الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني والتسعون: الشجر
مدخل
…
الفصل الثاني والتسعون: الشجر
الشجر في تعريف علماء اللغة: ما قام من النبات على ساق، أو ما سما بنفسه دق أو جل، قاوم الشتاء، أو عجز عنه1. وتطلق اللفظة على كل الشجر، مهما كان أصله، شجر زرعه إنسان بغرس، أو بحب. أو شجر أنبتته الطبيعة. شجر الحضر، أي الشجر الذي يعيش بين أهل المدر، وشجر وحشي، نبت على الجبال أو في البوادي، دون أن تتعهده يد إنسان.
والشجر: شجر مثمر، وشجر غير مثمر. ثم هو أهلي، أي من غرس وزرع الإنسان، وبري أي من إنبات وغرس الطبيعة. والعادة أن ثمر الشجر الأهلي أطيب وألذ من ثمر الشجر البري، لاعتناء الإنسان به ورعايته له. ويستعمل الشجر الذي لا ثمر له، حطبًا أو في أعمال البناء إن كان ذا خشب جيد، وفي أعمال أخرى. وفي جبال "السراة" أنواع من أشجار الجبال. ومن الأشجار المثمرة النخيل وسائر أشجار الفواكه.
وقد وجد النخل في كل مكان من جزيرة العرب فيه ماء ولو كان قليلًا. وهو شجر صبور، يصبر على العطش طويلاً، ومن أجل ذلك صار مثل الجمل رمزًا للصحراء. ولم ينفر العربي من زراعة النخيل نفوره من زراعة أشجار الفواكه والخضر بوجه خاص. وقد تخصص بزراعة النخل المستقرون بالطبع.
1 تاج العروس "3/ 291"، "شجر".
أما الأعراب، فإنهم لاضطرارهم إلى التنقل من مكان إلى مكان، ولعدم استقرارهم في موضع واحد استقرار أهل الحضر، لم يكن ميسورًا لهم غرسه. ثم إنهم كانوا يزدرون الزراعة بجميع أنواعها، وفي ضمنها زراعة النخيل، وأية زراعة أخرى بلا استثناء.
والنخل، هو شجر التمر، وهو "ن خ ل""نخل" في المسند كذلك1. وقد صورت النخلة ونحتت على بعض الصخور وعلى كثير من نصوص المسند، وجعلت رمزًا للشمس. وكان السومريون يجعلونها رمزًا للشمس كذلك2. والظاهر أن تحمل النخلة لحر الشمس، ووجودها في مناطق دافئة، ومنظر رأسها الذي هو على شكل كرة مكونة من السعف، الذي يشبه خيوط أشعة الشمس، حمل الناس على تصور قيام صلة لها بالشمس، فجعلوها رمزًا لها وعلامة عليها.
وتعني لفظة "انخل""أنخل"، "النخيل" وبساتين النخيل ومزارعها2. ومن "نخل" أخذت لفظة "منخل" بمعنى مزرع النخيل، أي الموضع المزروع نخلاً. وقد عني العرب الجنوبيون بزراعة النخيل، وكونوا بساتين واسعة منها، وكانت "نجران" من أهم المناطق المشهورة بزراعة النخيل4.
وإذا استقام فسيل النخل وثبت في الأرض، صبر على العطش، وتحمل السكوت عن طلب الماء، أمدًا طويلًا، لاعتماده على رطوبة الأرض ولامتصاص جذوره للمياه الجوفية. ويقال للنخلة التي لا تحتاج إلى سقي:"الغامرة"5.
وقد ورد عن الرسول قوله: "خير المال سكة مأبورة"، قيل أراد النخل المصطف، والسكة أيضًا: السنة وهي الحديدة التي يشق بها الفدان الأرض، ويقال لها أيضًا المان6. وقد اعتبر العرب النخل من الشجر المبارك الذي بورك فيه لما فيه من فوائد.
