المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخاتمةفي علم الكتابة - اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل

[محمد علي السراج]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌القسم الأولالنحو والصرف

- ‌تعريف وتمهيد

- ‌الكلام على الفِعْلِ

- ‌الباب الأولفي الماضي والمضارع والأمر

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابوَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ

- ‌الباب الثانيفي المجَرَّدِ والمزيدِ

- ‌الُمجردُ

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌كيف يتصرف المضارع من الماضي

- ‌أمثلة

- ‌الباب الرابعفي الُمعتل والصحيح

- ‌شواهد

- ‌الباب الخامسفي التام والناقص

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابمنْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ

- ‌أفعال المقاربة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابعسى الله أن يأتي بالنصر

- ‌الباب السادسفي اللازم - والمتعدي

- ‌أمثلة الفعل اللازم

- ‌أمثلة الفعل المتعدي

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعراب{إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}

- ‌الباب السابعفي المبني للمعلوم والمبني للمجهول

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌فائدة

- ‌إعرابأعطى المحسنُ السائل حسنةّ

- ‌البابُ الثامنُفي المؤكد وغير المؤكد

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا تيئسُنّ إذا كبوتم مرة

- ‌البابُ التاسعُفي المعرب والمبني

- ‌أمثلة المضارع

- ‌أمثلة الماضي

- ‌أمثلة الأمر

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا تمدحنْ امراً حتى تجربه

- ‌البابُ العاشرُفي نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري

- ‌أمثلة

- ‌إعرابلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌‌‌فوائد

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابمنْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ

- ‌الكلام على الاسم

- ‌الباب الأولفي الجامد والمشتق

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌شواهد

- ‌فصل في المشتقَّ

- ‌اسم الفاعل

- ‌عمل اسم الفاعل

- ‌فائدة

- ‌شواهد

- ‌إعرابكلانا ناظرٌ قمراً

- ‌اسم المفعول

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعراببكرّ مُعطىّ أبوهُ وِسَاماً

- ‌الصفةُ الُمشبهَةُ

- ‌فائدة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌عمل اسم التفصيل

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعرابأرأيت كتباً أسرع في يده للقلم منه في يد نصرِ

- ‌اسما الزمان والمكان

- ‌أمثلة

- ‌فائدة

- ‌اسم الآلة

- ‌أمثلة

- ‌الباب الثانيفي المجرد والمزيد

- ‌المزِيدُ

- ‌الباب الثالثفي المقصور والمنقوص والممدود

- ‌أمثلة المقصور

- ‌أمثلة المنقوص

- ‌أمثلة الممدود

- ‌الباب الرابعفي المفرد والمثنى والجمع

- ‌أمثلة

- ‌فائدة

- ‌الجمعُ

- ‌أمثلة

- ‌فائدتان

- ‌الباب الخامسفي التذكير والتأنيث

- ‌فوائد

- ‌الباب السادسفي النكرة والمعرفة

- ‌فوائد

- ‌إعرابتلك العصا من هذه العصُية

- ‌خواص الأسماء الموصولة:

- ‌الباب السابعُفي المنصرف وغير المتصرف

- ‌تنبيه

- ‌الباب الثامنفي المبني والمعرب

- ‌فوائد

- ‌إعراب(إدا قالت حذام فصدقوها)

- ‌المطلب الأولالمرفوعات

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعرابرأينَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي

- ‌نائب الفاعل

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌المبتدأ والخبرُ

- ‌إعراب1 -أقادمٌ أخواك

- ‌شواهد

- ‌إن وما ولا ولاتَ

- ‌أمثلة

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌إعراب1 -وما كل هاو للجميل بفاعل

- ‌خبر إنَّ وأخواتها

- ‌لا النافية للجنس

- ‌إعراب اسم لا وبناؤه

- ‌فوائد

- ‌إعرابلا شاهد زور موفقٌ:

- ‌المطلب الثانيالمنصوبات

- ‌فوائد

- ‌المفعولُ المطلَقُ

- ‌شواهد

- ‌إعرابتبًّا لفعل الخونةِ

- ‌المفعول لأجله

- ‌شواهد

- ‌إعرابلا أقعُدُ الجُبْنَ

- ‌المفعول فيه

- ‌فوائد

- ‌المفعول معه

- ‌تنبيه

- ‌شواهد

- ‌الحالُ

- ‌عامل الحال وصاحبها

- ‌وقوع الحال جملة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابأرى العيش بين المدن مرّاً

