المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معرفة طرق الأخذ والتحمل - المزهر في علوم اللغة وأنواعها - جـ ١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌وهذا فهرست انواعه

- ‌(تصدير)

- ‌النوع الأول

- ‌معرفة الصحيح ويقال له الثابت والمحفوظ

- ‌(رأي ابن جني)

- ‌(آراء في علم اللغات)

- ‌تنبيهات

- ‌أقسام العرب

- ‌(حد الوضع)

- ‌مناسبة الألفاظ للمعاني

- ‌(شرائط اللغة)

- ‌(سعة اللغة)

- ‌(أبنية الكلام)

- ‌(بداية التصنيف في اللغة)

- ‌ذِكْرُ قَدْحِ الناس في كتاب العين

- ‌النوع الثاني

- ‌معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت

- ‌النوع الثالث

- ‌معرفة المتواتر والآحاد

- ‌(ألفاظ مستعملة أصلها أعجمي)

- ‌النوع الرابع

- ‌معرفة المرسل والمنقطع

- ‌النوع الخامس

- ‌معرفة الأفراد

- ‌النوع السادس

- ‌معرفة من تُقْبَل روايته ومَن تُرَد

- ‌النوع السابع

- ‌معرفة طرق الأخذ والتحمل

- ‌(القراءة على الشيخ)

- ‌(السماع على الشيخ)

- ‌(الإجازة)

- ‌النوع الثامن

- ‌معرفة المصنوع

- ‌ذكر أمثلة من الألفاظ المصنوعة:

- ‌النوع التاسع

- ‌معرفة الفصيح

- ‌الفصل الأول في معرفة الفصيح من الألفاظ المفردة

- ‌ الغَرَابة

- ‌(التنافر)

- ‌(مخالفة القياس)

- ‌الفصل الثاني في معرفة الفصيح من العرب

- ‌النوع العاشر

- ‌معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات

- ‌أسماء الأيام في الجاهلية

- ‌(أسماء الشهور)

- ‌النوع الحادي عشر

- ‌معرفة الردىء المذموم من اللغات

- ‌النوع الثاني عشر

- ‌معرفة المطرد والشاذ

- ‌النوع الثالث عشر

- ‌معرفة الحوشي والغرائب والشواذ والنوادر

- ‌ذكر أمثلة من النوادر

- ‌النوع الرابع عشر

- ‌النوع الخامس عشر

- ‌(معرفة المفاريد)

- ‌النوع السادس عشر

- ‌معرفة مختلف اللغة

- ‌فوائد:

- ‌النوع السابع عشر

- ‌معرفة تداخل اللغات

- ‌النوع الثامن عشر

- ‌معرفة توافق اللغات

- ‌النوع التاسع عشر

- ‌معرفة المعرَّب

- ‌ذكر أمثلة من المُعرَّب

- ‌فصل في المعرب الذي له اسم في لغة الغرب

- ‌ذكر ألفاظ شك في أنها عربية أو معربة

- ‌النوع العشرون

- ‌معرفة الألفاظ الإسلامية

- ‌النوع الحادي والعشرون

- ‌معرفة المولد

- ‌النوع الثاني والعشرون

- ‌معرفة خصائص اللغة

- ‌النوع الثالث والعشرون

- ‌معرفة الاشتقاق

- ‌النوع الرابع والعشرون

- ‌معرفة الحقيقة والمجاز

- ‌النوع الخامس والعشرون

- ‌معرفة المشترك

- ‌النوع السادس والعشرون

- ‌معرفة الأضداد

- ‌النوع السابع والعشرون

- ‌معرفة المترادف

- ‌فوائد

- ‌ذكر أمثلة من ذلك

- ‌النوع الثامن والعشرون

- ‌معرفة الإتباع

- ‌ذكر أمثلة من الإتباع

- ‌النوع التاسع والعشرون

- ‌معرفة العام والخاص

- ‌الفصل الأول

- ‌الفصل الثاني

- ‌الفصل الثالث

- ‌الفصل الرابع

- ‌الفصل الخامس

- ‌النوع الثلاثون

- ‌معرفة المطلق والمقيد

- ‌النوع الحادي والثلاثون

- ‌معرفة المشجر

- ‌النوع الثاني والثلاثون

- ‌معرفة الإبدال

- ‌النوع الثالث والثلاثون

- ‌معرفة القلب

- ‌النوع الرابع والثلاثون

- ‌معرفة النحت (معرفته من اللوازم)

