المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المنتخب من أمثال العرب - اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل

[محمد علي السراج]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌القسم الأولالنحو والصرف

- ‌تعريف وتمهيد

- ‌الكلام على الفِعْلِ

- ‌الباب الأولفي الماضي والمضارع والأمر

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابوَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ

- ‌الباب الثانيفي المجَرَّدِ والمزيدِ

- ‌الُمجردُ

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌كيف يتصرف المضارع من الماضي

- ‌أمثلة

- ‌الباب الرابعفي الُمعتل والصحيح

- ‌شواهد

- ‌الباب الخامسفي التام والناقص

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابمنْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ

- ‌أفعال المقاربة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابعسى الله أن يأتي بالنصر

- ‌الباب السادسفي اللازم - والمتعدي

- ‌أمثلة الفعل اللازم

- ‌أمثلة الفعل المتعدي

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعراب{إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}

- ‌الباب السابعفي المبني للمعلوم والمبني للمجهول

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌فائدة

- ‌إعرابأعطى المحسنُ السائل حسنةّ

- ‌البابُ الثامنُفي المؤكد وغير المؤكد

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا تيئسُنّ إذا كبوتم مرة

- ‌البابُ التاسعُفي المعرب والمبني

- ‌أمثلة المضارع

- ‌أمثلة الماضي

- ‌أمثلة الأمر

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا تمدحنْ امراً حتى تجربه

- ‌البابُ العاشرُفي نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري

- ‌أمثلة

- ‌إعرابلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌‌‌فوائد

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابمنْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ

- ‌الكلام على الاسم

- ‌الباب الأولفي الجامد والمشتق

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌شواهد

- ‌فصل في المشتقَّ

- ‌اسم الفاعل

- ‌عمل اسم الفاعل

- ‌فائدة

- ‌شواهد

- ‌إعرابكلانا ناظرٌ قمراً

- ‌اسم المفعول

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعراببكرّ مُعطىّ أبوهُ وِسَاماً

- ‌الصفةُ الُمشبهَةُ

- ‌فائدة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌عمل اسم التفصيل

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعرابأرأيت كتباً أسرع في يده للقلم منه في يد نصرِ

- ‌اسما الزمان والمكان

- ‌أمثلة

- ‌فائدة

- ‌اسم الآلة

- ‌أمثلة

- ‌الباب الثانيفي المجرد والمزيد

- ‌المزِيدُ

- ‌الباب الثالثفي المقصور والمنقوص والممدود

- ‌أمثلة المقصور

- ‌أمثلة المنقوص

- ‌أمثلة الممدود

- ‌الباب الرابعفي المفرد والمثنى والجمع

- ‌أمثلة

- ‌فائدة

- ‌الجمعُ

- ‌أمثلة

- ‌فائدتان

- ‌الباب الخامسفي التذكير والتأنيث

- ‌فوائد

- ‌الباب السادسفي النكرة والمعرفة

- ‌فوائد

- ‌إعرابتلك العصا من هذه العصُية

- ‌خواص الأسماء الموصولة:

- ‌الباب السابعُفي المنصرف وغير المتصرف

- ‌تنبيه

- ‌الباب الثامنفي المبني والمعرب

- ‌فوائد

- ‌إعراب(إدا قالت حذام فصدقوها)

- ‌المطلب الأولالمرفوعات

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابرأينَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي

- ‌نائب الفاعل

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌المبتدأ والخبرُ

- ‌إعراب1 -أقادمٌ أخواك

- ‌شواهد

- ‌إن وما ولا ولاتَ

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعراب1 -وما كل هاو للجميل بفاعل

- ‌خبر إنَّ وأخواتها

- ‌لا النافية للجنس

- ‌إعراب اسم لا وبناؤه

- ‌فوائد

- ‌إعرابلا شاهد زور موفقٌ:

- ‌المطلب الثانيالمنصوبات

- ‌فوائد

- ‌المفعولُ المطلَقُ

- ‌شواهد

- ‌إعرابتبًّا لفعل الخونةِ

- ‌المفعول لأجله

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا أقعُدُ الجُبْنَ

- ‌المفعول فيه

- ‌فوائد

- ‌المفعول معه

- ‌تنبيه

- ‌شواهد

- ‌الحالُ

- ‌عامل الحال وصاحبها

- ‌وقوع الحال جملة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابأرى العيش بين المدن مرّاً

- ‌التمييز

- ‌تمييز العدد

- ‌كناياتُ العدد

- ‌شواهد

- ‌المنادي

- ‌فائدة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابيا غافلاً تنبهْ:

- ‌المطلب الثالثفي جر الاسم

- ‌بعض أحكام الإضافة:

- ‌الكلامُ على الحرفِ

- ‌تتمة

- ‌التوابع

- ‌العطفُ

- ‌التوْكيدُ

- ‌عطف البيان

- ‌التعجبُ

- ‌أمثلةٌ

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌حبذا ولا حبذا

- ‌أمثلة نعمَ ويئسَ

- ‌أمثلة ما جري مجراهما

- ‌فائدة

- ‌شواهد

- ‌إعرابنعمَ امراً هرِمٌ

- ‌أحكام التصغير:

- ‌فوائد

- ‌أمثلة

- ‌النسبُ

- ‌تنبيه

- ‌أمثلة

- ‌الإبدالُ

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌إعلال اسم المفعول

- ‌الاختصاص

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعرابلنا معشرَ الأنصار مجدٌ مؤثلٌ

- ‌الاشتغال

- ‌شواهد

- ‌تنبيه

- ‌التحذير والإغراء والتنازع

- ‌شواهد

- ‌إعراب{نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}

- ‌الاستغاثةُ

- ‌شواهد

- ‌النُّدبَةُ

- ‌شواهد

- ‌إعرابوامَنْ حفرَ بئْرَ زمْزَماهْ

- ‌أمثلة

- ‌الجمل التي لا محل لها من الإعراب

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعراب أسماء الشرطِ الجازمِة

- ‌إعراب1 -ما تنقصِ الأيامُ والدَّهْرُ ينفدْ

- ‌شواهد

- ‌إعرابإذا الخطوب توالتْ تولَّتْ

- ‌ضمير الشأْنِ

- ‌شواهد

- ‌إعرابأيقنت أن سيكون بدراً كاملاً

- ‌الوقفُ

- ‌الوقفُ في المنقوص والمقصورِ:

- ‌تحرير الألفاظ

- ‌المبحث الأولُفي الوصل والفصلِ

- ‌تنبيه

- ‌المبحثُ الثانيفي الألف اللينة

- ‌شواهد

- ‌المبحث الثالثفي الهمزة اليابسة

- ‌شواهد

- ‌المبحث الرابع في الزيادة والحذف

- ‌المبحث الخامساسم المفعول من الثلاثي المعتل العين

- ‌المبحث السادسوزن (مفعول) من الصفات

- ‌فائدة

- ‌القسم الثانيبلاغة وعروض

- ‌توْطئةٌالبلاغة والجمال

- ‌عُلوم البلاغةِ

- ‌علم المعاني

- ‌شواهد

- ‌التقديم والتأخير

- ‌التخصيص:

- ‌تنبيهٌ

- ‌الإيجاز والإطنابُ

- ‌علم البيان

- ‌ التشبيه

- ‌شواهد

- ‌تنبيه

- ‌المجازُ

- ‌شواهد

- ‌شواهد

- ‌الكنايِة

- ‌أقسام الكناية

- ‌شواهد

- ‌علم البديع

- ‌محسنات معنويةٌ

- ‌المدح بمعرض الذم:

- ‌محسنات لفظية

- ‌علم العروض

- ‌‌‌تنبيه

- ‌تنبيه

- ‌البحورُ

- ‌البحر الطويل

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌البحر البسيط

- ‌البحر الوافر

- ‌أمثلة

- ‌الكامل

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌الرجزُ

- ‌أمثلة

- ‌السريع

- ‌أمثلة

- ‌الخفيفُ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌المتقاربُ

- ‌المتدارك ويسمى المحدثَ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌البحر المنْسَرحُ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌فنون الشعر

- ‌الموشح

- ‌بحر السلسلة

- ‌التضمين

- ‌التشطير

- ‌التخميس

- ‌القسم الثالثفي اللغة والأمثال

- ‌المجموعة الأولىالمختار من فرائد اللغة

- ‌ملحقٌ غير مرتب على الهجاء

- ‌الأعضاءُثلاثة أقسام:

- ‌المتخيرُ من فقهِ اللغة للثعالبي

- ‌كليَّاتٌ

- ‌صفات

- ‌المطرُ

- ‌في أخلاق الإنسان

- ‌الجمال

- ‌الأمكنَة

- ‌الجماعَات

- ‌العلمُ والرجاحَة

- ‌الطرُقُ

- ‌من شوارد الأوزان

- ‌المنتخب من أمثال العرب

- ‌الأمثالفي أبيات الشعراءوأقوال الحكماء

- ‌الخاتمةفي علم الكتابة

الفصل: ‌المنتخب من أمثال العرب

‌المنتخب من أمثال العرب

للعرب أمثال كما لغيرهم من الأمم تمثل طرفاً صالحاً من حياتهم وتعكس صوراً بينة من فداحة ألسنتهم وقوة حدسهم واقتضاب جملهم. قال أبو حيان: "بلاغة المثل أن يتكون اللفظ مقتضباً والصورة محفوظة والمرمى لطيفاً والإشارة مغنية والعبارة سائرة ". ومما زاد في رفعة قدر المثل ورود طائفة منه في القرآن الكريم قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} ، وقال:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} ، وقال:{وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} .