1 Rw 155، Bu Jemen 1907، 286، C 1514، Burchard 4، Mordtmann Und Mittwoch، Sab، Inschr.، S. 234.
2 Carl Rathjens، Sabaeica. S. 140.
3 Rep. Epigr. 4626، Vii، Ii، P.278.
4 Wissmann – Hofner، S. 9.
5 تاج العروس "3/ 148"، "غمر".
6 الروض الأنف "2/ 207".
والنخيل، هي مثل الجمال ثورة ورأس مال تدر على صاحبه ربحًا وافرًا، ومن كان له نخل وافر كان غنيًّا ثريًّا. وقد ربح أصحاب النخيل أرباحًا طائلة من اشتغالهم بزراعة النخيل. فالتمر هو مادة ضرورية يعيش عليها أكثر العرب ويتأدمون بها. يأكلونه بدلًا من اللحم. وكان الأعراب يأتون أهل الريف، بما عندهم من وبر ومن حاصل البوادي، ليبادلوه بالتمر وبالدقيق وبما يحتاجون إليه في حياتهم البدوية من حاجات ضرورية. فكسب أصحاب النخيل أرباحًا طيبة من بيعهم التمور. ولا يوجد مكان في جزيرة العرب فيه ماء، إلا والنخلة هي سيدة المزروعات فيه، بل تكاد تكون النبات المتفرد بالزرع في أكثر الأمكنة، لا يزاحمها نبات آخر من النبات.
ويقال للنخل المرتفع طولًا مجنون1، وهو نخل يقل تمره، وتقل فائدته لذلك وإذا غرس النخل سطرًا على جدول أو غير جدول، قيل:"نخل ركيب"2.
و"الجباب" تلقيح النخل. وزمن الجباب زمن التلقيح للنخل، و"الأبر" تلقيح النخل أيضًا3. وكانوا يلقحون النخلة بدس شمراخ الفحال في وعاء الطلع4.
ويؤكل التمر رطبًا، ويؤكل يابسًا جافًّا. ويقال لنضيج البسر قبل أن يتمر "رطبًا" وواحدته "رطبة"5. وإذا كان التمر يابسًا قيل له "القسب6. ويستعمل "القسب" بعد انتهاء موسم التمر وذهابه، وهو أكثر تمر الأعراب، لسهولة المحافظة عليه من التلف ومن الفساد وتغير الطعم.
وقد لجأ الجاهليون إلى طريقة كبس التمر، للمحافظة عليه زمنًا طويلًا، ولسهولة نقله والاتجار به من مكان إلى مكان. ومن طرقهم في ذلك، أنهم كانوا ينزعون نواة التمر، ثم يكنزونه في قرب وظروف من الخوص، ويقولون
1 تاج العروس "9/ 166"، "جنن".
2 تاج العروس "1/ 179"، "كب".
3 تاج العروس "1/ 171"، "جب".
4 تاج العروس "2/ 217"، "لقح".
5 تاج العروس "1/ 271"، "رطب".
6 تاج العروس "1/ 438". "قسب".
لذلك التقليف، والقلف التمر الذي نزع نواه وكنز في القرب وظروف الخوص1. ولا تزال طريقة التقليف معروفة، ويقال لما يخصف من التمر في "الخصاف"، تمر مخصوف2، وللتمر المكبوس في الخصافة مع ظرفه "الخصافة"، أما القربة التي يكبس في داخلها التمر، فيقال لها مع تمرها المكبوس بها "الكيشة" في لغة أهل العراق في الوقت الحاضر، و"تمر كيشة"، هو التمر الذي يستخرج من "الكيشة".
وقد يحفظ التمر في "القراب"، وعاء شبه جراب من أدم:"وفي كتابه لوائل بن حجر: لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر"3.
ويكنز التمر في وعاء من خوص يقال له: "جلة" و"الجلة"4، وهو "القفعة"، ويسمى بالعراق "القفة"، و"جلة التمر" في لغة أهل اليمن5.