- ‌النوع الخامس والثلاثون

- ‌معرفة الأمثال

- ‌ذكر جملة من الأمثال

- ‌النوع السادس والثلاثون

- ‌معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات

- ‌الفصل الأول

- ‌في الآباء

- ‌الفصل الثاني

- ‌في الأمهات

- ‌الفصل الثالث

- ‌في الأبناء

- ‌الفصل الرابع

- ‌في البنات

- ‌الفصل الخامس

- ‌في الإخوة

- ‌الفصل السادس

- ‌في الأذواء والذوات

- ‌النوع السابع والثلاثون

- ‌معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف

- ‌النوع الثامن والثلاثون

- ‌معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب

- ‌النوع التاسع والثلاثون

- ‌معرفة الملاحن والألغاز وفتيا فقيه العرب والثلاثة متقاربة وفي النوع ثلاثة فصول

- ‌الفصل الأول

- ‌في الملاحن

- ‌الفصل الثاني

- ‌في الألغاز

- ‌الفصل الثالث

- ‌في فتيا فقيه العرب

الفصل: ‌معرفة طرق الأخذ والتحمل

‌النوع السابع

‌معرفة طرق الأخذ والتحمل

هي ستة:

1 -

أحدها - السماعُ من لفظ الشيخ أو العَرَبيّ قال ابنُ فارس: تُؤْخَذ اللغة اعتيادا كالصبي العربي يَسْمَعُ أبَوَيه وغيرَهما فهو يأخذُ اللغة عنهم على ممر الأوقات وتؤخذ تلقنا من ملقن وتؤخذ سماعا من الرواة الثقات وللمتحمل بهذه الطرق عند الأداء والرواية صِيَغ: أَعْلاها أن يقولَ أَمْلَى علي فلانٌ أو أَمَلّ على فلان.

قال أبو علي القالي في أماليه: أَمْلى علينا أبو بكر بن دُريد قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي عبيدة لِخِرْنق بنت هَفَّان تَرْثي زوجَها عمرو بن مرثد وابنها علقمة بن عمر وأخويه حسانا وشرحبيل: // من الكامل //

(لا يَبْعَدَنْ قومي الذين همُ

سمُّ العُداة وآفَةُ الجُزر)

(النازلون بكل مُعْتَرَك

والطيِّبون مَعَاقِد الأُزر)

قال: وأمْلى علينا أبو العهد صاحب الزجاج قال: أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحُباب الجُمَحي قال: أنشدنا أبو عثمان المازني للفرزدق: // من البسيط //

(لا خيرَ في حُبّ من تُرْجَى نَوَافِلُه

فاسْتَمْطِرُوا من قريش كلَّ مُنْخَدِع)

(تَخَال فيه إذا ما جئته بَلَهاً

في ماله وهْو وَافي العَقْلِ والوَرَع)

قال القالي: أولُ كلمة سمعتها من أبي بكر بن دريد دخلتُ عليه وهو يُملي

ص: 113

على الناس: العربُ تقول هذا أَعْلَق من هذا أي أمر منه وأنشدنا: // من الطويل //

(نَهارُ شَراحيلَ بن طَوْدٍ يَرِيبني

ولَيْلُ أبي لَيْلَى أَمَرُّ وأَعْلَقُ)

أي أشدُّ مرارة.

- ويلي ذلك سمعت:

قال ثعلب في أماليه: حدثنا مَسلمة قال سمعت الفرَّاء يحكي عن الكِسَائي أنه سمع اسْقِني شَرْبَة ما يا هذا يريد شربة ماء فقصر وأخْرجه على لفظ من التي للاستفهام وهذا إذا مضى فإذا وقف قال: شربة ماء.

