الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا لم يجد بقلًا. وقيل لكرمها وطرافتها واستطراف المال إياه. وقيل الطريفة خير الكلأ، إلا ما كان من العشب. ومن الطريفة النصي والصليان والهلتي والشحم والثغام1.
و"الحلي" ما ابيض من يبيس النصي والسبط، وقيل: هو كل نبت يشبه نبات الزرع، أو اسم نبت بعينه. وقيل هو من خير مراتع أهل البادية للنعم والخيل2.
والحماط، شجر شبيه بالتين، خشبه وجناه وريحه، إلا أن جناه هو أصغر وأشد حمرة من التين، ومنابته في أجواف الجبال، وقد يستوقد بحطبه، ويتخذ خشبه لما ينتفع به الناس، يبنون عليه البيوت والخيام. وقيل: هو في مثل نبات التين، غير أنه أصغر ورقًا، وله تين كثير صغار من كل لون أسود وأملح وأصفر، وهو شديد الحلاوة يحرق الفم إذا كان رطبًا، فإذا جف ذهب ذلك عنه. وهو يدخر وله إذا جف متانة وعلوكة. وهو أحب شجر إلى الحيات، أي أنها تألفه كثيرًا. يقال: شيطان حماط3.
والصليان، نبت من الطريفة، ينبت صعدًا وأضخمه أعجازه وأصوله على قدر نبت الحلي، ومنابته السهول والرياض. وقيل الصليان من الجنبة لغلظه وبقائه4.
والمكرة نبتة غبراء مليحاء تنبت قصدًا. كأن فيها حمضًا حين تمضغ، تنبت في السهل والرمل، لها ورق وليس لها زهر. وقد تقع المكور على ضروب من الشجر كالرغل5. و"الدهماء"، عشبة عريضة ذات ورق وقضب، كأنها القرنوة، ولها نورة حمراء يدبغ بها، ومنبتها قفاف الرمل6.
1 تاج العروس "6/ 177 وما بعدها"، "طرف".
2 تاج العروس "10/ 98"، "حلى".
3 تاج العروس "5/ 121"، "حمط".
4 تاج العروس "7/ 406"، "صلل".
5 تاج العروس "3/ 548"، "مكر".
6 تاج العروس "8/ 299"، "دهم".
الحمض والخلة:
ويقسم بعض العلماء المرعى كله إلى حمض وخلة. فالحمض ما فيه ملوحة،
والخلة ما سواه. وكل أرض لم يكن بها حمض، فهي خلة، وإن لم يكن بها من النبات شيء. وخلل الأرض التي لا حمض بها، وربما كانت بها عضاه، وربما لم تكن. ولو أتيت أرضًا ليس بها شيء من الشجر وهي جرز من الأرض قلت أنها خلة1.
والحمض ما ملح وأمر من النبات، كالرمث والأثل والطرفاء ونحوها. وذكر أن الحمض من النبات كل نبت مالح أو حامض يقوم على سوق ولا أصل له. ومن الحمض النجيل، والخذراف، والاخريط، والقضة، والقلام، والهرم، والحرض، والدغل، وما أشبهها. وذكر أن الحمض كل نبات لا يهيج في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة، إذا أكلته الإبل شربت عليه، وإذا لم تجده رقت وضعفت. وهي كفاكهة الإبل، والخلة ما حلا، وهي كخبزها، تقول العرب: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها ويقال لحمها2.
والرمث، مرعى للإبل، وهو من الحمض، وشجر يشبه الغضى، لا يطول ولكنه ينبسط ورقه، وهو شبيه بالأشنان، وله هدب طوال دقاق، وهو مع ذلك كله كلأ تعيش فيه الإبل والغنم وإن لم يكن معها غيره، وربما خرج فيه عسل أبيض كأنه الجمان، وهو شديد الحلاوة وله حطب وخشب ووقوده حار وينتفع بدخانه من الزكام. ويرتفع دون القامة فيحتطب3.
والطرفاء جماعة الطرفة، شجر. قيل إنها أربعة أصناف من الأثل، وقيل الطرفاء شجر من العضاه، هدبه مثل هدب الأثل، وليس له خشب، وإنما يخرج عصيًّا سمحة في السماء، وقد تتحمض به الإبل إذا لم تجد حمضًا غيره. وقيل إنه من الحمض4.
والأثل: شجر، عده بعضهم نوع من الطرفاء، وقال بعض آخر: الأثلة سمرة أو عضاهة طويلة قويمة يعمل منها الأقداح5. والنجيل، ضرب من دق الحمض، وقيل هو خير الحمض كله وألينه على السائمة. وذكر أنه إذا أخرج
1 تاج العروس "7/ 307"، "خلل".
2 تاج العروس "5/ 22"، "حمض".
3 تاج العروس "1/ 625"، "رمث".
4 تاج العروس "6/ 177"، "طرف".
5 تاج العروس "7/ 202"، "أثل".