وللنخل فوائد كثيرة جعلها بعضهم نحوًا من "360" فائدة، مثل استعمال سعفه وخوصه وجذوعه وليفه في حاجات الإنسان، حيث يصنع منها مختلف الأشياء، ويباع بعضها في الأسواق، فتكون دخلًا لأصحابها. وصارت منها صناعة تعيش عليها أناس، ولا زالت الصناعات المستندة على استغلال النخلة وأجزائها وسعفها باقية، وإن أخذت في الأفول والاندثار، بسبب منافسة الجديد للقديم، وانصراف الناس عن الوسائل البدائية القديمة إلى الجديد المريح الرخيص.
والنخل في كل موضع من جزيرة العرب فيه ماء. وهو أنواع وفصائل كثيرة. وقد اشتهرت "هجر" بكثرة تمرها. وبزيادته عن حاجة أهلها، فكان الأعراب يأتونها للامتيار، ولشراء التمر منها. وفيها ضرب المثل: كمبضع تمر إلى هجر، و"كجالب التمر إلى هجر". وكانت تصدره إلى البوادي وإلى اليمامة، حين يقل تمرها. وقد عرفت بكثرة وبائها. قال "عمر":"عجبت لتاجر هجر وراكب البحر"، كأنه أراد لكثرة وبائها وخطر البحر، فتاجرها وراكب البحر في الخطر سواء6.
1 تاج العروس "6/ 127"، "قلف".
2 تاج العروس "6/ 88"، "خصف".
3 تاج العروس "1/ 423"، "قرب".
4 اللسان "13/ 156"، "جلل"، تاج العروس "7/ 260"، "جلل".
5 تاج العروس "5/ 478"، "قفع".
6 تاج العروس "3/ 614"، "هجر".
واشتهرت خيبر بكثرة تمورها كذلك، حتى ضرب بها المثل في كثرته كما ضرب المثل بكثرة تمر هجر، قال "حسان بن ثابت":
فأنا ومن يهدي القصائد نحونا
…
كمستبضع تمرًا إلى أهل خيبرا
وقال "خارجة بن ضرار المري":
فإنك واستبضاعك الشعر نحونا
…
كمستبضع تمرًا إلى أهل خيبرا1
ولا تزال أرض خيبر تحتضن النخيل وتتعهدها بالعناية والرعاية، وقد وصف "فلبي" موضعها في الوقت الحاضر، وذكر أن الذي يعتني بالنخيل، هم قوم من "العبيد"، يقومون بفلاحة الأرض وبالعناية بالشجر، مقابل الحصول على نصف الحاصل، فإذا حل موسم القطاف، أخذت الحكومة حصتها قبل اقتسام الحاصل، ثم قسم الباقي بين الأعراب الذين يدعون ملكية الأرض وبين العبيد الذين يسهرون طيلة أيام السنة على رعاية الشجر وعلى الزرع، والمفروض أن تكون القسمة قسمة عادلة، قسمة مناصفة، غير أن الأعراب يشتطون في القسمة فيأخذون لهم أكثر مما يأخذ العبيد2. وينطبق هذا الوصف على حالة قسمة الحاصل في المواضع الأخرى من جزيرة العرب في الجاهلية، ولا سيما في العربية الجنوبية. فقد كان جباة الحكومة أول من يأخذ حصة الحكومة، أو حصة الحاكم المهيمن على المكان، ثم يأتي دور صاحب الأرض، الذي يحاول الاستئثار بالحاصل حتى لا يترك للفلاح الذي يفلح ويتعب ويكد إلا أقل ما يمكن إعطاؤه له.
وبأرض خيبر جملة عيون ومسايل ماء، لا زال الناس يزرعون عليها. وتوجد آثار نقوش وكتابات تشير إلى سكن كان بهذا الموضع يعود إلى أيام الجاهلية. وقد عثر "فلبي" على نقود قديمة، ومن الممكن استصلاح أرض خيبر وتحويلها إلى أرض زراعية منتجة.
و"تيماء" من المناطق الخصبة كذلك. وتشاهد آثارها ظاهرة للعيان. وقد حصل المنقبون على مجموعات أثرية منها، في جملتها قطع من النقود تعود إلى
1 تاج العروس "5/ 278"، "بضع".
2 عبد الله فلبي، أرض الأنبياء "ص38".
