بل أعملوا التقتيل حقداً وكراهية وبقروا البطون وقتلوا النساء والأطفال وحشية وهمجية.
وعلى كل حال فليس المسلمون وحدهم هم الذين حملوا حملاً ودفعوا دفعاً إلى قتال اليهود وقتلهم، فكل الشعوب والأمم الذين احتكوا باليهود وعرفوا مكرهم وخبثهم حاربهم اليهود وقتلوهم، وأذلوهم، وإذا كانت النازية تتهم بإبادة عدد منهم، فما فعله اليهود بألمانيا قبل وبعد هتلر أضعاف أضعاف ما فعله النازيون بهم.
والمسلمون هم الأمة الوحيدة الذين نعم اليهود في رحابهم بالعدل والمرحمة مع معرفتهم لمكرهم وخبثهم، وأما الشعوب الأخرى فإنهم ما كانوا يكادون الوقوف على مكرهم حتى يعملوا فيهم الإبادة والتقتيل والتشريد.
وإذا كان اليهود ينعمون في عالم اليوم بالأمن والتأييد من دول المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي، فإنما هو إلى حين، وذلك أن إجادة التباكي من اليهود على المآسي القديمة التي حلت بهم وإتقان التخفي والحيطة والحذر والظهور بمظهر الحملان الوادعة كل هذا لن يدوم طويلاً، وقد بدت تباشيره الآن بين الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية بصرف النظر عن موقف هذه الحكومات التي لا يصل رؤساؤها إلا مناصبهم إلا على أجنحة الدعاية اليهودية وأموال المؤسسات اليهودية، ولا يبقى وزراء هذه الدول في مناصبهم إلا بالحيل اليهودية والتسهيلات الصهيونية التي جندت النساء والأموال واشترت الذمم والضمائر في وقت انعدم فيه الضمير والذمة، ومع كل هذا فحبل الباطل قصير، والكذابون الغشاشون لا بد وأن يظهر الله كذبهم وغشهم.
واليهود الذين يكنون للعالم كله حقداً أسود تراكم في صدورهم عبر القرون، ويحملون في رؤوسهم أفكاراً يؤمنون بها، وهي أنهم شعب الله المختار، وأمته المحبوبة المباركة، وينتظرون المسيح المخلص الذي يضع العالم كله تحت أقدامهم، وبنو البشر جميعاً عبيداً لهم، يعملون لهذا بكل ما أوتوا من قوة، وإذا كانوا يمدون إلينا نحن المسلمين اليوم يداً ملطخة بدماء الأبرار منا، ويطلبون العيش الآمن والسلم الدائم، في أرض نجسوها بدنسهم ودقوا أوتادهم فيها على عظام شهدائنا والمخلصين من أمتنا، فإنهم لم يطلبوا سلماً طيلة حياتهم وتاريخهم وإنما طلبوا الحرب بكل سبيل، وما
طلبهم السلم الآن إلا خدعة كالخدع التي سلفت من قبل، ومتى سالم اليهود غيرهم حتى يسالمونا؟ متى سالموا الناس؟.. ولا يعرفون إلا الضحك على غيرهم والاستهزاء بهم واقرأوا إن شئتم ما فعلوه ويفعلونه الآن بالعالم في كل مكان يحلون فيه.
هذا التراث الأسود الذي يقف اليهود عليه ويجابهون به هذه الأمة، وتراث أمتنا المليء بالمرحمة والانصاف وكذلك بالشهداء الأبرار الذين سقطوا بنيران غدر اليهود وخياناتهم وهذه الحضارة الإسلامية الشامخة بقوانينها في العدل والمرحمة والأخذ على يد الظالم، وقتال أهل البغي والفساد، وحضارة اليهود بكل ما فيها من حقد وغدر هذا وذاك ضدان لا يلتقيان.
قال صديقي وهو يتألم مما يسمع من أناشيد السلام المعسولة التي يتبادلها العرب واليهود، والشروط المطروحة لسلم مزعوم كيف يحصل السلام مع اليهود وقد فعلوا كل هذا؟
فقلت: هوِّن عليك يا أخي فإن الفرد الذي يستطيع أن يعبر فوق هذا التراث لم يولد بعد! ولن يولد قط!
10 ديسمبر 1976م