ولإعجاب علماء العربية بالأمثال وبما حوته من تجربة واختبار ولطف كناية واختصار ألفوأ فيها المطولات وتعاقبوا على شرحها وتبيان وقائعها وأصولها. ومن أشهرها (مجمع الأمثال للميداني) ، و (الدرة الفاخرة للأصبهاني) ، و (المستقصى للزمحشري) ، و (أمثال القاسم بن سلام) ، و (أمثال الضبي) .

ولقد غضت في لجج هذه المصنفات وانتزعت من أصدافها دُرراً نفيسة تخيرت منها أوضحها لفظا وأقربها معنى. ولخصت ما طال من الشروح مضيفاً إلى بعضها ما يلائم المثل من آية الحديث أوحكمة أو أبيات من الشعر زيادة في الإبانة والاستبانة، ثم أتبعتها بما يجري مجرى المثل من شعر ابي الطيب وأبي العتاهية وأقوال الحكماء.

وقد بلغ عدد المنتخبات مئتين وواحداً وثلاثين مثلاً، نسَّقَت على أحرف الهجاء:

ص: 250

1 -

أبصَرُ من فرس في غَلَسٍ

الغلَسُ: ظلام آخر الليل. وقد وصف المتنبي بصرها ليلاً فقال:

وتنظر من سود صواعق في الدجى

يرين بعيدات الشخوص كما هيا

قوله من سود أي من عيون سود. يريد أن خيله لقوة بصرها ترى في ظلام الليل الأشياء البعيدة كما هي.

2 -

أبلغ من سحْبان

هو رجل من باهلة كان من خطباء العرب وبلغائها. في نفسه يقول:

لقد غلم الحي اليمانون أنني

إذا قلت أما بعد أني خطيبها

3 -

أبين من فلق الصبْح

الفَلَقُ: الفجر. وفي التنزيل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} . يضرب للأمر الواضح. ويقال: (تبين الصبح لذي عينين) أي ظهر ووضَحَ.

4 -

أتبع السيئة الحسنة تمحُها

يضرب للتوبة بعد اقتراف الذنوب. قال أبو نواس:

خير هذا بشَرَ ذا

فإذا الربُّ قد عفا

5 -

أتركِ الشرَّ يترككَ

أي إنما يصيب الشر من يتعرض له. وقيل: (حسبك من شرَّ سماعُه) .

6 -

أثقل من الكانون

الكانون هو الذي إذا دخل على قوم يتحدثون استثقلوه كما يستثقل كانون النار إذا وضع لا يحرك ولا يرفع لثقله إلى آخر الشتاء. قال الحطيئة قي أمه:

أغربالاً إذا استودعت سراً

وكانوناً على المتحدثينا

ص: 251

7 -

أجهلُ من فراشة

لأنها تطلب النار لتلقي نفسها فيها. قال ابن أبي الحديد يخاطب الفلاسفة:

ما أنتم إلا الفراش

رأى السراج وقد توقدْ

فدنا فاحرق نفسهُ

ولو اهتدى رشداً لأبعدْ

8 -

أجودُ من حاتم

هو حاتم الطائي، وهو جواداً شاعرا، إذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا أسر أطلق، وإذا أثرى أنفق. ومن قوله لامرأته:

أماوِي إن المال غاد ورائح

ويبقى من المال الأحاديث والذكر

9 -

أحذرُ من ذئب

لأنه إذا نام جعل إحدى عينيه مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة. قال الشاعر:

ينام بإحدى مقلتيه ويتقي

بأخرى المنايا فهو يقظانُ نائم

10 -

أحزمُ من حرباء

لأنه لا يترك ساق شجرة حتى يمسك ساق شجرة أخرى. وقد قيل فيه: (لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقا) .

11 -

أحشفاً وسوء كيلة

الخشفُ: أردأ التمر. أي: أتجمع حشفاً وسوء كيل؟!

يضرب لمن جمع بين خصلتين مكروهتين.

12 -

أحولُ من أين براقش

من التحول. وهو طائر يتلون في اليوم ألواناً متعددة. قال الشاعر:

كأبي براقش كل يو

م لونه يتحولُ

ص: 252

13 -

اختلطَ الحابلُ بالنابل

الحابلُ: صاحب الحبالة التي يصادُ بها الوحش. النابل: صاحب النبل. يضرب للمخلطّ.

14 -

أخذه برُمتهِ

أي بجملته. والرُّمَّةُ: قطعة من الحبل بالية.

15 -

أخرقُ من حمامةٍ

لأنا لا تحكم عشها؛ تجيء إلى الغصن فتبني عليه عشها في الموضع الذي تذهب به الريح فيكسر من بيضها أكثر مما يسلم. قال عبيد بن الأبرص:

عيُّوا بأمرهم كما

عَيت ببيضتها الحمامهْ

جعلت لها عودين من

نشم وآخر من ثُمامَهُ

النشَم: شجر للقسي. والثمامة: واحدة الثمام بالضم: نبتٌ.

16 -

أخفى مما يخفي الليلُ

قال أكثم بن صيفي: "الليل أخفى للويل". وقال غيره: "الليل أخفى، والنهار أفضحُ".

17 -

أخف حلماً من عصفور

العرب تضرب العصفور مثلاً لأحلام السخفاء وكذلك البعير. قال حسان:

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم

جسمُ البغال وأحلام العصافير

وقال غيره:

ذاهب طولاً وعرضاً

هو في عقل البعير

18 -

أخلص وعداً من عُرقوب

هو رجل من نواحي يثرب يضرب به المثل في خلف الوعد. قال الأشجعي:

ص: 253

وعدت وكان الوعد منك سجية

مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

وقال كعب بن زهير:

كانت مواعيد عرقوب لها.... وما مواعيدها إلا الأباطيل

19 -

إذا أسديْت يداً فانسها

أي إذا أسديت معروفا لأحد فلا تذكره ولا تمنن عليه به فتفسد عملك. قال الشاعر:

أفسدت بالمن ما أصلحت من نعم

ليس الكريم إذا أسدى بمنان

وقال المتنبي:

إذا الجودُ يرزق خلاصاً من الأذى

فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا

ويقال: (المنة تهدم الصنيعة) وكل مقتبس من قوله تعالى: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} .

20 -

إذا زل العالم زل بزلته عالمٌ

لأن للعالم تبعا فهم به يقتدون. قال الشاعر:

إن الفقيه إذا غوى وأطاعه

قوم غووْا معهُ فضاع وضيعا

مثل السفينة إن هوت في لجة

تغرق ويغرق كل من فيها معا

21 -

أذل من حماية مقيد، وأذل من وتد بقاعٍ

لأن الأول مربوطة مهيأ للخدمة، والثاني يدق أبداً. قال المتلمسُ:

ولا يقيم على ضيم يراد به

إلا الأذلان غير الحي والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته

وذا يشج فلا يرثي له أحدُ

22 -

أذل الناس معتذر إلى لئيم

لأن الكريم لا يحوج إلى الاعتذار. ولعل اللئيم لا يقبل العذر.

