الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بئرًا في الملاة1. وأقطع "مجاعة بن مرارة" الحنفي اليمامي، وكان من رؤساء "بني حنيفة" أرضًا باليمامة يقال لها "العورة"، وكتب له بذلك كتابًا2 وكانت خصبة منتجة ذات ماء.
وأقطع الخلفاء القطائع كذلك، فأقطع "أبو بكر""الزبير" ما بين "الجرف" إلى "قناة". وأقطع "عمر""الزبير""العقيق"، وأقطع "خوات بن جبير" الأنصاري أرضًا تتصل بالعقيق، فعرفت بقطيعة خوات، فباعها، وأقطع "عليا""ينبع"3.
1 الإصابة "2/ 4"، "رقم 3027".
2 الإصابة "3/ 342"، "7724".
3 البلاذري، فتوح "26".
الحمى:
وتفرد العزيز من أهل الجاهلية بالحمى لنفسه، كالذي كان يفعله "كليب بن وائل"، فإنه كان يوافي بكلب على نشاز من الأرض، ثم يستعديه ويحمي ما انتهى إليه عواؤه من كل الجهات، وتشارك الناس فيما عداه حتى كان ذلك سبب قتله1. والحمى، موضع فيه كلأ يحمى من الناس أن يرعى. وذكر أن الشريف من العرب في الجاهلية إذا نزل بلدًا في عشيرته استعوى كلبًا فحمى لخاصته مدى عواء الكلب، لا يشركه فيه غيره، فلم يرعه معه أحد، وكان شريك القوم في سائر المراتع حوله2.
وقد نهى النبي أن يحمي على الناس حمى كما كانوا في الجاهلية يفعلون إلا ما يحمى لخيل المسلمين وركابهم التي ترصد للجهاد ويحمل عليها في سبيل الله، وابل الزكاة كما حمى عمر "النقيع" لنعم الصدقة والخيل المعدة في سبيل الله3.
وكان الرسول قد حماه، وهو موضع على عشرين فرسخًا من المدينة، وقدره
1 قال العباس بن مرداس:
كما كان يبغيها كليب بظلمه
…
من العز حتى طاح وهو قتيلها
على وائل إذ يترك الكلب نابحًا
…
وإذ يمنع الأقناء منها حلولها
الأحكام السلطانية "186".
2 تاج العروس "10/ 99"، "حمى"، إرشاد السناري "4/ 206".
3 تاج العروس "10/ 99"، "حمى".
ميل في ثمانية أميال1. وقد جعل بعض العلماء هذا النقيع: نقيع الخضمات، وجعله بعضهم غرز النقيع. وذهب بعضهم مذهبًا آخر في تعيين موضع المكان2.
وقد حمى عمر "السرف""الشرف" أيضًا3. وفي الشرف حمى "ضربة"، وضرية بئر وفي الشرف الربذة، وهي الحمى الأيمن. وفي الحديث أن عمر حمى الشرف والربذة4. ويقال لحمى الربذة "حمى الحناكية" في الوقت الحاضر. وهناك حمى آخر، يسمى "حمى النير"5. وذكر أن بالنير قبر "كليب وائل"، الذي تنسب إليه بدعة الإحماء، وهو قريب من "ضرية"6.
ومن أشهر الأحماء وأكبرها في جزيرة العرب، حمى "ضرية". يذكر أهل الأخبار أنه سمي بـ"ضرية بنت ربيعة بن نزار". وقد حماه "عمر" لإبل الصدقة وظهر الغزاة، وكان ستة أميال من كل ناحية من نواحي ضرية، وضرية في وسطها7. وحمى "فيد"، ذكر أنه فلاة في الأرض بين "أسد"، و"طيء"، في الجاهلية. فلما قدم "زيد الخيل" على رسول الله أقطعه "فيد"8. وقد أشير إلى هذا الحمى في الشعر9. و"فيد" قلعة وبليدة بطريق مكة، في نصفها من الكوفة في وسطها حصن عليه باب حديد وعليها سور دائر،
كان الناس يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم، وما ثقل من أمتعتهم، وهي قر أجأ وسلمى جبلي طيء. وقد ذكرت في شعر لزهير10، وفي شعر للبيد بن
1 إرشاد الساري "4/ 206".
2 تاج العروس "5/ 530"، "نقع"، "8/ 280""خضم".
3 بين العلماء اختلاف في ضبط الاسم، فمنهم من ضبطه "السرف"، ومنهم من ضبطه بحرف الشين، أي "الشرف"، والصحيح أنه "الشرف" إرشاد الساري "4/ 206".
4 تاج العروس "6 "152"، إرشاد الساري "4/ 206".
5 الصفة "408".
6 تاج العروس "3/ 593"، "نير".
7 تاج العروس "10/ 219"، "ضرى".
8 تاج العروس "2/ 457"، "فاد".
9
سقى الله حيا بين صارة والحمى
…
حمى الفيد صوب المدجنات المواطر
تاج العروس "2/ 457"، فاد.
10
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم
…
ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك
تاج العروس "2/ 457"، "فاد"، و"رك ماء شرقي سلمى، أحد جبلي طيء. له ذكر في سرية علي، رضي الله عنه، إلى العلس"، تاج العروس "7/ 136"، "رك".
ربيعة1، وفي شعر لآخرين2. وقد زعم بعض أهل الأخبار أنها سميت بـ"فيد بن حام" أول من نزلها3. وقد يشير هذا الزعم إلى وجود جالية من العبيد في هذا المكان، عهد إليها زراعة الأرض. وذكر أنها عرفت بكعكها حتى ضرب به المثل:
وتلك فيد قرية والمثل
…
في كعك فيد سائر لا يجهل4
وقد أعطى الرسول "بني قرة بن عبد الله بن أبي نجيح" النبهانيين المظلة كلها أرضها وماءها وسهلها وجبلها حمى يرعون فيه مواشيهم5.
ولا تزال عادة الإحماء متبعة حتى الآن. فـ"سجا" مثلًا وهو ماء يعد في حمى الأمير "فيصل آل سعود" خص به إبله وخيله6.
وقد عرف الإحماء عند العرب الجنوبيين، وقد ذكر "الحمى" بلفظة "محمت" و"محميم" في نصوص المسند. أي "المحماة" و"المحمى"، ومعناها الأرض المحماة، أي "الحمى"7.
وذكر علماء اللغة أن "الحمى""المحجر". والمحجر: "الحديقة"، والمرعى المنخفض والموضع فيه رعي كثير وماء، وما حول القرية، ومنه محاجر أقيال اليمن، أي ملوكها، وهي الإحماء. كان لكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره. وذكر أن محجر القيل من أقيال اليمن حوزته وناحيته التي لا يدخل عليه فيها غيره8. وورد أن "بني عمرو بن معاوية" لما امتنعوا عن دفع الصدقات خرجوا على "المحاجر"، وهي أحماء حموها، فنزلوا بها وتحصنوا، وقاوموا منها
1
مرية حلت بفيد وجاورت
…
أرض الحجاز فأين منك مرامها
تاج العروس "2/ 457"، "فاد".
2
لقد أشمتت بي أهل فيد وغادرت
…
بجسمي صبرا بنت مصان باديا
3 تاج العروس "2/ 457"، "فاد".
4 تاج العروس "2/ 457"، "فاد".
5 ابن سعد، الطبقات "1/ 267".
6 محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي، صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار "1/ 18".
7 Rhodokanakis، Stud. Lexi، Ii، S. 120، Mordtmann، Himj. Inschri، S. 42.
8 تاج العروس "3/ 126". "حجر".