الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يَهْدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن من أفضل ما يشتغلُ به المشتغلون وخيرَ ما يعملُ به العاملون؛ نشرُ علمٍ نافعٍ تحتاجُ إليه الأمة، يهديها من الضلالة، وينقذها من الغواية، وكيف لا يكون كذلك، وقد حضَّ اللهُ تعالى عليه بقوله:{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} .
وإن من أكبر نعم الله علينا أن حفظ هذا الدين برجاله المخلصين، وهم العلماء العاملون، الذين كانوا أعلامًا يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم، فهم السياج المتين الذي حال بين الدين وأعدائه، والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم، وأمناؤهم على دينهم، وهم شهداء الله في أرضه، فليس في الأمة كمثلهم ناصحًا مخلصًا يُعَلِّمُون أحكام الله ويعظون عباد الله ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح، هم أهل الخشية، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .
فجزاهم الله خير الجزاء على ما بذلوه ويبذلونه من جهد عظيم لخدمة هذا الدين، ونسأل الله عز وجل لهم حسن المثوبة والدرجات العلا.
وإن مما يلزم التنبيه عليه أنه ينبغي على الأمة أن تعرف لعلمائها حقَّهم، ومن ذلك نشر علمهم بين الأمة حتى يستفيد العام والخاص منه.
ومن هذا المنطلق استعنت بالله عز وجل على انتقاء بعض فتاوى الأئمة الأعلام، مما تمس الحاجة إليه، ويكثر السؤال عنه، مقتديًا في ذلك بالسلف الصالح رحمهم الله، فقد انتقى علماء السلف من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم، ما تكثر الحاجة إليه من الأحكام والعقائد والآداب وغيرها، ومن ذلك:«المنتقى من عمل اليوم والليلة» ؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، و «المنتقى من السنن المسندة» ؛ لعبد الله بن علي بن الجارود، و «المنتقى من أخبار المصطفى» ؛ لمجد الدين عبد السلام ابن تيمية، وغيرها.
وقد انتقيت هذا الكتاب بفضل الله تعالى من عشرات المجلدات من فتاوى الأئمة الأعلام المعاصرين، وحرصت على أن تكون هذه الفتاوى مما يحتاج إليه المسلم في غالب أمور دينه ويكثر السؤال عنه.
وإنِّي أقترحُ على القارئِ الكريمِ أن يقرأَ مع عائلتِه في بيتِه وبشكلٍ يوميٍّ فتوى من هذه الفتاوى أو اثنتيْنِ أو ثلاثًا، ويتدارسونَها فيما بينَهم؛ ليستفيدُوا منها الفوائدَ العظيمةَ في الدُّنيا والآخرةِ، من تعلُّمِ العلمِ، وتنزُّلِ السَّكينةِ والطُّمأنينةِ على البيت، وتأليفِ قلوبِ البيتِ الواحدِ ونشرِ المحبَّةِ بينهم
…
إلخ.
كما أنِّي أقترح على إمامِ المسجدِ أن يقرأَ على جماعةِ مسجدِه من هذه الفتاوى المباركةِ، ويا حبَّذا أن يُراعِيَ الإمامُ الأمورَ التَّالية:
1 -
أنْ تكونَ قراءةُ الفتوى بعدَ صلاةِ العشاءِ؛ لكي يحضرَها أكبرُ عددٍ من المصلِّينَ؛ لأنَّه كما هو مشاهدٌ أنَّ قرابةَ نصفِ المصلِّينَ في أكثر المساجد يأتونَ بعدَ إقامةِ الصَّلاة -وأيضًا- يكونُ المصلِّي له الحُرِّيَّةُ إن أحبَّ الاستماعَ؛ جلسَ، وإن أحبَّ الانصرافَ؛ انصرف.
2 -
أن تكونَ القراءةُ بشكلٍ يوميٍّ، وأن لا تزيدَ عن فتوى واحدةٍ إلا إذا كانت الفتوى قصيرةً فلا بأسَ بقراءةِ فتوى أخرى، لكي لا تأخذَ وقتًا طويلا فتسببَ المَللَ، ولكي يستمعَ لها أكبرُ عددٍ مُمكنٍ من المُصلِّين، بل وحتى النساء في البيوت.
وإن في إصدار هذا الكتاب فوائد كثيرة منها:
1 -
ربطُ النَّاسِ عامَّةً والشَّبابِ خاصَّةً بعلمائِهم الكبارِ الموثوقين.
2 -
إقامةُ مجالسِ ذكرٍ، وإن كان وقتُها قصير؛ يحضرُها الكثيرُ من النَّاسِ لتغشاهم الرَّحمةُ، وتتنزَّلَ عليهم السكينةُ، وتحفَّهم الملائكةُ، ويذكرَهم اللهُ فيمَن عندَه.
3 -
تعليمُ النَّاسِ وإبعادُهم عن الجهلِ الذي هو سببُ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ وبليَّة.
4 -
فيها حفظٌ للعبادِ من العقوباتِ والشرور؛ لأنَّ الطَّاعاتِ والأعمالَ الصَّالحةَ سببُ الخيراتِ والبركاتِ، والأمنِ والأمانِ، ورغَدِ العيش، وضدُّها الغفلةُ والجهلُ والمعاصي، فهي سببُ كلِّ شرٍّ وابتلاءٍ وعقوبةٍ، إلى غيرِ ذلك من الفوائدِ والمصالحِ الكثيرةِ جدًّا.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، نافعا لعباده المؤمنين، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وأجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئاسة العامة للبحوث العلمية والأفتاء
مكتب معالي الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ
رقم المعاملة: 42004065
التاريخ: 1442/ 01/ 18
المرفقات: 1
محمد بن حسن بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن مِن سُبل تيسير العلم للناس وتقريبه لهم أن يكون على شكل سؤال وجواب، فإن ذلك يسهل عليهم فهم الأحكام الشرعية، ويعينهم على العمل بها، ومن هذا المنطلق قام الشيخ عبد الرحمن بن محمد الحميزي وفقه الله بانتقاء بعض فتاوى اللّجنة الدائمة مما تمس حاجة الناس إليه من أمور دينهم، ويكثر السؤال عنه، وهو عمل مفيد جدا، فجزاه الله خيرا، ونفع به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى
محمد بن حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ
فتاوى العقيدة