ص: 254

23 -

أرسل حكيماً ولا توصهِ

لأنه مستغن بحكمته عن الوصية. وفي ذلك قال الشاعر:

إذا كنت في حاجة مرسلاً

فأرسل حكيماً ولا توصهِ

وإن باب أمر عليك التوى

فشاور لبيباً ولا تعصهِ

24 -

أرقُّ من دمع المحِبَّ

وفيه يقول خالد الكاتب:

بكى عاذلي من رحمتي فرحمتُه

وكم مثله من مسعف ومُعين

ورقتْ دموع العين حتى كأنها

دموع دموعي لا دموع عيوني

ويقال: أرق من النسيم، ومن الماء، ومن دمع الغمام، ومن دمع المستهام.

25 -

أروغُ من ثعْلبٍ

من الروغان. قال طرفة:

كلهم أروغ من ُثعلب

ما أشبهَ الليلة بالبارحهْ

وقالت آخر:

يعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ

26 -

أسرعُ من الريح

ومن البرق، ومن اللمح، ومن لمح البصر، ومن رجع الصدى، ومن السيل إلا الحدور، ومن النار في يبسَ العرفج. (العرفج: شجر سهْلي) .

27 -

أسعدٌ أم سعيدٌ

يضرب في الاستخبار عن الأمرين: الخير والشر. فالتصغير للشر والتكبير للخير. قال أبو تمام:

غنيتُ به عمن سواه وحولتْ

عجافُ ركابي عن سعيد إلي سعْدِ

يعني من الجدب إلى الخصب. ومعنى عجاف: ضعاف.

ص: 255

28 -

أسمع جعجعة ولا أرى طحناً

الطحْنُ: الدقيق. يضرب لمن يعدُ ولا يفي.

29 -

أسمعُ من فرس

لأنه يسمع صوت الشعرة تسقط منه. قال المتنبي:

وتنصيب للجرس الخفي سوامعاً

يخلن مناجاة الضمير تناديا

يريد أنها قوية حاسة السمع تسكع أخفى صوت. بل تحسب مناجاة الضمير أصوات ناس يتنادون. وفي ذلك مبالغة لطيفة سائغة.

30 -

أسوأ القول الإفراط

لأن الإفراط في كل أمر مؤدَّ إلي الفساد. وقيل: (لا تكثُر فتسقط) . وقال غيره: "متى أكثرت البحث في حقيقة أفسدتها".

31 -

أسيرُ من شعرٍ

لأنه يرد الأندية، ويلج الأخبية، سائراً في البلاد، مسافراً في غير زاد. والشعر قيد الأخبار، وبريد الأمثال، والشعراء أمراء الكلام وزعماء الفخار. ولسان الزمان الشعر.

32 -

أشأم من غراب البين

لأن الغراب إذا بان أهل الدار للنجعة وقع في موضع بيوتهم يتلمس ويتقمم، فتشاءموا به وتطيروا منه. وسموه غراب البين. واشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب. قال شاعرهم:

وصاح غراب فوق أعواد بانةِ

بأخبار أحبابي فقسمني الفكرُ

فقلت غرابٌ باغتراب وبانة

ببين النوى تلك العيافة والزجرُ

وقال غيره:

ص: 256

تغنى الطائران ببين سلمى

على غصن من غرب وبانِ

فكان البانُ أن بانت سليمى

وفي الغرَب اغتراب غير دان

بيد أن ناسا منهم لا يتشاءمون ولا يتطيرون بل هم دائما متفائلون. ومردُّ ذلك إلي أن كل فريق ينساق مع نحيزته وطبعه كما ترى في قول أحد متفائليهم:

وقالوا تغنى هدهد فوق بانة

فقلت هدى تغدو به وتروحُ

وقالوا حمام قلت حمَّ لقاؤها

وعادت لنا ريح الوصال تفوح

33 -

أصنع من نحلٍ

لما فيه من نيقة في عمل العسل. النيقة: اسم مصدر من تنوق في الأمر وتأنق فيه: إذا جوده. قال الشاعر:

فجاء بمزج لم ير الناسُ مثله

هو الضحك إلا أنه عمل النحل

يضرب للصناع المهرة في صناعتهم.

34 -

أضلُّ من الترَّهات

الترهات: الطرق الصغار التي تتشعب من الطريق الأعظم. ويقال لمن جاء بكلام محال: (جاء بالترهات) ؛ لأنه سلك طريق الباطل.

35 -

أطمعُ من أشعبَ

هو رجل من أهل المدينة كان طماعاً وصاحب نوادر. بلغ من طمعه أنه مر برجل يعمل طبقاً فقال: أحبُّ أنما تزيد فيه طوقاً. قال: ولم؟ قال: عسي أن يُهدى إلي فيه شيء.

36 -

أطولُ صحبة من الفرقدين

الفرقدان نجمان من السماء لا يغربان، وفي صحبتهما يضرب المثل. قال الشاعر:

وكل أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك إلا الفرقدان

ص: 257

37 -

أطول عمراً من لُبد

لبد نسر يزعمون أنه عاش خمسمائة عام، يضرب به المثل بطول العمر فقالوا:(أتى أبد على لبد)، وذكره النابغة بشعره فقال:

أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا

أخنى عليها الذي أخنى علي لبدِ

38 -

أطيب نشراً من الصوارِ

النشر: الرائحة الطيبة. والصوارُ: بالضم المسك. وبالكسر: بقر الوحش. قال الشاعر وقد جمع المعنيين في بيت واحد:

إذا لاح الصوارُ ذكرتُ ليلى

وأذكرها إذا نفح الصوارُ

39 -

أظلم من ذئب

أصله أن أعرابياً ربى جرو ذئب بلبن شاته، فلما شبّ ؤثب عليها فأكلها؛ فقال الأعرابي:

أكلت شويهتي وفجعت قلبي

فمن أدراك أباك ذيبُ

40 -

أعجزُ من الثعلب عن العنقود

زعموا أن ثعلباً نظر إلي عنقود، فرامه فلم يناله، ومضى يقول:(هذا حامض) ؛ فقال الشاعر:

رام عنقوداً فلما

أبصر العنقود طالهْ

قال: هذا حامض لما رأى لا ينالهْ

يريد بكلمة (طالهُ) بعدَ عنه.

41 -

أعذرَ منْ أنذرَ

أي من حذرك ما يحل بك فقد أعذر إليك. أي صار معذوراً عندك.

42 -

أعطاه غيضاً من فيضِ

أي قليلاًَ من كثير. يضرب لمن يسمح بقليل وماله كثير.

ص: 258

43 -

أعط القوس باريها

البريُ: النحت. أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه. قال الشاعر:

يا باري القوس برياً ليس تحسنه

لا تفسدنها وأعط القوس باريها

44 -

أعقد من ذنب الضبَّ

لأن عقده كثيرة تبلغ إحدى وعشرين عقدة فضرب به المثل للأمور المعقدة.

45 -

أعقل وتوكلْ

يضرب لأخذ الأمر بالحزم.

46 -

أعمي من الخفاش

الخفاش ويسمي الوطواط: طائر غريب الشكل والوصف يطير قي الليل عند غروب الشمس ويطلب البعوض. ولعدم رؤيته في النهار قال الشاعر:

مثل النهار يزيد أبصار الورى

نوراً ويُعمي أعين الخفاشِ

47 -

أعيا من باقلٍ

هو رجل من إياد اشتهر بالعي. اشترى يوماً ظبياً بأخذ عشر درهماً ومرَّ بقوم فسألوه: بكم اشتريت الظبي؟ فمد يديه ورفع لسانه يريد بأصابعه عشرة دراهم وبلسانه درهماً. فشرد الظبي حين مد يديه وكان تحت إبطه.

48 -

أغرب من سراب

السراب هو الذي تراه نصف النهار كأنه ماء. ويقال في مثل آخر: (كالسراب يغر من رآه وبخلف من رجاه) .

ص: 259

49 -

أفرخ روعُه

الروع القلب. وأفرخ الطائر إذا نقف البيضة وخرج منها. والمراد سكن جاشُه.

50 -

اقتلوني ومالكاً

يضرب لمن أراد لصاحبه مكروها وإن ناله من المكروه ضرر.

51 -

أقضى من درهم

مأخوذ من قول الشاعر:

لم ير ذو الحاجة من حاجة

أقضى من الدرهم في كفهِ

52 -

أقلل طعامك تحمد منامَك

أي أن كثرة الطعام تورث الآلام المسهرة.

