الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطر:
ويقال للمطر في المسند "ذ ن م م""ذنمم"، وقد وردت هذه اللفظة في عدد من النصوص1، ويقال له "دثن" أيضًا2. وهي "الدث" في عربية القرآن الكريم، يقال دثت السماء إذا نزل منها الدث، والدث هو المطر الضعيف3. ويراد بـ"دثن""الدث" في المسند، المطر الذي يتساقط بعد الحر الشديد وفي نهاية القيط.
ويقال للمطر الغيث كذلك. وذكر بعض علماء اللغة أن الغيث هو المطر الخاص بالخير الكثير النافع، ومن المجاز: الغيث بمعنى الكلأ ينبت بماء السماء، وكذا السحاب. ورأى بعض العلماء أن الغيث اسم المطر كله. وأما السبل، فالمطر أيضًا، أو المطر بين السحاب والأرض حين يخرج من السحاب ولم يصل إلى الأرض ومثله العثانين. وأما الودق، فالمطر أيضًا. ومنه النزل والرجع في كلام هذيل. وكذلك الخرج والقطر والخدر. وقيل: النصر، الغيث. والذهاب اسم المطر كله ضعيفه وشديده4. و"الديمة"، مطر يدوم أي يطول زمانه أيامًا. وأرض مديمة، أصابتها الديم، والمدام المطر الدائم5. و"الديمن" و"الديم"، هو الزرع الذي يسقى بماء المطر، في اصطلاح أهل العراق اليوم.
وإذا بكر الغيث في أول الوسمي، قيل له "باكور"6. أما آخر أمطار السنة
1 Mordtmann Und Mittwoch، Sab. Inschr.، S. 101، Num. 76، S. 238، Num. 171.
2 Cih 540.
3 تاج العروس "1/ 621"، القاموس "1/ 166".
4 تاج العروس "1/ 632"، "9/ 120 وما بعدها"، المخصص "11/ 5".
5 تاج العروس "8/ 296"، "دوم".
6 تاج العروس "3/ 57"، المخصص "11/ 8".
الذي يأتي في وقت الخراف، أي أواخر الخريف1، فإنه "خرفن" في نصوص المسند، أي "الخراف".
ويقال للمطر الذي ينزل في فصل الخريف: "الخريف"، ويقال له:"الخرفي" كذلك، أو هو أول المطر في أول الشتاء، وهو الذي يأتي عند صرام النخل، ثم الذي يليه الوسمي. وهو عند دخول الشتاء، ثم يليه الربيع، ثم يليه الصيف، ثم الحميم، وقال بعض علماء اللغة: أول المطر الوسمي، ثم الشتوي، ثم الدفيء، ثم الصيف، ثم الحميم، ثم الخريف، ولذلك جعلت السنة ستة أزمنة. وقال أبو حنيفة: ليس الخريف في الأصل باسم للفصل، وإنما هو اسم مطر القيظ، ثم سمي الزمن به. والحجاز كله يمطر بالخريف، ونجد لا تمطر به2.
والمزن السحاب. وقد وردت اللفظة في القرآن الكريم. ويقول علماء اللغة أن المزن جمع مزنة، وهي السحاب الأبيض. وقد كان جل اعتماد أهل جزيرة العرب في الشرب، وفي الإرواء على ماء المطر. كما نجد ذلك في الآية:{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} 3.
ولارتباط حياة العرب بالمطر، كثرت الألفاظ المتعلقة به في لغتهم. ففي معاجم اللغة ألفاظ كثيرة في معنى المطر وفي أمور تتعلق به، في مثل السحاب، وأنواعه وأسماء قطعه، وما شاكل ذلك من ألفاظ وأسماء، تمثل لك مدى عناية العرب بالمطر، لشدة حاجتهم إليه.
وللعرب علامات إذا ظهرت دلت عندهم على أنها أمارات الغيث وعلاماته، منها الهالة التي تكون حول القمر، إن كانت كثيفة مظلمة، كانت من دلائل المطر، ولا سيما إن كانت مضاعفة. ومنها "الندأة"، وهي الحمرة التي تكون عند مغرب الشمس أيام الغيوث. والمبشرات، وهي عدة علامات تتوالى، تدل عندهم على نزول الغيث. ومنها الرعد والبرق، ومنها أن ترى القمر أو الكواكب في الصحو يحيط بها لون يخالف لون السماء، وكذلك إن رأيت القمر في الغيم
1 المخصص "11/ 5".
2 تاج العروس "6/ 82".
3 تاج العروس "9/ 345". "مزن".