الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ولا اعلم للسَّذاب اسما بالعربية إلا أن أهلَ اليمن يسمونه الفَيْجَن.
وفي المجمل: أن الكُزْبَرة تسمى التَّقْدَة وأن البَاذَنْجان يسمى الحدجَ وأن النّرْجس يسمى العَبْهَر.
وفي شرح التسهيل لأبي حيان: أن الباذَنْجان يسمى الأَنَب.
وفي شرح الفصيح لابن درستويه: الرَّصاص اسم أعجمي معرب اسمه بالعربية الصَّرَفان وبالعجمية أرزرز فأبدلت الصاد من الزاي والألف من الراء الثانية وحذفت الهمزة من أوله وفتحت الراء من أوَّله فصار على وزن فعال.
وفي الصحاح: أن الخيار الذي هو نوع من القِثَّاء ليس بعربي وفي المحكم أن اسمَه بالعربية القَثَد.
وفي أمالي ثعلب: إن البَاذِنجان يسمى المَغْد.
فصل - في ألفاظٍ مشهورة في الاستعمال لمعانٍ وهي فيها معرَّبة وهي عربية في معانٍ أخر غير ما اشتهر على الألسنة:
من ذلك: الياسمين للزهر المعروف فارسي وهو اسم عربي للنمط يطرح على الهودج والورد للمشموم فارسيه واسم عربي للفرس ومن أسماء الأسد.
ذكر ألفاظ شك في أنها عربية أو معربة
قال في الجمهرة: الآسُ (هذا) المشموم أحسبه دخيلاعلى أن العرب قد تكلَّمت به وجاء في الشعر الفصيح.
قال: وزعم قومٌ أن بعض العرب يسميه السَّمْسَق ولا أدري ما صحته.
وفيها: التكة لا أحسبها إلا دخيلاوإن كانوا قد تكلَّموا بها قديما.
وفيها: النِّد المستعمل من هذا الطيب لا أحسبه عربيا صحيحا.
وفيها: السَّلَّة التي تعرفها العامة لا أحسبها عربية.
وفيها: لا أحسب هذا الذي يسمى جَِصّاً عربيا صحيحا.
وفيها: أحسب أن هذا المِشْمِش عربي ولا أدري ما صحَّته إلا أنهم قد سمُّوا الرجل مِشْماشاً وهو مشتق من المَشْمَشَة وهي السُّرْعة والخفة.
وفيها: تسميتهم النحاس مِسّاً لا أدري أعربيٌّ هو أم لا.
وفيها: دُراقن بالتخفيف: الخوخ لغة شامية ولا أحسبها عربية.
وفيها: القَصْف: اللهو واللعب ولا أحسبه عربيا.
وفيها: الفُرْن: خُبْزَة معروفة لا أحسبها عربية محضة.
وفيها: القط: السنورولا أحسبها عربية صحيحة.
وفيها: الضن من القصب ولا أحسبه عربيا صحيحاوكذلك قول العامة: قام بِطُنّ نفسه أي كَفَى نفسَه.
وفي الصحاح: الرَّانج: الجَوْزُ الهندي وما أحسبه عربيا والرَّهْوَجَة: ضَرْبٌ من السير ويُشْبه أن يكون فارسيا معربا.
والكُزْبُرَة من الأبازير وأظنه معربا والباطية: الإناءوأظنه معرباوهو النَّاجود.
فائدة - سُئل بعض العلماء عما عربتْه العرب من اللغات واستعملتْه في كلامها: هل يُعْطَى حكم كلامها فَيُشَقّ وُيشْتَقُّ منه.
فأجاب بما نصه: ما عرّبتهُ العربُ من اللغات من فارسي ورومي وحبشي وغيرهوأدخلته في كلامها على ضربين:
أحدُهما - أسماء الأجناس كالفِرِند والإبْرَيسم واللجام والمَوْزَج
والمُهْرَق والرَّزْدق والآجر والباذَق والفَيْرُوز والقِسْطَاس والإسْتَبرق.
والثاني - ما كان في تلك اللغات علما فأجَرَوه على علميته كما كان لكنهم غيروا لفظه وقرَّبُوه من ألفاظهم وربما ألحقوه بأمثلتهم وربما لم يلحق وهو يشاركه الضَّرب الأول في هذا الحكم لا في العلمية إلا أن يُنْقل كما نُقل العربي وهذا الثاني هو المعتد بعُجْمته في منع الصرف بخلاف الأول وذلك كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وجميع أسماء الأنبياء إلا ما استُثني منها من العربي كهود وصالح ومحمد عليهم الصلاة والسلام وغير الأنبياء كبير وزوتكين ورستم وهزارمردوكأسماء البُلْدَان التي هي غير عربية كإصطخر ومرو وبلخ وسمرقند وخراسان وكرمان وغير ذلك فما كان من الضَّرْب الأول فأشرفُ أحواله أن يجريَ عليه حكم العربي فلا يُتجاوز به حُكمه.