53 -

أكثر من تفاريق العصا

لأن العصا تقطع أجزاء مفيدة. وأصله أنه كان لأعرابية ولد شرير على ضعف أسر ورقة عظم. واثب مرة فتى فقطع الفتى أنفه؛ فأخذت أمه ديته فحسنت حالها بعد فقر. تم واثب آخر فقطع أنه؛ فأخذت ديتها. ثم واثب ثالثاً فقطع شفته؛ فأخذت ديتها فقالت:

أقسم بالمروة حقاً والصفا

لأنت خير من تفاريق العصا

54 -

أكل الدهر عليه وشرب

يضرب لمن طوال عمره. يريدون أكل وشرب دهراً طويلاً. قال الشاعر:

كم رأينا من أناس قبلنا

شرب الدهر عليهم وأكلْ

55 -

أكسفاً وإمساكاً

الكسف العُبوس. أي أتكسف الوجه كسفاً وتمسك المال إمساكاً؟!

ص: 260

56 -

البغي آخر مدة القوم

يعني أن الظلم إذا امتد مداه آذن بانقراض مدة البغاة.

57 -

الجار قبل الدار

معناه قبل شراء الدار سل عن الجار واخبره.

58 -

الجرعُ أروى والرشيف أنقعُ

الرشف والرشيف: المص للماء. والجرع بلعه. وأروى: أسرع رياً. أي أن الشراب الذي يترشف قليلاً اقطع للعطش. يضرب للاقتصاد في المعيشة فهو أبلغ وأدوم من الإسراف فيها.

59 -

الحديث ذو شجون

أي ذو طرق، الواحد شجن. يضرب في الحديث يتذكر به غيره، قال أحدهم:

تذكر نجداً والحديث شجون

فجن اشتياقاً والجنون فنوق

60 -

الحق أبلج والباطل لجلج

أي واضح مشرق. ولجْلجٌ: ملتبسٌ. وقيل: (للباطل جولة ثم يضمحلُّ) ، أي يذهب ويبطلُ.

61 -

ألحن من حبابَةَ وسلامةٌ

كانتا ألحن قينتين أي مغنيتين. واللحن في اللغة الترتيل والتطريب. ومن معانيه التورية في الكلام، وهي أن تريد الشيء فتوري بقول آخر. قال مالك بن أسماء:

وحديث ألذه هو مما

يشتهي السامعون يوزن وزنا

منطق صائب وتلحن أحيا

نأ وخير الحديث ما كان لحناً

ص: 261

يعني أنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من ذكائها وفطنتها. وفي التنزيل:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} .

62 -

ألذ من إغفاءة الفجر

يضرب لكل لذيد. قال الشاعر:

فلو كنت ماء كنت ماء غمامةٍ

ولو كنت درّاً كنت من دُرة بكرِ

ولو كنت لهواً كنت تعليل ساعة

ولو كنت نوماً كنت إغفاءة الفجْر

63 -

ألذ من المنى

مأخوذ من قول الشاعر:

مُنى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى

وإلا فقد عشنا بها زمنا رغداً

وقال آخر:

إدا ازدحمت همومي في فؤادي

طلبت لها المخارج بالتمني

وقال غيره:

إذا تمنيت بت الليل مغتبطاً

إن المنى رأس أموال المفاليس

64 -

ألزم للمرء من ظله

لأنه لا يزايل صاحبه. ولذلك يقال: (لزمني فلان لزوم ظلي) .

65 -

السعيد من وعظ بغيره

أي العاقل من اعتبر بما لحق غيره من المكروه فيجتنب الوقوع في مثله.

66 -

السليم لا ينام ولا ينيم

السليم: الملسوع، سمي بذلك تفاؤلاً بسلامته. يضرب لمن لا يستريح ولا يُريح.

ص: 262

67 -

الشبعان يفت للجوعان فتاً بطيئاً

يضرب لمن لا يهتم بشأنك ولا يأخذه ما أخذك.

68 -

الشرُّ قليله كثيرٌ

هذا مثل قولهم: (الشر تحقره وقد ينمى) . وقولهم: (ومعظم النار من مستصغر الشرر) .

69 -

الشرط أملك عليك أم لك

معنى أملك أقوى. القصد: وجوب تبيين الشروط بين المتعاقدين، وذلك أكثر فائدة وأسلم عاقبة. يضرب في الاحتراس عند معاملة الناس.

70 -

الصمت حكم وقليل فاعله

الحكم: الحكمة. وفي التنزيل: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} ، سأل الشعبي أعرابيا لكن طول صمته فقال: أسمع فأعلم وأسكت فأسلم، وقيل: (إذا كان الكلام

من فضة فالسكوت من ذهب) .

71 -

الصيف ضيعتِ اللبنَ

يضرب لمن يطلب شيئا في غير أوانه فيضيعه على نفسه.

72 -

العجز مركب وطيء

يضرب لمن استوطأ مركب العجز وقعد عن طلب المكاسب والمحامد.

73 -

العود أحمد

أي الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد. قال الشاعر:

فلم تجر إلا جئت في المجد سابقا

ولا عدت إلاً أنت في العود أحمدُ

74 -

الغرائب لا القرائب

أي أن الغريبة أنجب للنسل، ويقال:(اغتربوا لا ئضوُوا) أي لا تهزلوا. قال:

ص: 263

تجاوزت بنت العم وهي عزيزة

مخافة أن يضوي علي سليلي

75 -

الكافر مخبثة لنفس المنعم

يعني بالكفر جحود النعمة. بالمخبثة: المفسدة. أي كفر النعمة يفسد قلب المنعم. يضرب لجاحد النعمة.

76 -

أمر من العلقَم

ومن الحنظل، ومن الصبر.، وقيل في مدح الصبر:

ولقد رأيت الصبر مراً طعمهُ

لكنه عند الحقيقة يعذبُ

وقيل:

سأصبر حق يعلم الصبر أنني

صبرت على شيء أمر من الصبر

وقيل:

الصبر كالصبر مر في مذاقته

لكن حقيقتُه أحلى من العسلِ

77 -

أمنع من عقاب الجو

أي بعيد المنال.

78 -

إن تعش تر ما لم تَرَه

أي من طال عمره رأى من الحوادث ما فيه معتبرٌ، وهذا مثال قولهم:(عشْ رجباً تر عجباً)، قال الشاعر:

قل لمن أبصر حالاً منكره

ورأى من دهره ما خيَّره

ليس بالمنكر ما أبصرته

كل من عاش يرى ما يَرَه

79 -

أن ترد الماء بماء أكيسُ

يعني ورودك الماء مع ماء أحزم وأنفع. وهو حث على الاقتصاد والادخار.

ص: 264

80 -

أنا ابن بجدتها

أي أنا عام بها. ويقال: هو ابن مدينتها وبجدتها. من مدن بالمكان وبجَد إذا أقام به. ويقال البجدة: التراب.

81 -

إن أخاك من آساكَ

يقال: آسيت فلاناً بمالي أو غيره إذا جعلته أسوة له.

ومعنى المثل: إن أخاك حقيقة من قدمك وآثرك على نفسه.

82 -

أنجزَ حُرُّ ما وعد

قاله الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي، وقيل:(وعدُ الكريم نقْد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتأجيل) .

إذا قلت في شيء نعم فأتمه

فإن نعم دين على الحر واجبُ

83 -

أندمُ من الكسعي

هو رجل من بني كسعة، أخذ قوساً من شجرة نبع وعمل من برايتها خمسة أسهم وقال:

هن لعمري أسهم حسان

تلذ للرامي بها البنانُ

ثم خرج للصيد وكمن في مخبأ، فمر به قطيع فرمى منه عيراً فجازه السهم فأصاب الجبل. ثم رمي آخر فآخر إلى الخمسة وهو يظن أنه أخطأها؛ فاغتاظوكسر القوس. فما أصبح أبصر الأعيار الخمسة مضرجة حوله والأسهم قربه؛ فندم على كسر القوس، فشد على إبهامه فقطعها تلهفاً، قال:

ندمت ندامة لو أن نفسي

تطاوعني إذن لقطعت خمسي

تتبين لي سفاهُ الرأي مني

لعمر أبيك حين كسرت قوسي

وقال الفرزدق مثلاً:

ندمت ندامة الكسعي لما

غدَت مني مطلقة نوارُ

ص: 265

وكانت جنتي فخرجت منها

كآدم حين أخرجه الضرار

العيْر: حمار الوحش والحمار الأهلي أيضا، والأنثى عيرة.

84 -

أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً

قيل للنبي (ص) : ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما؟

قال: بأن ترده عن الظلم.