القرن الأخير قبل الميلاد1. وهناك آثار آبار ومسايل ماء تدل على أن الأرض كانت مخصبة مزروعة، ومن أشهر آبارها بئر "خداج"2. يستقي منها الأعراب ويزرعون عليها في الوقت الحاضر3. وقد وجد "فلبي" صورًا وصخورًا منحوتة تمثل رأس الإله "صلم" إله ثمود وإله هذه المنطقة، وأمامها أرض ممهدة كانت موضع تقديم القرابين لذلك الإله4.
وقد وجد "فلبي" وغيره من السياح ممن زار هذه الأرضين الواقعة شمال "يثرب"، آثار مستوطنات جاهلية كثيرة وآثار قنوات وآبار ومسايل مياه، تدل على أنها كانت عامرة مزروعة، وأن في الإمكان إحياءها، وأن آفة اندثارها هو كثرة الغزو الذي وقع عليها وعدم وجود حكومات تدافع عنها وتحميها من غزو الأعراب، الذين كانوا وباءً بالنسبة للحضر، ينهبون ما يجدونه أمامهم ويحرقون الزرع ثم يهربون.
وعرفت اليمامة بتمورها أيضًا، وهو أنواع عديدة، وكان الأعراب يأتونها لشراء التمر منها، وقد عرف الذين يردون اليمامة لامتيار التمر بـ"السواقط"، و"السقاط" ما يحملونه من تمر5.
وعرفت يثرب وما حولها وما وقع أعلاها إلى بلاد الشأم بكثرة نخلها، وهو نخل زرع سككًا في بساتين على طريقة الأنباط في أمصارهم، لا يخافون عليها كيد كائد. تتخلله السواني والسواقي لتسقيه، فيثرب حوائط وآطام، عاش أهلها على الزرع والغرس والجلاد6. وقد أشير إلى كثرة نخل يثرب في شعر ينسب إلى الشاعر "امرئ القيس"، فنعتها بـ"جنة يثرب":
علون بأنطاكية فوق عقمة
…
كجرمة نخل أو كجنة يثرب7
1 أرض الأنبياء "111".
2 أرض الأنبياء "115".
3 أرض الأنبياء "116".
4 المصدر نفسه "ص121".
5 تاج العروس "5/ 156"، "سقط".
6 الروض الأنف "2/ 207"، تاج العروس "5/ 123"، "حوط"، جامع الأصول "11/ 177".
7 تاج العروس "8/ 224"، "جرم".
وقد افتخر "كعب بن مالك" يوم الخندق على قريش بأن قومه غرسوا النخل حدائق تسقى بالنضح من آبار ثقبت من عهد "عاد" أي من آبار قديمة جدًّا، فهي تسقي النخيل المغروسة عليها، ولهم رواكد فيها "الغاب" و"البردي" يزخر فيها نهر "المرار"، ولهم الزرع الذي يتباهى بسنبله الجميل، لا سيما إذا أصابته أشعة الشمس، لم يجعلوا تجارتهم اشتراء الحمير لأرض دوس أو مراد، بل أثاروا الأرض وحرثوها وغرسوها على نحو ما تفعل النبط في أمصارها، لا يخافون عليها كيد كائد، دلالة على عز أهل يثرب ومنعتهم وأنهم لم يغلبوا على بلادهم من قديم الدهر كما أجليت أكثر الأعاريب عن محالها وأزعجها الخوف عن موطنها1.
ومن أنواع التمور: "الصرفان"2، و"البرني"، تمر أصفر مدور، من أجود التمور. وقيل: ضرب من التمر أحمر مشرب بصفرة كثير اللحاء عذب الحلاوة3. و"التعضوض" ضرب من التمر، والعمر نخل السكر، وهو معروف عند أهل البحرين4. و"البحون"، ضرب من التمر5، والصفرى، وقد نعت بأنه سيد التمور، ثم "السرى"، ثم "اللصف"، ثم "الفحاحيل"، ثم "المجتنى"، ثم "الجعادى"، ثم "الشماريخ"، ثم "المشمرخ"، ثم "البياض"، ثم "السواد" وهما ألوان كثيرة6.
