الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر ابن دُريد أنه قد جاء الفعالاء القُصاصاء في معنى القِصاص.
وقال: زعموا أن أعرابيَّاً وقف على بعض أُمراءِ العراق فقال: القُصَاصاء أَصْلَحَك اللَّه أي خُذْ لي بالقصاص وهو نادر شاذ.
وقد قال سيبويه: إنه ليس في كلامهم فُعالاء والكلمة إذا حكاها أعرابيٌّ واحد لم يَجُزْ أن يُجْعَل أصلا لأنه يجوز أن يكون كذِباً ويجوزُ أن يكون غَلَطاً ولذلك لم يودِع في أبواب الكتاب إلا المشهور الذي لا يُشَكّ في صحَّته.
وقال أيضا: ذكر أبو زيد أنه سمع أعرابيا يقول: نَسيماء بالمد.
قال: والواحد إذا أتى بشاذٍّ نادر لم يكن قولُه حجة مع مخالفة الجميع.
النوع السادس عشر
معرفة مختلف اللغة
قال ابن فارس في فقه اللغة: اختلافُ لغات العرب من وجوه:
أحدُها - الاختلافُ في الحركات نحو نَستعين ونِستعين بفتح النون وكسرها قال الفراء: هي مفتوحةٌ في لغة قريش وأسد وغيرهم يكسرها.
والوجه الآخر - الاختلافُ في الحركة والسكون نحو مَعَكم ومَعْكم.
ووجهٌ آخر - وهو الاختلاف في إبْدال الحروف نحو: أولئك وأُولَالِك.
ومنها قولهم: أن زيدا وعن زيدا.
ومن ذلك: الاختلافُ في الهَمز والتَّلْيين نحو مُسْتهزئون ومُسْتهزُوْن.
ومنه الاختلافُ في التقديم والتأخير نحو صاعِقة وصاقِعةٌ
ومنها: الاختلاف في الحَذْفِ والأثبات نحو اسْتَحْيَيْتُ واستَحْيتُ وصَدَدْتُ وأصْدَدْتُ
ومنها الاختلاف في الحرف الصحيح يُبْدَلُ حَرْفاً مُعْتلاً نحو أمَّا زيد وأَيْما زيد.
ومنها: الاختلافُ في الإمَالَةِ والتفخيم مثل قَضَى ورمى فبعضهم يفخم وبعضهم يميل.
ومنها: الاختلافُ في الحَرْفِ الساكن يستقبله مثله فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضم نحو اشْتَرَوا الضلالة.
ومنها: الاختلافُ في التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول: هذه البقَر وهذه النخل ومنهم من يقول: هذا البقر وهذا النخل.
ومنها: الاختلافُ في الإدغام نحو مهتدون ومُهَدّون
ومنها الاختلافُ في الاعراب: نحو ما زيدٌ قائما وما زيدٌ قائم وإن هَذين وإنَّ هَذان.
ومنها: الاختلاف في صورة الجمع نحو: أسْرى وأُسارى.
ومنها: الاختلافُ في التحقيق والاختلاس نحو: يأمرُكم ويأمرْكم وعُفِيَ له وعُفْي له.
ومنها: الاختلاف في الوقف على هاء التأنيث مثل: هذه أُمَّهْ وهذه أمّتْ.
ومنها: الاختلافُ في الزيادة نحو: أَنْظُرُ وأنْظُورُ.
وكلُّ هذه اللغات مسماةٌ منسوبةٌ إلى أصحابها وهي وإن كانت لقومٍ دون قومٍ فإنها لما انتشرت تَعَاوَرَها كلٌّ.
ومن الاختلاف اختلافُ التضاد وذلك كقول حِمْيَر للقائم: ثب أي اقْعُد وفي الحديث: (إن عامر بن الطفيل قدم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوثَّبَه وساده) أي أفرشه إياها والوِثاب: الفراش بلغة حِمْير.
وروى أن زيد بن عبد اللَّه بن دارم وفدَ على بعض ملوك حِمْير فألفاه في مُتَصَيَّدٍ له على جبل مُشْرف فسلَّم عليه وانتسب له فقال له الملك: ثِبْ أي اجلس وظنَّ الرجلُ أنه أمرَ بالوُثوبِ من الجبل فقال: ستجدني أيها الملك مطواعاثم وثب من الجبل فهلك.
فقال الملك: ما شأنه فخبروه بقصته وغلطه في الكلمة.
فقال: أما أنه ليست عندنا عَرِبيَّتْ من دخل ظَفَارِ حَمَّر.
أي فليتعلم الحميرية.