الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يسيل الماء على حافات مورد الماء1. وكانوا يكرونها بالمساحي، ويرمون الطمي على الجانبين.
وإذا جرى الماء على وجه الأرض قيل له "السيح". وباليمامة ثلاثة أودية بأقصى العرض، عرف كل واحد منها بسيح، ونسب إلى أهله أو مكانه2. وقد أشار "الهمداني" إلى "السيح يجري تحت النخل والآبار"3. وقصد به الماء الجوفي. وأشار إلى "سيح الغمر"4. وإلى سيح دعاه سبح بن مربع، ذكر أنه كان غزيرًا ثم انقطع بضعف أهله5. وذكر اسم سيح آخر دعاه سيح قشير، ويسمى أيضًا بسيح إسحاق6.
1 تاج العروس "10/ 312"، "كرى".
2 تاج العروس "2/ 168"، "السيح".
3 الصفة "159".
4 الصفة "150".
5 الصفة "148".
6 الصفة "160".
الحسي:
وينتفع من الأحساء والرحاب في الزراعة، وذلك باستنباط مياهها الجوفية المنحسرة عن قشرة الأرض بمسافة غير بعيدة، والتي قد تظهر على سطح الأرض وتسيل. والحسي سهل من الأرض يستنقع فيه الماء أو غلظ فوقه رمل يجمع ماء المطر. وفي جزيرة العرب أحساء كثيرة، منها أحساء بني سعد بحذاء هجر بالبحرين، وأحساء خرشاف، بسيف البحرين، وأحساء بني وهب، على خمسة أميال من المرتمى فيه بركة، وتسعة آبار كبار وصغار بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج، والأحساء ماء لغنى، والأحساء ماء باليمامة، وأيضًا ماءة لجديلة طيء بأجأ1. والأحساء التي على الخليج، هي من أهم هذه الحسي في الوقت الحاضر. وهي وحدة إدارية في المملكة العربية السعودية، بها عيون تفيض ماءً، تروي بساتين النخيل والأشجار الأخرى.
و"البثر" يشبه الأحساء، يجري تحت الحصى على مقدار ذراع أو ذراعين
1 تاج العروس "10/ 89"، "حسي".
ودون الذراع، وربما أثارته الدواب بحوافرها1. والباثر من الماء البادي من غير حفر. والبثر أرض سهلة رخوة. وذكر بعض علماء اللغة أن البثور الأحساء وهي الكرار2. وذكر بعضهم أن "الكرار" البثر، أو الحسي، أو موضع يجمع فيه الماء الآجن3.
وقد تنبع العيون في مواضع رملية، فلا تمكن الناس من الاستفادة من الماء فائدة كبيرة تخرج من جوف رمل من أعذب ما يكون من العيون وأكثرها ماءً، تجري في رمل فلا تمكن الزراعين عليها إلا في مواضع يسيرة من أحناء الرمل، فيها نخيل، وتتخذ البقول والبطيخ. وتسمى هذه العيون "البحير"4.
وتكون تربة الرحبة خصبة، ولهذا صارت مواطن صالحة للزراعة لو استنبطت مياهها التي في جوف الأرض القريبة من السطح، لأفادت في توطين الأعراب. والرحبة في تعريف علماء اللغة "من الوادي مسيل مائه من جانبيه فيه. جمعه رحاب. وهي مواضع متواطئة يستنقع الماء فيها، وهي أسرع الأرض نباتًا، تكون عند منتهى الوادي وفي وسطه، وقد تكون في المكان المشرف يستنقع فيها الماء وما حولها مشرف عليها، ولا تكون الرحاب في الرمل، وتكون في بطون الأرض وفي ظواهرها"5. والرحبة الأرض الواسعة المنبات. ومن الرحاب المشهورة: "الرحبة" حذاء القادسية، وواد قرب صنعاء، وناحية بين المدينة وبلاد الشأم قرب وادي القرى، ورحب باليمامة، تعرف برحبة الهدار، وصحراء بها أيضًا فيها ماء وقرى6. وقد وجدت كتابات جاهلية في بعض هذه الرحاب، تشير إلى سكن أناس فيها ونزولهم هناك قبل الإسلام.
والنقرة الوهدة المستديرة في الأرض ليست بكبيرة يستنقع فيها الماء7.
و"الحفر" الموضع فيه ركايا محفورة، يستقى منها الماء. منها "حفر ضبة"، وهي ركايا بناحية "الشواجن" بعيدة القعر عذبة الماء8. والشواجن، واد
1 عرام. أسماء جبال تهامة "410، 421"، "تاج العروس "3/ 25"، "بثر".
2 تاج العروس "3/ 25"، "بثر".
3 تاج العروس "3/ 519"، "كر".
4 عرام. أسماء جبال تهامة "398".
5 تاج العروس "1/ 268"، "رحب".
6 تاج العروس "1/ 268"، "رحب".
7 تاج العروس "3/ 581"، "نقر".
8 تاج العروس "3/ 152"، "حفر".