1 سيرة ابن هشام "2/ 207 وما بعدها"، "حاشية على الروض الأنف" الروض الأنف "2/ 207".
2 تاج العروس "6/ 164"، "صرف".
3 تاج العروس "9/ 137"، "برن".
4 تاج العروس "3/ 420"، "عمر".
5 اللسان "16/ 190 وما بعدها"، "بحن"، تاج العروس "9/ 135"، "البحون".
6 الصفة "161".
أجناس عديدة، بعض أصيل أي من نابت جزيرة العرب ومن تربتها، وبعض مستورد استورد من بلاد الشأم بصورة خاصة ومن أماكن أخرى، فغرس في بلاد العرب ونبت نباتًا حسنًا، وأجاد إجادة طيبة، جعل زراع الكروم يكثرونه من زراعته.
والعنب، هو "عنبم"، أي "عنب" في لغة المسند كذلك1.
وإذا يبس العنب دعي "زبيبًا". ويعرف الزبيب بـ"فصمم"، أي "فصم""فصيم" في اللهجة الحميرية. وقد وردت هذه اللفظة في نص أبرهة، بمناسبة توزيع أبرهة الزبيب على العمال الذين ساهموا في بناء سد مأرب2.
وقد كان أهل اليمن كما يظهر من نصوص المسند يكثرون من زراعة الأعناب ويربحون من زراعتها كثيرًا، بدليل ورود كثير من النصوص الزراعية، وفيها: أن أصحابها قد غرسوا أعنابًا في المناطق الفلانية والفلانية، أو ورثوا المزرعة الفلانية وفيها أعناب كثيرة وبدليل حفر صور أغصان العنب وعناقيد العنب في الأحجار وإبرازها على الألواح المصنوعة من الجبس، أو حفرها على الأخشاب للزينة والزخرفة، وتفننهم في ذلك، حتى صارت هذه الزخرفة من مميزات الفن اليماني. وما كانوا يفعلون ذلك لو لم يكن للأعناب وجود في اليمن، ولو لم تكن زراعته منتشرة كثيرًا في تلك البلاد.
ومن أنواع العنب: العنب "الجرشي"، وهو عنب طيب، يقول علماء اللغة: هو أطيب العنب كله، وهو أبيض إلى الخضرة، رقيق صغير الحبة، وهو أسرع العنب إدراكًا، عناقيده طويلة، ينسب إلى جرش، مخلاف باليمن3. والعنب "الكلافي"، وهو نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو عنب أبيض فيه خضرة، وزبيبة أدهم أكلف، ولذلك سمي: الكلافي. وقيل: هو منسوب إلى الكلاف بلد بشق اليمن4. والعنب التربي نسبة إلى "تربة"، والعنب التبوكي نسبة إلى تبوك. و"الرمادي"، ضرب من العنب بالطائف أسود
1 Halevy 360، 362.
2 راجع السطر 128 من نص أبرهة، جواد علي، مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الأول من المجلد الرابع "ص218".
3 تاج العروس "4/ 287 وما بعدها"، "جرش".
4 تاج العروس "6/ 238"، "كلف".
أغبر1. و"الغربيب"، ضرب من العنب بالطائف شديد السواد، وهو من أجود العنب وأرقه وأشده سوادًا2. و"الحمنان"، عنب طائفي، أسود إلى الحمرة صغير الحب3. والدوالي نوع من الكروم4.
و"العنجد"، الزبيب، أو ضرب منه، أو الأسود منه، أو الرديء منه5. و"الفرصد"، عجم العنب، أو عجم الزبيب6.
وقد اشتهرت قرية "ثافت" باليمن بكثرة كرومها، ويقال لها "أثافت" و"أثافة" أيضًا. وقد عرفت بخمرها المصنوع من هذه الكروم. وكان الأعشى كثيرًا ما يتجر فيها، وكان له معصار للخمر يعصر فيها ما جزل له أهل أثافت من أعنابهم7.