85 -

إن كنت كذوباً فكن ذكوراً

يضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحث بخلاف ذلك.

86 -

إن كنت ذقته فقد أكلته

يضربه الرجل المجرب للأمور.

87 -

إنك لا تجني من الشوك العنبَ

أي لا تجد عند ذي المنبت السوء جميلاً. أخذ من قول الشاعر:

إذا وترت امرأ فاحذر عداوته

من يزرع الشوك لا يحصد به عنباً

أخذه الشاعرين قول أحد حكام العرب: "من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، ولن تجني من شوك عنبة".

88 -

إن الذليل الذي ليست له عضُدُ

أي أنصار وأعوان. ومنه قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} . وفت في عضده أي كسر من قوته. قال النابغة:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له

وتتقي مربضَ المستنفر الحامي

يضرب لمن يخذله ناصره.

89 -

إن لم يكن وفاق ففراق

أي إن لم يكن حب في قرب فالأولى المفارقة. قال أحدهم:

ص: 266

فإما أن تكون أخي بحق

فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطر حني واتخذني

عدواً أتقيك وتتقيني

90 -

إن الغني طويل الذيل مياسُ

أي لا يستطيع الموسر أن يكتم غناه. وقالوا: (أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها) .

91 -

إنه لغضيض الطرف

أي يغض بصره عما في حرز غيره. و (تقي الطرف) أي ليس بخائن. قال الشاعر:

أعمى إذا ما جارتي خرجت

حق يواري جارتي الخدرُ

92 -

إنه لحولٌ قلبٌ

أي مفكر قارح يحتال للأمور ويقلبها ظهراً لبطن.

93 -

الناس عبيد الإحسان

ويروي: الإحسان يستعبد الإنسان. قال الشاعر:

أحسنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم

فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

يضرب للحث على عمل المعروف.

94 -

إن البغاُ بأرضنا يستنسرُ

البغاث من ضعاف الطير. واستنسر صار كالنسر في القوة. يضرب للضعيف يصير قوياً، وللذليل يغدو عريزاً.

95 -

إن غداً لناظره قريب

أي لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وهو من قول الشاعر:

فإن يك صدر هذا اليوم ولي

فإن غداً لناظره قريبُ

ص: 267

96 -

أنم من زجاجة على ما فيها

لأن الزجاج جوهر لا ينكتم فيه شيء لما في جرمه من الضياء. وإذا وقع جوهر الزجاج على المصباح صار الزجاج والمصباح مصباحاً واحداً، قال تعالى:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} ، وقال أبو نواس:

رق الزجاجُ وراقت الخمرُ

وتشابها فتشاكل الأمرُ

فكإنما خمر ولا قدح

وكأنما قدح ولا خمرُ

97 -

إنما هو كبرق الخلَّب

هو البرق الذي لا غيث فيه، والسحاب الذي لا مطر فيه. يضرب لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز. قال المعري:

المرء إن لم تُفدْ نفعاً إقامتُه

غيم حمى الشمس لم يمطرْ ولم يسِر

98 -

إن من البيان لسحراً

يعني أن البيان يعمل عمل السحر. ومعنى السحر: إظهار الباطل في صورة الحق. والبيان: إجمتاع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن. يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.

99 -

إنه لألمعيّ

ومثله لوذَعِيّ. يضرب للرجل المصيب بظنونه. قال أوسُ بن حجر:

الألمعي الذي يظن بك الظن

كأن قد رأى وقد سمعا

وأصله من لمع إذا أضاء

كأنه لمع له ما أظلم على غيره.

100 -

إنه نسيجُ وحده

أي أنه واحد في معناه ليس له فيه ثان، انه ثوب نسج على حدته لم ينسجْ معه غيره.

ص: 268

101 -

الهيبةُ من الخيبة

يعني إذا هبت شيئاً رجعت منه بالخيبة. قال سلمُ الخاسر:

من راقب الناس مات غماً

وفاز باللذة الجسور

102 -

أوفى من السموءل

هو السموءل بن عاديات صاحب القصيدة المشهورة ومطلعها:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

فكل رداء يرتديه جميلُ

ومن وفائه أن امرأ القدس لما أراد الخروج إلى قيصر استودعه دروعه ريثما يعود. فلا مات امرؤ القيس غزا أحد الملوك السموءل، وهدده بقتل ابنه إن لم يسلمه الدروع، فأبي السموءل أن يخفر ذمته، وتحرز بحصنه، فقتل الملك ابنه. ثم سلم السموءل الدروع إلي ورثة امرئ اليدس وقال:

وفيتُ بآدرع الكندي إني

إذا ما خان أقوام وفيت

وضرب الحل بوفائه.

103 -

أولى الأمور بالنجاح المواظبة والإلحاح

يضرب للحث على المداومة لأن فيها النجح والظفر بالمراد. وبمعناه قولهم: (من أدام طرق الباب ولجَّ ولجَ) .

104 -

اليد العليا خير من اليد السفلى

حديث شريف للحث على الصدقة، يراد منه أن من يعطي أفضل ممن يُعطى.

105 -

إياك أعني فاسعي يا جارة

أول من قاله سهل بن مالك الفزاري في بيتين أنشدهما على مسمع من امرأة هويها وكانت عقيلة قومها وأجمل أهل دهرها:

يا أخت أهل البدو والحضاره

كيف ترين في فتى فَزاره

ص: 269

أصبح يهوى حرة معطاره

إياك أعني فاسمعي يا جاره

فتطلعت إليه نفسها وكان جميلاً وتزوجته.

يضرب لمن يخاطب ناساً ويريد آخرين.

106 -

أي الرجال المهذب

أول من قاله النابغة في بيته:

ولست بمستبق أخاً لا تلمه

على شعت أي الرجال المهذب

يضرب في عذر الصديق.

107 -

باقعة من البواقع

أي داهية من الدواهي. ويقال للرجل الداهي: باقعة.

108 -

بالرفاء والبنين

الرفاء: الالتحام والاتفاق من رقوْت الثوب. يقال عند التهنئة بالزواج.

109 -

بعض الشر أهون من بعض

قاله طرفة بن العبد حين أمر النعمان بقتله:

أبا منذر أفنْيت فاستبق بعضنا

حنانيكَ بعض الشر أهون من بعض

110 -

بنان كف ليس فيها ساعدُ

يضرب لمن له همة ولا مقدرة له على بلوغ ما في نفسه.

111 -

تركتني خبرةُ الناس فرداً

أي دعاني اختبار الناس إلى أن أنفرد عنهم. وقيل: (الوحدة خير من جليس السوء) .

112 -

تركتهم في حيصَ بيصَ

الحيص: الفرار. والبوص: الفوتُ. صيَّرت واوه ياء ليزدوجا. يضرب لمن

ص: 270

يقع في أمر لا مخلص له منه فراراً أو فوتاً.

113 -

تشددِي تتفرجي

يقال عند اشتداد المصائب. قال الشاعر:

أشتدي أزمة تتفرجي

قد آذنَ ليلُكِ بالبلَج

البلوج: الإشراق. بلج الصبحُ: أي أضاء.

وقال أبو تمام:

وما من شدة إلا ويأتي

لها من بعد شدتها رخاءُ

114 -

تفرقوا أيدي سيأٍ

أي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع بعده إشارة إلى تفرق عرب اليمن بعد سيل العرم.

115 -

تقطع أعناق الرجال المطامعُ

ويقال: (مصارع الرجال تحت بروق المطامع) . يضرب في ذم الطمع والجشع.

116 -

ثمرة العجِب المقتُ

أي من أعجب بنفسه مقته الناس. والعجبُ بالنفس: التكبر والترفع.

117 -

جاء بالقضَّ والقضيض

القضُّ: الحجارة الكبيرة. والقضيض: الجارة الصغيرة.

أي جاء بالكبير والصغير. وقالوا: (جاء القوم قضهم بقضيضهم) ، أي زرافاتِ ووُحداناً.

118 -

جاؤوا على بكرة أبيهم

البكْرة: الجماعة. يقال: جاؤوا على بكرتهم وبكرة أبيهم أي أجمعهم.

ص: 271

119 -

جاء يمشي سبهْلَلا

إذا جاء وذهب في غير شيء. قال عمر: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهْلَلا) .

120 -

جزاني جزاء سنمّار

سنمارُ رجل رومي بنى الخورنق بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس. فلما فرغ منه ألقاه الملك من أعلاه فخز ميتا لئلا يبنيَ مثله لغيره. يضرب فيمن أساء لمن أحسن إليه. وفي الحديث: "التي شر من أحسنت إليه".