عن الحمض أربع شجرات، فسائره نجيل. هي الرمث والغضى والسلج. ومن النجيل: الخذراف، والرغل، والغولان، والهرم، والفذا، والقلام والطمحاء1. والخذراف، نبات ربعي إذا أحس بالصيف يبس، أو هو ضرب من الحمض له وريقة صغيرة يرتفع قدر الذراع2. والرغل، نبت، أو حمضة تنفرش وعيدانها صلاب وورقها نحو من ورق الجماجم إلا أنها بيضاء ومنابتها السهول، والإبل تحمض به3.
والغولان، حمض كالأشنان، وقيل شبيه بالعنظوان، إلا أنه أدق منه. وهو مرعى4. و"الهرم"، نبت ضعيف ترعاه الإبل، وقيل ضرب من الحمض فيه ملوحة. وقيل هو يبيس الشبرق، وهو أذله وأشده انبساطًا على الأرض واستبطاحًا. وقيل شجر، وأن الهرمة البقلة الحمقاء5. و"الغذام"، نبت من الحمض6. و"القلام" من الحمض هو كالأشنان إلا أنه أعظم7 و"القضاض"8. شجر من الحمض، وقيل هو دقيق ضعيف أصفر اللون9.
والأراك من الحمض، وقوم مؤركون نازلون بالأراك يرعونها، ويقال أطيب الألبان ألبان الأوارك. وفي الحديث أتى بلبن الأوارك وهو بعرفة، فشرب منه10.
و"الحرض"، من النجيل. وذكر أنه الأشنان، تغسل به الأيدي على أثر الطعام. وشجرته ضخمة، وربما استظل بها، ولها حطب، وهو الذي يغسل به الناس الثياب، وأنقى وأبيض حرض هو حرض ينبت باليمامة، بواد منها يقال له جو الخضارم11. و"الحيهل"، شجرة قصيرة من دق الحمض
1 تاج العروس "8/ 128"، "نجل".
2 تاج العروس "6/ 80"، "خذرف".
3 تاج العروس "7/ 348"، "رغل".
4 تاج العروس "8/ 52"، "غال".
5 تاج العروس "9/ 102"، "هرم".
6 تاج العروس "9/ 3"، "غذم".
7 تاج العروس "9/ 31"، "قلم".
8 وورد بالصاد.
9 تاج العروس "5/ 79".
10 تاج العروس "7/ 100"، "أرك".
11 تاج العروس "5/ 18 وما بعدها"، "حرض".
لا ورق لها، وقيل إنه "الهرم"، وهو إذا أصابه المطر نبت سريعًا، وإذا أكلته الإبل، فلم تبعر ولم تسلح مسرعة ماتت، وبذلك فسروا تسمية "الهرم" هرمًا1.
وقد يضطر أصحاب الماشية إلى إطعامها ما ينبت في الأرض السبخة، أي ذات الملح. يقال "ملح الماشية"، بمعنى أطعمها سبخة الملح2. و"السبخة"، أرض ذات نز وملح، وهي لا تكاد تنبت إلا بعض الشجر والنبات3. وتوجد السباخ في مواضع من جزيرة العرب، في الأماكن الوطئة، حيث تنز الأرض، ويعلوها الملح، وتكون رخوة.
ولفظة "رعى" من الألفاظ التي كثر ورودها في الكتابات الصفوية، وهي كتابات أصحابها رعاة، كانوا يتنقلون مع ماشيتهم من مكان إلى آخر في طلب المرعى، فكانوا يكتبون خواطرهم على الحجارة والصخور، تخليدًا لنزولهم هاتيك المواضع. وهم من عشائر مختلفة امتهنت الرعي، فكانت تتنقل من مكان إلى مكان. تتوغل في الربيع في البوادي، فإذا انتهى الموسم ويبس الكلأ، عادت إلى مواضع قريبة من الحضر، حيث يتوفر فيها الماء، فترعى ماشيتها بكلأ هذه الأرضين، وتبيع إلى أهل المدر، ما يكون عندها من وبر وأصواف ومنتوج ألبان.
وتثبت النصوص الصفوية أن أصحابها كانوا جماعة من الرعاة، يتنقلون من مكان إلى مكان، بدليل الإشارة إلى المرعى "همرعى""هـ مرعى"، "ها مرعى"، أي "المرعى" وإلى الماء وإلى البقر والإبل والشياه "شهى""شاهي"، والأودية "هنخل""هـ - نخل""ها نخل" وغير ذلك من الألفاظ التي ترد على ألسنة الرعاة. فكان هؤلاء الصفويون يتنقلون مع الكلأ والماء لرعي ماشيتهم4.
1 تاج العروس "7/ 298"، "الحيهل".
2 تاج العروس "2/ 229"، "ملح".
3 تاج العروس "2/ 261"، "سبخ".
4 ديسو، العرب في سورية قبل الإسلام "ص94 وما بعدها".