ويقال "الأكار" لمن يشتغل في بستان عنب. ويقال للأكار "الجوار"8. والأكار الزراع والحراث9.
والتين هو من الأشجار المعروفة في الحجاز وفي اليمن وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب. وقد أشير إليه في القرآن الكريم10. وهو كثير في أرض العرب، وأجناسه كثيرة، برية، وريفية، وسهلية، وجبلية. ويكون أخضر اللون، أو أصفر، وأحمر وأسود. وهو كثير بالسراة مباح، يؤكل رطبًا ويزبب ويدخر11. وذكر بعض علماء اللغة أنه "البلس"، وقال بعض آخر: البلس: ثمر كالتين يكثر باليمن، وقيل هو التين نفسه إذا أدرك12. ومنه "الطبار"، قيل هو تين كبير من أكبر أنواع التين، كميت أنى تشقق، وإذا أكل قشر لغلظ لحائه،
1 المخصص "11/ 22".
2 تاج العروس "1/ 410"، "غرب".
3 تاج العروس "9/ 183"، "الحمن".
4 اللسان "11/ 254".
5 تاج العروس "2/ 433"، "عنجد".
6 تاج العروس "1/ 451"، "الفرصد".
7 تاج العروس "1/ 534"، "أثث".
8 تاج العروس "3/ 113"، "جار".
9 تاج العروس "3/ 17"، "أكر".
10 سورة التين.
11 تاج العروس "9/ 154"، "تين".
12 تاج العروس "4/ 111"، "بلس".
فيخرج أبيضن ويزبب. وذكر بعض علماء اللغة، أنه من شجر الضرف، وهو على صورة التين، إلا أنه أدق1. و"الضرف"، شجر التين، يقال لثمره البلس. أو هو من شجر يشبه الأتأب في عظمه وورقه، إلا أن سوقه غبر مثل سوق التين، وله تين. وقيل: له جني أبيض مدور مفلطح كتين الحماط الصغار، مر يضرس يأكله الناس والطير والقرود2.
والرمان من الفواكه المعروفة في الحجاز وفي اليمن، وقد ذكر في القرآن الكريم3. ومنه أنواع برية، ذكر بعض علماء اللغة منها "المظ". وهو ينبت في جبال السراة، وفي بقية الجبال. وذكر بعض آخر، أنه شجر الرمان4. و"الجشب" قشور الرمان عند أهل اليمن5.
والتفاح بأرض العرب كثير6. والموز معروف عندهم، ولا سيما في العربية الجنوبية وفي التهائم7. و"الخوخ" معروف عند العرب8. ويقال له "الفرسك"9. و"الفرصاد"، التوت أو حمله أو أحمره. و"التوت" من الألفاظ المعربة10. ويربون على ورقه ديدان الحرير.
و"الزيتون"، شجر معروف في بلاد العرب، استخرجوا منه زيت الزيتون. وقد ذكر في القرآن الكريم11.
و"السدر"، من الأشجار المعروفة في كل مكان من جزيرة العرب. ورد ذكره في القرآن. واستعمل ورقه في مقام الصابون، كما استفيد من ثمره ومن أغصانه وأخشابه. وهو يتحمل الصبر على العطش لعمق جذوره في باطن الأرض. وبذلك لاءم جو جزيرة العرب هذا النوع من الشجر، وما زال الناس يزرعونه في كثير من المواضع. وقد استعمل مظلة يجلسون تحتها في أيام الحر الشديد ومجلسًا
1 تاج العروس "3/ 355"، "طبر".
2 تاج العروس "6/ 171"، "الضرافة".
3 سورة الأنعام، الآية 99، 141.
4 تاج العروس "5/ 264"، "مظظ".
5 المخصص "11/ 140"، تاج العروس "1/ 183"، "خشب".
6 تاج العروس "2/ 128"، "التفاح".
7 تاج العروس "4/ 83"، "موز".
8 تاج العروس "2/ 256"، "الخوخة".
9 تاج العروس "7/ 168"، "الفرسك".
10 تاج العروس "2/ 451"، "الفرصد".
11 سورة التين.