121 -

جعل كلامه دبر أذنيهِ

إذا بلم يلتفت إليه وتغافل عنه.

122 -

حلمي أصم وأذني غير صماء

أي أعرض عن الخنا بحلمي وإن سمعته بأذني. ومثله:

(أصم عما ساءهُ سميع)، أي يسمع الحسن ويتصامم عن القبيح. قال الشاعر:

أحبُّ الفتى ينفي الفواحش سمعهُ

كأن به عن كل فاحشةَ وقْرا

123 -

خيرُ عونِ المرء مالُهُ

قال الشاعر:

كل انداء إذا ناديت يخذلني

إلا ندائي إذا ناديتُ: (يا مالي) .

124 -

خير مالك ما نفعَكَ

أي خير المال ما أنفقه صاحبُه في حياته ولم يخلفه لمن بعده.

125 -

دُون ذلك خرط القتادِ

الخرْطُ: قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفكَ.

والقتادُ: شجر له شوك أمثال الإبر.

يضرب للأمر دونه مانع.

ص: 272

126 -

وونهُ بيضُ الأنوق

الأنوقُ: الرخمة تضع بيضها حيث لا يوصل إليه بعْداً وخفاء. وهي طائر أبقع. يضرب للشيء يتعذر وجوده.

127 -

ذهبً دمه أدراج الرياح

الأدراج جمع درج وهي طريقها. يضرب في الدم يذهب هدراً. أي باطلاً لا طالب له ولا قود أي بلا دية.

128 -

رأي الشيخ خير من جَلَد الغلام

أي أن تجربة الشيخ خير من عزم الفتي.

129 -

رب أخ لك لم تلده أمُكَ

يعني به الصديق. فإنه ربما أربى على الأخ من الأب والأم.

130 -

رب أكلة منعت أكلات

يضرب في ذم الحرص على الطعام والإفراط فيه.

131 -

ربَّ حال أفصحُ من لسان

وقيل: (لسان الحال أبين من لسان المقال) .

132 -

ربَّ رمية من غير رامٍ

أي قد تصيب رمية من رام لا يحسنُ الرماية.

133 -

ربَّ ريثٍ يعقب فوتاً

هذا مثل قولهم: (للتأخير آفات)، أي ربما أخر أمر فيفوت. قال الشاعر:

وربما فات بعض القوم أمرهم

مع التأني وكان الحزم لو عجلوا

ص: 273

134 -

ربَّ ساع لقاعدٍ

قد يظفر المرء بغنيمة هي من كد غيره. وقيل: (ورب امرئ يسعى لآخر قاعد) . وقيل: (هذا يصيد وهذا يأكل السمكا) .

135 -

رب علجلة تهب ريثاً

الريث: البطء. ويفسر المثل قولهم: (في الثاني السلامة، وفي العجلة الندامة)، وقول الشاعر:

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزللُ

وفي مثل آخر: (الخطأ زاد العجول)، قال الشاعر:

تأن في الشيء إذا رُمته

لتدرك الرشدَ من الغيَّ

وقال آخر:

تأن ولا تعجل بلومك صاحباً

لعل له عذراً وأنت تلوم

136 -

ربما خان النمصيح المؤتمن

يضرب في ترك الاعتماد على أبناء الزمان لقلة الناصحين.

137 -

رجع بخفي حُنين

يضرب عند الرجوع بالخيبة.

138 -

رضيت من الغنيمة بالإياب

يضرب عند القناعة بالسلامة، قال امرؤ القدس:

لقد طوفت ما في الآفاق حتى

رضيت من الغنيمة بالإياب

139 -

زُر غباً تزددْ، حُباً

الغِب بالكسر: ورود الماء أو الزيارة يوماً بعد يوم. قال الشاعر:

إذا شئت أن تقلي فزر متواتراً

وإن شئت أن تزداد حباً فزرْ غباً

ص: 274

140 -

سبقَ السيف الغذلّ

العذل: الملام. يضرب في الأمر الذي لا يقدر على ردهِ. قال الطغرائي:

إن كان ينجع شيء في ثباتهمُ

على العهود وفسبق السيف للعذلِ

141 -

سحابة صيف عن قريب تقشعُ

يضرب احتمال انقضاء الشيء وشيكا.

142 -

سقط في يدهِ

يضرب للنادم، فإنه يضرب إحدى يديه بالأخرى تندماً وتحسراً.

143 -

صاحت عصافيرُ بطنِهِ

قال الأصمعي: العصافير: الأمعاء. يضرب للجائع.

144 -

صدرك أوسع لسرَك

يضرب في الحث على كتمان السر. قال المعري:

النجمُ أقرب من سر إذا اشتملت

مني على السر أحشاءٌ وأضلاعُ

وقال المتنبي:

وللسر مني موضع لا يناله

نديم ولا يقضي إليه شرابُ

145 -

صرحَ الحق عن محضه

أي أنكشف الباطل واستبان الحق فغرف. قال تعالى:

{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .

146 -

ضغثٌ على إبالهْ

الإبَّالة: الحزْمة من الحطب. والضغث: قبضة من حشيش مختلطة الرطب باليابس. ومعنى المثل: بليةٌ على أخرى.

ص: 275

147 -

طارت عصافير رأسهِ

يضرب للمذعور، أي كأنما كانت على رأسه عصافير فلما ذُعر طارت.

148 -

طرفُ الفتى يخبر عن لسانه

ويروي عن ضميره. وقال بعض الحكماء: (لا شاهد على غائب أعدل من طرف على قلب) . قال الشاعر:

العين تبدي الذي في نفس صاحبها

من المحبة أو بعضِ إذا كانا

والعين تنطق والأفواه صامتة

حتى تري من ضمير القلب تبيانا

149 -

طوقَ عمله طوق الحمامة

أي لزمته الفعلةُ لزوم الطوق للحمامة لأنه لا يفارقها.

150 -

طوى عنه كشحاً

الكشحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي. والكاشح: الذي يطوي كشْحهُ على العداوة. يقال: طوى عني كشحاً، وضرب عني صفحاً، وأدرجني في طي النسيان. قال الشاعر:

وصاحب لي طوى كشحاً فقلت له

إن انطواءك هذا عنك يطويني

151 -

عاد الأمرُ إلى نصابه

يضرب في الأمر يتولاه أربابُه. والنصاب: الأصل.

152 -

علمان خير من علم

يضرب في مدح المشاورة والبحث. قال الشاعر:

شاور سواك إذا نابتك نائبة

وإن تكن أنت من أهل المشوراتِ

153 -

على الخبير ستقطتَ

الخبير: العالم ومعنى سقطت عثرت.

ص: 276

154 -

عند الرهان يعرفُ السوابقُ

يضرب للذي يدعي ما ليس فيه. قال الشاعر:

كل من يدعي ما ليس فيه

كذبته شواهدُ الامتحان

155 -

غمامُ أرض جاد آخرينا

يضرب لمن يعطي الأباعد ويترك الأرقاب. قال الشاعر:

فيالكَ بحراً لم أجد فيه مشرباً

على أن غيري واجد فيه مسبحاً

156 -

غمرتٌ ثم ينجلين

الغمرات: الشدائد. يضرب في احتمال الأمور العظام والصبر عليها.

157 -

فقدُ الإخوان غُربٌة

من قوله:

وما غربةُ الإنسان في غربة النوى

ولكنها والله في عدم الشكلِ

وقال أبو تمام:

وقلبت أخي قالوا أخ ذو قرابة؟

فقلت لهم إن الشكوك أقاربُ

158 -

فلما اشتد ساعده رماني

يقال في العقوق. وهو من قول الشاعر:

أعلمه الرماية كل يوم

فلما اشتد ساعده رماني

وكم علمتُه نظام القوافي

في قال قافية هجاني

159 -

فمن نجا برأسه فقد ربح

الليل داج والكباش تنتطحْ

نطاحَ أسد ما أراها تصطلح

فن نجا برأسه فقد ربح

الكباشُ: سادة القوم. ويقال: انتطحت الكتائب. قال الشاعر:

وإنا لمما يضرب الكبشَ ضربة

على رأسه تلقي اللسان من الفمِ

ص: 277

160 -

فيه سدادٌ من عوزٍ

السدادُ بالكسر: ما تسدد به الخَلة. والعوزُ: الحاجة والفقر. يضرب للقليل يسد به الحاجة. قال الشاعر:

أضاعوني وأي فق أضاعوا

ليوم كريهة وسداد ثغرِ

والسدادُ بالفتح: الصواب.

