الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لماذا يتهالك الشيوعيون على الصلح مع إسرائيل
؟
لا يشعر كثير من المثقفين بالغرابة إذا علموا أن (المتآمرين) منا يهشون ويبشون للصلح مع إسرائيل ولكن قد يصابون بالدهشة إذا علموا أن (المتمركسين) منا أشد تلهفاً على الصلح مع إسرائيل، ولا عجب في كلا الأمرين.
كتب أحمد حمروش في روز اليوسف الاثنين 10/1/1977 مقالاً يفلسف فيه خيرات الصلح وبركاته على كل من العرب واليهود فيقول: "ستظل المنطقة بلا سلام مثل المريض الذي تنتابه رعشة الحمى مرات ومرات"!! وهكذا يصور الكاتب أن الحروب التي خاضتها هذه الأمة كانت رعشات حمى أي ظاهرة مرض ولم تكن ظاهرة صحة لأمة تدافع عن شرفها وأرضها وتراثها ونسائها ورجالها، ثم يدعونا إلى ترك هذا المرض والهلوسة وإلى أن نستعمل العقل فيقول:"ولا شك أن النظرة المتعقلة للأمور سواء في الدول العربية أو إسرائيل لا بد أن تدرك أن السلام ضرورة حيوية وهامة لبناء المجتمع"، هكذا ينصح الأستاذ أحمد حمروش العرب وإسرائيل بأن يتعقلوا ليبدأوا في بناء مجتمعهم ويذكر السبب في هذا فيقول:
"إن أعقد ما يعرقل عملية النمو الاقتصادي هو سباق التسليح الذي ينهك الميزانية، ويجعل للأسلحة أسبقية على بناء المساكن والمدارس والمستشفيات، ويحيل المنطقة إلى (مستودع بارود) يهدد أمن شعوبها ويعرض سلام العالم للخطر"، وهكذا ينصحنا الكاتب بترك التسليح والاستعداد لبناء المساكن والمستشفيات جنباً إلى جنب مع اليهود الغازين الغاصبين المستعمرين.
ثم بعد ذلك يوجه نصحاً خاصاً إلى اليهود (أبناء العم) فيقول لهم: "ولن يكون السلام الذي يمكن أن تتحقق في جنيف خيراً للعرب وحدهم ولكنه سوف يكون خيراً أيضاً لشعب إسرائيل"!! هكذا والله.
ثم يستطرد الكاتب أحمد حمروش فيبين بركات الصلح مع اليهود خاصة فيذكر من هذه البركات أنهم سيستطيعون بالسلم بناء إسرائيل الكبرى وذلك أن الهجرة المعاكسة سببها الحرب وانه إذا استقر السلام انتفت هذه الهجرة واستطاعت إسرائيل إقناع يهود العالم بالسفر إلى إسرائيل ليس يهود روسيا وحدهم، بل أيضاً يهود فرنسا وأمريكا، يقول بالحرف الواحد بعد النص الآنف:"والحلم الصهيوني بأن يحتشد يهود العالم في أرض إسرائيل يثبت مع الأيام وقسوة الحروب أنه وهم كبير فهجرة 200.000 إسرائيل إلى أمريكا في تيار هجرة مضادة متزايد، وانخفاض نسبة المهاجرين من اليهود من الاتحاد السوفييتي ورفض أغلبيتهم (60%) الذهاب إلى إسرائيل وتتالي صدور قوانين حق عودة اليهود إلى الدول العربية، كل ذلك يؤكد أن الصهيونية تحكم على إسرائيل بأن تتحول إلى (جيتو كبير) والحقائق تثبت أن حلم الصهيونية لم يقنع يهود فرنسا وأمريكا بالرحيل إلى إسرائيل" أ. هـ، وهكذا ينصح الكاتب الصهاينة بألا يضروا بأحلامهم بواسطة الحرب
وليقبلوا السلم لأن الوحيد الكفيل بتحقيق طموحاتهم وأحلامهم وهجرة يهود العالم أجمع إلى فلسطين.
ثم لا يكتفي أحمد حمروش بهذا بل ينصح إخوانه اليهود بأن لا يضيعوا الفرصة على اليهود الرأسماليين الأمريكيين باستثمار أموالهم في بلاد النفط، فبعد أن يذكر أن في إسرائيل تيارين، تيار يريد الصلح وتيار يريد الحرب يقول:"ويثبت عامل خارجي ينمي هذا التيار (يعني السلم) هو رغبة كبار الرأسماليين من اليهود الأمريكيين في التعاون مع أموال الدول البترولية، وفرص هذا التعاون تضعف أمام التصادم السياسي أو العسكري بين إسرائيل والدول العربية، وتزيد إذا تحقق السلام"، ويدلل الأستاذ أحمد حمروش على الرغبة في هذه المشاركة فيذكر أن مصانع رينو الفرنسية احتاجت إلى قرض وأن البنك العربي في باريس أبدى استعداده للإسهام فيه، مع بنوك أخرى مشترطاً ألا تكون بينهما بنوك يملكها يهود، ولكن بالمفاوضات وافق البنك العربي على الإسهام مع البنوك اليهودية ثم يقول أحمد حمروش معلقاً:"هي رغبة أخرى للسلام تنبث من منطلق آخر"!!.
وكل الذي ينصحنا به الأستاذ أحمد حمروش لنحقق السلام الموعودة ونجني مع اليهود الخيرات المشتركة أن لا تظن أن السلام يمكن تحقيقه إلا باشتراك السوفييت الذين دعوا إلى جنيف أولاً فيقول: "ولا يجوز أن يخطئ البعض فيعتقد أنه يمكن أن يتحقق سلام منفرد في غرفة عمليات أمريكية"، ويبشرنا الأستاذ أحمد حمروش بأن جروميكو وزير خارجية السوفييت قال:"إن الطالع المزمن للأزمة لا يبرر الاستنتاج بأن المشكلة بغير حل" ثم يكتشف لنا الأستاذ أحمد حمروش قاعدة ذهبية جديدة وهي أن النضال ليس فقط من أجل الحرب، بل أيضاً من أجل السلام فيقول بالنص وهي خاتمة
مقاله: "وليس النضال فقط هو من أجل الحرب هناك نضال أيضاً من أجل السلام" أ. هـ، وهكذا أقول أنا أيها المناضلون من أجل السلام، فأنتم لا تقلون شرفاً ومجداً وعزاً عن الأغبياء الذين استشهدوا على أرض فلسطين!!.
وبعد ماذا نقول يا إخوة؟!!
لو استأجر اليهود كاتباً ليمهد عند العرب للصلح الذي يقاتلون من أجله منذ دنست أراضيهم أرض فلسطين فلن يستطيع -والله- أن يكتب أكثر من هذا!.
وعلى كل حال نبشر اليهود بأن لهم في أرضنا من يهتم بمصالحهم أكثر منهم، ونضم رجاءنا مع رجاء الأستاذ أحمد حمروش إلى الذين يريدون تحقيق السلم عن طريق أمريكا ألا ينسوا روسيا وهم ذاهبون إلى هناك، فاطمئن يا أستاذ حمروش.
وأما أنتم أيها المخلصون من هذه الأمة فاعلموا يقيناً أنكم لن تطهروا فلسطين من رجس اليهود حتى تطهروا حصونكم من الداخل.