- ‌التمييز

- ‌تمييز العدد

- ‌كناياتُ العدد

- ‌شواهد

- ‌المنادي

- ‌فائدة

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعرابيا غافلاً تنبهْ:

- ‌المطلب الثالثفي جر الاسم

- ‌بعض أحكام الإضافة:

- ‌الكلامُ على الحرفِ

- ‌تتمة

- ‌التوابع

- ‌العطفُ

- ‌التوْكيدُ

- ‌عطف البيان

- ‌التعجبُ

- ‌أمثلةٌ

- ‌فوائد

- ‌شواهد

- ‌حبذا ولا حبذا

- ‌أمثلة نعمَ ويئسَ

- ‌أمثلة ما جري مجراهما

- ‌فائدة

- ‌شواهد

- ‌إعرابنعمَ امراً هرِمٌ

- ‌أحكام التصغير:

- ‌فوائد

- ‌أمثلة

- ‌النسبُ

- ‌تنبيه

- ‌أمثلة

- ‌الإبدالُ

- ‌شواهد

- ‌أمثلة

- ‌إعلال اسم المفعول

- ‌الاختصاص

- ‌فائدتان

- ‌شواهد

- ‌إعرابلنا معشرَ الأنصار مجدٌ مؤثلٌ

- ‌الاشتغال

- ‌شواهد

- ‌تنبيه

- ‌التحذير والإغراء والتنازع

- ‌شواهد

- ‌إعراب{نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}

- ‌الاستغاثةُ

- ‌شواهد

- ‌النُّدبَةُ

- ‌شواهد

- ‌إعرابوامَنْ حفرَ بئْرَ زمْزَماهْ

- ‌أمثلة

- ‌الجمل التي لا محل لها من الإعراب

- ‌أمثلة

- ‌شواهد

- ‌إعراب أسماء الشرطِ الجازمِة

- ‌إعراب1 -ما تنقصِ الأيامُ والدَّهْرُ ينفدْ

- ‌شواهد

- ‌إعرابإذا الخطوب توالتْ تولَّتْ

- ‌ضمير الشأْنِ

- ‌شواهد

- ‌إعرابأيقنت أن سيكون بدراً كاملاً

- ‌الوقفُ

- ‌الوقفُ في المنقوص والمقصورِ:

- ‌تحرير الألفاظ

- ‌المبحث الأولُفي الوصل والفصلِ

- ‌تنبيه

- ‌المبحثُ الثانيفي الألف اللينة

- ‌شواهد

- ‌المبحث الثالثفي الهمزة اليابسة

- ‌شواهد

- ‌المبحث الرابع في الزيادة والحذف

- ‌المبحث الخامساسم المفعول من الثلاثي المعتل العين

- ‌المبحث السادسوزن (مفعول) من الصفات

- ‌فائدة

- ‌القسم الثانيبلاغة وعروض

- ‌توْطئةٌالبلاغة والجمال

- ‌عُلوم البلاغةِ

- ‌علم المعاني

- ‌شواهد

- ‌التقديم والتأخير

- ‌التخصيص:

- ‌تنبيهٌ

- ‌الإيجاز والإطنابُ

- ‌علم البيان

- ‌ التشبيه

- ‌شواهد

- ‌تنبيه

- ‌المجازُ

- ‌شواهد

- ‌شواهد

- ‌الكنايِة

- ‌أقسام الكناية

- ‌شواهد

- ‌علم البديع

- ‌محسنات معنويةٌ

- ‌المدح بمعرض الذم:

- ‌محسنات لفظية

- ‌علم العروض

- ‌‌‌تنبيه

- ‌تنبيه

- ‌البحورُ

- ‌البحر الطويل

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌البحر البسيط

- ‌البحر الوافر

- ‌أمثلة

- ‌الكامل

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌الرجزُ

- ‌أمثلة

- ‌السريع

- ‌أمثلة

- ‌الخفيفُ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌المتقاربُ

- ‌المتدارك ويسمى المحدثَ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌البحر المنْسَرحُ

- ‌‌‌أمثلة

- ‌أمثلة

- ‌فنون الشعر

- ‌الموشح

- ‌بحر السلسلة

- ‌التضمين

- ‌التشطير

- ‌التخميس

- ‌القسم الثالثفي اللغة والأمثال

- ‌المجموعة الأولىالمختار من فرائد اللغة

- ‌ملحقٌ غير مرتب على الهجاء

- ‌الأعضاءُثلاثة أقسام:

- ‌المتخيرُ من فقهِ اللغة للثعالبي

- ‌كليَّاتٌ

- ‌صفات

- ‌المطرُ

- ‌في أخلاق الإنسان

- ‌الجمال

- ‌الأمكنَة

- ‌الجماعَات

- ‌العلمُ والرجاحَة

- ‌الطرُقُ

- ‌من شوارد الأوزان

- ‌المنتخب من أمثال العرب

- ‌الأمثالفي أبيات الشعراءوأقوال الحكماء

- ‌الخاتمةفي علم الكتابة

الفصل: ‌الخاتمةفي علم الكتابة

‌الخاتمة

في علم الكتابة

عرفه العلماء بأنه علم بأصول يُعرفُ بها تأدية الكتابة على وجه الصحة.

وقيل أيضاً: هو قانون تعصم مراعاته من الخطأ في (الخط) كما تعصم قواعد النحو من الخطأ في (اللفظ) .

وينحصر موضوعه في أربعة أبواب:

1 -

الحروف التي تفصل في موضع وتوصل في موضع آخر، مثل حرف (ما) في نحو: طال ما وطالما، وإن ما وإنما، وقل ما وقلما وغيرها.

2 -

الحروف التي تُبدل نحو: نما ورمى أصلها نمو ورمَي. ومثلها: سماء وبناء واتقاء وازدراء وغيرها.

3 -

الحروف التي تزاد نحذو الألف في: أكلوا وشربوا. والواو في عمرو.

4 -

الحروف التي تنقص كحذف الواو من داود وطاوُس وغيره.

وكان أرباب الفصاحة من السلف يلزمون أنفسهم بأصول الكتابة لتكون صحيحة خالية مما يُعاب وينقد، ويلحنون من يحيد عن قواعد الكتابة حرصاً على سلامة اللغة ونقائها. وكان الخلفاء والولاة يقدمون أهل اللغة والأدب، ويغدقون عليهم الأموال تكريمً لهم وترغيباً لمن يسير على نهجهم. حدث أبو بشير

ص: 296

محمد بن فالح عن النضر بن شُميل قال: "كنت أدخل على المأمون في سمرِه، فدخلت عليه ذات ليلة، فجرنا الحديث إلى ذكر النساء، فقالت المأمون: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمهالها كان فيها سداد من عوزٍ. فقلت: "سدادٌ من عوز"، فقال المأمون: ويحك يا نضر أتلحنني؟ قلت: السداد ههنا لحنٌ، وكان هُشيم لحَّانة فتبعه أمير المؤمنين بلفظه. قال: وما الفرق بينهما؟ قلت: السداد: القصد بالدين والسبيل. والسداد (بالكسر) : البُلغة. وما سددت به شيئا فهو سداد. قال: وتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم، العرجي يقول:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

ليوم كريهة سدادِ تغرِ

قال المأمون: قبح الله من لا أدب له. ثم قال: ما مالكَ يا نضر؟ قلت: أريضة لي بمروَ أتصابُّها وأتمززها. فأمر لي بخمسين ألف درهم وزاد عليها الفضل بن سهل ثلاثين ألفاً. فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفاده مني.

* * *

والكتابةُ والكتابُ والكتبُ مصادر فعل (كتبََ) : إذا خط بالقلم وضمَّ وجمع. يقال: كتَبَ قرطاساً إذا ضم فيه حروفاً وجمعها إلي بعضها.

وكتب كتائب الجيش: إذا جمعها. ويستعار الكتب بمعنى الطعن. ومنه قوله

البوصيري:

والكاتبون بسمْر الخط ما تركتْ

أقلامُهم حرف جيم غير منعجم

ص: 297

وشاع إطلاق الكتابة عرفاً على أعمال الكتابة باليد وتصوير الحروف ونقشها. واصطلاحاً عند الأدباء على صناعة الإنشاء بدليل قولهم: "بُدئت الكتابة بعبد السيد وختمت بابن العميد". ويقولون: فلان شاعر وفلان كاتب أي: منشئ. قال الشاعر:

وما كل من لاق اليراعَ بكاتب

ولا كل من راش السهام بصائب

ومن الألفاظ المرادفة للكتابة بالمعنى: الخط والسطر والسْفر والزبرُ والرسْم والرقم والتحرير.