161 -

قتَلَ أرضاً عالمُها

أصل القتل التذليل. يقال: قتلت الخمر: إذا مزجتها بالماء.

ويقال في ضده: (قتلت أرضٌ جاهلها) .

يضرب لمن يباشر أمراً لا علم له به.

162 -

قد أحزمٌ لو أجزمُ

الحزم: ضبط الرجل أمره. يريد: إن عزمت الرأي فأمضيُته فأنا حازم وإلا لم ينفعني حزمي. قال الشاعر:

إذا َهم ألقى بين عينيه عزمَه

وتكبَ عن ذكر العواقب جانبا

نكبَ عنه: مال وعَدَلَ.

163 -

قد ألقى العَصا

إذا استقر من سفَر أو غيره. قال الشاعر:

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قرَّ عيناً بالإياب المسافرُ

164 -

قد نجّذته الأمورُ

يضرب لمن أحكمته التجارب. قال الشاعر:

أخو خمسين قد تمت شذاتي

ونجَّذني مداورة الشؤون

الشذاة: كقناة بقية القوة والشدة. والناجذ: آخر الأضراس.

ص: 278

165 -

قطعت جهيزة قول كل خطيب

جهيزه: اسم امرأة، أخبرت فريقين متخاصمين بخبر كان فصل الخطاب.

166 -

قلبَ له ظهر المجنَّ

المجنُّ: الترس. يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد.

167 -

كأن على رؤوسهم الطير

يضرها للساكن الوادع لأن الطير لا تسقط إلا على ساكن.

168 -

كل امرئ في بيته صبيَّ

أي يطرح الحشمة ويستعمل الفكاهة في أهله وذويه.

169 -

كل إناء يرشح بما فيه

ويروي: ينضح بما فيها، أي يتحلب، ومعناه يسيل. أي يصدر المرء عما عليه رُبيّ.

170 -

كل ذي نعمة محسودٌ

يفسر في قولهم: ذو الفضل يحسده ذوو التقصير. قال الشاعر:

حسدوا الفتى إذا ينالوا شأوهُ

فالكل أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسداً وبغياً إنه لذميمُ

171 -

كالغراب والذئب

يضرب للرجلين بينهما موافقة؛ لأن الذئب إذا أغار على غنم تبعه الغراب ليأكل ما فضل عنه.

172 -

كالقابض على الماء

يضرب لمن يرجو أمراً مستحيلاً. قال الشاعر:

ص: 279

فأصبحتُ من ليلى الغداة كقابضِ

على الماء لا يدري بما هو قابضُ

ويروى عجزه أيضاً: (على الماء خانته فروجُ الأصابع) .

173 -

كل لياليه لنا حنادسُ

الحندسُ: الليل الشديد الظلمة. يضرب لمن لا يصلك منه إلا ما تكره.

174 -

كلامٌ كالعسل وفعل كالأسلِ

الأسلُ: الرماح. يضرب لاختلاف القول والفعل. ومثله: (كلام ليَّن وظلم بين)، وكذلك:(لسان من رطب ويدٌ من خشب) . قال الشاعر:

يُعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ منك كما يروغ الثعلب

175 -

كالمستغيث من الرمضاء بالنار

يضرب لمن هرب من خلةٍ أي (خصلة) مكروهة فوقع ما أشد منها، وهو من قول الشاعر:

المستجير بعمرو عند كُربته

كالمستجير من الرمضاء بالناء

176 -

كما تدينُ تدانُ

أي كما تجازَي تُجارَي. يعني كما تعمل تجازى إن حسناً فحسن وإن سيئاً فسيئّ. ويقال: كما تزرع تحصد. يضرب في الحث على فعل الخير.

177 -

كمجير أم عامرٍ

أم عامر لقب الضبُع. طردها مرة قوم فلجأت إلي خباء أعرابى فحماها منهم وسقاها ماءً ولبناً. فلما نام وثبت عليه وبقرت بطنه فقال أخوه:

ومن يصنع المعروف في غير أهله

يلاقِ الذي لاقى مجيرُآم عامِر

178 -

كانت بيضةّ الديك

يضرب لما يكون مرة واحدة. قال بشار:

ص: 280

قد زرتني زورةٌ في الدهر واحدة

ثني ولا تجعليها بيضة الديكِ

179 -

كنباحِ الكلاب

ذلك أن الكلب في البادية يعيش في العراء والمطر يؤذيه فإذا أبصر غيماً. نبحه. وقد قيل: (كالكلب ينبح من بعُد على القمر) . وقيل أيضاً: (هل يضر السحابة نبح الكلاب) .

180 -

لا أصل له ولا فصل

يعني لا حَسَبَ له ولا نُطق.

181 -

لا في العير ولا في النفير

قاله أبو سفيان بن حرب. يضرب للرجل يحطُّ أمره ويصغر قدرُه.

182 -

لا لعاً له

يقال للعاثر: (لعاً لهُ) إذا دعوا لهُ. و (لا لعاً لهُ) إذا دعوا عليه.

قال المتنبي:

عثرت بسيري نحو مصرَ فلا لعاً

بها ولعاً في السير عنها ولا عثرا

وقال الأخطل:

فلا هدى الله قيساً من ضلالتهم

ولا لعاًَ لبني زكوان إذ عثروا

183 -

لا ناقتي في هذا ولا جملي

يضرب عند التنصل من الظلم والإساءة قال الراعي:

وما هجرتك حتى قلت معلنة

لا ناقة لي في هذا ولا جملُ

184 -

لا يذهب العرفُ بين الله والناس

قاله الحُطيئة وصدره: (من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ) ، يضرب للحث على عمل الخير والمعروف.

ص: 281

185 -

لا يشقُّ غبارُهُ

أي لا غبار له فيشق من سرعة عدوه، أي لا يُجارى، قال النابغة:

أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني

تحت العجاج فما شققت غباري

186 -

لا يعدمُ مانع عِلةٌ

يضرب لمن يعتل فيمنع شحاً وإبقاء على ما في يده.

187 -

لبس له جلد النمر

يضرب في إظهار العداوة

188 -

لعلَّ له عذراً وأنت تلومُ

ومن قول الشاعر:

تأن ولا تعجل بلومك صاحباً

لعَلَّ له عذراً وأنت تلومُ

وقال أكثم بن صيفي: (رب ملومٍ لا ذنب له) .

يضرب لمن يلومُ امرَأ على أمر وهو يجهل عذرهُ.

189 -

لقد أسمعت لو ناديت حياً

يضرب لمن يوعظ فلا يقبلُ. وكامل البيت:

لقد أسمعت لو ناديت حيّاً

ولكن لا حياة لمن تُنادي

190 -

لكلَّ ساقطة لاقطةٌ

هو من قوله الشاعر:

لكل ساقطة في الحي لاقطة

وكل كاسدة يوماً لها سوقُ

191 -

لكل مقام مقالٌ

أي لكل أمرِ قول لا يحسنُ في غيره.

ص: 282

192 -

لله دَرُّهُ

أي خيره وعطاؤه وما يؤخذ منه. يقال لكل متعجبِ منه.

193 -

لوْ ذاتُ سوارٍ لطمتني

المعنى: لو ظلمني من كان كفؤاً لي لهان عليَّ. ولكن ظلمني من هو دوني وذات السوار هي الحرة لأن العرب قلما تلبسُ الإماء الأساور.

194 -

لولا الوئام لهلك الأنائمُ

الوئامُ: الموافقة. أي لولا توافق الناس في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكةُ.

195 -

ما حك ظهري مثل يدي

يضرب في ترك الاتكال على الناس. قال الشاعر:

ما حك جلدك مثل ظفرك

فتول أنت جميع أمركْ

وقال الطغرائي:

وإنما رجل الدنيا وواحدها

من لا يعول وفي الدنيا على رجُل

196 -

ما ضاعَ من مالك ما وعظكَ

قاله أكثم بن صيفي ومعناه: إذا ذهب من مالك شي اتعظت به فما هو بضائع.

197 -

ما عدا مما بَدَا

أي ما منعك مما ظهر لك أولاً؟ قاله الإمام علي كرم الله وجهه.

198 -

مضي لطيتِهِ

الطيةُ: الجهة التي إليها يطوي البلاد. يقال: أين طيئُكَ؟ وأين أمُّك؟ أي قصدك.