فقول السائل: (يشتق) جوابه المنع لأنه لا يخلو أن يشتق من لفظٍ عربي أو عجمي مثله ومحال أن يشتق العجيم من العربي أو العربي منه لأن اللغات لا تشتق الواحدة منها من الأخرى مواضعة كانت في الأصل أو إلهاماوإنما يشتق في اللغة الواحدة بعضها من بعض لأن الاشتقاق نتاجٌ وتوليد ومحالٌ أن تنتج النوق إلا حوراناوتلد المرأة إلا إنسانا.
وقد قال أبو بكر محمد بن السري في رسالته في الاشتقاق وهي أصحُّ ما وُضع في هذا الفن من علوم اللسان: ومَن اشتقَّ الأعجمي المعرب من العربي كان كمن ادَّعى أن الطَّير من الحوت.
وقول السائل: (ويشتق منه) فقد لعمري يجري على هذا الضَّرْب المجري مَجْرَى العربي كثير من الأحكام الجارية على العربي من تصرف فيه واشتقاق منهألا تراهم قالوا في اللجام وهو معرب لغام وليس تبيينهم لأصله الذي نُقل عنه وعرب منه باشتقاق لهلأن هذا التبيين مغزى والاشتقاق مغزى آخروكذا كل ما كان مثله قالوا في جمعه: لجمفهذا كقولك: كتاب وكتب وقالوا: لُجِّيم في تصغيره كقولك كتيب ويصغرونه مرخَّماً لُجَيْماً فهذا على حذف زائدة.
ومنه لُجَيْم أبو عجل في أحدِ وجوهه ويشتقُّ منه الفعل أمرا وغيره فتقول: أَلْجمه وقد ألجمه ويُؤْتَى للفعل منه بمصدر وهو الإلجام والفرس ملجم والرجل ملجم قال: // من الطويل //
(وملجمنا ما إن ينال قذاله)
ويستعمل الفعلُ منه على صيغةٍ أخرى ومنه ما جاء في الحديث من قوله للمرأة: (استفري وتَلَجَّمي) .
فهذا تَفَعّل من اللجام ويُتصرَّف فيه أيضا بالاستعارة ومنه الحديث: التقي مُلْجم.
فهذا من إلجام الفرس شَبّه التقي به لتقييد لسانه وكفه وتكاد هذه الكلمة - أعنى لجاما - لتمكنها في الاستعمال وتصرفها فيه تقضي بأنها موضوعة عربية لا معربة ولا منقولة لولا ما قَضَوا به من أنها معربة من لغام.
ولا شُبْهة في أن ديوانا معرب وقد جمعوه على دواوين وقضوا بأنه كان الأصل فيه دوَّاناً فأبدلوا إحدى واويه ياء دليل ردها في جمعه واواوكان هذا عندهم كدينار في أن الأصل دِنَّار فأبدلوا الياء من إحدى نونيهولذا ردوه في الجمع والتصغير إلى أصله فقالوا: دناينر ودنينير لأن الكسرة في أوله الجالبة للياء زالت في الجمع واشتقوا من ديوان الفعل فقالوا: دَوَّن ودُوّن.
وأهدي إلى علي رضي الله عنه في النَّوْروز الخَبِيص فقال: نَوْرزوا لنا كل يوم.
وقال العجاج: // من الرجز //
(كالحَبَشِيِّ الْتفّ أو تسبَّجا)
فقوله: تسبَّجَ هو تفعَّل من السَّبيج أي الْتف به والسبيج معرب قولهم شَبيّ أي ثوب أسود.
وقال الآخر: // من الرجز //:
(فكرنبوا ودولبوا) .
أي قصدوا كرنبا ودولاب وهما مَدِينتان عجميَّتان.
وقال الأعشى: // من الطويل //
(حتى مات وهو مُحَرْزق)
وهو معرب هرزوقا أي مخنوق وأصله نبطي.
وقال الآخر: // من الرجز //
(مثل القيسي عاجها المقمجر)
وروى القمنجر وهو معرب كمانكرومقمجر فيمن رواه مفعلل منه.
وقال آخر: // من الرجز //
(هل يُنْجِينّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ)
فهذا فِعليل من السَّخْت كزِحْلِيل من الزَّحْل وشِمْليل من الشمل.
وقالوا: بهرجه إذا أبطله.
قال العجاج: // من الرجز //
(وكان ما اهْتَضَّ الجحَافُ بَهْرَجا)
وأصله من قولهم درهم بَهرج أي رديء وهو معرب نَبْهَره فيما قالوه.
وأحسبهم قد قالوا: مُزَرْجَن فأخذوه من الزَّرَجُون: وهي الخمر وهي معربة عندهم.
