الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موضع حبس. وقيل الحبس كالمصنعة تجعل للماء1. و"العرمة" سد يعترض به الوادي ليحتبس به الماء، والأحباس تبنى في أوساط الأودية2. و"الرجيع" محبس الماء، و"الخرنق" مصنعة الماء، والسرج والقرى والحافشة. وهذه مسايل الماء3. و"الخربق" مصنعة الماء واسم حوض4. و"الردم" السد5. و"الحواجر" و"الحاجر" ما يمسك الماء من شفة الوادي ويحيط به6. ومن الأحباس: حبس ضعاضع. جبيل عنده حبس كبير يجتمع عنده الماء. وهو حجارة مجتمعة وضعت بعضها على بعض7.
وتكون على السواقي ومسايل الماء والسدود، مسايل جانبية، تفتح عند الحاجة لمرور الماء منها إلى المزارع، تخرج من المسيل الأعظم يمنة ويسرة، يقال لها:"النواشط". وطريق ناشط، إذا كان ينشط من الطريق الأعظم يمنة ويسرة8.
وقد كان نضوب الماء من الآبار والغدران ومواضع الماء الأخرى من المشكلات التي جابهت الجاهليين. ومن المشكلات التي ما برح سكان جزيرة العرب يواجهونها اليوم أن بعض الآبار يغور ماؤها، فيضطر الناس إلى ترك أماكنهم، أو قد يتبدل طعم الماء، فلا يكون مستساغًا للشرب ولا مجديًا في الزراعة. وحفر الآبار في مواضع متقاربة يؤدي إلى انخفاض مستوى الماء أو نضوبه في كثير من الأحيان، وقد أدى إهمال الناس للآبار إلى تراكم الأتربة فيها، وانهيار جدرانها، ونضوب الماء منها، وارتحال الناس عنها.
1 تاج العروس "4/ 124"، "حبس"، اللسان "6/ 45"، "حبس".
2 تاج العروس "8/ 395"، "عرم".
3 تاج العروس "6/ 331"، "خرنق".
4 تاج العروس "6/ 327"، "خربق".
5 تاج العروس "8/ 309"، "ردم".
6 تاج العروس "3/ 125"، "حجر".
7 قال الشاعر:
وإن التفاتي نحو حبس ضعاضع
…
وإقبال عيني في الظبا لطويل
عرام، أسماء جبال تهامة "410".
8 تاج العروس "5/ 232"، "نشط".
السدود:
السد في اللغة الحاجز، والوادي فيه حجارة وصخور يبقى الماء فيه زمانًا.
وقد كان الجاهليون يقيمون حواجز عند مخارج السيول، لحبس الماء في المنخفضات لتكوين أحواض لحفظ الماء فيها، للاستفادة من مائها عند انقطاع السيول وظهور الجفاف. ولما كان بناء سد ضخم بحجارة وبجدر مرتفعة طويلة، عمل يحتاج إلى مهارة وخبرة وإلى مال، وإلى وجود حكومة كبيرة متمكنة من الناحية المادية، وهي شروط لم تكن متوفرة في معظم أنحاء جزيرة العرب، ما خلا اليمن، صارت السدود في معظم أنحاء جزيرة العرب سدودًا صغيرة بدائية في أغلب الأحيان، هي مجرد حواجز من تراب أو من صخور كدست بعضها فوق بعض لحبس الماء في المنخفض ومنعه من الجريان. وقد شاهد السياح آثار سدود جاهلية في أنحاء جزيرة العرب، ووصفوها، وذكروا أن من الممكن الاستفادة من بعض تلك السدود ومن مواقعها، وأشادوا بمقدرة من شيدها وأقامها وبقابلياته الهندسية وبفطنته في حسن اختيار المواقع، بالرغم من ضعف القدرة الفنية وبدائية الأساليب التي استعملت في ذلك الزمن1.
ومن السدود: "السد" ماء سماء في "حزم بني عوال"، جبيل لغطفان أمر الرسول بسده. وسد "أبي جراب" أسفل من عقبة منى دون القبور عن يمين الذاهب إلى منى، منسوب إلى "أبي جراب عبد الله بن محمد بن عبد الحاراث بن أمية الأصغر"، وسد قناة2، وسد "العياد"، وقد أقيم في موضع يبعد عن الطائف زهاء ستة أميال، كتب عليه بالخط الكوفي المحفور على الحجر:"هذا سد عبد الله بن معاوية أمير المؤمنين. بناه عبد الله بن إبراهيم". وكان ذلك سنة "58" للهجرة. وقد أقيم بالحجارة وحدها، فلم يضع مهندسه، عبد الله بن إبراهيم مادةً من مواد البناء مثل الملاط أو الطين وما شابه ذلك بين الحجارة لتثبيتها وضمها بعضها إلى بعض حتى تتماسك، فتكون كأنها قطعة واحدة. وهي طريقة معروفة في اليمن، استعملها المهندسون الجاهليون كما يظهر ذلك من فحص الخرائب العتيقة الباقية من الأبنية والسدود الجاهلية. ولا يزال هذا السد في حالة ممتازة يتحدث عن نفسه وعن قدرة المهندس الذي أقامه في هذا المكان.
1 تويتشل، المملكة العربية السعودية "ص50".
2 تاج العروس "2/ 373"، "سدد".