ص: 283

199 -

معاتبة الأخ خير من فقده

والمعنى: لأن تعاتبه ليرجع إلى ما تُحبُّ خير من أن تقطعه فتفقده.

ويقال: (ظاهر العتاب خير من باطن الحقد) .

ويقال: (ويبقى الود ما بقي العتابُ) .

والعامة تقول: (العتاب صابون القلب) .

200 -

مقتل الرجل بين فَكيهِ

قاله أكثم بن صيفي. يضرب في وجوب حفظ اللسان. قال الشاعر:

اِحفظ لسانك لا تقول فتبتلى

إن البلاء موكل بالمنطق

وقال آخر:

احفظ لسانك أيها الإنسان

لا يلدغنك إنه ثعبانُ

201 -

ملحُهُ على ركبَتِه

يضرب لمن لا ذمام له. والعامة تقول: ملحه على ذيله.

202 -

من الحبَّة تنشأ الشجرةُ

آي من الأمور الصغار تنتج الكبار. ومثله: (العصا من العصيَّة والحيَّة من الحُييَّة)، ومثله:(ومعظم النار من مستصغر الشرر) .

203 -

من الرفش إلى العرش

يعني كان نازلاً فصار مرتفعاً. قال الشاعر:

بالأمس كنا عبيداً قي منازلنا

واليوم صرنا ملوك السهل والجبَل

204 -

من عز بزْ

قالته الخنساء:

كأن لم يكونوا حميّ يُتقى

إذا الناس إذ ذاك من عز بَزا

أي من غلب سلبَ.

ص: 284

205 -

من غربل الناس تخلوهُ

أي من فتش عن أمور الناس وأصولهم وتقصى عيوبهم بالغربال. دققَ الناس عنه بالمنخل. (وهو أضيق عيناً من الغربال) .

يضرب في عدم الخوض في أعراض الناس.

206 -

من قلَّ ذلَّ

من قلَّ أنصاره غُلبَ. قال النابغة:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له

وتتقي مربضَ المستنفر الحامي

207 -

من قنعَ بما هو فيه قرتْ عينُهُ

أي من رضي باليسير طابت معيشته. قال الشاعر:

غني النفس ما يكفيك من سدَّ خلةٍ

فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقْرا

208 -

موالينا كثر ما احتاجوا إلينا

الموالي: المناصرون. قال الشاعر:

موالينا إذا افتقروا إلينا

وإن أثروا فليس لنا موالي

أي هم أصحابنا ما داموا محتاجين إلينا فإذا استغنوا انصرفوا عنا.

209 -

نفسُ عصام سودتْ عصاما

وتتمته: (وعلمته الكرَّ والإقداما) و (صيرتهُ ملكاً هماماً) .

وفي المثل: (كن عصامياً ولا تكن عظامياً) أي أفتخر بنفسك لا بآبائك.

وقال الشاعر:

إذا ما الحيُّ عاش بعظم ميتِ

فذاكَ العظَمُ خي وهو ميتُ

210 -

هذه بتلك والبادي أظلمُ

أي واحدة بواحدة.

ص: 285

211 -

هلك من تبع هواهُ

قال الشاعر:

وعاص الهوي الُمردي فكم من محلقٍ

إلى الجو لما أن أطاع الهوى هَوى

212 -

هما كفرسي رهانٍ

يضرب للاثنين إنما غاية يستبقان فيستويان. ومثله (هما كركبتي البعير) .

213 -

هو إمعهْ

إمعةٌ وإمعٌ: الرجل الضعيف الرأي الذي يقول لكل: (أنا معك)، قال الإمام علي:

ولستُ بإمعةٍ في الخطو

ب أسائلُ هذا وذا ما الخبرْ

214 -

هو على حبْل ذراعكَ

أي هو أمره إليك.

يضرب في قرب المتناول.

215 -

هو كدُودَةِ القزَّ

تعمل لغيرها وتُهلك نفسها. قال الشاعر:

كدودٌ كَدود القز يعمل دائباً

ويهلك غماً بالذي هو ناسحُهْ

ومثله (كفأرة المسك يؤخذ خشوها ويُنبذ جرمُها) . ويقال:

(هو كصحيفة المسَن) لأنها تأخذ ولا تقطع. قال الشاعر:

يا حَجَرَ السن حتى متى

تسُّن الحديَ ولا تقطعُ

216 -

هو مثل النعامة

إن أريد تحميلها قالت: أنا طائر. وإن أريد تطيرها قالت: أنا ناقة. قال الشاعر:

ص: 286

مثل النعامة إن قيل احملي لحقتْ

بالطير أو طيرت صارت مع الإبل

217 -

وافق شنَّ طبقةٌ

كان شن من دهاة العرب وعقلائهم، فجعل يضرب في الأرض رجاء أن يظفر بامرأة ممثله يتزوجها إلا أن خطير بما يصبو إليه وتزوج من (طبقة) وكانت تضارعه فطنة وعقلاً. فقال الناسُ:(وافق شن طبقة) ، فذهب قولهم مثلاً يضرب. لكل متماثلين.

218 -

وبعد بلاء المرء فاذمُم أو احْمَدِ

أي لا تحكم إلا بعد الاختبار. قال الشاعر:

لا تحمدن امرأحتى تجربه

ولا تذمنه من غير تجريب

وقيل: (لا تهرف بما لا تعرف)، الهرفُ: الإطناب بالمدح.

يضرب لمن يتعجل بمدح الشيء قبل تمام معرفته.

219 -

وعند جُهَيْنةَ الخبر اليقين

يضرب في أن الخبر الموثوق يكون عند العالم به حقاً دون غيره.

220 -

وهل يخفى القَمر

يضرب للأمر المشهور. قال ذو الرُّمة:

وقد بهرْت فما تخفى على أحدٍ

إلا على أحد لا يعرف القَمَرا

221 -

يا طبيبُ طبَّ لنفسِكَ

وقالوا: (طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ) . يضرب لمن يدعي علماً لا يحسنه.

222 -

يبني قصراً ويهدم مصراً

يضرب لمن شره أكثر من خيره.

ص: 287

223 -

يتلونُ تلوُّن الحرباء

الحرباء: حيوان على هيئة السمك يتلون ألواناً. وإذا رأى ما يروعه تشكل بشكل ينفر منه من يريده بسوء. يضرب لمن لا يثبت على حالة.

224 -

يداك أوكتا وفوك تفَخَ

شوهد رجل يهم باجتياز النهر على ظهر قربة نفخها ولم يحكم ربط فمها. فلما توسط الماء انحل الوكاءُ وأنسل الهواءُ فجعل يتخبط ويصرخ: فقيل له:

يداك أوْكتا وفوك نفخ

ونفسك الجاني علام الصرخ

هم بالأمر: أراده. وأهمه الأمر: أقلقه وأحزنه. أوكتا: شدتا الوكاء، وهو حبل يشد به رأس القربة. يضرب لمن لا يحكم أموره ويقع في شر عمله.

225 -

يرعدُ ويبرُقُ

رعدَ الرجل وبرَق: إذا هدد. قال الشاعر:

أبرق وأرعد يا يزيدُ

فما وعيدُك لي بضائرْ

226 -

يشجُّ ويأسُو

أي يجرح ويداوي، يضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة. قال أبن زيدون:

ما على ظني باسُ

يجرحُ الدهرُ وياسو

وقال آخر:

إني لاكثر مما سُمتني عجباًً

يد تشجُّ وأخرى منك تأسوني

والتأسية: التعزية.

227 -

يعلمُ من أين تؤكل الكتفُ

ويروى (من حيث تؤكل الكتف) . يضرب للرجل الداهية.

ص: 288

228 -

يمشي رويداً ويكونُ أولاً

يضرب للرجل يُدرك حاجته في دعةٍ وتؤدة. قال الشاعر:

تسألني أم الوليد جملاً

يمشي رويداً ويكون أولا

229 -

يصبحُ ظمآن وفي البحر فُمهُ

يضرب لمن عاش بخيلاً مثرياً

230 -

يغرِف من بحرٍ

يضرب لمن ينفق من ثروة.

231 -

كالقرِلَى إن رأى خيراً تدَلّى أو رأى شراً تولّى

القرلّى: طائر مائي عين منه على الماء وعين إلي السماء، فإن رأى في الماء صيداً انقض عليه. وإن رأى في الجو جارحاً ولى هارباً. يضرب لمن يهجم على الغنم ويهرب من الغرْمِ.

ص: 289