وقال أبو حاتم سمع أبا زيد مائة مرة أو أكثر يقول: بَصَّصَ الجِرْ وبالياء إذا فتح عَيْنَيْه كذا في نوادر أبي زيد.

قال القالي حدثني أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم قال سمعت أم الهيثم تقول: شيرة وأنشدت: // من الطويل //

(إذا لم يكن فيكُنَّ ظِلٌّ ولا جَنًى

فأبْعَدَكُنَّ الله من شِيرَاتِ)

فقلتُ: يا أمَّ الهيثم صغِّريها.

فقالت: شُيَيْرة.

وقال القالي حدثنا أبو بكر بن دريد حدثنا عبد الرحمن عن عمه الأصمعي قال: سمعتُ أعرابيا يدعو لرجل فقال جنَّبك الله الأمَرَّين وكفاك شرَّ الأجوفين وأذاقك البردين.

قال القالي: الأمَرَّان: الفَقْر والعُري والأجوفان: البَطْن والفرج والبردان: برد الغنى وبرد العافية.

وقال القالي: حدثنا أبو بكر قال حدَّثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال:

ص: 114

سمعتُ أعرابيا من غَنِّيٍ يذكر مطرا صاب بلادَهم في غِبِّ جَدْب فقال:

تَدَارَكَ رَبُّكَ خَلْقَه وقد كَلِبت الأَمْحَال وَتَقَاصَرَت الآمال وَعَكَفَ اليَاس وكُظِمَت الأَنفاس وأصبحَ الماشي مُصْرِماً والمُتْرب مُعْدِماً وجُفِيت الحَلَائِل وامْتُهنَت العقَائل فأَنْشَأَ سحابا رُكاماً كَنْهوراً سَجَّاماً بُرُوقُه متألِّقَةٌ ورُعُوده مُتَقَعْقِعَة فَسَحَّ سَاجياً راكِداً ثلاثا غير ذي فُواق ثم أمَرَ ربُّكَ الشَّمَالَ فَطَحَرَت رُكامه وفَرَّقَتْ جَهَامه فَانْقَشَع محمودا وقد أَحْيَا وأَغْنى وجادَ فأَرْوى فالحمدُ لله الذي لا تُكَتُّ نِعَمه ولا تنفد قِسَمُه ولا يَخِيبُ سَائِلُه ولا يَنْزُر نَائِله.

صاب: جاد.

كَلِبت: اشتدَّت.

كُظِمَتْ: رُدَّتْ إلى الأجواف.

الماشي: صاحبُ الماشية.

مُصْرماً: مُقِلاًّ.

المُتْربُ: الغَنيُّ الذي له مالٌ مثل التراب.

امْتُهِنَتْ: استُخْدِمت.

العقَائل: الكرائم.

الكَنَهْوَر: القِطَع كأنها الجبال واحدتها كَنَهْوَرة.

سجَّام: صبَّاب.

متألقة: لامِعَة.

سحَّ: صبَّ.

ساجيا: ساكنا.

طَحَرَت: اذْهَبَتْ.

الرُّكام: ما تَرَاكم منه.

الجَهَام: السحاب الذي هَرَاق ماءَه.

تكت: تحصى.

ينزز: يَقلُّ.

- ويَلِي ذلك أن يقول: حدَّثني فلان وحدَّثنا فلان ويستحسن حدَّثني إذا حدث وهو وحدَه وحدَّثنا إذا حدث وهو مع غيره.

وقال ثعلب في أماليه: حدَّثنا ابنُ الأعرابي قال حدِّثني شيخٌ عن محمد بن سعيد الأموي عن عبد الملك بن عمير قال: كنتُ عند الحجاج بن يوسف فقال لرجل من أهل الشأم: هل أصابك مطرٌ قال نعم أصابني مطر أسَال الآكام وأدْحض التلاع وخرق الرَّجْع فجئتك في مثل مَجَرِّ الضَّبع.

ثم سأل رجلا من أهل الحجاز: هل أصابك مطر قال: نعم سقتني

ص: 115

الأَسْمِية فغيبت الشِّفَار وأُطْفئت النار وتَشَكَّت النساء وتظالمت المِعْزى واحتلبت الدَّرَّة بالجرة.