فإن كان قد جاء فهو كالمُعَرْجن في أخذِه من العُرْجون ومُحَلْقن في أَخْذِه من الحُلْقَان من الرطب وهو عربي وقالوا: نَوْروز واختلف أبو علي وأبو سعيد في تعريبه فقال أحدهما: نَوْرُوز والآخر نَيْروز والأول أقربُ إلى اللفظ الفارسي الذي عرِّب منه وأصله نوروز أي اليوم الجديد وإن كان خارجا عن أمثله العربية وليس يلزم في المعربات أن تأتي على أمثلتهمألا ترى إلى الآجر والإبْرَيسَم والإهْليلَج والإطْرِيفَل بل إنْ جاءت به فحسنٌ لِتكون مع إقحامها على العربية شبيهة بأوْزانها ونيروز أدْخَل في كلامهم وأشبه به لأنه كقيصوم وعَيْثُوم.
فأما اشتقاق الفعل منه فعلى لفظيهما له نظيرٌ في كلامهم فنَوْرَز كحَوْقَل وهَرْوَل ونيْرَز كبَيْطَر وبَيْقَر والفاعل من الأول مُنَوْرِز ومن الثاني مُنَيْرز وقد بنى أبو مهدية اسمَ الفاعل من لفظ
أعجمي وذلك فيما أنشدوا له في حكاية ألفاظ أعجمية سمعها وهي: // من الطويل //
(يقولون لي شنبذ ولستُ مشنبذا
…
طوالَ الليالي ما أقام ثَبِير)
(ولا قائلا زودا ليعجل صاحبي
…
وبستان في قولي علي كبير)
(ولا تاركا لحني لأتبع لحنهم
…
ولو دار صرفُ الدهر حيث يدور)
فبنى من شنبذ مشنبذا.
وهو من قولهم: شون بوذ أي كيف - يعنون الاستفهام وزود: عجل.
وبستان: خذ.
وأما قول رؤبة: // من الرجز //
(إلَاّدهٍ فلادَهٍ)
فالصحيحُ في تفسيره أنها لفظه أعجمية حَكَى فيها قولَ ظِئره.
فهذه نبذة مُقْنِعة في بيان ما تصرف فيه من الألفاظ الأعجمية.
وأما الضربُ الآخر - وهي الأعلام - فبعيدةٌ من هذا كل البعد بل لها أحكامٌ تختص بها من جَمْع وتصغير وغير ذلك قد بيّنَت في أماكنها - قال: وجملةُ الجوابِ أن الأعْجمية لا تُشْتَق أي لا يُحْكَم عليها بأنها مشتقة وإن اشتقَّ من بعضها فكما رأينا مما جاء من ذلك فإذا وافق لفظٌ أعجمي لفظا عربيا في حروفه فلا ترين أحدَهما مأخوذا من الآخر فإسْحَاق اسمُ النبي ليس من لَفْظ أَسْحَقَه الله إسحاقا أي أبعده في شيء ولا من باقي متصرفات هذه الكلمة كالسَّحق وثوب سَحْق ونخلة سَحُوق وساحوق اسم موضع ومكان سَحِيق.
وكذا يعقوب اسمُ النبي ليس من اليعقوب اسم
الطائر في شيء وكذا سائر ما وقَعَ من الأعجَمي موافقا لفظُه لفظَ العربي.
انتهى.
فائدة - قال المرزوقي في شرح الفصيح: المعرَّباتُ ما كان منها بناؤه موافقا لأبنية كلام العرب يُحْمَل عليها وما خالفَ أبنيتهم منها يُرَاعى ما كان الفهم له أكثر فيختا ر وربما اتفق في الاسم الواحد عدةُ لغات كما روي في جبريل ونحوهوطريق الاختيار في مثلِه ما ذَكَرْت.
وقال سلامة الأنباري في شرح المقامات:
كثيرا ما تغيِّر العربُ الأسماءَ الأعْجَمية إذا استعملتَها كقول الأعشى: // من الطويل //
(وكِسْرَى شَهَنْشَاهُ الذي سَارَ مُلْكُه)
الأصل شاهان شاهْ فحذفوا منه الألف في كلامهم وأشعارهم.
قال التاج ابن مكتوم في تذكرته: وهذه الهاء التي من شهنشاه تتبع ما قبلها من رفْع ونَصْب وخَفْض.
وقال ثعلب في أماليه: الأسماء الأعجمية كإبراهيم لا تعرف العرب لها تثنية ولاجمعافأما التثنية فتجيء على القياس مثل إبراهيمان وإسماعيل فإذا جمعوا حذفوا فردوها إلى أصل كلامهم فقالوا: أباره وأسامع وصغروا الواحد على هذا بريه وسميع فردوها إلى أصل كلامهم.
فائدة - في فقه اللغة للثعالبي: يقال: ثوب مُهَرَّى إذا كان مصبوغا بلونِ الشمس وكانت السادة من العرب تلبس العمائم المهرَّاة وهي الصفرُ.
وأنشد الشاعر: // من الطويل //
(رأيتك هريت العِمَامَة بَعْدَمَا
…
عمَرْت زمانا حاسرا لم تعمم)