ولما كان الخط وعاء الكتابة وقوامها حسُن أن نورد ما ذكره العلماء المؤرخون بشأن الخطوط عامة والخط العربي خاصة:

قال ابن خلكان وتبعه الدميري في حياة الحيوان والحلبي في السيرة: "إن كتابات الأمم في المشرق والمغرب اثنتا عشرة كتابة، خمس منها ذهب من يعرفها وهي الحميرية والقبطية والبربرية واليونانية والأندلسية. وثلاث فقد من يعرفها في بلاد الإسلام ومستعملة في بلادها وهي: الهندية والصينية والرومية. وأربع منهما باقية ومستعملة في بلاد الإسلام وهي السريانية والفارسية والعبرانية والعربية".

والحميرية هي خط أهل اليمن قوم هود وهم عاد الأولى، وكانت كتابتهم تسمى (المُسند) . وقال المقريزي في الخطط:" الخط المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد ". وقال السيوطي في المزهر: "المشهور عند أهل العلم أن أول من كتب بخطنا عرب طيب طي، ثم علموه أهل الأنبار، ومنهم انتشرت الكتابة في العراق الحيرة وغيرها". وقال النووي: "إن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة".

ص: 298

وقال ابن خلدون في المقدمة: "إن أهل الحجاز لقنوها (أي الكتابة) من الحيرة، ولقنها أهل الحيرة من التبابعة وحمير، وهو أليقُ الأقوال".

* * *

ولما بزغت شهس الإسلام في الحجاز وكتب القرآن في المصاحف منقوطاً مشكولاً تحسن الخطة وساير الحضارة في بلاد العرب والإسلام تقدماً وإزدهاراً على يد المبدعين من نوابغ الخطاطين حتى بلغ غاية الجمال والكمال على يد الوزير أبي علي بن مقلة الذي جاء على رأس القرن الثالث للهجرة، فهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها. وعنه انتشر الخط المعروف في مشارق الأرض ومغاربها قال أبو حيان التوحيدي في رسالته (علم الكتابة) فيما رواه عن ابن الزنجي قال:"أصلح ألخطوط وأجمعها لأكثر الشروط، ما عليه أصحابنا في العراق؛ فقيل له: ما تقوم في خط ابن مقلة؟ قال: ذاك نبيُّ فيه، أُفرغّ الخط في يده كما أوحي إلي النحل في تسديس أبياتها".

وقال الصاحب بن عباد:

خط الوزير ابن مقلة

بستان قلب ومقله

وقال آخر:

وأجاد السطور في صفحة الخدَّ

ولم لا يجيد وهو ابن مقله

واستمر الخط العربي يتطور إبداعاً وجمالاً، وتعددت أنواعه، فكان منها الكوفي الرائع والديواني والفارسي والنسخ والثلث، ورسمت الطغراء، وكتبت المصاحف موشاة بماء الذهب ومنقطة بالألوان المتآلفة.

وفي حسن الخط قال إبراهيم الصولي: "يوصف الخط بالجودة إذا اعتدلت أقسامه، وطالت ألفه ولامه، واستقامت سطوره، وضاهى صعوده حدورُه،

ص: 299

وتفتحت عيونه، ولم تشتبه راؤه ونونه، وأشرق قرطاسه، وأظلمت أنفاسه، واندمجت وصوله، وتناسب دقيقه وجليله".

وقال ابن المعتز في خطاط:

إذا أخذ القرطاس خلت يمينه

تفتّضح نوراً أو تنظم جوهرا

وقال أحدهم في بلاغة إبراهيم الصولي وفي حسن خطه:

يؤلف اللؤلؤ المنثور منطقهُ

وينظم الدرَّ بالأقلام في الكتب

وقال عبيد الله بن عباس: "الخط لسان اليدِ".

وقال أبو هلال العسكري:

الكتبُ عقل شوارد الكلم

والخط خيط في يد الحكمِ

والخط نظم كل منتثر

منها وفصَّل كل منتظمِ

ولما أفلت شمس الحضارة اختفت تلك الخطوط البديعة، ولا تزال مجموعات منها محفوظات عند الهواة وفي خرائط المتاحف، وأصبحت الخطوط سقيمة ولا سيما خطوط الطلاب لفقدان من يدربهم على الخط الصحيح وقواعده القويمة.

ولعل أهل المعرفة في بلاد العرب يسعون لإحياء هذا الفن الجميل.

* * *

ص: 300