ثم سأل رجلا من أهل فارس فقال: نعم ولا أحسِنُ كما قال هؤلاء إلا أني لم أزل في ماءٍ وطين حتى وصلت إليك.

وقال حدثني أبو بكر بن الأنباري عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: يقال: لَحَن الرجل يَلْحَن لَحْناً فهو لاحِن: إذا أَخْطَأَ.

ولَحِنَ يَلْحَن لَحَناً فهو لَحِن: أصاب وفطن.

وقال ثعلب في أماليه: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب حدثنا أبو العالية قال: قلت للغنوي: ما كان لك بنَجْد قال: ساحات فِيح وعين هُزَاهِز واسعة مُرْتَكَض المحبر.

قلت: فما أَخْرَجَك عنها قال إن بني عامر جعلوني على جنديرة أعينهم يريدون أن يحفظوا دَمِيَّةْ) .

أي يقتلوني سرا.

وقال حدثنا عمر بن شيبة حدثنا إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت حدثنا محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أول مَن قال: (أما بعد) كعب بن لؤي وهو أول مَن سمَّى يوم الجُمُعة الجمعة وكان يقال له العَرُوبة.

وقال القالي في أماليه: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا الحسن بن عُلَيل العَنزي قال حدثني مسعود بن بِشْر عن وهب بن جرير عن الوليد بن يسارٍ

ص: 116

4 -

الخزاعي قال: قال عمرو بن معد يكرِب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أأَبْرَامٌ بنو مَخْزُوم قال: وما ذاك قال: تضيَّفْتُ خالد بن الوليد فأتى بقَوْسِ وثَوْرٍ وكَعْبٍ.

قال: إن في ذلك لَشَبْعَة.

قلت: لِيَ أو لَكَ قال: لي ولك.

قال: حِلاًّ يا أمير المؤمنين فيما تَقُول وإني لآكُلُ الجَذَع عن الإبل أَنْتَقِيه عَظْماً عظما وأشرب التِّبْن من اللبن رثيئة وصَريفاً.

قال القالي: القَوْس: البقيَّة من التمر تبقى في الجُلَّة والثَّوْر: القطعة من الأقِط. والكَعْب: القطعة من السمن.

والعرب تقول: حلا في الأمر تَكْرَهُه بمعنى كَلَاّ.

والتِّبْن: أعظمُ الأقداح.

وقال القالي حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد أنه قال: أحجم المرء عن الأمر إذا كَعَّ وأَحْجَم إذا أقدم.

وقال القالي: حدَّثني أبو عمر الزاهد حدثنا أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي: قال: العرب تقول ماء قَرَاح وخبَز قَفَار لا أدم معه وسويق جاف وهو الذي لم يلَتّ بسمن ولا زيت وحنظل مُبَسَّل وهو أن يُؤكَل وحدَه.

وقال: حدَّثني غيرُ واحدٍ عن أصحاب أبي العباس ثعلب عنه أنه قال: كلُّ شيء يعزُّ حين ينزر إلا العلم فإنه يعزُّ حين يغزر.

وقال القالي: حدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن راوية كثير قال: كنت مع جرير وهو يريد الشأم فقال: أنشدني لأخي مُلَيح - يعني كثيرا - فأنشدتُه حتى انتهيت إلى قوله: // من الطويل //

(وأَدْنَيْتِني حتى إذا ما اسْتَبَيْتني

بقولٍ يُحِلُّ العُصْمَ سَهْلَ الأَباطحِ)

ص: 117

(تولَّيْتِ عني حين لَا لِيَ مَذْهَبٌ

وغادرتِ ما غادَرْتِ بين الجوانِح)

فقال: لولا أنه لا يَحْسن لشيخ مثلي النَّخِير لَنَخَرْتُ حتى يَسْمَع هشامٌ على سريره.

- ويلي ذلك أخبرني فلان واخبرنا فلان ويُسْتَحْسَن الإفراد حالَة الأفرد والجمع حالة الجمع كما تقدم.

قال ثعلب في أماليه أخبرنا أبو المنهال قال أخبرنا أبو زيد قال: السانح الذي يليك مَيَامِنه إذا مرَّ من طير أو ظبيٍ أو غيره والبَارِح الذي يليك مَيَاسِره إذا مرَّ بك وإن استقبلك فهو ناطِح وإن استدبرك استدبارا فهو قعيد وإن مر معترضا قريبا فهو الذابح وأنشد للخطيم: // من الطويل //

(بَرِيحاً وشرُّ الطيْر ما كان بارحا

بشَؤمِي يديه والشَّواحج بالفجر)

يريد وشرها الشواحج بالفجر يريد الغِرْبان وقال في مصارد هذه الجواري وهي تمر به فيزجرها وكلها عندهم طائر في موضع الزجر وإن كان ظبيا أو غيره: سَنَح يسْنَح سُنوحاً وسَنْحاً وبَرَح يبرُح بروحا وبرحا ونطح ينطح نَطْحاً وقَعِد الطائر مكسورة العين يقعد قعْداً وذبح يذبح ذبحا قال أبو زيد: وإنما قال الحظيم: بَرِيحاً على لَفْظِ سنيح وذبيح وقَعِيد.

- ويلي ذلك أن يقول: قال لي فلان قال ثعلب في أماليه: قال لي يعقوب: قال لي ابنُ الكلبي: بيوتُ العرب ستةٌ: قُبَّة من أَدَمَ ومِظلَّة من شعر وخباءٌ من صوف وبجَادَ من وَبَر وخَيْمَة من شَجَر وأُقْنة من حجر.

ويلي ذلك أن يقول: قال فلان بدون لي قال ثعلب في أماليه: قال أبو المنهال قال أبو زيد: لستُ أقولُ: قالت العربُ إلا إذا سمعتُه من هؤلاء: بكر بن هوازن وبني كلاب وبني هلال أو من عالية السافلة أو سافلة العالية وإلا لم أقلْ: (قالت العرب) .

قال: وعرضتُ قوله على الأخفش صاحب الخليل وسيبويه في النحو فجعل

ص: 118

يقول: قال يونس: حدثني الثّقَةُ عن العرب قلت له: مَنِ الثقة قال أبو زيد: فقلتُ له: فما لك لا تسميه قال: هو حيٌّ بعدُ فأنا لا أسميه.

وقال ثعلب: قال أبو نصر: قال الأصمعي: أشدُّ الناس الأعجف الضَّخم وأخبثُ الأفاعي أفاعي الجَدْب وأخبث الحيات حيات الرمت وأشد المواطىء الحصى على الصَّفا وأخبث الذئاب ذِئاب الغَضَى.

وقال القالي: حدثنا أبو محمد قال: قرأت على علي بن المهدي عن الزجاج عن الليث قال: قال الخليل: الجعسوس: القبيح اللئيم الخُلُق والخَلْق.

ونحو ذلك أو مثله أن يقول زعم فلان:

قال القالي في أماليه: قرأت على أبي عمر المطرز حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال: زعم الثقفي عثمان بن حَفْص أن خَلَفاً الأحمرَ أخبره عن مروان ابن أبي حفصة أن هذا الشعر لابن الدمينة الثقفي: // من الطويل //

(ما بَالُ من أَسْعَى لأجْبُرَ عَظْمَه

حِفَاظاً ويَنْوي من سَفَاهَتِه كَسْرى)

الأبيات.

وقال ثعلب في أماليه: حدثنا عمر بن شيبة حدثني محمد بن سلَاّم قال زعم يونس بن حبيب النحوي قال: صنع رجلٌ لأعرابي ثَرِيدة ثم قال له: لا تسقعها ولا تشرمها ولاتقعرها.

قال: فمن أين آكل لا أبالكقال ثعلب: تصقعها: تأكلُ من أعلاها. وتَشْرمها: تخرقها وتَقْعرها.

تأكلُ من أسفلها.

قال ثعلب: وفي غير هذا الحديث: فمن أين آكل قال: كلْ من جَوانبها.

قال القالي: أخبرنا الغالبي عن أبي الحسن بن كيسان عن أبي العباس أحمد

ص: 119

ابن يحيى قال: زعم الأصمعي أن الغَرْز لغة أهل البحرين وأن الغَرَز بالفتح اللغة العليا.

ويلي ذلك أن يقول عن فلان.

قال ثعلب في أماليه: قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: قاتل الله أَمَّة بني فلان سألتها عن المطر فقالت: غِثْنا ما شئنا.

وقال القالي في أماليه: حدثنا أبو بكر بن دريد حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: لقيتُ أعرابيا بمكة فقلت: مِمَّنْ أنت قال: أسدي.

قالت: ومِن أيهم قال نمري.

قلت من أيِّ البلاد قال: مِن عمان.

قلت: فأَنَّى لك هذه الفَصاحة قال: إنَّا سكَنَّا أرضا لا نَسْمَعُ فيها ناجخة التَّيار.

قلت: صِفْ لي أرضَك.

قال: سِيفٌ أفيح وفضاء ضَحْضَحْ وجَبل صَرْدَح ورمل أَصْبَح قلت: فما مالُك قال: النخل.

قلت: فأين أنت عن الإبل قال: إن النَّخل حِمْلُها غذاء وسَعفها ضياء.

وجِذْعها بناء وكَرَبها صلاء وليفها رِشاء وخوصها وِعاء وقَرْوُها إناء.

قال القالي: الناجخة: الصوت.

والتيار الموج.

والسيف: شاطىء البحر.

وأفيح: واسع والفضاء الواسع من الأرض.

والضَّحْضَح: الصحراء.

والصَّرْدح: الصلب.

والأصبح: الذي يعلو بياضه حُمرة.

والرشاء: الحبل.

والقَرْو: وعاء من جذع النخل ينبذ فيه.

- ومثل (عن) إن فلانا قال.

قال القالي في أماليه: حدثني أبو عمر (الزاهد) عن أبي العباس - (يعني ثعلبا) - عن ابن الأعرابي أن غُلَيِّماً من بني دبير أنشده: // من الرجز //

(يابن الكِرام حَسَباً ونَائلَا

حَقّاً ولا أقولُ ذاك باطلا)

(إليك أشكو الدَّهْرَ والزَّلازلا

وكلَّ عامٍ نقح الحمائلا)

ص: 120

قال القالي: التنقيح: القَشر.

قال: قشروا حمائلَ السيوف فباعوها لشدَّة زمانهم.

وقال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري أن أبا عثمان أنشدهم عن التَّوَّزيَّ عن أبي عبيدة لأِعرابيٍّ طلَّق امرأته ثم ندم فقال: // من الطويل //

(نَدِمْتُ وما تُغْنِي الندامةُ بَعْدَما

خرجنَ ثلاثٌ ما لهن رجوع)

(ثلاث يحرمن الحلال على الفتى

ويصدعن شَمْلَ الدار وهو جَمِيعُ)

ومن غريب الرواية ما ذكره أبو العباس ثعلب في اماليه قال الذي أحقه عن عبد الله بن شبيب أكثر وهمي قال أخبرنا الزبير بن بكار عن يعقوب بن محمد عن إسحاق بن عبد الله قال: بينما امرأةٌ تَرْمي حَصَى الجِمار إذ جاءت حصاة فصكَّت يدها فَوَلْوَلَتْ وأَلْقَت: الحصى فقال لها عمر بن أبي ربيعة تَعُودين صاغرة فتأخذين الحصى فقالت أنا والله يا عمر: // من الطويل //

(من اللاءِ لم يحججنَ يبْغِين حِسْبة

ولكن ليقتبن البريءَ المغَفَّلَا)

فقال: صانَ الله هذا الوجه عن النار.

ويقال في الشعر أنشدنا وأنشدني على ما تقدم.

قال القالي في أماليه: أنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال: أنشدنا أبو العباس بن مروان الخطيب لخالد الكاتب قال: وسمعت شعر خالد من خالد: // من البسيط //

(رَاعَى النجومَ فقد كادت تُكَلِّمُه

وانْهَلَّ بَعْدَ دُموعٍ يَالَهَا دَمُهُ)

(أَشْفَى عَلَى سَقَمٍ يُشْفَي الرَّقيبُ به

لو كان أَسْقَمَه مَنْ كان يَرْحَمُهُ)

يَا مَنْ تَجَاهَلَ عَمَّا كَانَ يَعْلَمُهُ

عَمْداً وباحَ بِسِرٍّ كان يَكْتُمُهُ)

(هذا خَلِيلُك نِضْواً لا حراكَ بهِ

لم يَبْقَ من جسمه إلا تَوَهُّمُه)

ص: 121

قال القالي: أنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدني عبد الرحمن عن عمه الأصمعي قال أنشدتني عشرقة المحاربية - وهي عجوز حيزبون زولة: // من الطويل //

(فما لَبسَ العُشَّاق من حُلَل الهَوَى

ولا خَلَعُوا إلَاّ الثِّيَابَ التي أُبْلي)

(ولا شربوا كأْساً من الحبِّ مُرَّةً

ولا حُلْوَةً إلا شَرَابُهُم فَضْلِي)

(جَرَيْتُ مع العُشَّاقِ في حَلْبَةِ الهَوَى

فَفُقْتُهُمُ سَبْقاً وجئتُ على رِسْلِي)

وقال القالي وأنشدني أبو عمرو عن أبي العباس عن ابن الأعرابي: // من الطويل //

(لقد عَلِمَتْ سَمْراءُ أنَّ حديثَهَا

نَجِيعٌ كما ماءُ السماءِ نَجِيعُ)

(إذا أمَرَتْني العَاذِلات بَصَرْمها

أَبَتْ كَبِدٌ عما يَقُلْنَ صَدِيع)

(وكيف أُطِيعُ العاذِلاتِ وحُبُّها

يُؤرِّقني والعاذِلاتُ هُجوع)

قال القالي: أنشد ابنُ الأعرابي البيتين الأولين وأنشدنا أبو بكر بالإسناد الذي تقدم عن الأصمعي عن عشرقة البيت الثاني والثالث.

وقال ثعلب في أماليه أنشدنا عبد الله بن شبيب قال: أنشدني ابن عائشة لأبي عبيد الله بن زياد الحارثي: // من البسيط //

(لا يَبْلُغُ المجدَ أقوامٌ وإن كَرُموا

حتى يَذِلُّوا وإن عَزُّوا لأقوام)

(ويُشْتَمُوا فَترَى الألْوَانَ مُسْفِرَةً

لا عَفْوَ ذلٍّ ولكن عَفْوَ أَحْلامَ)

وقال الزجاجي في شرح أدب الكاتب أنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدنا

ص: 122

عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال أنشدني أعرابي من بني تميم ثم من بني حنظلة لنفسه: // من مجزء الرمل //

(مَنْ تصدَّى لأخيه

بالغِنى فهو أخُوه)

(فهو إنْ يَنْظُر إليه

رأى ما لا يَسوه)

(يكرم المرء وإن أملق

أقْصَاه بَنُوه)

(لو رأى الناسُ نبيا

سائلا ما وصَلُوه)

(وهم لو طمعوا في

زَادِ كَلْب أكلوه)

(لا تراني آخرَ الدَّهْرِ

بتسآل أفُوه)

(إن من يَسأل سوى الرحمن

يكْثر حارموه)

(والذي قام بأرزاق

الورى طرا سلُوه)

(وعن الناس بفضل الله

فاغنوا واحْمَدوه)

(تلْبَسوا أثوابَ عز

فاسْمَعُوا قولي وعوه)

(أنت ما استغنيت عن صاحبك

الدَّهْرَ أخوه)

(فإذا احتجتَ إليه

ساعة مجَّك فُوه)

(أهْنأ المعروف ما لم

تُبْتَذَلْ فيه الوجوه)

(إنما يصطنع المعروف

في الناس ذَوُوه) وقد يُستعمل في الشعر حدثنا وسمعت ونحوهما

قال القالي حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي المعروف بنفْطَويه قال حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن شبيب عن ابن

ص: 123